أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقّي - زائرٌ من المستقبل..!















المزيد.....

زائرٌ من المستقبل..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3629 - 2012 / 2 / 5 - 12:19
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل عدّة أيّام إلتقى إبن عمٍّ لي أحد أصدقائه من الذين التقوا الشخص الذي تسلل إلينا من الألفيّة الرابعة لأغراض السياحة وقد أبهرنا في ما حدّثنا فيه من شئون التقدّم الحضاري والتقني والعلمي في العالم وطبعا كان الحديث سريعا وقصيرا لأن ضيفنا العزيز غير مرخّص بالإدلاء بمعلومات تفصيليّة ثم انه يستخدم آليّة محددة لكي يستطيع التحدّث مع أبناء عالمنا الحالي،عن أوضاعهم هناك، ولكن ذلك الحديث القصير كان قد أذهلنا وأخافنا وجعل قلوبنا ترتجف من هول العجائب التي رواها عن أوضاعهم تلك ولا أدري حقيقةً من أين أبدأ ولا من أين أنتهي ولكن ربما يكون كل شئ ممكن التصوّر أو معقولا أو لا معقولا إلاّ شيئا واحدا لا يمكن أن يكون حاصلا أبدا فهو يفوق الخيال فعلا ولكن ماذا نصنع وأحدهم سبق له القول أن العقل الإنساني مهيّؤٌ لكي يتعامل مع كل أشكال الخيال ولا ضرورة أن يكون علميّا أو غير علميّ
الخلاصة وبشكل مباشر وبدون مقدمات يقول إبن عمّي هذا وهو في الحقيقة .. ليس إبن عمّي ( اللّح) بل إبن عمّ من العشيرة وهو يقول أن ذلك الضيف قال أنهم الآن بعد أن تعاملوا مع تحليلات الأحماض النوويّة ومركبات البروتينات تمكّنوا أن يطوّروا بروتينا جديدا فعلا وأحماضا أمينيّة جديدة ومبتكرة وكذلك التوصّل إلى مورثات متنوّعة بعد تقدّم علم الجينات وعلم الوراثة وبهذا تم تطوير إنسان جديد واسع القدرات والمواهب وفائق الذكاء وليس هذا الأمر هو الخبر الذي نتقدّم به إلى القارئ بل أن هذا المخلوق البشري الجديد انفصل عن الكائنات البشريّة تماما ولم يعد ممكنا أن يتواصل مع الإنسان الحالي بوسائل التكاثر أي أن الأمر أصبح كإنتاج نوع أو جنس ( ولا أدري ماذا يسمّيه علماء تصنيف الأحياء) جديد لا صلة له بسلفه الإنسان الحالي وأصبح من غير الممكن أن يتكاثر هذا الكائن الجديد العجيب مع الإنسان الذي نعرفه فلو اتّصل هذا الكائن أو اتّصل إنساننا به جنسيا فإن الأنثى منهما لن تحمل منه جنينا أو وليدا كما لو اتّصل كلبٌ بخروف ومعروف أنهما لن يُنتجا جنينا أو وليدا وقال ضيفنا الموصوف أنه في منتصف الألفيّة تقريبا وعندما تم تخليق أوّل كائن من هذا الطراز أجرى علماؤهم تجارب متعدّدة كان فيها المخلوق الجديد يستطيع أن يتّصل بالإنسان الحالي ولكن الوليد لم يتمتّع بخصائص المخلوق الجديد بل بمزايا تقع بين بين كما هو الأمر بين الحصان والحمار أو الكلب والثعلب أو الثعلب والذئب وهكذا وأن الوليد آنذاك لم يكن يستطيع التكاثر لأنه يفتقر إلى الأعضاء التناسليّة المتكاملة أي ظهر لهم شئ يشبه البغل وهو يتمتّع أيضا بمزايا حركيّة جديدة دون أن يستطيع التكاثر وهكذا فإن عالمهم الآن يضمّ كائنا متطوّرا راقيا لا يتكاثر مع الإنسان مطلقا وقليل من جنس المخلوقات التي نتجت عن تزاوج الإنسان الجديد المتطوّر بالإنسان الحالي أي من النوع الذي لا يتكاثر وليس له أعضاء جنسيّة متكاملة أمّا لماذا ينتجون تلك الأنواع فهو أي ضيفنا يقول والعهدة على الراوي كما يقولون يتم ذلك لأغراض تحمّل الأعباء العضليّة ولتطوير الرياضة وكافة المهام التي تتطلّب قوى عضليّة وجسمانيّة ويقول محدّثنا نقلا عن الشخص الذي رآى ذلك المخلوق القادم من العالم الآخر أنه أسرّ لهم بأمور كثيرة لا تُصدّق منها أنه تم لهم ابتكار وسائل ممتازة وعبقريّة بتكثير المخلوق الجديد بالإنقسام وليس بالتوالد المعروف وهكذا تجد عندهم ما إن يقرّر المخلوق الجديد أن يتكاثر حتّى يختلي عن الناس أو المخلوقات بضعة ساعات ليبدأ عمليّة الإنقسام ويحدث كما يجري في عمليّة انقسام الكروموسوم داخل الخليّة ليظهر بعد ذلك مخلوقان جديدان والعجيب في الأمر أن المخلوقين الجديدين يحمل كلٌّ منهما كافة عناصر ومكونات الذاكرة الموجودة عند شقيقه أو وريثه للفترة ما قبل الإنقسام وأن جميع المعارف والخبرات التي تم الحصول عليها في الكائن ما قبل الإنقسام تبقى حاضرة في المخلوقين ما بعد الإنقسام وكأن شيئا لم يحصل له عدا الخبرات التي يتحصّل عليها فيما بعد الإنقسام حيث تتضاعف ويقول قريبنا الذي يعرف ذلك الشخص الذي جاء من العالم الجديد أنه قال : أن أمورا كثيرة عجيبة حدثت لا قبل لأهل عالمنا أن يفهمها منها أن الطاقة لديهم يتمّ نقلها لا سلكيّا أي دون أسلاك أو قابلوات وأن الإتصالات تجري بطريقة التخاطر ولا أرغب بذكر بعض الأمور المؤسفة هنا وطبعا لا أحد يصدّقها فهو يقول أنّهم في كل بيت يقومون بتربية واحد من نوع إنساننا الحالي لأغراض التسلية والترفيه أي يكون لهم بمثابة تلفزيون البيت ، طبعا هذا غير معقول وربما يكون صاحبنا أو قريبنا الذي عرف شخصا التقى ذلك المخلوق الذي جاء من العالم الآخر أقول ربما يبالغ بعض الشئ لأنه من غير الممكن أن يحدث أمر كهذا في أمد ألف سنة فقط ولم تحدث مثل تلك القفزة الكبيرة في طول ما عرفنا من تاريخ طويل للبشريّة ولكن كل شئ ممكن والعلم عند الله .
يقول ابن عمّنا الذي يعرف شخصا التقى ذلك المخلوق العجيب أنه عندما سأله عن كيفية اختفاء ذلك العدد الهائل من الناس الذين يشبهوننا أنه أجابه والعهدة على الراوي أيضا وللأسف أنهم لمّا لم يجدوا فائدة من أولئك الناس الكثيرين وأنهم يستهلكون كمّا هائلا من المواد الغذائيّة والطاقة فقد طوّروا للمخلوق الجديد جهازا يعالج عددا من المواد السامّة والتي كانت تلوّث البيئة وأصبح بإمكانهم أن يواصلوا الحياة في الوقت الذي أخذ فيه الإنسان الحالي يعاني من الأمراض الفتاكة كالسرطان وسواه فتمت بالتالي عملية الإنتهاء من الإنسان الحالي طبعا ليس على وجه الإبادة ولكن بعض النماذج المتميّزة حافظوا عليها واحتفظوا بعدد آخر للتجارب .
أمّا الإنتقال بين الكواكب والمجرات فحدّث ولا حرج فقد استطاعوا أن يبتكروا مركبات ترتحل بسرعات عجيبة وغريبة منها ما هو أكثر من سرعة الضوء واكتشفوا نظريات علميّة جديدة لم نستطع فهمها ولا كيفية تفسيرها للظواهر الفائقة التقدّم وأنه قد اختفت الحواسيب تماما لأن كل مخلوق جديد يضمّ حاسوبا متطوّرا جدا بالغ الصغر في تكوينه ولا يحتاج إلى هذه الحواسب الموجودة حاليا كما أن جلود المخلوقات الجديدة تم معالجتها وراثيا بحيث أصبحت تتحمّل وتعزل الجو الخارجي عن الداخلي للجسم وتستطيع أن تمكّن المخلوق أن يعيش في طقس بارد جدا دون أن يشعر بأي ضيق وكذلك عند الوجود ضمن أجواء حارّة فإنه يستطيع العمل بارتياح تام.
ويقول ابن عمّنا الذي يعرف شخصا التقى ذلك المخلوق العجيب أن الأجهزة الحيويّة في المخلوق الجديد تم العمل على تطويرها كجهاز الهضم الذي لم يعد يحتاج للمعدة لأن الحصول على الطاقة أصبح يتم عن طريق مواد صغيرة الحجم جدا وتكفي لمدّة طويلة جدا وهي لا تحتوي على فضلات ولا مواد مضرّة فكل ما يتم تناوله عن طريق الفم أو الأنف أو أي فتحة في الجسم يتم تمثيله بالتمام ودون أي فضلات كما أسلفنا .
والغريب أن ابن عمّنا يقول والعهدة عليه طبعا فأنا أنقل لكم الحديث فقط وكما يقولون ناقل الكفر ليس بكافر إن كان ذلك كفرا ، أن تلك المخلوقات لم تعد بحاجة للكلام فهي لا تتكلّم بل تتخاطر ويعلم كلٌ منها ما بذهن الآخر ويُجيبه وكلّ هذا يتم بصمت تام ولكنّهم جعلوا لما تبقّى من الناس الإعتياديين أصواتٍ جميلة وأصبح كلامهم كشدو الحمام والعصافير وبذلك أصبحت الدنيا مليئة بالأصوات الجميلة و وصار حديث الناس غناءً بدل اللغو والصراخ أي أصبح كل شئ جميلا وكل الناس يغنّون ولا يتكلّمون
أشياء عجيبة غريبة فعلا ولا أدري هل يصدّقني أحدٌ أم لا ولكن ابن عمّنا المذكور جادٌّ فيما يقول كلّ الجد ويقول أيضا أنه سأل ذلك الزائر أن يصحبه في زيارة إلى عالمهم فوعده بذلك ولكنه قال له أنه يخشى عليه أن يموت قبل أن يصل العالم الجديد لأن السفرة طويلة بالنسبة لإنسان اعتيادي مع أنها كلمح البصر بالنسبة له وابن عمّنا ينتظر ولا ندري هل هو الآن هنا أم قد برّ ضيفه بوعده؟
هذه ليست أحلام أبدا وإذا لم تصدّقوا إسألوا ابن عمّي هذا إن لم يصحب زائره الآن إلى العالم الجديد في الألفية الرابعة
وعلى من لا يصدّق أن ينتظر ليرى ما ذا سيحلّ في المستقبل الذي جاءنا منه ضيفنا العجيب..!



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصميم الحضري..تخصّصٌ مفقود ٌ تقريبا!
- إلى أنظار السادة المسؤولين عن موقع الحوار المتمدن الأفاضل!
- مهدي محمد علي.. شاعرٌ وليس كاتبُ جنّة البستان فقط !
- من هو الشاعر ؟
- مثقفون و مثقفون..!
- رسائل ..
- المنطق الجدلي والنظريّة الفلسفيّة..!
- تعقيبا على مقال لا أغلبيّة في العراق!
- حول بابل ومسار التاريخ ومقال الأستاذ وليد مهدي !
- النمو الحضري بين النظريات والدوافع..!
- عودة إلى الهزّات الأرضيّة !
- لمحات وتأملات مع مقال الأستاذ وليد مهدي في البحث عن ملكوت ال ...
- مهدي محمد علي..توأم روحي!
- هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟
- تحكيم المباني ضد الزلازل من الجوانب التصميميّة !
- من سمات القيادة المقتدرة!
- تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي
- العيافة والقيافة والفراسة والطيرة...وغيرها من طبائع العرب
- أضواء على زوايا من علم الفلسفة الأساسي ( المنطق)!
- شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سنان أحمد حقّي - زائرٌ من المستقبل..!