أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير الرسالة الاعلامية على مختلف المجموعات















المزيد.....

الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير الرسالة الاعلامية على مختلف المجموعات


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير الرسالة الاعلامية على مختلف المجموعات
نظرية التوازن النفسي

فكرة نظرية التوازن النفسي تقوم على ان الانسان يحتاج الى ان يرى عالمه بشكل صورة منسجمة منطقية, يمكن فهمها, وبعكس ذلك يكون ضحية للقلق.

تتجلى هذه النظرية في الاعلام بشكل مختصر بان الرسالة الاعلامية, تتسبب بشكل عام باقلاق هذا التوازن من خلال طرحها فكرة جديدة تختلف بدرجة او اخرى عن الفكرة السابقة للمتلقي والتي هي جزء من توازنه النفسي وفهمه للعالم. هذا الاخلال بالتوازن يسبب التوتر والقلق للمتلقي, الذي سيسعى الى استعادة توازنه سريعا.

لاتسبب كل الرسائل الاعلامية اخلالا بالتوازن, الا اذا كانت تتناقض مع التصور السابق للمتلقي حول ما هو صحيح وما هو خطأ وتطالب بتعديله. فان كان المتلقي يثق بالمرسل, وكانت رسالة الاخير مشابهة لفكرة المتلقي, فانه (المتلقي) ليس بحاجة الى تعديل اي شيء, بل ان الرسالة تزيد من توازنه النفسي وتسعده. وكذلك ليس لدى المتلقي اشكالا في تلقي رسالة مخالفة لرأيه السابق من مرسل لاثقة له برأيه. اما اذا كانت الرسالة مشابهة لفكرته المسبقة قادمة من مرسل مخالف له, وجب على المتلقي ان يغير رأيه اما بفكرته المسبقة للابقاء على تقييمه السلبي للمرسل, او ان يغير رأيه السلبي بالمرسل. كذلك ان كانت الرسالة مخالفة للفكرة المسبقة للمتلقي وقادمة من مرسل موثوق به فأننا نحصل على نفس الاخلال بالتوازن ويتوجب عندها تغيير رأينا اما بالمرسل او بفكرتنا المسبقة.

تركز النظرية على ان عملية استعادة التوازن هي مسألة مركزية بالنسبة للاعلام. فالمتلقي ينتقل من توازن سابق الى توازن جديد, فكيف يفعل ذلك؟

يفضل المتلقي دائما الطريقة الاكثر اقتصادية لاستعادة توازنه النفسي, او ما يسمى بنظرية "الحلقة الاضعف". ولنأخد الحالة الاخيرة مثالا : رسالة مخالفة من مرسل موثوق. ان الاقتصاد في استعادة التوازن يجبرنا هنا على ان نغير ما هو اسهل تغييرا علينا. فكلما كانت ثقتنا كبيرة بالمرسل صعب تغييرها, وكلما كانت فكرتنا المسبقة مخالفة لفكرة الرسالة صعب تغييرها ايضا.

يدخل في الحساب ايضا عوامل جانبية على قدر كبير من الاهمية. فصعوبة تغيير فكرة المتلقي السابقة تعتمد على عوامل عديدة اهمها الدور الذي تلعبه الفكرة السابقة في حياة وتوازن هذا الشخص. فمن كان قد قضى حياته متعبدا, يصعب عليه نفسيا ان يقتنع بالالحاد مثلا, او تغيير الدين. لان ذلك يعني ضياع جهد كبير, ومفارقة تركيبة معقدة من القناعات الذهنية والعاطفية, والتي بنيت خلال سنين طويلة. ولا يسهل كذلك على اليساري الذي تعرض للتعذيب وخسر حياته من اجل قناعته بالتخلي عنها, حتى ان وجد ذلك منطقيا, للكلفة النفسية المرتبطة بتغيير تلك الفكرة.

العامل الثاني هو المجموعة التي يعيش فيها الفرد, والصداقات والعلاقات التي بنيت الى حد ما على اساس القناعات المشتركة السابقة. فمن الصعب خسارة (جزء مهم من) تلك العلاقات, كما انه من الصعب على الفرد ان يواجه الاخرين بالاختلاف عنهم.

الملخص هو ان طرح فكرة شديدة الاختلاف عن فكرة المتلقي قد لا ينتج الا عن نتيجة سلبية بالنسبة للمرسل, فيغير المتلقي رأيه به, ويحتفظ بفكرته القديمة كما كانت. لذا وجب على المرسل ان يصيغ رسالته بحيث لاتكون بعيدة عن فكرة متلقي رسالته الاعلامية.
لكن المبالغة في التقرب من وجهة نظر المتلقي ليست مفيدة ايضا. فان وجد المتلقي ان الفكرة المرسلة قريبة جدا من فكرته المسبقة, اعتبرها مطابقة لها, واهمل الفرق, وكانت الرسالة بالتالي عديمة الفائدة.

اذن فالوصفة السحرية للرسالة الاعلامية ان لاتكون بعيدة فتهدد بنتيجة عكسية, وان لاتكون مقاربة جدا لفكرة المتلقي المسبقة, فيتم اهمال الفرق بينهما, وتكون بلا تأثير. يتطلب هذا بالطبع فكرة واضحة عن فكرة المتلقي المسبقة لبناء رسالة مدروسة على اساسها.

هذه الرسالة يجب ان تكون "مفصلة" او "مصممة" خصيصا لمستقبليها, لكي تكون لديها اكبر فرصة للوصول الى النتيجة التي يرجوها المرسل. ولذلك توجب اولا دراسة المتلقين للرسالة, وهم في حالة الحملات الانتخابية, الناخبين المحتملين للحزب, وتقسيمهم الى مجموعات ليسهل توجيه رسالة مناسبة الى كل مجموعة على حدة.

رسالة مختلفة لناخبين مختلفين

بشكل عام يقسم الناخبين الى ستة مجموعات بالنسبة الى كل حزب:
1- الناخبين الثابتين بالنسبة لاختيارهم الحزبي (للحزب المذكور) بدرجة او اخرى
2- الناخبين المترددين بين حزبين
3- الناخبين الذين غيروا قناعتهم بالحزب الى حزب اخر
4- ناخبي الحزب السابقين الذين خيب الحزب امالهم, لكنهم لم يختاروا بديلا, ويفضلون عدم المشاركة في الانتخابات
5- ناخبي الحزب الذين لم يشاركوا في انتخابات سابقة, لكنهم يفكرون في المشاركة حاليا
6- الرافضين للمشاركة

بالطبع, بالنسبة لبلد يجري انتخابات لاول مرة (خلال تاريخ اجيال الناخبين الاساسيين) مثل العراق, لاتوجد المجموعة الخامسة. اما بالنسبة لحجم المجموعة الاولى فتختلف من حزب لاخر, ومن بلد لاخر, ومن زمن لاخر ضمن نفس البلد. فالى اواسط الستينات كان بامكان الاحزاب الهولندية الاعتماد على ناخبيها الثابتين واهمال "الناخب العائم" كما يسمى.

في الحالة المثالية, سيضع كل حزب ستراتيجية معينة لكل مجموعة من المجموعات اعلاه على حده. لكننا نعلم بالطبع ان الحقائق السياسية تضع حدودها لامكانية الحزب للمناورة. وبشكل عام فان تركيبة محتوى البرنامج السياسي تعكس مباديء الحزب الاساسية وتوجهات كادره من ناحية, والمواضيع التي تمثل الحياة اليومية بالنسبة للناخب, من الناحية الثانية.

كذلك تختلف الستراتيجية المتبعة للحملات الاعلامية حسب طول زمن تأثيرها المطلوب الى قصيرة المدى (اقل من نصف سنة) ومتوسطة المدى ( نصف سنة الى سنتين) وطويلة المدى (اكثر من سنتين). وتعتمد الصورة العامة للحزب على جهوده وتصرفه على المدى البعيد. فلا يصح الطموح الى احداث تغيير كبير في صورة حزب ما عند الناس خلال حملة تعتمد المدى القصير.
ومن ناحية ثانية يركز في الحملات الانتخابية على تكتيكات المدى القصير, وهي التي تعد بالحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات, لكن تأثيرها يختفي غالبا بمجرد نهاية الانتخابات. فيجب في تلك الحملات توفير الجهود وتركيزها على تلك التكتيكات.

من تلك التكتيكات ذات التأثير قصير المدى, الافلام الدعائية التلفزيونية والمناظرات الانتخابية في الراديو والتلفزيون, وكذلك الجهود المبذولة لاعطاء صورة جيدة عن شخص قائد الحملة الانتخابية للحزب والتمكن من استغلال الاحداث في فترة الانتخابات لتوكيد صورة ايجابية عن الحزب ومرشحيه, وشعارات الحملة الانتخابية.

ان مصممي الحملة الانتخابية محددين بعلاقات القوى داخل الحزب ايضا. فالحزب نادرا ما يكون تنظيما متجانسا ذو رأي واحد في مختلف القضايا, وفي كل انتخابات يقرر من جديد كمية مجال المناورة الذي سيسمح به لمختلف "اجنحة" الحزب للتعبير عن رأيها.
فمن ناحية يريد الحزب ان يعطي انطباعا بالشفافية والتنوع في داخله, لكنه يريد بنفس الوقت المحافظة على صورة جيدة عن قوة وحدة الحزب.

كذلك يجب تركيز الجهود على اقناع الناخبين المحتملين القريبي الفكر من فكر الحزب, والذين لا يحتاجون الى تغيير كبير لاقناعهم بالتصويت له. كذلك يجب اعتبار الناخبين الذين يصعب اقناعهم بالمشاركة بالانتخابات اصلا (مجموعة الرافضين), ناخبين بعيدين, حتى وان كانوا قريبين ايديولوجيا من الحزب. وان بذل الجهد لجذبهم, فيجب ان تكون الرسالة مختلفة بالنسبة لهم, حيث يجب ان تركز على حثهم على المشاركة وليس اقناعهم بافكار الحزب, كما هو الامر بالنسبة للاخرين.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملات الانتخابية والاعلام -3- الخط الايديولوجي
- تحية تقدير للمبادرات السياسية الذكية واصحابها
- ملاحظات حول مشروع الدستور الدائم للدكتور منذر الفضل
- الحملات الانتخابية والاعلام 2- حلزون الصمت
- الحملات الانتخابية والاعلام-1- الرسالة الاعلامية والمتلقي
- من هم الملوك؟
- ملاحظات عاجلة حول الحملات الانتخابية
- الامانة الموضوعية.. والشجرة: مراجعة لمقال صبحي الحديدي
- لم الحماس للقوائم الموحدة؟
- خدمتين جديدتين مهمتين لمستعملي الحاسبات
- هولندا: شعب طيب وصحافة عاهرة – 2- منع التكامل الاجتماعي –
- مقالق جلالة الملك
- الانتخابات: سنذكرها كحلم جميل, ام كابوس مرعب؟
- هولندا: شعب طيب, وصحافة عاهرة: 1- -كفار وسرقتهم حلال-
- عقدة الخوف من صدام تعود الى قلوب العراقيين
- نحن وحوارنا المتمدن
- درس كلاسيكي في التظليل الاعلامي
- رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا
- صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها
- صور صغيرة لمشكلة كبيرة كبيرة


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير الرسالة الاعلامية على مختلف المجموعات