أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صائب خليل - رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا















المزيد.....

رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:56
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


اين يقر الاسلام مثل هذا الاجرام؟

اود سؤال محمد ب ( المتهم بقتل فان خوخ), والمسلمين الذين يقرون جريمته: اين وجدتم ان الاسلام يقر هذا؟ لقد فتشت, وسألت العارفين, ولم اجد جوابا. لقد اهين النبي محمد نفسه واصيب بالاذى, لكنه بقي متحفظا متجنبا. هل تبعت يا محمد بتعاليم الاسلام ام اتبعت غضبك؟ لم حملت اخوانك, كما تسميهم, ذنب جريمتك الحمقاء, وسببت لهم كل هذا الالم والاذى؟ هل خدمت بذلك دينك واخوانك؟ اتمنى انك قد ادركت الان ان اخوانك هؤلاء ليسوا فخورين باخوتك هذه. ولقد عبروا عن ذلك بطريقة واضحة شجاعة تدعو للاعجاب, وباكثر من مناسبة.


حرية التعبير؟: يفترض بالقانون ان يحمي الضعفاء.

ان الحق الدستوري بحرية التعبير, مثل كل الحقوق الاخرى في كل دستور, قد وجد مبدأيا لحماية المجموعات الضعيفة, وضمان امكانهم ايصال صوتهم, فالاقوياء ليسوا بحاجة لحماية القانون. الا ان هذا الحق الاساسي يساء استعماله احيانا كدرع لحماية البعض الذي يريد الاساءة الى الجو الاجتماعي عن قصد, وغلق الباب بوجه الحوار وتخريب الثقة بين مختلف فئات المجتمع.


حرية الاهانة

عندما "اهان" عضو البرلمان (من حزب اليميني) "ناوين" بقية اعضاء البرلمان ال 149 بوصفه الجدل البرلماني بانه "حركات تقليدية", كاد يفقد مقعده, ولكن عندما يرسل شخص ما سيلا مستمرا من الاهانات الشديدة والكلمات البذيئة, ولسنوات عديدة الى مليون مسلم هولندي, لايستطيع احد عمل شيء, لانه محمي بحق "حرية التعبير".
الا تتحول "حرية التعبير" بهذا الشكل الى "حرية الاهانة" للاخرين والتسبب بالالم لهم؟ هذا امر خطير. فمن السهل ان ترى انه اذا ما استمر شخص ما بالتسبب بالالم لفترة كافية من الزمن الى مجموعة من الناس, فمن المتوقع ان يأتي يوم يقرر فيه احمق ما, حل المشكلة عن طريق العنف.


الشكوى غير مجدية في الغالب

اما اذا اراد احد ان يشتكي فلقد صار فشل الشكوى والجهد والوقت المبذول فيها, قاعدة اكثر مما هو استثناء. فمثلا اشتكى احد اصحاب موقع اسلامي, لدى "مركز شكاوي التمييز على الانترنيت" ((Meldpunt Discriminatie Internet (MDI) , ضد بعض النصوص على موقع (Volkomenkut.com) (والذي يشكل اسمه بحد ذاته اهانة شديدة الى الهولنديين من اصل مغربي). وكان الموقع المذكور يحتوي نصوصا مثل " لو ان جميع المسلمين ماتوا فجأة, لحصلنا فورا على السلام في العالم, ولحلت جميع المشاكل تقريبا", و: "مثل هذا الشعب يجب ان يسمم فورا بالغاز". عندها اجابت (MDI ) بان "قانون العقوبات لاينطبق على مثل هذه الحالات." وعندما استبدل المشتكي كلمة "المسلمين" ب"اليهود" و "الامريكان", حصل فورا على انذار من ( ) بان القانون يعاقب على مثل تلك النصوص, وانه يجب ازالتها فورا.
تلك وامثالها اسباب مشاعر اليأس وعدم الثقة والغضب, والميل الى العنف الناتج عنها.


ليس الجامع هو السبب

من الطبيعي ان تمنع اية خطب تزرع الحقد في الجوامع وفي اي مكان اخر, ولكن ذلك يجب ان يشمل التلفزيون, والممارسات الظالمة. واذا ما تحدث الناس في الجامع بتعابير غاضبة, فلا يعني ذلك بالضرورة ان الجامع هو المتسبب في ذلك الغضب. انه في الغالب, الظلم, الشعور باليأس عند زوار ذلك المسجد. وبسبب ذلك الظلم وحده, يمكن لخطبة محرضة ان تكسب قوة اقناعها.


"الرأي" الفارغ من المحتوى ليس "رأيا"

ان احدى اشهر الحجج المستعملة لابقاء الباب مفتوحا لاهانة المسلمين في هولندا, هو انه كثرما يكون هناك حاجة الى كلام قاس واحيانا جارح, لاجراء تغيير ايجابي في المجتمع. وبعبارة اخرى: ان ابرة الدواء المؤلمة يمكن ان تكون ضرورية للشفاء من المرض. هذا صحيح بلا شك. لكن, اذا ما تفحص المرء ابرة هؤلاء الذين نصبوا انفسهم "اطباء" للمسلمين, فانه سيجدها فارغة من اي محتوى, دع عنك محتوى شاف. فبدلا من التحليل الضروري للموضوع, لن يجد المرء اكثر من شعارات لاتصلح الا للدعاية السياسية الرخيصة. هؤلاء "الاطباء" ليسوا اطباء, وتلك الابر ليست الا ادوات تعذيب لها شكل الابر الطبية, ومن المفترض ان تحمي الديمقراطية ابناءها من التعذيب, وليس بالعكس.
ان الحل برأيي على المدى القصير ان نفكر بطرق تمكن المجموعات المعزولة من الوصول الى وسائل الاعلام. فيجب ان يشعر المرء بثقة, بانه قادر على مواجهة الكلمة بالكلمة.
اما على المدى البعيد, فيجب ان تخصص لتلك المجموعات مقاعد دراسية اضافية في فروع القانون والصحافة. ان تخصيص جزء من المئة مليون يورو التي اضيفت الى مخصصات الشرطة السرية (AIVD ) كافية لذلك.


لكل ميدان سلاحه

ايها المسلمون الهولنديون الاعزاء. في الوقت الذي اتفهم فيه شعوركم بالالم من الاهانات قليلة الذوق الموجهة الى الاسلام, اتمنى ان يكون استنكاركم لجريمة قتل فان خوخ حقيقيا وعميقا, وليس لانه كلام لابد منه. انا لم استطع ان اجد في القران نصا يسمح بالقتل, الا ضمن محاكمة قانونية, او في ضروف الحرب. فان كان ذلك صحيحا, فان ما حدث لايدل على علم محمد ب وايمانه بالاسلام بل بالاحرى بجهله وكل من اقر ووافق الجريمة. لقد كان غضب هؤلاء اقوى من ايمانهم.

من الطبيعي انه ان اراد المرء الدفاع عن نفسه, ان يرفع لذلك سلاحا مناسبا. فأن لم يكن في ساحة حرب, فمن الحماقة امتشاق السيف او المسدس. ففي هولندا يتوجب حتى على السكان من الاصول الهولندية ان يهبوا احيانا للدفاع عن حقوقهم عندما تهاجم. انظروا مثلا الى المظاهرات الضخمة التي عمت امستردام في الشهر الماضي. ان النظام يتيح الفرصة للنظال بطرق حضارية, ويفترض بنا جميعا ان نستفيد من تلك الفرصة, وان نشارك في ان نزيد كفاءة هذا النظام وعدله وقربه الى الناس. فمن السهل دائما ان نلوم الاخرين على كل خطأ, لكن ذلك ليس من العدل.

لقد بذل ثيو فان خوخ الكثير من وقته وجهده, والاف اليوروات من ماله لكي يصنع فلمه المهين للمسلمين, فما الذي بذله المسلمون لمواجهة ذلك برد حضاري؟


دولة القانون لنا جميعا

يصرخ بعض السياسيون بان على المسلمين ان يحترموا القانون والدستور, مثل بقية المواطنين. هذا كلام فارغ لامعنى له. فمن الطبيعي ان على الجميع ان يحترموا القانون. ولكنه ايضا من الطبيعي ان في كل مجموعة من لن يفعل ذلك. ومن الطبيعي ايضا ان هؤلاء سينالون عقابهم, وحسب نفس القانون. فلهذا الغرض وجد قانون العقوبات.
تلك النداءات تحاول ان توحي بان المسلمين لايريدون القانون والدستور. لكن من يتابع الامور يرى جليا بأن اؤلائك الصارخون هم انفسهم من هاجم الدستور مرة بعد اخرى وحاولوا تغييره مرة بعد اخرى والضغط على الحكومة لتطبيق "تعامل خاص" واعطاء "صلاحيات خاصة" لجهات معينة. انهم انما يفعلون ذلك لان القانون والدستور هما العقبتين الرئيسيتين التين تحولان بينهم وبين الهجوم على المسلمين وذوي الاصل الاجنبي ومعاملتهم بطريقة غير عادلة. لذلك فان من واجب المسلمين ومصلحتهم الدفاع عن حقوقهم بطريقة حضارية واحترام القانون والدستور ليس فقط مثل بقية الهولنديين, بل اكثر.
ليست تلك مهمة سهلة, لكن المسلمين لايقفون لوحدهم فيها. فهناك الكثير من الهولنديين, جددا وقدامى, يشاركونهم القلق على الدستور, وسيرحبون باية مساعدة يلقونها من المسلمين.
ان كارهي المسلمين, وكارهي الاجانب, والمؤمنين بالقيم التي ينادي بها نظام بوش للعالم, يضغطون بقوة للتلاعب بالدستور ومهاجمة الحقوق المدنية واعطاء المزيد من الصلاحيات للشرطة. يجب على كل الهولنديين, وخاصة ذوي الاصل الاجنبي, ان يقفوا بحزم بوجه ذلك.

ملاحظة: لم اتمكن من نشر الرسالة (باللغة الهولندية) في الصحف, ولكن على احد المواقع اليسارية الهولندية.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها
- صور صغيرة لمشكلة كبيرة كبيرة
- لماذا لم احتضن كل الحق؟
- جوائز مظللة في هولندا والدنمارك
- داغستان في ذاكرتي : بمناسبة ذكرى وفاة رسول حمزتوف
- المسامير التي لم تتحمل كلمة -لكن-
- سباق لتبرئة الذات: مرة ثانية حول مقتل فان خوخ
- ولنا نحن العلمانيون تعصبنا ونفاقنا...
- ايضاح حول مقتل ثيو فان خوخ - تعقيب على موضوعي بيان صالح و نا ...
- السعودية الجديدة
- 1%
- مثال, بطل الابطال
- كيف اقتنعتم؟
- نقاط ساخنة في الحوار العربي الكردي في العراق
- هل تدافع الجالية المسلمة في هولندا عن نفسها بشكل حضاري؟
- الاخوة الاعداء: جو مريض وعسر في الحوار بين العرب والاكراد
- وان ابتليتم بالمعاصي فاستتروا
- -ارض السواد-: خليط من فن الكتابة ونفاق التوقيت
- الرسائل الخفية
- نيغروبونتي:ارهابي خطر يجب طرده فورا


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صائب خليل - رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا