أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سندس سالم النجار - - ايها الآباء ، ايهما يقودكم الى الفضيلة ، موت بناتكم قتلا ً على ايديكم ، ام انتحارا ! ام- ؟(1 )















المزيد.....

- ايها الآباء ، ايهما يقودكم الى الفضيلة ، موت بناتكم قتلا ً على ايديكم ، ام انتحارا ! ام- ؟(1 )


سندس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 09:17
المحور: المجتمع المدني
    






" ايها الآباء ، ايهما يقودكم الى الفضيلة ، موت بناتكم قتلا ً على ايديكم ، ام انتحارا ! ام" ؟(1 )

ايهما يقودكم الى الفضيلة ، موت بناتكم قتلا ً على ايديكم ، ام انتحارا ! ام ؟
ما الاسباب والدوافع الحقيقية وراء القتل العمد من قبل الاباء لبناتهم ؟
ما الانتحار ؟ وكيف قسم حالاته عالم الاجتماع ( ايميل دور كايم ) في دراسته الميدانية ؟
ما الدوافع خلف انتحار الفتيات في سنجار بهذا العدد وهذه السهولة ؟
ما فلسفة الانتحار ؟ ولمَ ينتحر المشاهير والعظماء والنجوم ؟
ما وجهة نظر الدين بالانتحار ؟ ؟

(( القتل العمد للبنات من قبل الآباء تحت مظلة حفظ الشرف وأبقاء الرأس عاليا ))

مما تجدر به الاشارة وبقوة ، ظاهرة القتل العمد الخطيرة التي بدأت تتفشى مؤخرا بشكل كبير في بعضٍ من البلدان الاوروبية واخص بها ( المانيا ) .
والتساؤل هو : هل ان جميع حالات تلك الجرائم المقيتة والمنافية لمبادئ الدين ، والمعارِضة لمنظومة القيم والاخلاق الانسانية ، والتي تم اقترافها على خلفية التاكد والتيقن من وقوع بناتهم في الرذيلة ، تحت ذريعة ( حفظ الشرف او حفظ نصاعة الوجه ) كما يدعي بعض ٌمن هؤلاء المتجنّين ، ام على خلفية ( الشك فقط ) ؟؟؟
ان ما يترتب على تلك الحقائق يثير الف سؤال وسؤال ، عن ارضية وخلفية واخلاقية أولئك المدعين بالشرف والاخلاق والالتزام الديني والانساني . أنا عني كناشطة نسوية ، اسعى و اكافح وابحث جهد امكانياتي للتوصل الى الحقائق والاسباب والدوافع التي تقود الاباء وتشجعهم على تنفيذ تلك الافعال الوحشية التي يرفضها رب الكون و كل الاديان والشرائع السماوية والمبادئ الانسانية ..

ومن خلال المساعي التي قمت بها وحققتها ضمن مسيرتي البحثية في هذا المجال ( مجال الاسرة المهاجرة ومشاكلها في المهاجر) ، عن طريق التحصي و البحث والتعليل المنطقي لتلك الثغرات والتعرف عن الاخطاء البارزة
التي تبدوالمسؤولة الاولى والاخيرة عما يحدث من تفكك اسري وانحراف الابناء او البنات عن مسار اسرهن واصولهن وعاداتهن ْ...
نظراً لأن ظاهرةالقتل العمد لها أبعادها المختلفة، ولأنه لا مجال لدراسة كل هذه الأبعاد، أقصر حديثي عن هذه الظاهرة فيما يلي
:
لاشك ان المهاجرون القادمون الى بلدان الغرب من ثقافات مختلفة ، يعانون من هواجس الخوف والقلق من ( انقسام الهوية او تمزقها كما يقال ) ، وذلك بالانصهار والضياع في الثقافات الاوروبية حيث البلد الذي يلجأون اليه ويصبح مقرا مستقبليا لهم ولابنائهم . هؤلاء يحاولون التمسك بشدة اكبر مما كانوا عليه في بلدان الام ، بعاداتهم وقيمهم وصدْ الاندماج المفروض والمقدر عليهم ..

ولا شك ايضا في هذا ، ان الجيل الجديد ، المتمثل بابنائهم وبناتهم الذي ترعرع في احضان ثقافتهم الهشة والراكدة ، يقع ضحية ثقافتين او هويتين ، فألآباء من جانب يرون ضرورة ابقائهم على النمط الثقافي الراكد الذي ترعرعوا في اجوائه ، ظنا منهم ، انهم يعملون على حمايتهم من اذى وشرور المجتمع المفروض عليهم بالعادات والقيم الغربية ، متناسين او جاهلين بالاحرى الانقلاب الجذري الحاصل في البيئة الجديدة والزمن الجديد المفروض عليهم من قبلهم انفسهم اي ( الآباء ) اي ، هم من اتى بهم الى تلك البيئة ، وهم من اختارها لهم مستقرا لحياتهم ومستقبلهم . وعليهم تقبل ذلك وتحمل كل النتائج و المآسي المترتبة عليها ..
فهنا ما يتلقونه من المجتمع او المدرسة او الشارع ، يختلف كليا عما كانوا يتلقونه من بيئتهم ومجتمعهم القديم ، ( بلد الام ) . فلا يجد الأبناء امامهم الاّ الوقوع بين نارين ضروسين ، هم من ناحية مجبرون على القيام بسلوك مرْضي لآبائهم وراضخ لأرشاداتهم . ومن ناحية اخرى ، مجبرون على القيام بسلوك مغاير تماما عما هو في المنزل ، اي عليهم ان يرضخوا الى ارشادات المدرسة والمدرسين والمجتمع ، ولابد ان يرضخوا بحكم سنّهم ، اي مرحلة الطفولة الحساسة والهامة والخطيرة المفروضه عليهم . وبهذا ينقسم الابناء على ذاتهم ، الى شعورهم التام بالاحباط من انقسام وتمزق الهوية .فهم تائهون حائرون لا يعرفون لأي منهم ينتمون بالضبط . مما يقودهم الى الحيرة ، لمنْ يكون
الانتماء والاصغاء والولاء الصحيح والفعلي !
في تلك الاثناء يكون الآباء من المتفهمين والمتعلمين والمثقفين طبعا ،
على علاقة متوازنة عقلانية مع الابناء ، وبشكل غير منحرف عن المسار الطبيعي لكلا الجانبين ، وبلا اية اضطرابات في العلاقة بين الطرفين ، لذا نجد اسر كثيرة تجيد فن السلوك العقلاني والفكري والنفسي والعلمي الذي يحرص ويحافظ على المسارين كل في اتجاه ولكن ، لكل منهما حقوقه وشرعيته ومذاقه الخاص لدى الابناء وتبقى العائلة متماسكة متحابة بعيدة كل البعد عن تلك الاجواء الانفة الذكر ...
اما بخصوص من يتسمون بالجهل والامية والعقليات الرثة من الاباء والامهات ، فلا حول لهم ولا قوة الا التحجج بثقافتهم وتربيتهم المتعفنة كمياه بحيرة راكدة قد جمعت كل الحشرات والديدان التي تعشق الحياة على مثل تلك الاوحال ، حتى تحيلها الى وباء عضال متفشي ينعكس ليس على تلك الاسر فحسب وانما على المجتمع عامة . . فليس لهؤلاء الا ّاستخدام السلوك الفقير المبني على العنف والشتم والمهانة و العدوانية والأكراه في التربية والتعامل على عكس ما يلتمسونه في المدرسة والمجتمع العام .
طبعا ، لابد للفعل رد فعل يعاكسه في الاتجاه ، فليس لهؤلاء المراهقات والمراهقين طريق الّا ، الانحراف بالتوجه الى القانون الغربي الذي يحميهم ويدللهم ويوفر لهم المستلزمات التامة والتسهيلات المريحة لحياتهم ومستقبلهم .
علينا في هذه الحالة / ان نقر ّ ونعترف ُ معلنين وغصبا عن ارادتنا ، ان الابناء سينحازون الى الجهة الثانية ( اي المدرسة ) حيث يقضون ثلثي يومهم هناك ونصف الثلث الاخر في النوم والجزء المتبقي الضئيل جدا يقسموه ، لاجهزة التسلية كالتلفاز والكومبيوتروالهاتف النقال ومختلف العاب التسلية ( زائدا الاهل) ! . تصوروا ! كم ضيق الوقت الذي يقضونه مع الاسرة ! فلا بد انهم سيتأثرون ويكتسبون ويعشقون ويرتاحون للثقافة الاخرى المتمثلة ب ( اللغة ، السلوك ، التسهيلات الحياتية ، الموسيقى والفن ، العادات والقيم العامة والشخصية ) .
من هنا تبدأ المعضلة ، وتشب نيران المشاكل والمشاجرات مما يقودهم الى التمرد وفقدان الثقة اتجاه ابويهم وعدم تصديقهم فيما يقولوا ، في حين ان ، نفس ما يقولوه ، سيصدقوه من الجهة الثانية اي المدرسة او المجتمع المضيف الذي يكون القدوة الرائدة في نظرهم .
ومن هنا اناشد جميع الناشطين و المثقفين والاعلاميين ورجال الدين من الايزيديين ،ان يقفوا وقفة موحدة شجاعة وجريئة وصريحة في مثل هذه القضايا ، والتباحث فيها بهدف الوصول الى حلول حاسمة لها ، لا فقط ، الكتابة والاعلام والتباكي وهتافات فارغة . او التركيز وتناول مشكلات موهومة وتجاهل مشكلات قائمة خطيرة بهدذ الحد منها بشكل كلي .. .
وفيما ارى ، ان السبب الهام الذي جعل تلك الجرائم في تعتيم اعلامي ايزيدي واحجام الكتاب والصحفيين عن تناول الامر ومعالجته بطريقة مهنية اعلامية وسليمة ، وذلك لتخوفهم من نتائج ما يقومون به وعدم جرئتهم للمواجهة من ملامة المجتمع او اتهامهم بالتواطوء لصالح المغدورات من الضحايا ...
وليدرك الجميع ان ما حصل مؤخرا من قتل وتجني الاباء على بناتهم في دولة المانيا قد اثر وبشكل سلبي كبير على وجود واحترام الايزيدية كجالية تنتمي الى الاقليات الدينية في العراق وغير العراق ، التي كانت تتسم بروح التسامح والتعايش السلمي والماضي الشفاف والملئ بالويلات والقهر والاضطهاد . انها صورة بشعة رسمها هؤلاء لنا ، وهم في سجنهم المحاصر باسوار الجهل والتخلف ، الذي لا يرون انعتاق منه الا في دماء بناتهم وهن في غطاء المهد كما يقال .
ان ما يجري ، اسهم بشكل فعال وحقيقي ، امام السلطات الغربية ومجتمعهم على الاقل ، وفي ظل متغيرات سريعة وسيئة الخطى ، في مثل تلك السلوكيات التي غيرت نظرة الغرب لنا وما شكلته تلك الظواهر من اضطراب ووهن وخطورة واخلال توازن في الشخصية الايزيدية وفقدان الثقة بها وقيمتها عما كانت من ذي قبل ...
حتى وصِفت اعمالنا بالتناقض والتفاوت ، عما كنا عليه ، مما افرزت هذه الافعال كثير من الرؤى والظنون الاجتماعية التي من نتائجها النعت بالانحدار والتراجع عكس التطور والتغيير والبناء والاصلاح والسير بموازاة التيار الحضاري ...
الحلقة الثانية : ستتضمن الاجابة عن الاسئلة المتبقية بخصوص الانتحار بشكل عام وخاصة في سنجارالقدوة التي تبوأت المرتبة الاولى بتحقيق اكبر نسبة ممكنة من المنتحرات والمنتحرين !!! .
.
سندس النجار



#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -شئ من الرؤى المتواضعة لحروف شاعر-
- - ليلة العيد كعينيك -
- - الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ! ( من يحب ارضه لا يسعى ال ...
- - البيت الايزيدي الكردستاني في النمسا يدين بشدة العمليات الغ ...
- - مزاد وطن -
- -ويكبر السؤال
- الى الفارس العنيد ( البيشمركة الراحل عادل اليزيدي )
- - خلود ومخالب الذكرى -
- - الصراخ الأبكم -
- - منْ الفرع ومنْ الأصل ، الحب ام الجنس ، وفقا لنظرية علم الن ...
- - الحضن المقدس -
- - رحلة مجهولة -
- -حبيبتي .. انه تاريخي ! -
- - أناديك سرا ً -
- - رسالة من اميرة الصخور-
- - منذ عرفتك -
- - وأنبلج الفجرُيا مِصرُ -
- - الحاكم العربي وسموم البارانويا -
- -سمفونية الفجر -
- - لوحة قيد الاعتقال -


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سندس سالم النجار - - ايها الآباء ، ايهما يقودكم الى الفضيلة ، موت بناتكم قتلا ً على ايديكم ، ام انتحارا ! ام- ؟(1 )