- الحاكم العربي وسموم البارانويا -

سندس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

" الحاكم العربي وسموم البارانويـــا "

ـ ماالمقصود بالبارانويا وما علاقتها بالحاكم العربي ?
ـ ما صدى الارادة على الشعوب المسلوبة الحقوق والكرامة ?
ـ ايهما اقوى فعلا ارادة الشعوب ام ارادة الحديد والنار ?

البارانويا: حالة مرضية تنتاب صاحبها بشكل يتمركز حول اوهام لا ارضية واقعية لها , مقتنعا كل القناعة انه شخص مضطهد من قبل الاخرين والسبب الرئيسي لاضطهاده هو كونه شخص هام للغاية وله مواصفات تنعته بالعظمة والتميز عن الاخرين ..
يحمل هذا النوع من الامراض النفسيه الخطيرة انواع كثيرة من الفصام , منها الفصام البسيط , الفصام العقلي , الفصام الكتاتوتي والفصام الخيلائي اي فصام سن الشيخوخة الذي ينقسم بدوره الى ثلاثة اقسام وهي على التوالي البارانويا والبارافرينيا والبارانودي ..
هذا النوع من المرض بانواعه الفصامية يحمله و يتمتع به الحكام العرب قاطبة شيبا وشبابا ..
يكون الحاكم العربي في شخصيته قوة مسلطه ,مسيطره , طاغية , مستبدة وسائدة لا يعير قيمة لمشاعر الاخرين ولا يحترم عواطفهم حتى وان تظاهر بعكس ذلك , تكون له قدرة خارقة على الاقناع , يسخر من كافة الآراء التي تخالفه معتقدا متوهما انه دائما الاصح والاسلم ..
الحكام العرب بالتأكيد , انهم مصابون بمرض ( البارانويا ) اي جنون العظمة الكامنة والمكبوتة والمحاطة بمظاهر الذل والخنوع لديهم مترجمين ذلك كله باحتقار شعوبهم وعدم احترامهم لمشاعرهم وآرائهم واللامبالاة بحرياتهم وحقوقهم الانسانية ..
في دواخلهم كم هائل من التناقضات التي ينتج عنها تمردا نرجسيا يقودهم الى خوض المنافسات والتحديات الشرسة والعنيفة اثباتا لذواتهم المريضة , وانتصارا لايحاءات تربيتهم ونشأتهم المشؤومة , وكلها على حساب شعوبهم ، وتلك التحديات في ضوء التحليل النفسي يتبين انه نتاج لتلك الطفولة الذليلة التي ترعرعت في ظلال ذات الظلام في مجتمع لا يعرف الا الدفاع عن هوية ( الأنـــا ) لديه , ويرفض اي دفاع محايد عن تلك الهوية . لذا تراه ينخرط في هجوم عدواني مصيري مستتر على الشعب الذي يحتقره وينظر اليه نظرة خنوع وازدراء ..
ووفقا للتحليل النفسي والعلمي تبين ان السبيل الامثل والاقصر لتحقيق التفوق والانتصار ل ( أنـــاه ) هو الاستحواذ على قدر هائل من الثروة و المال حيث ان للمال سلطة اخرى موازية تتمكن من اختراق سلطة المجتمع ومتساويه للعرش تساعد على التمرد على الاحتقار .. وان تعلق الامر بالثروة والمال المسروق بطبيعة الحال وبدائله الرمزية , فانهم لا يجدون امامهم سوى هذا الطريق كاحتياطي عند هزيمتهم , للتعويض عما يلحق بهم من ازدراء وخنوع ومذلة كنتيجة لبارانويتهم التي كانت وما زالت تهز ميادين الانتفاضات كتونس الثائرة ومصر الجبارة , وما يحدث الان في الجزائر ولبنان واليمن والسودان من اضطرابات , لهي خير دليل على استفاقة عربية شاملة للثورة على البطش والذل والاستغلال وحضر الحريات واغتيالها التي طالما تحملتها الشعوب العربية منذ ازمنة ..وما ثورة الاحرار للشعب التونسي والمصري العظيم الا لكرامته وحقوقه وانعتاق كبته وصمته وصبره , انما هو عبرة ودرس للزعماء العرب وغيرهم للتطهر عن سياساتهم الكلاسيكية في ظل الوضع الشعوبي الجديد الذي ستكون فيه ( الثورة البيضاء الحرة ) هي العنوان والمنقذ من البؤس والقهر وسلب الكرامة ونهب الاموال وتزايد الفقر والامية والفاقة ..
هذا هو ديدن الشعوب التي تتميز بارادتها , تلك الارادة التي عللها ( هيجل ) ان مصدرها الوعي الانساني الذ هو اصل التاريخ وبدايته . والوعي لا شك انه المحرك الاساسي لاستلهام الشعب , اي شعب , لانه الارض الخصبة التي تقام عليها التضحيات .
والوعي الانساني , هو الركيزة الاولى التي تقودنا نحو قيمتنا الانسانية محطمين كل تعصباتنا الفكرية والدينية والاجتماعية .

هنيئا لثورة وارادةالاحرار في تونس ومصر , التي صنعت الامل من الياس والمستحيل ..
هنيئا لكل الضمائر الانسانية والقوى الثورية الثائرة للحق ضد القوى الرجعية الانهزامية المرتدة والعميلة للاستعمار , انها قوى الاستغلال الخائفة الخنوعة المريضة بالبارانويا التي لا تتمكن من العلاج و الحياة الا في ظل ( سيد مستعمر ) ...
فهل من استفاقة وارادة واستجابة عراقية كاشقائهم احرار مصر وتونس لاجبار حكام العراق المتسلطون واللصوص ومرضى البارانويا , على الهرب وترك الشعب ليكون سيد نفسه , قد يتذوق طعم الامان والكرامة والسلام ؟؟ ...

سندس سالم النجار

#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل