أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - اليهودية...ديانة مصرية















المزيد.....

اليهودية...ديانة مصرية


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 23:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى لا ينصرف تفكير القارئ بعيدا فاننى اعنى أن الديانة الإسلامية نزلت على محمد بن عبدالله (ص) فى الجزيرة العربية، وان الديانة المسيحية نزلت على عيسى بن مريم فى فلسطين، ولكن ديانة التوحيد الأولى "اليهودية" نزلت على سيدنا موسى فى مصر قبل وأثناء الخروج، اذن فاليهودية هى الديانة السماوية الوحيدة التى شهدت أرض مصر إشراقها .
جميع ما جاءنا عن الديانات السماوية هو فى مجمله مستقى من الكتب المقدسة لأصحاب هذه الديانات، أما التاريخ فرواياته فى الأغلب مختلفة، فلم يثبت تاريخيا حتى الآن وجود شخصية ابراهيم الخليل، وما قيل عن رحلة بنى إسرائيل الى مصر والخروج منها فيتم الإعتماد على ما جاء فى الكتب المقدسة الثلاث وكل ما حاوله المؤرخون من لى عنق الحقائق واستخراج متشابهات تاريخية لإثبات بعض ما جاء فى هذه الكتب لا تستطيع الوقوف على قدمين، من ذلك ما تردد ان فرعون موسى هو "رمسيس الثانى" ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة من الدولة الحديثة، واعتمادا على ما كتب على المسلات وصفحات البردى فقد رزق رمسيس الثانى بحوالى مائة من الأنجال بنينا وبنات بعكس ماورد فى القرآن انه لم يرزق بأولاد ذكور اذا كان هذا هو المقصود فعلا، كما بينت الدراسات الحديثة التى اجريت على مومياه انه مات ميتة طبيعية عن عمر فاق التسعين ولم يمت غريقا وان الملح الذى كان على المومياء (ملح النطرون) هو جزء من فن التحنيط عند الفراعنة وليس دليلا على الغرق فى البحر.
حاول بعض الذين يبحثون فى التاريخ أن ينسبوا الى الفرعون "مرنبتاح" ابن رمسيس الثانى انه فرعون الخروج مدعين أن لوحته في المتحف المصري في السطر الثاني من الأسفل وردت بها كلمة إسرائيل، ولكن علماء المصريات يؤكدون أن الكلمة الواردة بلوحة مرنبتاح لا تعني إسرائيل، ومن المؤكد أن التاريخ المصري القديم ـ الذي لم يترك شاردة إلا وخلدها على الحجر ـ لم يرد به كلمة واحدة عن وجود اليهود أو حتى قبيلة إسرائيل في مصر ولا عن قصة خروجهم الهائلة، وقال البعض انه الفرعون تحتمس الثالث لأنه ذهب وأدب القبائل الآسيوية الطامعة في خير مصر ويذكر آخرين انه هو سنوسرت الثالث لأنه أيضا أدب الآسيويين في بلادهم بمنطقة الشام ومنعهم هم وغيرهم من دخول مصر دون سبب قهري حماية لمصر من الدخلاء، وهو أول من وضع فيزا لدخول مصر، وكان تصريحا كتابيا موثقا يذكر به سبب الدخول ومدة الإقامة ومكان الإقامة.
كل هذه المحاولات لم يثبت التاريخ صحتها رغم ان "سليم حسن" كان من بين القائلين بها وزعموا ان بقاء فرعون حيا بعد اخراج بنى اسرائيل من مصر له دليل من القرآن ( ونجينا فرعون ببدنه)، ولكن القرآن يذكر صراحة أن فرعون قد غرق هو وجيشه ( فأغرقناه ومن معه جميعا)، وعلى ذلك تكون كل المحاولات لتحديد فرعون موسى أو فرعون الخروج هى مجرد محاولات لإثبات مالا يمكن اثباته.
على انه يبقى اتفاقا فى الكتب المقدسة دخول تلك القبيلة المسماة "بنى اسرائيل" وفيهم يعقوب وابنائه الإحدى عشرالى مصر فى زمن وجود يوسف على خزائن مصر وأنهم جائوامع آخرين للحصول على القمح من صوامع الغلال المصرية والتى خزّنه بها يوسف لسبع سنوات كما ذكرت الأسطورة، (وليس القول بالاسطورة قدحا فى القرآن الذى تحدث عن القصص القرآنى انه "أساطير الأولين" وأن مصدر هذه القصص توراتية فى الأساس مع بعض التغيرات ممّا يسوّغ القول أنها كانت متداولا معروفا في أوساط العرب كمرويات ومنقولات عربية عن الآباء الى الأبناء، وكما يقول محمد عبده كما نقل رشيد رضا مبيّنا غير مرة أن القصص جاءَت في القرآن "لأجل الموعظة والاعتبار ، لا لبيان التاريخ"، وكما يقول أيضا "محمد خلف الله" إن أسلوب القرآن في التعبير عن أفكار الأنبياء والمرسلين أو الأقوام ، لا يشاكل الواقع ، وإنما يمشي على وتيرة واحدة ... والحوار فيه إنما يمثّل أكثر من كل شئ الدعوة الاسلامية ونفسية محمد صلى الله عليه وسلم، في اسلوب بياني قصصي.
على اننا اذا عدنا للتاريخ نجد ان "النبى ابراهيم" المكّنى ابو الأنبياء هو الجد الأكبر لليهود ومن ابنائه ونسله خرج معظم انبيائهم ومنهم اسحق وابنائه وقد إعتَبر اليهود والمسيحيون أن إبراهيم هو أبو بني إسرائيل من ابنه إسحاق كما يؤمن المسلمون بأن النبي محمد هو من نسل الأبن البكر لإبراهيم الذي هو إسماعيل وقد ولد ابراهيم وعاش كما يدعوّن فى قرية جنوب العراق تسمى "أور" كان اهلها يعبدون الأصنام التى كان يصنعها أبوه "آزر" كما جاء اسمه فى القرآن، وكان "سن" أكثر آلهتهم شهرة وهو إله القمر، وكانوا يمثلونه كإنسان بلحية طويلة يرتدي ثوباً ويحمل قمراً في يده على شكل هلال وعبدوا كذلك الشمس والنجوم، ولكن ابراهيم رفض عبادة الأصنام وقام بتحطيمها وعلق الفأس فى رقبة كبيرهم مما أثار عليه قومه، ويأتى فى السياق تحديه للحاكم الإله "نمرود بن كنعان" ونجاته من الحرق.
ورغم ذكر القرآن للإبن الأكبر اسماعيل فى أكثر من موقع لكن تركيزه الأكبر كان على الإبن الثانى إسحق، "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(84). الأنعام"، كما يقول أيضا وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْك َمِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(6). يوسف، وفى موقع اخر يقول "وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ(38). يوسف" وفى سياق اخر يقول" وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالابْصَار"ِ وتتعدد ايات القرآن التى يغفل فيها القرآن ذكر اسماعيل. ربما يشير ذلك عرضا الى انحياز القرآن الى اسحق وابنائه يعقوب "اسرائيل" وباقى سلالته من انبياء اليهود، وربما يمكن تفسير هذا بمحاولة الرسول التقرب الى اليهود قبل أن يتحولوا الى أعداء، فكما ورد في القرآن قوله : {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العَالَمِينَ}"الجاثية"، وفى سورة البقرة "{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العَالَمِينَ}"، كما أن القرآن أعطاهم ملك الأرض بقوله "" وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ "، وقد دفع هذا الإنحياز القرآنى الى إسحق الى أن يعتبر الباحث "سامر اسلامبولى" أن ابراهيم لم ينجب من الأولاد سوى إسحق، معتمدا فى تفسيره هذا على القرآن الكريم بدئا من البشرى التى حملها ضيوف ابراهيم بقوله " وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ * قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ }الحجر، وواضح من النص إن النبي إبراهيم ليس عنده ولد قبل هذه البشرى وخاصة أنه كبير في السن ويظن أنه تجاوز مرحلة الإنجاب، "وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" (هود)، ونلاحظ هنا مجددا عدم ذكر اسماعيل بل ذكر اسحق ويليه ابنه يعقوب، وليست هذه قضيتنا الآن وربما افردت لها مقالا مستقلا.
رغم ان الديانات السماوية الثلاث تنسب الى ابراهيم الخليل وتعرف بالديانات الإبراهيمية فقد تنازعت هذه الديانات تبعية ابراهيم لها فقال المسيحيين ان ابراهيم كان نصرانيا ولكن القرآن حسم الصراع على ديانة ابراهيم حيث اختلف اليهود والنصارى انه كان يتبع دينهم فقال القرآن منهيا هذا الخلاف " مَا كَانَ إِبْراهِيْمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيْفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِيْنَ".
ويذكر أن الكتب المقدسة المعروفة هى أربعة " الزبور الذى انزل على داود وتوراة موسى وانجيل عيسى وقرآن المسلمين، ولكن ذكر فى القرآن كتب اخرى اهمها صحف ابراهيم و هي الرسائل السماوية التي تلقاها النبي إبراهيم والتي ورد ذكرها في القرآن بهذا الاسم، والتى خلت التوراة من ذكرها، ويذكر البروفيسير "جينتر لانزكواسكى":(إن عهد أبراهام هى مخطوطة مزورة ترجع للقرن الأول / الثاني الميلادي، تحتوي على وصف معراج أبراهام للسماء، وعودته، وموته)، وقد سجل القرآن الكريم بعض “تعاليم” الصحف الأولى [صحف إبراهيم وموسى] مثل:(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى. وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى: أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى. ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى. وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى. وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى. وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا. وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى. مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى. وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى. وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى. وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى. وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى. وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى. وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى. وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى. فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى) "النجم"، وذكرت الأحاديث النبوية ان صحف ابراهيم كانت عبارة عن أدعية وتهجدات فقط ولم يتم اى اشارة لها فى العهد القديم ولا توجد اى آثار تدل عليها، وبالنسبة لزبور داود فقد تم تضمينه فى العهد القديم باسم "مزامير داود" وهى عبارة عن بعض الأناشيد ذات الصياغة البلاغية.
التوراة او العهد القديم عند المسيحيين هى الكتاب المقدس الذى نزل على موسى فى سيناء بمصر حيث كلمه الله من وراء حجاب، وتتكون التوراة من مجموعة أسفار كالتالى : "التكوين" ويحكى قصة الخلق ونوح والطوفان ثم قصة ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف، يليه سفر "الخروج" وكان موسى هو الشخص الأساسى الذى تدور حوله الأحداث فهو الإنسان الذى اختاره الله لكى يقود شعبه فى رحلته أثناء خروجه من مصر وتظهر الوصايا العشر كأهم جزء من الإصحاح العشرين يليه سفر "اللاويين" وفيه يبين قداسة الله والكيفية التى يجب أن يعبده بها شعبه فى سلوكهم السوى حتى يتمكنوا من الأحتفاظ بعلاقتهم مع إله إسرائيل المقدس وبعده يأتى سفر "العدد" وفيه يعكف موسى بالوحى الإلهى على إعلان أمانة الله وإيفائه بمواعيده، كما كشف عن خيانة الإنسان وغوايته وسهولة استسلامه لإغراء الخطية، فعلى الرغم من أن الشعب الإسرائيلى تنكر لله بقى الله وفياً لوعده الذى قطعه على نفسه فأقتاد الشعب فى الصحراء وسد حاجاتهم من غير أن يغفل عن عقابهم كلما أنحرفوا عن عبادته.وآخر هذه الأسفار "التثنية" وهو يتألف من ثلاث خطب ألقاها النبي موسي في آواخر حياته علي الشعب، والفكرة الرئيسية فى التثنية هى أن الله أنقذ وبارك شعبه المختار الذى أحبه ويوصى الشعب أن لاينسى ذلك وأن يحب ويطيع أوامر الله حتى يحصل على الحياة والبركة المستديمة.
على أن ديانة التوحيد التى آمن بها موسى لم تكن بعيدة عن المعتقدات الفرعونية من كتاب الموتى واسطورة ايزيس وازوريس وديانة اخناتون واختلطت التوراة كذلك بمرحلة السبى البابلى حيث اعيدت كتابة التوراة هناك متأثرة بقانون حمورابى والمعتقدات الأشورية.
لقد ذكرت الكتب المقدسة رحلة اليهود كاملة وتحدث القرآن تفصيلا ان من خرج مع موسى هم اؤلائك الذين آمنوا به وهم قليلون، فكما جاء في الآية 83 من سورة يونس:" فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم... " وهذا يعني أنّ قلّة من الشباب هم الذين آمنوا بموسى عليه السلام، أمّا بقيّة الشعب من بني إسرائيل فاختلفت مواقفهم، ويذكر القرآن ان جزء كبير منهم فضلوا البقاء فى مصر تحت حكم الفراعين وعلى وجه الخصوص أولئك الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح الفراعنة، ممن هم مثل قارون: " إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم..." القصص:76. بل إنّ هناك ملأ من بني إسرائيل كانوا يعملون لصالح نظام الفراعنة، بدليل قوله تعالى في آية سورة يونس:" على خوف من فرعون وملئهم "، ولكن لا يوجد ما يثبت استمرار السلالة اليهودية فى مصر ومعروف تاريخيا ان الهجرة الثانية لهم الى مصر جاءت بعد سقوط الأندلس واضهاد اليهود فى اسبانيا وزادت اعدادهم فى عصر "محمد على" وسعيد واسماعيل ثم استقوائهم بالاحتلال الإنجليزى وحتى قيام دولة اسرائيل وبلغت أعدادهم اكثر من 65 الفا فى عام 1947، وكانوا ينعمون بالامان واحتلوا مواقع هامة فى سلك الإدارة والإقتصاد والفنون والصحافة، فقد عيّن " سعيد باشا" يعقوب قطاوى فى وظيفة الصراف العام واصدر "يعقوب صنوع" جريدة (ابو نضارة زرقا) واصدر موسى كاستيللى مجلة (الكوكب المصرى) وانتشروا فى السينما المصرية كالفنانة ليلى مراد واخوها منير مراد وعمر الشريف ونجوى سالم وراقية ابراهيم وكاميليا ومجموعة أفلام شالوم الكوميدية، ومن المخرجين توجو مزراحى وجاد عرفى ومن الموسيقين داود حسنى وزكى مراد وغيرهم كثيرون.
كما انه من الجدير بالذكر ايضا ان كثير من اليهود المصريين لعبوا ادوارا وطنية، من هذه المواقف توقيع حاخام اليهود فى الجمعية الوطنية ضد عزل "أحمد عرابى" ووقوف الكثير من اليهود وخاصة من انتموا للحركة الشيوعية كهنرى كورييل ومارسيل اسرائيل وهليل شوارتز وعلى رأسهم ايضا أحمد صادق سعد وريمون دويك ويوسف درويش جد الفنانة بسمة مواقف وطنية ضد الصهيونية، كذلك لا ننسى تأييد حاخام اليهود الأكبر" حاييم نعوم أفندى" لثورة يوليو 1952، ولكن هذا لا ينفى انحياز اغلبية اليهود المصريين الى العصابات الصهيونية قبل وبعد اقامة دولة اسرائيل على التراب الفلسطينى والتواطؤ مع الوكالة اليهودية فى تهجيرهم الى اسرائيل وقد كثف من ذلك الموقف العنصرى من الإخوان المسلمين ضدهم وتفجير المصالح اليهودية والتفجيرات فى حارة اليهود وكذلك الموقف الخاطئ لجمال عبد الناصر ضد جزء من شعبه.
ختاما فقد عاش اليهود عمرا طويلا من الهدوء والأمان فى مصر حيث جاء فى خطبة للزعيم "مصطفى كامل" وصفه لهم كعنصرمن عناصر الأمة الثلاث وذكرهم فنان ثورة 19 سيد درويش فى نشيد " قوم يا مصرى" بالقول
حب جارك قبل ما تحب تحب الوجود
ايه نصارى و مسلمين قال ايه و يهود
دى العبارة نسل واحد مـ الجدود.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهيجة حسين..وذاكرة الأمكنة
- خلجنة المجتمع المصرى
- nknown
- القضية الوطنية والمسألة الفلسطينية فى الثورات العربية
- لائحة طلابية جامعية.. فى زمن الثورة
- يسار مغامر. أم مراهقة ثورية
- الإخوان المسلمون...إختلافات ورؤى 2- إخوان السودان و الدكتور ...
- الإخوان المسلمون .. إختلافات ورؤى 1-حركة النهضة التونسية
- كلام فى الثورة
- الشيوعية والأخلاق
- رثاء الرفيق الراحل ( رفيق عبد الستار الشناوى ).
- عن الثورة والحزب
- الإخوان والعنف...مؤامرة 1965
- هذه الثورة ..طبيعتها وآفاقها
- الحسن والحسين... ذكر نصف الحقيقة
- واحد من الشهداء
- الإخوان والعنف .... حادث المنشية 1954 نموذجا
- حزب الإخوان...مخرج أم مأزق؟
- حقيقة الجهاد الأفغانى....تصحيح المفاهيم
- حادثة السقيفة...والصراع على السلطة


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - اليهودية...ديانة مصرية