أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الخرسان - عثمانية اردوغان صفوية سليماني وقومية جمال عبد الناصر!














المزيد.....

عثمانية اردوغان صفوية سليماني وقومية جمال عبد الناصر!


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمرارا للدور المثير للجدل لجمال عبد الناصر في الملف العراقي ارسل الاخير وفدا رفيع المستوى الى نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي ورجل الدولة الاكثر حنكة يطلب منه التخلي عن حلف بغداد والالتحاق بركب الداعمين للدور المصري في قيادة العرب، ووفقا لما نقل حنا بطاطو فإن اجابة نوري السعيد تلخصت فيما يلي:
( ان العراق حريص على استقلاله غير انه في حاجة الى صداقة تركيا خوفا على الموصل ونفطها، وعلى صداقة ايران كذلك اتقاءا لمطامعها في بعض المناطق على الحدود بين البلدين ). اجابة نوري السعيد للوفد المصري كانت تختصر تاريخا من الصراع الثماني الصفوي على العراق، وتعكس استراتيجية الباشا لتخفيف وطئة تلك التجاذبات القلقة التي تربك المشهد العراقي بشكل او بآخر، عقلانية نوري السعيد هندست حلف بغداد ودوره الاستراتيجي للحفاظ على مصالح العراق والمنطقة، كانت رؤية نوري السعيد السياسية تستشرف بوضوح مواقف على شاكلة ما جاء على لسان سليماني من وقوع العراق ولبنان تحت التاثير الايراني وكذلك ما جاء على لسان كبير العثمانيين الجدد رجب طيب اردوغان الاخيرة حول العراق والتي قال فيها امام البرلمان التركي: إن تركيا لن تقف مكتوفة الايدي لو تعرّض سنة العراق للتهميش!
كان المعسكر الغربي بعيد نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة يبحث عن جبهة في الشرق الاوسط تضم اضافة للبلدان العربية ايران وتركيا وباكستان، وبعد محاولات كثيرة نجحت بريطانيا وبتشجيع امريكي من تشكيل حلف بغداد الذي لم يلد الا بجهود استثنائية قام بها نوري السعيد، حيث انه كان عرّاب ذلك الاتفاق. الحلف تشكّل على اساس الاتفاق العراقي التركي الاستراتيجي المعلن رسميا من بغداد في يوم 24 شباط عام 1955 لانه كان بمثابة النواة الحقيقية واللبنة الاولى لحلف بغداد الذي انضمّت اليه بعد ذلك رسميا كل من بريطانيا، ايران، باكستان واراد ان ينضم له آخرون.
اهمية الحلف تكمن ليس في وقوفه ضد او مع معسكر بعينه بل تكمن اهميته في تشكيل تحالف دولي يربط مفصليا العلاقات الدولية بين منطقة الشرق الاوسط وما حولها من جهة وبين الغرب من جهة اخرى بعيدا عن معادلة الصراع العربي الاسرائيلي التي طغت على معظم التكتلات في تلك الفترة.
البعض كان يعتقد بأن الحلف لم يكن بين اطراف متساوية التأثير بحكم اختلاف حجم المشاركين فيه، وهذه النظرة مبدئيا قد تكون منطقية لكنها تسري على جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بين الكبار والصغار وخصوصا في الفترة الحالية لان الفترة السابقة باعتبارها تمثل صراعا بين قطبين ربما توفر شيئا من اللعب على تناقضات الكبار، اما اليوم وفي عالم القطب الواحد فليس ذلك في الامكان.
ان كل مناسبة يكشف فيها الاتراك و الايرانيون عن تدخلاتهم العبثية في العراق تتكشف للكثيرين عمق الرؤية السياسية التي اراد الباشا رسمها لمستقبل العراق وعلاقاته مع جيرانه الكبار، كان "الباشا" يرى في حلف بغداد محاولة لترويض النمور المفترسة التي تكشر عن انيابها كلما نظرت الى العراق، ترويض يتأتّى من خلال تبادل للمصالح وتقريب وجهات النظر والعمل كفريق واحد يرعاه كبار هذا العالم لضبط ايقاع العمل وحفظ الادوار، لكن رؤية عقلانية من هذا النوع لايستسيغها كثيرا جمال عبد الناصر، لقد طالما عارض عبد الناصر تحركات العراق السياسية واراده دائما رهنا لوجهات نظره .. ان عبد الناصر كان خصما لنوري السعيد في حلف بغداد منذ الارهاصات الاولى لتشكيل الحلف وقاد حراكا سياسيا بالتنسيق مع السعودية لاتخاذ موقف من العراق، الملفت ان عبد الناصر ذاته اصبح ايضا بعد ذلك خصما لخصوم نوري السعيد وأولهم عبد الكريم قاسم الذي قرر الانسحاب من الحلف في 24/3/1959.
انسحب العراق من حلف بغداد بقرار من عبد الكريم قاسم .. فلا رضي عنّا القوميون وكبيرهم عبد الناصر، ولا استطعنا ارساء سياسة ناضجة تتعاطى بحكمة مع المطامع التركية الايرانية في العراق! حتى انتهى بنا المطاف الى ما نحن عليه الان، فرقاء يستنكر كل منهم تدخلا من هذا الطرف ويدعو في ذات الوقت الى تدخل الطرف الاخر!

جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخضر واليمين الى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية الفنلندي ...
- -الاقليم السني- حق مشروع فلماذا المماطلات؟!
- آيا عراق .. بعد بعيوني اثر فرحة
- الانحساب الامريكي .. عاطفة العرب وعقلانية الاكراد!
- رحماك أيا بغداد فاتنة الفايكنغ !
- سقوط الاتحاد السوفيتي .. والربيع العربي!
- أسفا على الجفاء يا نيكلسون!
- يوم للحيوان اوالضواري .. في العراق!
- فناجين حمورابي ورئيس فنلندا!
- الجزيرة ولعنة اوروك!
- النخيب.. مجرد حلقة في سلسلة أزمات
- عقد على الكارثة .. عقد على التساؤلات!
- مقترحات وتوصيات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- اين اصدقاء الكويت ؟!
- أنها عربة مثيرة للاعجاب!
- على ضفتي البلطيق عاصمتان للثقافة الاوروبية عام 2011
- ليبيا بلا قذافي .. !
- كي لا تختطف الثورة السورية!
- عودة لخارطة الشرق الاوسط الجديد !
- قضاء الميمونة .. ذاكرة قمح وسياسة!


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الخرسان - عثمانية اردوغان صفوية سليماني وقومية جمال عبد الناصر!