ليبيا بلا قذافي .. !

جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3464 - 2011 / 8 / 22 - 17:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

ليبيا بلا قذافي .. !

ربما من حسن حظ من يتنفس الحياة حاليا انه شهد تلك التحولات الكثيرة الكبرى التي حصلت فقط في بضع سنوات، فيما كانت أجيال واجيال تنتظرها لعقود من الزمن! ان العقد الاخير كان عقدا مجنونا بامتياز .. حصل فيه ما هو متوقع ومالم يتوقعه احد، اما عام 2011 فكان اكثر اعوام العقد الاخير جنونا على الاطلاق.. يكفي انه اسقط حتى الان ثلاثة من الحكام العرب الذين نحتوا انفسهم فوق كراسي الحكم وصاح كلُّ منهم باعلى صوته كما هو فرعون ( انا ربكم الاعلى ) وهناك بعض آخر لازال يحتظر بانتظار ساعة الحسم! فيما ينتظر الباقون مصيرا ليس افضل ممن سبقوهم .. فعام محمد البوعزيزي لم يبح بكل ما عنده بعد، ولازالت عربته الشهيرة تصب لعناتها على الحكام العرب.
لقد هوى ( حامي البوابة الشرقية ) صدام حسين وانتهى به المطاف الى حفرة وقودها الهزيمة والخذلان، وولى بن علي هاربا ( مدى الحياة! ). وسقطت اسطورة مبارك، حتى وصل المطاف الى نهاية معمرالقذافي مع كل ما يحمل من ألقاب! لاول مرة في التاريخ تصبح طرابلس دون قبضة الامام الاخضر، سقطت اسرع من بغداد سقوطا حرا بيد الثوار والمحتجين ولم يفعل شيئا من وعوده ( القائد الأممي، عميد الحكام العرب، ملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين.. والفيلسوف السياسي الاخضر! ).
نهايات متشابهة ومصير غير مشرّف .. لزعماء يشبهون بعضهم جدا في الكثير من المزايا السلبية التي يتميزون بها عن غيرهم من حكام العالم. ليس فقط في الفترات الزمنية القياسية التي يقضونها في السلطة ولا في ظاهرة التوريث، التهديد والوعيد، استخدام الدروع البشرية، خطاب التخوين وتصفية المنافسين من الخصوم والاصدقاء بل اضافة الى ذلك إنهم يشبهون بعضهم كثيرا في اخيتارهم الحلول الاكثر غباءا حتى ينتهي بهم المطاف الى نهايات سوداء.
لقد انتهى القذافي عمليا وانتهت فترة قاتمة حكم فيها ليبيا بالمال والسلاح.. فحوّلها الى جماهيرية عظمى للبطش والخوف. فهنيئا للشعب الليبي على نهاية مرحلة القذافي، وهنيئا لكل عشاق الحرية. نعم قد يكون القادم ليس سهلا وربما تختطف الثورة الليبية وما أنجزه الشعب الليبي حينما تنفس الحرية لاول مرة بعد اربعين عاما، لكن الجماهير التي كادت ان تختنق وحبست انفاسها في الماضي من حقها ان تشعر بسعادة غامرة على الاقل لانها بمساعدة الحلفاء اسقطت معمّر الدكتاتور.

جمال الخرسان
[email protected]

#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات