أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - ابو كاطع .. ثلاثون عاما على الرحيل














المزيد.....

ابو كاطع .. ثلاثون عاما على الرحيل


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 23:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



لانه كان فلاحا وعانى ما عانى من ممارسات الاقطاع والتسلط.. رأى بام عينيه مايمارسه الغني بحق المحتاج، ولاصق الطبقات الفقيرة في صراعها مع اصحاب المال إذ بقيت في ذاكرته تلك الصور غير العادلة التي يكافح فيها الفلاح البسيط بكل ما يملك من امكانيات مالية وعلمية معدومة يكافح جماعات لها من المال والجاه والنفوذ ما تقلب به الحق باطلا والباطل حقا .. يرى كيف تقسّم الاراضي بين الوجهاء ولايبقى للمسحوقين الا الاراضي المالحة النائية البعيدة عن مجرى النهر..! لذلك كان الاعلامي والروائي شمران الياسري ( ابو كاطع ) مهتما بالطبقة الفلاحية والطبقات المسحوقة بشكل مثير للانتباه، هذا ما يلاحظ في برنامجه الاذاعي الشهير ( احجيها بصراحة ابو كاطع ) وكذلك في اعمدته اليومية والاسبوعية في مختلف الصحف العراقية، هذا ناهيك طبعا عن اعماله الروائية (الزناد، بلابوش دنيا، غنم الشيوخ وفلوس أحميد ) وكذلك (قضية حمزة الخلف) ان تلك الاعمال هي بالاساس تتحدث عن الموروث الشعبي والرواية الريفية.
تعلم ابو كاطع القراءة والكتابة على يد امه التي تعرف من اللغة ما يمكنها من قراءة القرآن فحسب، ثم احتّك بعد ذلك ببعض المتعلمين ليطور مداركه في التعليم.. ويصبح شغوفا بالمطالعة. كان مثالا للانسان العصامي الذي استطاع ان ينتفض على واقعه ويقلب الظروف القاسية لصالحه، فمن رجل امي الى متعلم ويمتلك من الادوات اللغوية ما يسمح له باداء رسالته النبيلة، لقد اختار الاعلام الموجّه للطبقة الفلاحية والشريحة البسيطة وسيلة لمخاطبة تلك الشريحة المعدمة. نموذج من تلك الشاكلة بلا شك يشكل ظاهرة فريدة بحاجة الى مراجعة.

الرجل يمثل ظاهرة خاصة ليس فقط لانه اهتم بالطبقات الفقيرة واوصل خطابه السهل الممتنع اليها بسهولة وليس فقط لانه كان عصاميا فانتفض على واقعه وتعلم القراءة والكتابة وشغف بالمطالعة رغم ان الظروف قست عليه ولم تسمح له بالذهاب الى المدرسة بل اضافة الى ذلك فانه وظف كل مفردات وحكايات الادب الشعبي الذي يعرفه جيدا وظف ذلك بشكل ملفت للنظر.. حتى عد الرجل من افضل من كتب في الرواية الريفية. ويحسب لابو كاطع انه اول من وظف الادب الشعبي بهذا الشكل المتقن وبهذه السعة وظفه لخدمة النقد السياسي والاجتماعي الساخر.
عمل في العديد من الصحف.. طريق الشعب، جريدة البلاد، الحضارة،الثبات،صوت الاحرار، مجلة الثقافة الجديدة، الفكر الجديد، صوت الفلاح، التآخي وغيرها من الصحف.

عانى الرجل في البداية من ممارسات الاقطاع وكان يحمل معاناة غيره كذلك .. وعانى ايضا خلال عمله كصحفي زياراته المتكررة للعديد من سجون ومعتقلات العراق بسبب مواقفه المنحازة للقضايا العادلة ولهذا قضي فترات طويلة في سجن العمارة، بعقوبة، بغداد وغيرها، اضف لذلك ان الرجل فقد وظيفته في وزارة الاصلاح الزراعي لاسباب سياسية. وفي السبعينات كان يعاني بالاضافة الى جميع ما تقدم كان يعاني مضايقة السلطة للادب الشعبي بحجة التاثير على العربية ليشعر انه محاصر تماما وذلك ما اضطره لترك العراق عام 1976 ليستقر في جيكوسلوفاكيا.

يوم السابع عشر من آب الجاري تكون قد مرت الذكرى الثلاثون على رحيله الغامض في حادث سير يثير الشكوك وهو في الطريق من جيكوسلوفاكيا إلى هنغاريا.. كان ذلك عام 1981. في تلك المناسبة فإن الصحافة قبل غيرها مدعوة لاستذكار ابو كاطع وما قدمه من تضحيات في سبيل الاعلام الهادف. لدينا اليوم جيش من الصحفيين من الحرس القديم او الاجيال الجديدة ولكن القليل منهم يعرف تجربة ابو كاطع الاعلامية اوالروائية الفريدة التي تستحق الاحترام والتقدير.. لا نريد لهذه التجربة الغنية أن تختزل في مهرجان متواضع في واسط فحسب.
في خاتمة المقال اقولها و( بصراحة ابو كاطع ): لم يبق لشخصية الفلاح في الاعلام العراقي الا المواقف الهزيلة الساخرة المسيئة له وحتى للقائمين عليها !

جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتريات سومرية قرب بيخال
- ماذا انجزت منظمة الامن والتعاون في اوروبا بعد 36 عاما على نش ...
- العراق ومصر وقرارات الاجتثاث !
- قصاص على كبد الجاني ألذ من الشهد !
- الجواهري قرن من الشعر و السياسة
- كي لاتختزل اللغة العربية في مراجعة التراث!
- العراقية تقتات على المالكي
- غلطة الشاطر مردوخ!
- الحكومة الفنلندية الجديدة
- خرج للعلاج ولم يعد!
- ساحة مجلس الشيوخ في فنلندا.. نصب يحكي قصة تسامح الشعوب المحت ...
- عرب الاهوار والمادة 140 من الدستور
- اقطاع النواب في زمن الفيسبوك!
- الارهاب .. والتراب!
- في حضرة مظفر النواب
- رسائل سياسية في ميناء !
- غيوم ايسلندية مفخخة !
- عن خطاب اوباما المتوازن
- مجلس التعاون الملكي!
- صحة الدكتاتور مثيرة في جميع الاحوال!


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - ابو كاطع .. ثلاثون عاما على الرحيل