أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الخرسان - في حضرة مظفر النواب














المزيد.....

في حضرة مظفر النواب


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 09:38
المحور: الادب والفن
    



ايهٍ يا مظفر النواب يا صوتا هادرا تلاقت فيه ملامح الهوية الشعرية والثقافية العراقية وشكلت منه خارطة لبلاد ما بين النهرين بكل ما فيها من دمعة وابتسامة. أيا طائر البرق اخيرا لقد عدت الى العراق.. واعدت معك تأريخا من المجد الشعري، الان عاد شيء من بريق بغداد، عادت ذكريات النضال والسياسة، عادت ارهاصات السجون العراقية التي كانت الى وقت قريب تمثل تجمعات سكانية لمبدعي هذا البلد العجيب. شخصيا رأيت كثيرا من الاساتذة في مختلف شؤون العلم والثقافة قد اتقنوا مهنتهم وصقلوا مواهبهم خلف القضبان! بل كان استاذي في اللغة العربية والذي تعلمت منه الكثير اتقن علوم اللغة العربية في سجن ابو غريب الشهير! وقد قالها من قبل امين الريحاني في زيارة له الى العراق خلال العشرينات من القرن الماضي: (هذا البلد خيرة ابنائه في السجون).
حقا انه كذلك .. والا فمن يصدّق ان هذه الكتلة الشعرية المظفرية قضت ردحا من سنينها المعطاءة وراء القضبان في زنازين تحت الارض؟! ذنبها الوحيد انها كانت زرزوا من زرازير البراري الحرة لاتقبل العيش في أقفاص!
منذ اربعين عاما وانت يانواب ذلك الطائر المهاجر تجره اقدامه من بلد الى اخر تحمل خشبتك بانتظار من يصلبك عليها .. ايها الشاعر المرهف لماذا هذه القسوة بحق امك الاولى بغداد؟! فهي تحن اليك ولو بنظره قبل فوات الاوان. منذ اربعين عاما وأنت تركب سفينة الرحيل، اخيرا اعادتك بغداد الى حضنها الاخّاذ رغما عنك ايها الفتى المتمرد، عمرا قضيته وانت مسافر في قطار ليلك الشتوي المعسعس تزور المحطة تلو الاخرى .. عواصم اوروبا، والامريكيتين، ارتيريا، ظفار، دمشق، طهران، الامارات، وغيرها من بلاد الارض، تذهب حيثما هناك ( دكَ اكهوة و ريحة هيل ) وحيثما هناك (ليلـة من ليل البنفــسج ).
آن الاوان للعراق ان لايكتفي من اعزائنه وابنائه بمرور العابرين في قطارات الرحيل، فتلك القهوة العربية جاهزة بانتظار جلسات الاهل والاحبة .. القهوة تبحث عن احبابها وتنتظرك ياطائر البرق.. عدت اخيرا الى ما لك من جذور ذهبية، ومن هنا اعزف للمرة الالف وتريات لياليك الطويلة وانبيء عليا للمرة الالف:
ما زالت عورة عمرو بن العاص معاصرة ... وتقبّح وجه التاريخ ... ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربية!
ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء ... يؤلب باسم اللات ... العصبيات القبلية ... ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها ... وتراك زعيم السوقية! ).
حن .. مظفر، فالقلب لهوف الى ما تركت ورائك من قوافي الحب ولوعة عاشق وتناهيد عصامية بكل ما يطلق الثائر من صرخات: عيونك زرازير البراري .. بكل فرحها بكل نشاط جناحها ... بعالي السحر
و الروح مني عوسجة بر .. ما وصل ليها الندى .. و لا جاسها بقطرة المطر.

ايهٍ مظفر .. لازلت محطة استراحة هادئة جدا لمسافات زمنية جميلة يلتقي فيها الفصيح بالوان الشعر الشعبي .. يتكامل كل وجه منهما بالاخر وليس ثمة تنابز بالالقاب بين اللونين كما اراد لهما البعض! قامة شعرية باسقة تطال السماء في الشعر الحر وفي ذات الوقت لها حظوة وكلمة عليا في الشعر الشعبي بل يرجع البعض لها الفضل في القفز بالشعر الشعبي العراقي الى افاق ارحب مما كان عليه فيما سبق.
مظفر النواب .. ايا عسلا بغداديا من رحيق الجنوب ( أقسم أن حمام الساحة سيعرف ثوبك ... والأيتام سيجتمعون إليك بأمعاء فارغة ... وعيون فارغة ... وأماني فارغة ... وملابس من صدقات السلم ... وأنت تزور بيوت الفقراء ... سيرونك تحمل صرة حزن مثل الفقراء).

جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل سياسية في ميناء !
- غيوم ايسلندية مفخخة !
- عن خطاب اوباما المتوازن
- مجلس التعاون الملكي!
- صحة الدكتاتور مثيرة في جميع الاحوال!
- الجزيرة بلا رأي آخر!
- لقد قطع رأس الافعى !
- كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا!
- حديث في السياسة عن خليج النفط!
- زنكه والعلوج نهاية واحدة
- اعصار اليمين يضرب فنلندا!
- حب وزهور في متنزّه الزوراء
- قمة بغداد او محور دولي ثالث!
- حكام الخليج يقدمون المبادرات لغيرهم وازماتهم دون حلول!
- ثمانون عاما على رحيل جبران
- المالكي ملاكم بلاقفازات !
- مخطىء من يفرّط بامريكا بعد اليوم!
- الاعلام والطائفية وتكرار الوجوه !
- القرار 1973 انصاف للتجربة العراقية
- المرأة السعودية غير مستعدة للانتخابات!!


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الخرسان - في حضرة مظفر النواب