أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال الخرسان - قمة بغداد او محور دولي ثالث!














المزيد.....

قمة بغداد او محور دولي ثالث!


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 00:15
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لفترة طويلة ظلت علاقة العراق مع محيطة العربي مصاغة وفق معادلة واحدة اما ان يرفع السلاح بوجه ايران ليستحق شيئا من شهادة حسن السلوك من الاخرين واما ان تحل عليه اللعنة من قبل اخوانه الذي اتخذهم العراق دروعا فكانوها ولكن البقية يعرفها الجميع!
هذه النظرة الضيقة للاسف الشديد بين العراق واشقائه العرب تعبّر عن نفسها بين الحين والاخر، وفي هذا الاطار جاءت المطالبة الخليجية بالغاء القمة العربية المقرر اقامتها في بغداد هذا العام او اقامتها في اي عاصمة اخرى سوى بغداد التي طالما يلوموها العرب لانها لاتدور في فلكهم فارادوا عودتها لاحضانهم ولكن بهذه الطريقة الاستفزازية!!!
من وجهة نظر خاصة فان القمة العربية لاتستحق كل هذه الهالة السياسية والاعلامية .. الكل يعرف وضع الجامعة العربية ويعرف وضع البلدان العربية وتاثيرها في السياسية الدولية لذلك فان هذا الجفاء الخليجي يمثل فرصة مناسبة لكي يعيد العراقيون مرة اخرى النظر في علاقتهم مع الجيرة العربية وان يتحركوا منذ الان بشكل جاد لتلبية الاصوات التي طالبت كثيرا باستحداث محور ثالث في المنطقة عابر للقارات يجمع الكبار ويتجاوز المحاور الطائفية التي كثيرا ما ارهقت منطقة الشرق الاوسط وانعكست سلبا على الصف العربي والاسلامي عموما والساحة العراقية بشكل خاص، فالعراق من جهته بقي على علاقة غير مستقرة وقلقة مع كلا المحورين .. واذاما كان هناك تفسير ربما يكون منطقيا لطبيعة العلاقة المتشجنة بين العراق وبين محور الممانعة باعتبار ان العراق صديق للولايات المتحدة الامريكية وهذه الاخيرة تمثل عدوا لبلدان المحور المذكور اعلاميا على الاقل، فانه في نفس الوقت مالايمكن تفسيره هو ذلك الفتور الملحوظ وربما العلاقات المتشنجة مع المحور الاخر الذي تعتبر معظم بلدانه صديقة للولايات المتحدة الامريكية! وهذه ربما حالة غريبة وملفتة للنظر في طبيعة العلاقات الدولية، الاغرب من ذلك ان العراق الذي يستضيف اكبر سفارة امريكية في العالم حيث يصل عدد العاملين فيها الى 3000 عنصر بالاضافة الى الوجود العسكري الامريكي الواضح ومع ذلك فان معظم البلدان الخليجية الصديقة للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة تعتبر الحكومة العراقية مجرد امتداد للنفوذ الايراني!

ان كل طرف من هؤلاء يريد للعراق ان لايقف في مسافة واحدة عن الكل بل يريد للعراق ان يرفع السلاح بوجه الطرف الاخر! وان سياسة التوازن والوسطية التي يتبعها العراق مع الجميع في وجهة نظره تعد موقفا سلبيا على طريقة (اما ان تكون معنا او مع الارهاب )!

المثير للسخرية ان العراق يلهث وراء مؤسسة على غرار الجامعة العربية لاتمثل قيمة في القرار الدولي والاقليمي ويتخلى بكل سهولة عن حلف على غرار حلف بغداد رغم انه كان عابرا للعنصرية والطائفية وله ثقل وغطاء دولي منقطع النظير! اهمية الحلف تكمن ليس في وقوفه ضد او مع معسكر بعينه بل تكمن اهميته في تشكيل تحالف دولي يربط مفصليا العلاقات الدولية بين منطقة الشرق الاوسط وما حولهامن جهة وبين الغرب من جهة اخرى بعيدا عن معادلة الصراع العربي الاسرائيلي التي طغت على معظم التكتلات في تلك الفترة.
انسحاب العراق من الحلف كان واحدة من الاخطاء الكبيرة التي ارتكبها عبد الكريم قاسم رغم ان الانسحاب جاء وفقا لمبدأ منطقي في العلاقات الدولية وهو الوقوف على الحياد بين قطبين كبيرين.. لكن تلك الخطوة كلفت العراق كثيرا لانها جاءت في زمن لايتحمل الحياد في منطقة مثل الشرق الاوسط، الحياد فيها يعني خسارة الطرفين. ولهذا فان الحياد لم يجنب العراق انقلاب 1963 كما ان الحياد لم يجنب العرب خسائر كبيرة في حروبهم مع اسرائيل.

ومن اجل الاستفادة من اخطاء الماضي يجب ان لا نكتفي بالبكاء على اللبن المسكوب وان لانكتفي بردود الافعال الممتعضة من الموقف الخليجي حول قمة بغداد بل لابد من العمل على تشكيل تكتل اقليمي ودولي بعيدا عن لعبة الممانعة والاعتدال او الارث العدائي بين العرب والفرس! محور ثالث ياخذ بعين الاعتبار خصوصية الحالة العراقية التي تختلف بعض الشيء عن كلا المحورين ويرتكز على الخطاب المتوازن.تلك خطوة وان كانت صعبة الى حد ما في ظل الارباك الذي تعاني منه الدولة العراقية الا انها لو تحققت فانها تشكل للعراق وللمنطقة محورا اكثر توازنا من المحاور الموجودة وحينها سوف تستعيد بغداد هيبتها بلا تنازلات.

جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام الخليج يقدمون المبادرات لغيرهم وازماتهم دون حلول!
- ثمانون عاما على رحيل جبران
- المالكي ملاكم بلاقفازات !
- مخطىء من يفرّط بامريكا بعد اليوم!
- الاعلام والطائفية وتكرار الوجوه !
- القرار 1973 انصاف للتجربة العراقية
- المرأة السعودية غير مستعدة للانتخابات!!
- اردوغان سلطان عثماني بحلة مختلفة!
- الشيوعي العراقي بعد 77 عاما
- هل يمتن العرب لليمين ؟!
- قادة يشبهون بعضهم جدا!
- الجيوش .. والثورات العربية
- البحرين جزء من السعودية؟!
- اتفاقيات من اجل القمع !
- فرنسا .. امريكا.. وتبادل الادوار
- التيه المصري جزء من اللعبة الديمقراطية!
- ميركل، برلسكوني زعماء حزب الشعب الاوربي يجتمعون في هلسنكي
- المظاهرات خلاف الشريعة ؟!
- وحدات سكنية لرجال الاعلام.. لماذا؟!
- تداعيات ال 99%


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جمال الخرسان - قمة بغداد او محور دولي ثالث!