أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - الجزيرة بلا رأي آخر!















المزيد.....

الجزيرة بلا رأي آخر!


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 16:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الجزيرة بلا رأي آخر!

منذ انطلاق بثها في يوم الجمعة الاول من تشرين الثاني عام 1996 كقناة اخبارية جادة مختلفة عن الاخريات فانها قفزت بالاعلام العربي الى مرحلة جديدة من حيث حجم التغطية ومساحة الحرية ونوعية الكوادر التي تتواجد في الجزيرة، هذه الاخيرة تمثل مرحلة زمنية فاصلة في مسيرة الاعلام العربي. لكن ذلك التميز الذي حظيت به الجزيرة لايمنع على الاطلاق من ان تكون ذراعا اعلاميا موجّها بشكل فاضح احيانا، في اطار تصفية الحسابات مع هذا الطرف او ذاك، وهذا الموقف تارة يكون بتوجيهات عليا من القيادات القطرية وتارة اخرى من قبل اطراف خارج قطر انطلاقا من نفوذها في قناة الجزيرة من خلال بعض الكوادر الاعلامية المهمة في القناة، وهنا يتذكر كثيرون ما كانت تفعله قناة الجزيرة بالنسبة لنظام صدام حسين حينما كانت تحابيه على حساب الاخرين تحت ذرائع مختلفة.. لدرجة ان مدير القناة السابق محمد جاسم العلي جاء الى بغداد، والتقى عدي صدام حسين في 13 آذار عام 2000، وقد جاء في ذلك اللقاء الموثق بالصوت والصورة على لسان العلي: ( أنا موجود هنا لكي أسمع وجهات نظرك ولكي نأخذ منك الملاحظات.. ولولا تعاونك ودعمك لنا لما نجحت مهمتي ). ويرد عليه عدي: (لقد مرت سنة كاملة من دون أن نراك..أنا أتكلم معكم بحكم العلاقة التي تمتد إلى ثلاث سنوات، ولكنك تعرف البشر من شكله ومشيته وهذا الكلام في الحقيقة غير موجه لك بقدر ما هو موجه لأصحاب القرار الآخرين في مجلس الإدارة ). هذه الفضيحة التي سربتها الولايات المتحدة الامريكية والتي عثر عليها في ارشيف عدي صدام حسين اجبرت الجزيرة على استبدال العلي بوضاح خنفر! من جهته فان نائب رئيس تحرير قناة الجزيرة سعيد الشولي وخلال مؤتمر الفضائيات والمجتمع العربي الذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن قبل عدة سنوات اعترف امام الجميع بعلاقة الجزيرة بمخابرات نظام صدام حسين حيث قال: ( من النادر وجود اعلاميين وصحفيين عرب لم يتعاملوا مع مخابرات صدام ) وبرر ذلك ( كانت علاقتنا مع مخابرات صدام من اجل الحصول على تغطية جيدة للخبر العراقي )! ولا اعلم كيف تكون المخابرات عموما والمخابرات العراقية خصوصا مصدرا موثوقا ودقيقا للمعلومة؟! فيما الاعلام العربي والجزيرة بالذات كانت قد شنت هجوما كاسحا على الرئيس بوش الابن ووزير خارجيته كولن باول لانهم استندوا على معلومات مصدرها وكالة المخابرات المركزية الامريكية من اجل شن حرب الخليج الثالثة.
القناة كانت تحابي صدام علنا فمثلا في احدى حلقات برنامج (اكثر من رأي ) الذي يقدمه سامي حداد والذي يعتمد بطريقته على استضافة ثلاثة او اربعة ضيوف فانه خصص حلقة لطارق عزيز ليكون عزيز بمثابة الرأي والرأي الاخر! وهكذا العديد من البرامج والمواقف الاخرى المشابهة، كما ان الحال بقي على ماهو عليه بعد سقوط صدام حيث كانت الجزيرة تفتح الابواب على مصراعيها لجميع الجماعات المسلحة في العراق بما في ذلك تنظيم القاعدة وتسوق عملياتهم ضد الابرياء على انها (مقاومة !).
في الفترة الاخيرة الجزيرة ارادت الانحياز لبعض الثورات العربية ودخلت على الخط بدوافع التحريض وليس فقط تغطية الحدث، ذلك الانحياز الواضح كان يبرره البعض بانه انحياز للشعوب على حساب الانظمة المستبدة وهذا حسن لو تعاملت القناة بنفس السياسة مع الثورات الاخرى! لكنها للاسف الشديد كشرت عن مزيد من انيابها المنحازة فاغلقت ملف البحرين تماما وفقا لسياسة مجلس التعاون الخليجي حول الموضوع. وازالت حتى تلك الخلفية التي تحمل اعلام دول عربية تشهد تظاهرات شعبية والتي تظهر وراء مقدمي الاستوديو الاخباري. الامور اختلفت بالنسبة لتغطية الجزيرة الى حد الانقلاب على دعمها لما يسمى بخط الممانعة، اذ كانت القناة تدّعي انها تنحاز اليه في كثير من الاحيان وهو انحياز لم يكن ناتج عن مبادىء واخلاق المهنة، وانما من سياسة اعلامية موجهة، او حتى نتيجة لتلبية رغبة أحد الخطوط الثلاثة التي تسيطر على القناة، فبالاضافة الى الخط القومي المسيطر على القناة، هناك خطان آخران لهما رأي في سياسة القناة الاعلامية، وهما الاخوان المسلمون وكذلك تنظيمات حزب البعث في العراق!
لقد جاءت اللحظة التاريخية التي تكشف فيها الجزيرة عن بعض اقنعتها بشكل فاضح ولاتتهاون في فرض امر واقع على كوادر القناة، وهذا ما اجبر غسان بن جدو الذي عرف بانحيازه لمحور الممانعة على الاستقالة رغم انه يقدم واحدا من اشهر برامج الجزيرة ( حوار مفتوح ) كما انه يدير مكتب قناة الجزيرة في بيروت! لقد خرج من الجزيرة احتجاجا على انقلاب الاخيرة على خط ( المقاومة ) وتعامل بمثالية مفرطة في هذا الجانب، الرجل ذاته ورغم حرفيته العالية فانه غير موضوعي في امور لاتقبل التردد، فمثلا فيما يتعلق بحزب الله وسوريا والمسلحون في العراق ينحاز باندفاع منقطع النظير ويحاول تصحيح حتى ما يقعون فيه من اخطاء. ولكنه حينما يتناول مثلا للتجربة العراقية لايعجبه اي شي فيها بما في ذلك التبادل السلمي للسلطة لا بل يرفض حتى اعدام صدام بحجة انه خلق هوة بين السنة والشيعة!
لقد زرعت كل جماعة لها وجودا في قناة الجزيرة وحان وقت الحصاد او ربما تضارب المصالح الذي لايسمح لهم بالاستمرار اكثر من ذلك، متخفّين وراء الشعارات المندفعة التي قد تبرر لهم امام الجمهور ما يظهرون من انحياز فاضح لهذا الطرف او ذاك.. هكذا وصلت الامور الى نقطة فاصلة معها تكون الخلافات كفيلة باظهار الحقائق. ومن هنا جاءت استقالة الاعلامية السورية لونا الشبل التي فتحت نيرانها على قناة الجزيرة واتهمتها بخيانة الأمانة الاعلامية بسبب تلفيق الأخبار التي تبثها حول الأحداث في سورية وتتحدث عن الغرفة السوداء في قناة الجزيرة حول ما تبثه من تقارير مصورة تدس فيها القناة الخبر المفبرك والمغلوط بالخبر الصحيح. كما انه سبقت ذلك جملة من الاستقالات لاسباب مختلفة مثل استقالة حافظ الميرازي، يسري فودة، عبد العزيز عبد الغني، يوسف الشريف مدير مكتب اسطنبول، أكرم خزام إضافة إلى عباس ناصر، جمانة نمور ولينا زهر الدين .
المتغيرات السياسية الحاصلة في الوطن العربي اسقطت زعماء كثر، واسقطت معهم ايضا مؤسسات اعلامية كبيرة، اضافة الى ذلك فان الثورات العربية اماطت اللثام أيضا عن بعض الانتهازيين ممن يتمترسون خلف واجهة الفكر والثقافة ويوسمون عند الجمهور بانهم (المفكرون) الذين وضعوا انفسهم في خدمة الجزيرة لدرجة تجعلهم يدارون باجهزة التحكم! من حسن الحظ ان هناك خيارات اعلامية متنوعة في عصر الفضاء المفتوح، وهذا ربما هو العزاء الوحيد في انهيار بعض المشاريع الاعلامية العربية التي كانت تبشر باعلام مختلف.

جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد قطع رأس الافعى !
- كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا!
- حديث في السياسة عن خليج النفط!
- زنكه والعلوج نهاية واحدة
- اعصار اليمين يضرب فنلندا!
- حب وزهور في متنزّه الزوراء
- قمة بغداد او محور دولي ثالث!
- حكام الخليج يقدمون المبادرات لغيرهم وازماتهم دون حلول!
- ثمانون عاما على رحيل جبران
- المالكي ملاكم بلاقفازات !
- مخطىء من يفرّط بامريكا بعد اليوم!
- الاعلام والطائفية وتكرار الوجوه !
- القرار 1973 انصاف للتجربة العراقية
- المرأة السعودية غير مستعدة للانتخابات!!
- اردوغان سلطان عثماني بحلة مختلفة!
- الشيوعي العراقي بعد 77 عاما
- هل يمتن العرب لليمين ؟!
- قادة يشبهون بعضهم جدا!
- الجيوش .. والثورات العربية
- البحرين جزء من السعودية؟!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - الجزيرة بلا رأي آخر!