أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الخرسان - الجواهري قرن من الشعر و السياسة














المزيد.....

الجواهري قرن من الشعر و السياسة


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في اغلب الظن انه لايوجد شاعر عراقي من قبل قد عاصر التحولات السياسية والاجتماعية والادبية في العراق كما هو الحال مع الشاعر محمد مهدي الجواهري، فعمره الطويل الذي امتد من 26/7/1899 وحتى 27/7/1997 وقربه من دائرة السلطة بشكل او بآخر سمح له كي يكون شاهدا على مختلف التحولات السياسية والاجتماعية الكبرى في المجتمع العراقي ولهذا كان ديوانه السياسي الهوى من اكبر الدواووين الشعرية كما ان مذكراته في جزئيها اصبحت مرجعا تأريخيا مهما لكل من يبحث في تاريخ العراق الحديث.
ومع ان الجواهري كان يلعن السياسة في مناسبات كثيرة ويصف الساسة بانهم كمن يبتسم بوجهك ويطعنك من الخلف ، لكنه طوال عمره كان يتعاطى مع السياسية بشكل مبالغ فيه بالنسبة للشعراء الاخرين الذين عاصروه من مختلف الاجيال. انه يتعاطى الشأن السياسي لكن بطريقته الخاصة التي تعكس انفعالات الشاعر اكثر مما تعكس حنكة الساسي.
لقد عاش الجواهري ارهاصات بناء الدولة العراقية كذلك مرحلة الاحتلال البريطاني، كان شاهدا على جميع الثورات التي حصلت آنذاك، دخل البلاط الملكي وخرج منه بعد بضع سنوات، بعد ذلك دخل البرلمان عام 1947 ثم استقال بعد فترة قصيرة أثناء وثبة كانون الثاني عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث التي استشهد فيها شقيقه جعفر. ايد انقلاب بكر صدقي 29/10/1936 ثم تمرد عليه، اندفع لتأييد ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941. ساهم بالاضافة الى اخرين في تاسيس حزب التحاد الوطني 1946 والحزب الجمهوري عام 1960. ايد ثورة 14 تموز بشكل كبير لكنه بعد ذلك وجه لها انتقادات كثيرة ومواقف اودت به الى السجن وخرج بكفالة اعتبرها مهينة له. ثم له مواقف كثيرة بعد ذلك في مناهضة البعثيين دفع في مقابلها ضريبة كبيرة اما بالسجن او النفي.
طيلة القرن الماضي بين الفترة والاخرى كان الجواهري يصدر العديد من الصحف والمجلات باسماء مختلفة ابتداءا من الفرات مرورا بالانقلاب ثم الراي العام، كذلك الثبات، ثم الجهاد، الأوقات البغدادية، والدستور، صدى الدستور، العصور... لكنها كانت تغلق جميعا بسبب مواقفه السياسية المخالفة للسلطات القائمة انذاك. مخالفات كان يسجلها عبر العديد من القصائد الشعرية المثيرة للجدل التي كانت تسجل لموقف سياسي معارض او تثير قضية اجتماعية حساسة او حتى تحمل نقدا لاذاعا لرجال الدين .. باختصار فالرجل اقتحم الثالوث المحرّم بشكل فاضح! وذلك من خلال عدد غير قليل من القصائد التي سجلت حضورا لافتا آنذاك ومثال على ذلك قصيدة التتويج، طرطرا، تنويمة الجياع قصائد المديح في الملك فيصل الاول ونوري السعيد، الرجعيون، مهلا فايام الطغاة قصار، ام عوف، عريانة وعشرات القصائد الاخرى.
لقد كان الجواهري يتعاطى مع السياسة بعقلية الشاعر وانفعلاته الجياشة وتمرده المنفلت في الكثير من الاحيان لذلك يلاحظ في سيرته وبشكل واضح هذا التشتت وعدم الثبات على رؤية سياسية ناضجة.
الجواهري كان شاعرا فذا وسياسيا وصحفيا متذبذبا وغير مستقر الى ابعد الحدود. ان دوامته الشعرية بكل ما تحتوي من انفعالات متناقضة استفحلت فيه واثرت سلبا على اتزانه السياسي وجعلته يتذبذب الى ذات اليمين مرة والى ذات الشمال مرات اخرى والامثلة على ذلك كثيرة. لقد دخل السجن مرات عديدة ومنها سجن ابو غريب بسبب مواقفه السياسية وقصائده المثيرة للجدل.ان الجواهري ترك وراءه ادبا غزيرا لكنه في نفس الوقت كان ادبا سياسيا بامتياز.
جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لاتختزل اللغة العربية في مراجعة التراث!
- العراقية تقتات على المالكي
- غلطة الشاطر مردوخ!
- الحكومة الفنلندية الجديدة
- خرج للعلاج ولم يعد!
- ساحة مجلس الشيوخ في فنلندا.. نصب يحكي قصة تسامح الشعوب المحت ...
- عرب الاهوار والمادة 140 من الدستور
- اقطاع النواب في زمن الفيسبوك!
- الارهاب .. والتراب!
- في حضرة مظفر النواب
- رسائل سياسية في ميناء !
- غيوم ايسلندية مفخخة !
- عن خطاب اوباما المتوازن
- مجلس التعاون الملكي!
- صحة الدكتاتور مثيرة في جميع الاحوال!
- الجزيرة بلا رأي آخر!
- لقد قطع رأس الافعى !
- كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا!
- حديث في السياسة عن خليج النفط!
- زنكه والعلوج نهاية واحدة


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الخرسان - الجواهري قرن من الشعر و السياسة