أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه














المزيد.....

زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 00:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله يغفر الذنوب جميعا - عدا الشرك به - ولكن المشايخ الذين نصَّبُوا أنفسهم أوصياء على خلق الله , صنَّفوا الكبائر حتى وسعت كل أنواع الذنوب التي يشاء الله غفرانها , وغالوا في معاقبة المخطئ وتكفير الناس لذنوب يغفرها الله , والكهنة لا يغفرونها , واصطنعوا تراثا يمكِّنهم من إحكام قبضتهم على عقول الناس فلا يستطيعون حراكا بلا مشورة الكاهن . واصطنعوا الغلو في الحرام والحلال والترغيب والترهيب في مزاعم " فقهية " تم إنتاجها في ظلام المعبد .
ومنهم "علماء" يقولون بحِل فوائد البنوك وآخرون يحرِّمونها وآخرون يحرمون زراعة الأعضاء وإجراء عمليات التجميل بدعوى عدم تغيير خلق الله ! وكلهم - المُعارض والمؤيد - لديه حججه وبراهينه , وكلهم فطاحل متخصصون ! وهذا الأمر ومثله يحتم ألا ينفرد بالفتوى فرد واحد مهما قيل في ورعه وفقهه , فالمسألة ليست مجرد ورع وحسن نية , ولكنها علوم لا يعرف المشايخ عنها شيئا كالاقتصاد والطب والفلك وغير ذلك , ولا يجوز لهم الإفتاء فيها عملا بقولهم أنفسهم باحترام التخصص , فرجل الدين الذي يفتي لأهل التخصص في الفلك والطب يكون كمستبضع تمرا إلى أهل خيبر, ولرب حامل فقه غير فقيه , ولرب نابل يظن الإصابة وهو المصاب بما يرسله من النبل . وإذا كان الأمر على حظر النظر في الدين على غير المشايخ لامتنع الكشف عن حقائق الإعجاز العلمي والإعجاز الرقمي في القرآن , وهما وجها إعجاز لا يقوى على كشف حقائقه مشايخ المؤسسات الدينية مجتمعين , وإنما لها العلماء المتخصصون في العلوم غير الدينية والمتخصصون في علوم الحاسوب "الكمبيوتر". ومن كشفوا عن مثل هذا الإعجاز العصري للقرآن ليسوا من المشايخ ولا يتبعون أي مؤسسة دينية رسمية , ولم يتلقوا العلم عن مشايخ (وهو شرط أساسي يضعه الفقيه السلطاني لاعتماد علم العالِِم) . وهذا الإعجاز "العصري"هو السبيل الوحيد لمخاطبة عقول الناس في عصر العلم للمضي نحو عالمية الإسلام , وهي عالمية لن تتحقق بقصر الكلام عن المعجزة اللغوية والبيانية للقرآن فهي غير فاعلة لمن لا يعرف لغة الضاد , بل وحتى لغير المتعلم من العرب . وإذا اقتصر الأمر على ما في كتب التفسير من مثل القول بأن الأرض يحملها حوت- وهو ما قاله الفقيه القديم وسكت عنه الفقيه المعاصر- لانصرف عن الإسلام العقلاء . وقعود المؤسسة الدينية الرسمية عن تنقيح موروث الأسلاف ليُعد خيانة لدين الله ووصمة لا يصح معها زعمها بالقيام على أمر الدين وتسقط حقها في الاستئثار بالنظر فيه .
وفي الوقت الذي تَراجع فيه فقه المسلم لدينه من واقع القرآن , حصل من جهة أخرى مغالاة - إن جاز التعبير- في جانب العبادات , أي نضوب فقهي يقابله "مبالغة " في العبادات , فراح المسلمون يفسرون كل شيء من منظور أداء العبادات : فيتقاعسون عن مدافعة الأعداء ولكن يدْعون عليهم بالهزيمة ويطلبون من الله النصرة , فالدعاء أيسر من الجهاد والقتال الذي لا سبيل إليه , ويكون رد فعلهم على سب أعداء الإسلام للنبي- لا بالمقاطعة الدائمة لمنتجاتهم وهو أضعف الإيمان- ولكن بالاكتفاء بنشر آلاف الملصقات على الجدران تدعو المؤمنين للصيام مدة يوم "يدعون" فيه على الكفرة بالثبور وعظائم الأمور .
وعمد الفقيه إلى تصوير الدين على أنه وعاء لمجموعة من الشعائر تكون هي المطية الذلول للوصول إلى جنة الآخرة , وأغفلوا أن الدين هو الضامن لجنة الدنيا قبل الآخرة , ولا سبيل إليها إلا بتحرير المسلم من قيود الجهل بحقوقه والخوف من المطالبة بها والذعر من مواجهة المحتالين الذين يسرقون سلطته وماله . فالشريعة التي لا تؤدي للناس حقوقهم في الدنيا وتضمن لهم العدل والمساواة والحرية فهي ليست شريعة الله , والشرع الذي يضع حوائل بين المظلوم ومن يظلمه ويردعه ويخيفه من المطالبة بحقه المسلوب , شريعة غير ربانية , وإنما هي شريعة نخبوية , وضعتها الصفوة من أجل الصفوة .نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا
- المدرسة النبوية التي أغلقت أبوابها للأبد
- إجلال العقل هو معيار تقدم الأمم
- أم الامبراطور نيرون : ادفعوا سيوفكم في رحمي !
- المعارضة السياسية مخالفة دينية-أو شَعرة معاوية
- المستبدون كظباء مكة صيدهن حرام
- لم أجد عنوانا لهذا المقال
- هل الدين وسيلة للنصب
- سلطوا السيف على الحق ولم يسلطوا الحق على السيف
- قبل الدخول إلى مستنقع الدولة الدينية
- كلمات قبل المضي إلى مستنقع الدولة الدينية
- سأنتخب وثنيا يسجد لصنم
- بين شرعية الجيش وشرعية قريش
- هل القرآن يأمر بضرب النسوان؟
- البخور وبيادق الشطرنج – مجرد كلام فارغ
- كيف يكون التعليم وسيلة للتجهيل
- لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:مقال سبق نشره لكن يقتضيه ا ...
- الفيلسوف اليوناني أفلاطون يحدد مواصفات رئيس الجمهورية,فانتبه ...
- القابض على الماء تخونه فروج الأصابع
- لماذا يرى المستبد نفسه غير بعيد عن مقام العزة الإلهية


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه