أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نايف حسين الحلبي - العناية الإلهية














المزيد.....

العناية الإلهية


نايف حسين الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 13:05
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


كإنسان بسيط، لم يكن باستطاعته يوما أن يرتقي لمستوى الكتابة والتعبير عن خلجات نفسه، سرت أحث الخطى إليها وكانت محاولة وتجربة لم ترتقي لمصاف الكتابة بل أشبه بمذكرات ، لكنني كنت اشعر بأن ثمة شيء كبير بداخلي أود أن أتمثله عن طريق التعبير عنه بالخارج والآمر الذي كنت فقط متأكدا منه هو أن ذلك الشيء كان عظيما.

رصدت من خلاله تجربة حياة ومعانات عشتها في ترحا لي وغربتي في الثلاثين عاماً الماضية، جعلتني اقرب للتفكر والبحث في بواطن العقل، فقط هي مراقبة لفكري بعد أن عزلته عن كل المؤثرات الخارجية من وسائل الإعلام المقروءة منها والمرئية، والمسموعة، أبعدت نفسي عن كل الملوثات والمحبطين من الناس، وبعد أن تأكد لي أن اقترابي منهم سيقودني إلى حارتهم والتأثر حتى بطريقة تفكيرهم وما يعيشون فيه من ضياع ليس فيه إلا التلهي والانشغال بتوافه الحياة ، وبأشياء اجتماعية لا تزبد ولا تغني، تهدر الكثير من الوقت والطاقة وتجعل حجابا بينك وبين نفسك.

واردتها تجربة حقيقية، وساعدني على ذلك عملي الذي قمت به والملتصق بالبحر في شاليهات بنيدر بدولة الكويت، في شركة للمقاولات، وامتد عملي قرابة الثلاث سنوات، قضيتها بين دفات الكتب الروحية والأفكار الايجابية، التي فتحت بصيرتي على عالم جديد وحياة جديدة ووفرة في الاسترخاء والشعور بفيض من النعم الداخلية ، وكل ما كتبته كان بلحظات هادئة ومريحة لا يكدرها شيء، وما دوري إلا تسجيل ما يدور بخلدي من نزاعات إنسانية، ولحظات وجدانية، لإنسان اخذ يتفكر بهذا الخلق العظيم، وبهذه القوى الخلاقة، إلى أن من الله علي بنعمة الإلهام، وقد يتعجب القارئ!!!

إن كل ما كتبته لم يكن من بنات فكري أبدا، بل هي الهامات وإشراقات وفيض داخلي.

، هذه كانت أمنية لدي وتحققت في جو من الصفاء لم أكن أخطط لها...

وأتمنى أن يحقق الله لي حلمي، في الترحال، ومعايشة الحكماء والعارفين، للنهل من علومهم وتجاربهم الحقيقية، بكل أصقاع الأرض، والذي لا تملئ عيونهم كنوز الدنيا كلها...


العناية الإلهية تأخذك لمواضع لم تكن تحسب لها حساب، فقط عش معها، تفكر بها، أصغي لها، وستدرك أشياء كثيرة من حولك، كانت مغيبة عنك، وهذه التجربة المتواضعة، فتحت أفاقا رحبة لدي، من خلال إعطاء عقلي القدر الكافي من الراحة، لم أقس عليه يوما، تركته براحة لا نظير لها، وتعاملت معه كصديق، أو رفيق طريق، أو كما أتعامل مع شخص محترم في قريتي، بكل تواضع ومحبة،

أحببته كما أحببت نفسي، وتماشيت معه وقدته قيادة لا تعنت بها ولا شدة، فقط كنت ألجمه بالأوقات التي يأخذني لمآخذ لا ارتضيها، وأقوم بتحريكه باتجاه آخر، لان العقل إن لم تشغله بما تريد شغلك بما يريد...

أخي عود نفسك على العطاء والمحبة، وطهر ها من براثنها، وابتعد عن الظنون غير النبيلة، وعامل الناس بمحبة كما تعامل أبناءك، لا تقسو على احد، سيمن الله عليك بعطاء لم تكن تتوقعه.

والابتعاد عن المعلومات السلبية والحشو من المعلومات التي ترهق العقل، وتحجبنا عن الكثير من الحقائق، والالتصاق بالتيار الكوني العظيم، وكثير من المعلومات التي يقوم الإنسان بجمعها هي للغطاء الاجتماعي فقط ، ولحب بروز الذات، وهذه تبعدنا عن إنسانيتنا، وعن العجينة التي جبلنا عليها، وتضعنا بمواضع لن تطور مداركنا العقلية، والعلمية.....

الكثير من مثقفينا الذين يجيدون تخزين المعلومات، واللهاث وراء أشياء لم تكن ذا قيمة بالحياة، لم تجد بهم تصالحا حقيقيا مع أنفسهم، ولم تجد حياة بداخلهم، انظر إلى وجوههم، وأيديهم صافحهم، لا ترى بهم حياة بل كتل شحميه مزيفة وصلبة، لذا علينا أن ندخل لأعماق كل منا، ونقف وقفة مع ذواتنا، وننظر لكل ما يطورنا، ويجعلنا نقترب من مصاف الطبيعة التي جبلنا عليها، ولا نكترث لما يحيط بنا من عادات وتقاليد ومعتقدات، تبعدنا عن منبعنا الأساسي والطريق الذي خط لنا يزيد من عطشنا ومن عذابنا في حياتنا، والذي قدر لنا أن نكون بها أحياء.

انظر لجسدك، وراقب كم انعم الله عليك من نعم، انظر لعقلك، هذه المادة التي تخزن المعلومات، وتعطي الإشارات وتخزن الأحاسيس والمشاعر وتريك كل ما هو حولك ، انظر لعقلك الباطني، الذي يقوم بمليارات العمليات المعقدة، ويسهر على راحتك.

انظر لقلبك، لكبدك كم من العمليات والتحاليل الكيميائية المعقدة التي تعجز المصانع العملاقة بالعالم عن القيام بها، ليقدم لك عطاء لم يقدر بثمن، انظر إلي عينيك هذه الكتل الشحمية التي تجعل من حياتك شيئا جميلا، ترى بها كل نفائس الأرض، وكل ألوانها وزخارفها، وتتناغم معها، تصور نفسك ليوم واحد تسير بلا عيون، وكل شيء حالك السواد من حولك ماذا سيكون شعورك؟؟
وهذه الأرجل التي قدر لها أن تحملك طيلة حياتك، بدون أن تبعث إليها بأي رسالة شكر وتقدير..

قف لبرهة متفكرا بجسدك هذا!!! لتعرف عظمة انك حي، وأنك على قيد الحياة، وكم من مليارات الخلايا التي تعمل بداخلك لتبقيك حيا، وتسهر على صحتك وراحتك، بدون أي تدخل منك، تلك هي الطاقة الخلاقة، تلك هي الحياة التي بداخلنا، تلك هي العناية الإلهية، فقط عليك باحترامها وتقديرها، وان تتعامل معها كما تتعامل مع شخص جليل تعرفه في قريتك أو مكان سكناك، لا تتلهى بقشور وسفا سف الحياة ومتطلباتها التي لا تنتهي، تعرف على الذات الخلاقة والطاقة الحية، لتعرف كنه الله!!

عندها ستدرك انك ابن الله، وان لك أب كوني يحبك كثيرا، وأم كونية تحبك أكثر، وصديق كوني هو أبو الأصدقاء كلهم، هكذا قال الحكيم برمهنسا لو انك تعرفت على حيواتك السابقة، وعرفت إن لك عشر أمهات وعشر أباء لا تستطيع أن تعدل في حبهم، لذلك لم تتذكر حيواتك السابقة، يجب أن تدرك إن لك أم ألاهية واحدة، وأب كوني واحد، وصديق كوني واحد، إن طاقة الحياة التي بك هي العناية الإلهية التي تغمرك ....



#نايف_حسين_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة والغراس الطيبة
- الحياة والموت
- الجدل
- ملاك الخير
- امس وصل العتب ورحلة لم تكتمل
- الشمعة والليل
- حلم كنانة
- الكتابة - وجهتي الاولى بيروت
- اخاف ان تخضعني لتجربتك
- لحظة ملل
- جلسة على شاطئ بنيدر


المزيد.....




- كم بلغت قيمة دخل بايدن وزوجته في 2023؟
- هل تستطيع الصين أن تلعب دورا في تجنب حرب شاملة بالشرق الأوسط ...
- -تفجير عبوات بلواء غولاني واستهداف جنود ومواقع-..-حزب الله- ...
- القوات المسلحة الإيرانية تحذر بعض الحكومات وإسرائيل: إذا قام ...
- رئيس الحكومة العراقية يدعو من واشنطن إلى ضبط النفس في الشرق ...
- ?? مباشر: إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبو ...
- بحسب مذكرة مسرّبة.. نيويورك تايمز تقيّد صحفييها بشأن تغطية ا ...
- سلاح الجو الأردني يكثف طلعاته منذ قصف إيران لإسرائيل
- في ذكرى غرقها.. معلومات مثيرة عن -تيتانيك-
- بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نايف حسين الحلبي - العناية الإلهية