أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف حسين الحلبي - لحظة ملل














المزيد.....

لحظة ملل


نايف حسين الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 22:39
المحور: الادب والفن
    


لحظة ملل



عندما يتسلل الملل لداخلك تشعر وكأن الدنيا كلها تضيق بك، وتطبق عليك، وتبدأ بالبحث عن أي شي يغير حالك لحال أفضل، ولكنك تجد صعوبة بذلك وتشعر وكأن الطرق كلها مقفلة أمامك، وتتلاعب بك الأفكار السلبية والوساوس، وتجد نفسك لا تقوى معها على شيء، وأحيانا كثيرة لا تجد تفسيرا لما أنت فيه.

مللت من القراءة، ولم تعد غرفتي تستهويني، ولا الجلوس بها يعني لي أي شيء، ولم يعد هناك ما يشدني للبحر الذي كان يزيل هواجسي وينقي فكري ويشعرني بالصفاء وأذوب عبر موجاته،

وبت لا أعير أي اهتمام للكلمات الجميلة التي اسمعها، ولكثير من المقالات التي كانت تشدني والكتب التي كنت أعيش بين دفاتها، والتي كانت تستحوذ على فكري ووجداني وتشدني إليها، أصبحت أراها غريبة عني واجد صعوبة في تصفحها.

لا حياة لدي الآن، كل شيء داخل مساحة شعوري لا حياة فيه، وحب المبادرة غير موجود، وحالة من الحساسية المفرطة التي أعيشها ألان تجعلني أفكر بأن لا أكون ضيفا ثقيلا على احد، وأنا بهذه الحالة.

بدأت برصد الحالة التي أمر بها، والأسباب التي أدت لذلك بعد وضع طاولة من "البلاستك" بيضاء اللون مستديرة أمام مكتبي في بنيدر مقر العمل، وقمت بوضع الأوراق اللازمة للكتابة وبعض من المكسرات، وإبريق من الشاي، وصوت فيروز يصدح مع نسمات البحر المشبعة بالنسيم العليل الذي ينعش الروح.

السكون يملأ المكان، والأضواء متناثرة هنا وهناك وبعض من يرتادون البقالة لقضاء حوائجهم، جعل المكان يعج بالنشاط والحيوية.

بادرت بالاتصال بأحد أصدقائي، هذه المكالمة جعلتني أتهيأ للقيام بأشياء لم تخطر على بالي، واستعادت اليّ بعض من قوايّ، وشعرت بارتياح بعض الشيء ولكن المشكلة ما زالت قائمة.


جلست استشعر هبوب البحر والجو الجميل الذي يحمل سحر ما بنسائِمه، وبَدأتُ اُرقب حركة المارة وانا ارشف الشاي، وثم أعددت الورقة والقلم لأرصد الحالة الشعورية وربما غير الشعورية التي أمر بها، للبحث عن جذور المشكلة وقلت لا بد إنها أفكار عابرة، بدأت تضغط عليّ وتحرك الكثير من المواجع دون أن اعرها اهتمامي، او اني لم أكن مُستعدا لها..فتغلغلت بداخلي دون إذن مِني وبحالة لم أدركها، ولم استطع الوقوف عليها، ولكنها حركت خلايا نائمة في داخلي، وصور ذهنية في مخيلتي وفرت هاربة، تاركة ورائها كيمياء داخلية جعلت مني حالة محبطه لا تقوى على شيء.

وعندما بدأت أغوص بالأسباب الكامنة وراء هذه الحالة، وقمت بكتابتها وأخضعتها للتحليل العقلي، اشد ما ثار انتباهي ودهشتي إن تغيير ما قد حصل بداخلي، وانه لم يعد هنالك مشكلة، وبدأت الحالة الطبيعية تعود إلي من جديد من خلال تحليل الحالة وكتابتها.
وان أمسك بالأسباب التي أدت لحالة الإحباط.

فالعقل ينتشلك من الكثير من المطبات إن استخدمته استخداماً صحيحاً ودقيقاً، وفعلته لصالحك دون أن يجعلك تنجرف وراءه، لتجد إن زِمامْ المبادرة والمقود بيدك، وتستطيع أن تسعد نفسك أو تتعسها.

تحكم في مقود العربة على الدوام، وستجد أن طريقك آمنة، فقط يحتاج ذلك لوقفة حقيقية أمام نفسك ، اسأل نفسك ما الأسباب التي أدت لذلك؟
وقلت محدثا نفسي:
عندما تمسك بالأسباب التي ادت بك لحالة الملل واليأس .....عندها قم بخلق مبادرة ايجابية وتساءل وتحسس الأشياء الايجابية التي تملكها، من ملكات فكرية وصور جمالية وفنية، وتخلُقكْ بأخلاق طيبة، وحسن عشرتك مع محيطك، وحبك لمساعدة الآخرين، وعمل الخير الذي تقوم به، وقدرتك على حب التغيير وخلق أفكار جديدة.

كل ذلك يغير ميزان القوى لديك، ويشدك أكثر إلى الحالة الطبيعية، لان كل ما يعترضك هو شيء عابر، وأفكار سلبية تمكنت منك في حالة من الضعف، أربكت عقلك وسلطت عليك قوى سلبية تشدك لحالة من الانكسار الداخلي، تطفو نتائجها على السطح.

حرِر نفسك من الأفكار والهواجس السلبية، وستجد الكثير من التغيير قد حصل على الفور، وقم بالتماس الايجابيات التي تمتلكها، وحرض العقل على التماسها، ذلك يولد لديك الثقة، ويخلق مولدات داخلية، تقوم بإعطاء أوامر على تحسين الصورة ومعالجة الضرر الحاصل، وتعمل على خلق كيمياء جديدة لديك. عناصرها الأفكار الايجابية وتفاعلاتها الحب والسلام



#نايف_حسين_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلسة على شاطئ بنيدر


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف حسين الحلبي - لحظة ملل