أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - مختارات من -الوصايا-















المزيد.....



مختارات من -الوصايا-


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 19:49
المحور: الادب والفن
    


3
يعود أبي حيّاً

قبيل الفجر كعادته

في الوصايا التي علـّمَتـْنا كيف نمشي،

علـّمتـْنا السَّفـَرْ،

وصايا رهيفاتٌ باسقاتٌ

كـُتِبَتْ بقامةِ خط الثـُلـْث

على وقـْع ِأقدام المستحيل

وفي كِفـَفِ الموازين التي

رَجَحَتْ بأرض الضمير

لأنـّا بكل خطوةٍ فضيةٍ،

نكون إلى أبدٍ

كحزن الآخرينَ لحزني،

مؤقتين،

لذا ذروني، أحبّتي

فهذا الحزنُ حزني،

سفرٌ دائمٌ للمعاني

وقليل،

سفرٌ كأنظار قتلى،

خـُطىً ليس لي شريكٌ بها

ناوبَتْ عمري والثواني،

كرمال ٍ ودليل

في ابتسامةِ فجر ٍعُرضـُها الصحراءُ

والشمسُ خجلى

تمسحُ اقدامَ النخيل.


-"أبتِ:

في وضوح رؤيتي سرّ ُسعادتي،

سرّ ُ كل النور،

وعند حبيبي تعلمتُ هذا الصمت

فلا يكون الحب محفوفاً بغير الماء،

فكل شيء سوى عينيه ومطلع الفجر،

مغطى بالحديد."



جاء أبي

على عصاً مكسوّةٍ بالذهبِ

قادماً من مخبأ الشمس

فأشرقتْ وصيتـُه:


- "يا بُنـَيْ

نحن قناطرُ الماضي لانتقال السؤال

سُفنٌ تنوءُ بأحمال الذكريات،

بيادرٌ بعنابر،

محمَّـلين أقاصيصاً

بها سر البقاء.



أمن خارجهم أتيتْ؟

لـُمْتَ نفسَك حتى شَرَقـْتَ بدمع القلب

لأنك لم تدفع القتلَ عن الأسرى

في الكمائن الحجرية

ولم تنقذ الجرحى

مما خبّأتـْه ُلهمْ في الصحارى

كلابُها البرّيّة.

كيف من خارجـِهم أتيتْ؟

ألأنـّهمْ جاءوا من حدود العقل

ودوائر الرمل؟

ألهذا على أديم سمائهم، أمام دهشتهم

مشَيْتْ؟

يسبق ُ كلَّ وَقـْع ٍمن خـُطاكَ ذهولـُهم،

فالأكاذيبُ بكل أجزاءِ العشرات من الوصايا

ضاعفتِ الخطايا،

فما قتلتَ نفساً في حروب ضَياعهم،

ولا بكل قرون دعوتهم للزنا

وكل غزوهم لاحتلال الضمير

ونهب اللغات

سرقتَ حرفاً

أو زنيتْ؛

آمنتَ بالإله الكبير النبيل الأمين

فما كـَذ َبْتَ مرة ً

ولا بلحظة كاذبةٍ

بكل عصور الدين،

وما زال اللهُ ساكناً عندك في الطفولة،

كان بصدركَ في الصِّبا قلباً

مثيراً خصاماتِ روحِك كلـَّها

وصفاءَ سمائكْ

شاهداً، حَكـَماً

حتى ظننتَ أنه أنت!

فقد حلـّتْ فيك روحُ مَن كانوا همُ العدلَ والعقلَ والحب!

لكنك أنتَ مَن أرخى الأعنة َكلـَّها

وساط َخيولَ الخيال

لجِنان ٍ وأمان ٍكاذبات؟

كنتَ مَن يُهدي بأمصار الرذيلة

وقرى اليأس

زهوراً ذابلاتٍ

لقلوبٍ ذليلة!

لا تلـُمْهم وإنْ جاؤونا ألوفاً

من ليالي زمهرير القطـْبْ

فقد كنا حُفاة ً تدثـَّرَتْ أقدامُنا

برعشة الرمل؛

ولا تلـُم ِالإلهَ ككاهن ٍمتذمّر ٍ

فجدرانُ الزنازن التي حنـّتـْها دماكْ

تفطرتْ من وحدة الصمتْ،

فكم رَوَيْتَ الظامئاتِ من طرق العذاب!

وكم كنتَ في كل الليالي تحملق في السقوف

تحوّم من زواياها!

فإياكَ والذهولُ من ضفافِ خيال ٍ

كان فيه الكونُ قطرة

ولا تكن إلهاً مغطىً بأكاذيبٍ ملوّنةٍ

كما بسماءٍ

أو بسَـقـْفِ كنيسة،

عُرياناً وملتهباً

تأتي البروقُ اللاهباتُ من سبابتـَيْه

إلى براثنهم!

وحين يشاءُ يرتدي من خِرَق الغيوم

وأسمال السماء،

لأنه سيأتي بين يديكَ مستسلماً

كما تستسلمُ للفجر قطعة ٌمن الصحراء

لوحة ٌ تفرّ ُمن ليلةٍ كان الزمهريرُ بها

يزاحم الأمل

لأنهم كانوا يصْحَبون

رفيقاً بارداً

إلى أبواب الزنازن باسمين؛

وما كنتَ من الجالسين على قمةٍ بلهاء

بل تغص ببعض ِأسرار ذاك الفجر

وكثير ٍمن شؤون ِالقلقْ،

تعلمتَ من عادات شروق الشمس

على مَوج ٍ من الكثبان ِوالخِـيَم ِ

شيئاً مما في ثنايا محيطات الرمال

وأسباب الغرق؛

لا تجيءُ الوصايا يا بُنـَيَّ من على جبل ٍ

فهي بذورٌ نشأتْ من بذور

ففي كلِّ ظلام ٍسميكٍ كالجدار

تصنع كلّ ُقريةٍ لنفسها عينينْ

من خـُضرةِ النخلة الداكنة،

أو بشيءٍ من الرمل والعسل ِ

يُعجَن من نـُثار الشمس،

رغم خيانة الألوان

في شحوب الآلهة،

بسقوط إلهٍ من على جبل ٍ

وموت نبيّ ٍ غبيّ ٍ

أولَ الطريق خارجَ قريته،

لذا لما تكون في الظلام لن تهابَ حتى تحلّ َساعاتُ النهار

حتى وإنْ كان هذا الليلُ قد أمسى رفيقاً حانياً

حافظاً لك عهدَكْ،

لكنّ الظلامَ عدوّ ٌ،

لذا لا ليلَ بعد هذا الليل

ولا ظلامَ بعد هذا الظلام

ولن يجيءَ إله ٌميّتٌ بعدَكْ،

لأنك حيّ ٌ تـُشرقُ في الصباح

صباح ٍ يسوّيكَ الإله َالذي ضدك."


2
-"أبَتِ:

إزاءَ بوابةِ هذا الكمين ِالمكوّر المحْكـَم

توقفتُ مستفهماً

في العَتـَباتِ من بدني

لاهثاً، مجنونْ

تبصّرْتُ باليقين وبالتكوينْ

وجدْتُ الأجسادَ ماءا ً

والأرواحَ طينْ !

فالجحيمُ مسروقٌ من مواقدنا

وجنة ُاللهِ من وطني؛

فيا لـَعار المواقد كلـِّها

كيف يضيع السؤال عن السر الكبير

إبرة ً في رماد؟

ألأنهم في صباحات الجليد يكذبون علينا؟

الرجالُ-الطينُ

عند بلـّور ِالنساءْ؟

هم الهائمون في الروح ِالتي لوّثـَتْ روحَ القتال

حيث فقط مَن يجئ ُمن بطونِهنَّ على رأسه

يحيا،

فيحيا كلّ ُ مَن تعَفـََّرَ خدّ ُهُ

بالشقاءِ وبالبقاءْ؟

لأن من يجيءُ على قدميه

فينوي السيرَ كالغزال أو السؤالْ

سيقتلُ أمَّهُ

أو يموتُ أيضا فيُحزِنُ الباقينْ،

لذا سيُطوى،

على بعضهِ، كالسرِّ والبَـلـْوى

وتـُلصَق الأطرافُ

والرأسُ على البطن

ليُعجَنَ ثانية ً

بشئ ٍمن التبن والأصماغ

أو بصقةٍ من الله!

فإنْ كانَ في الكون ِمن جدوى، بـَقِـينا

ولمْ نبرح ِاللهَ والتقوى، يقينا!

لذا فورَ ولادتي

أخذتُ الكتابَ "بقوة"!

فلم يُر ِني سوى نفسي العدوّة،

لأن هذا الكمينَ أولُ الأوهام

وآخرُها،

ومنك يا أبتِ

بصيصٌ ونأمة ٌ في سكون الظلام

هنا بعد موت الكلام ِالذي في دمانا تمردٌ وهتافٌ

بوجه هذا الصمت،

فأنـّى لي في ابتسام ٍ

أو ظل ابتسام ٍحتى في "أسعد" الأيام؟

لأنّ أسعدَها عندي يومَ وُجِدْتُ فيكْ،

فقد كنتَ بَدْء َ كلِّ خطابٍ يمرّ ُعلى جبهة الحزن،

في قلوبِ الصلوات،

وفي أواخر ِالكتبِ

وقد تركـْتَ سبّابتيْكَ على جدار الكهف

فصارت دوائرُ البَصَمات ِأمواجا ً

عثرْنا بها على الفرق

بين الطين والذهبِ،

فلـْنقرأ ْ جميعَ الأحرفِ التي ثارت على أقلامها

أو ما تكسّرَ منها من جفافْ

وما هطلـَتْ منها نقاطـُها،

مروراً بما كتـَبـَتـْه ُجميعُ الرياح التي تنهدتْ

في مواسم الصمت

على الصافيات من صَفـَحاتِ المياه في البحيرت الراضية

قبلَ وصول ِأمواجِها إلى الأجرافْ؛

بالمسامير التي دُقـَّتْ

على الطين وجَمْر الخزَفِ،

وبطون أقداح ِالنبيذ الذي تكلم في جوفنا

وألواح ِالملاحم؛


وفي الكمين الكبير تنمو كفـُطـْر ٍ

فِخاخ ٌصغارٌ بحجم أيامنا

كآبة ٌ ملساءُ كالساعات

في متاهاتٍ صغار ٍوكبار ٍتلاصقتْ

تدافعتْ مثلَ ألعابِ الجنون

بينها اللاّهاتُ والراياتُ والسَّرايات التي أمرُّ فيها

كلَّ يوم ٍ، كعادتي،

بقتلىً واكياس ِعظام ٍمرقـّمةٍ بأقلام ِحبر ٍبنفسجيٍّ يبلـِّلـُها لسانُ

فكيف لا يكون كل كلام ٍ يليكَ غريباً؟

وكيف لا يُشـَدّ ُالرحلُ كي تـَهْوي اللغاتُُ بنا

صوب واحة الصمت؟

وكيفَ لا أكونُ هناكَ غريباً بدونكْ؟

وكيفَ لا أدير وجهي بعيداً عن سماء هذي الأرض؟

وكيف لا تكونُ كلّ ُ سماءٍ مريضة ً بالوهم؟

غريبة ًعن سمائكْ؟

لأنَّ بهذا النوع من الرحيل موتاً

وبهذا الموتِ قتلا ً

والقتلُ إنما في الطرَفِ الآخر،

الطرَفِ الحزين،

والنهايات البعيدة عنا،

نهاياتٍ لن تـُرى

لمعاني الإحتقار

لأرض ٍلا تـُنبـِتُ غيرَ بذور ِاليأس؛

لذا رحتُ للإشارة ِالأولى

من أثر ٍلأقدام ٍتـَرَكـْتَ هناك

لأقتفيه ليلا ًبدرب قريتنا،

فما غسلوا شَعري بماء الله

ولا عمّدوني بالضَّياع،

فهذا الليلُ من وطني ظـَلَّ رقصاً في التكايا

على الدفِّ

والنحيب على القبور،

للنـَوْدِ على ثقبٍ في جدارْ

لسلاح ِالصليبِ-السيفِ،

تمرّد الزيف على استكانة،

فقطعة ُالليل ِهذي من سيرة ِالأرض وتأريخ ِالسماء

أغرقـَتْ أعمارَنا

فيا للربّ من كذبةٍ كبرى وإهانة ْ،

لذا لم تـَغِبْ عيناكَ عني

وكنتَ دوماً في التلال البيض،

تغطيها كزهور ٍ وغِلالْ

فقد مررْتَ نسيما ً

بمَوْجاتٍ عالياتٍ

تناوَبَتْ تنفـّـُسا ً

في صدور التلالْ

فلا بحرُ الياسمين يُـنسى

ولا ضوع ُالفـُستق ِالطريِّ في حواشي الغاب يُنسى

ولا الفجر في أور ٍ سينساكَ

ولا الضحى بسجن الناصرية ْ؛

فقد ظلَّ الضحى هناك على ضلوع الظـَّهر في الجدران

كما الليلُ في السلمان

عاشقاً موتَ البحيرة والحَصى

ودورَ الطين.


أصحو ولا لذة ٌ مُرة ٌ تطفو

على عسل الأكاذيب

غيرَ ليلِهم هذا ؛

والليلُ يبقى معي

كرحيلي؛

لكنك الأبقى لأنك الأقوى

لذا سأكـُونـُكَ مثلما كـُنـْتـَني

وأوصيني، كما أوصَيْـتـُني:

سرّ ُ عبادتِكْ:

ألا ّ يزولَ اسمُ الانسان من فمكْ؛

سرّ ُاستقامتِكْ:

أن تستديرَ

بلفتةٍ قصيرة ْ

كي ترى ما لا يرى الآخرون أمامَهم،

فتقولُ ما لا يعرفون!

سرّ ُ شخصيتكْ:

ألا ّ توقـّرَ الحمقى والمجانين

أو رجالَ الطين

بل نساءَ الماءْ

فضعْ سرَّ كلٍّ منهـُمُ على جبينِه؛

سر هدوئك:

ألا ّ تـُصغي لضفدع ٍنقــّاق

لأن هذي الأرضَ تلاصقُ المستنقعْ.

كن كريح ٍخلـَّفـَتْ

ظلالَ جبال ٍفي غروب؛

ولا تكن كفلاّح ٍ يوْدِعُ الحصباءَ بذراً ميتاً

لأن ثمارَ الشجيرات التي تلوحُ له

باسمة ً قادمة ً كالثواني على جَناح الريح

سمومٌ قتلتْ منا شباباً

فاصرخ ْ به أنْ تـَـنـَحَّ عني،

تنحَّ لأنـّي سأقلعُها

فليس من ثمر ٍ صالح ٍ

سوى الصدق ِ أو آهةٍ حَرّى

عند صمت الآخرينْ،

وليس من وردٍ هنا سوى ما سيَنبُتُ من رمادي

ولا عطرَ سوى ما يمر بهم

من نـَفـَس ٍ أخير ٍ

من عُشبتي المحتَضـَرَة

يأتي بلون الرحيل وبعد الغروب

على الهضاب

فأرْتقيها ليلا ً لتـُتـْعِبَني

تـُقطـِّعَ أنفاسي، أ ُخلـِّفـُها:

ورماً بجـِلد الأرض ِولون الأرض ِ، لأني

دون توديع ٍ سأمضي.


1
يحيى والوصية (الأولى)


هبَّتْ ثـُلـّة ُجـُنـْدٍ تـَعْدو،

حلـَّق خيّالان ِوبعضُ رُماة ْ

لكوخ ِ حكيم ِ زمانِهْ، محبوبِ القريةِ والفقراءْ

لبيوتٍ ينمو الحِـرمانُ بها،

والشَّوكُ بحيطـان ِأزقــّـتِها الطينيّـة،

ركلوا يحيى، رَطموهُ

لفـُّوا الشَّيخََ بأسمال عباءتـِـهِ

أرْدَفوهُ وراحوا،

يَتبعُهمْ يحيى وهمومُهْ.

* * *

-"يا شاعرُ

هاتِ كلَّ نـُـكاتِكْ

فخليفتـُنا مهمومٌ هذا اليومَ الغائمْ

قـُلْ لإماءِ اللهِ بأن تـُرْكـِدَ تلك الأعْوادَ ،

وللغِلمان يَـكـُفـّوا عن هـِتـْر ٍ

إني أقرأ ُوَجْهاً منه: سيدعو كـُـتـّاباً،

أو بعضَ قـُضاةٍ وأطباءْ

قد يُزنى بالبعضِ، ويُفـْـصَدُ بعضٌ،

فأميرُ المؤمنينْ

يدري ما يدرونْ."

* * *

-"أدري أكثرَ مما تدرونَ، وأدري ما لا تدرونْ،

ففي بلدي الأمينْ

بموتي يَحـْـلـُمُون:

يحلـُمُ جندي بالرومان ِ

ويحلمُ شعبي بالتـّنـّينْ!

أ ُحِسُّ بغَيم ٍأبيضَ عصّبَ رأسي،

للجنة يُرسِلني

حيثُ اشُمُّ اللهَ وماءَ الوَردِ،

فمـَنْ أنتمْ ؟

أنتمْ أهلُ اللـَّعنةِ والفِـتـْـنهْ ؛

لِمَ تـَـنظرُ فيَّ عيونٌ، تـَهْمـِس فيَّ شِــفاهٌ أني مجنونْ؟

لكني حتى حينَ أموتُ سأمتلكُ الجَنـّة َ، أمتلكُ الجنـّهْ

أسئلتي فخََََرَتْ آجُرّا ًفي قلبي، والآجرّ ُ حُطامْ؛

والعصر ِ سأ ُحرِقُ هذا العَصْرَ ،

عصرَ السَّجادِ الطائرِ والقِـرْطاس

فهذي الفـِتـْنـَة ُ تأتي من بُسُط الريح،

ومن أقلامْ،

إليَّ بالحكيم الآنَ الآنْ

هذا تأجيلٌ يَصْـلـُحُ للـَّيل ِ، وهذي قـَصَصٌ، هذا رأسُ امرأةٍ محكومٌ بالإعدام

هاتوا أجوبة ًفيها شيءٌ من مِلـْح ِالبَحْر ِ،

أوْ أدَع ِالأمة َ هذي في صحراء ِالرُّعْيان ِتـَمُوتْ ."

* * *

- "لكنْ يا مولايَ الحكيمُ يـُحْـتـَـضَرْ

ربما عن كِبَـر ٍ، أو صَبْـر ٍعُضالْ

جئنا به فانهارَ وَسـْطَ الدربِ من ثـِقـْـلِ وصيّـتِهِ

وابنهُ يحيى

منها تزَوَّد للسَفـََرْ."

* * *

- "يا بُـنـَيْ

هلْ حدَّثـْتَ الغرقى بحديثِ هواءْ ؟

هل كلـّمتَ أراملَ جَوْعى بروائح خـُبْز؟

فبحشـْــدٍ للفقراء ْ

إنْ تقرأ ْ شـِعرا ًدونَ لـُواثِ طـَحيـــنْ،

يَـكُ شِـعرُك أجراسا ًمِن طيـن،

يَكُ لغواً، حفلا ًبقصور ِهـُـراءْ،

يكُ سبَّـكَ شَيْــبي، يكُ هَجـْواً

للسامعينْ.


يا بُنَيْ

من موج ِسَـغابٍ شبَّ سـؤالٌ للأجفان ِ

وللكـَلِمهْ

ومنها تأتي كلماتْ

بسؤال ٍ تأتي الكلماتُ

مُواءاتٍ مُسْتـَـفـْهـِمة ً كـَتِمهْ

ورُبَّ سؤال ٍ يُنهـِضُ ثوراتْ،

لغة ٌ يوما ً قادَتـْنا ،

فأبادَتـنا

أو يوماً جاءتنا عُشباً نمضَغُهُ،

أو حَجَراً نـَنـْحَتُ سكـّيناً منهُ

ويوما ًجاءتْ تـُـلهـِـمُ مَـلـْحَمهْ .

يا بـُنـيْ

إنْ تـُـشْــر ِكْ بالإنسان ِ، تـَسـْـق ِالمشكله ْ،

من روح ٍ مُخْضَوْضـِلةٍ، وما أدراكَ ما المشكلهْ ؟

تـِـهـْنا في رُبْع ٍ خال ٍ، في كـُلٍّ خال ٍ،

وفـقـَـدْنا البوصلهْ .

يا بـُـني َّ

في عـصْر ٍدونَ الجَـنـّةِ قد دَوَّتْ حرْبٌ من أجل الجَنةِ في الآونهْ

ألا هَـلْ أتاكَ حديثُ هذي الآونهْ ؟

آونةٍ راكنةٍ لمْ تـُـزعِجْ بنا الســاكن َ؟

دع ِ المياه َ ترْكــُـدُ، ثم ََّ تصـْـفو، فأنقاها هي الآســِـنهْ !

بَعْدَ النارِ وبعد الحرْبِ، وبعد الخـَيْباتِ وبعد الصَّبْرِ، وبعد الثرثرهْ

نـَسْألُ مَـغـْـفـِرة ً، حينَ فـَقـَـدْنا الرُّشـْــدَ بغابةِ مقبـرهْ،

إذ نكتوي بفكرِنا ، كي نصْطلي في الآخرهْ

يقولُ اللهُ بأنـّا أحيــاءُ ولكنْ

ما أكبرَ المجْــزَرَهْ !"

* * *

- " أبت ِ

رأيت ُ كلامـَـكَ، في ميزان ٍٍ ذهبيٍّ ، ينمو من نـُسـْغ ِالثوراتْ

رَجحَـتْ كفـّـة ُ مَـعناكَ وظلـّتْ في الأرض وإيّانا،

سيفاً ذهبياً يـَبْزُغ ُ في غابات الكلماتْ

هذا صوتـُكَ ، هذا صَدْحُكَ ، هذا صِدْقـُك هذا؛

لمّا أضرمْتَ الحُبَّ بلهْجتنا

وقلوب البَدْو ِ

تدفـَّأ َفينا البردُ الهاربُ من رمل اللـَّّهَجَاتْ

فصــارَ كلامـُـكَ نارا ً تـَـدْوي

يكتبُ حرفا ً من كمـّون ٍ أوجوزٍ أو برحيٍّ في كلّ الكلماتْ

أو حرفاً يـنشـرُ أورادا ً في المـاءِ الفائرِ، يـُطفئُ نارَهْ

إذ ْ ذاكَ مياهُكَ تـَـرْوِي ؛

لكنـّـكَ موجودٌ ، تبقى ، والأرضُ غُبارهْ ،

وهنا أكوانٌ تـُمْسي ذرّاتٍ في كلماتـِكْ

سنلجأ ُ للموجودِ من النـُّور ِ

وننتـظرُ الألوانْ.

* * *

سَهـِرْتُ على صحةِ الليل ِالعليل ِلأني

بانتظار ِولادة ِ نور ٍ،

صـغـْـتُ هلالاً مكسورا ً، ونقـَشْتُ النـَّجْمَ الباردَ لكنَّ النجمَ تهشـّمْ،

أبحثُ عن عين ٍ تـَـغسـِلُ جـُرحي؛

برمادٍ أوقفـْتُ النـَّزْفَ فنامَ رمادٌ في جرحي، فتـَوَشَّمْ،

في قلبي حزنٌ لن يغفو:

فالغُــصّة ُفي زرْدَمَــتي حجريّه

تـُـفـَجـّـِـرُ ينبوع َ النار ِمن العينين،

جُرح ٌ نـَكـّـأ َهُ الـتـَّذكارُ

نجيعٌ: أمنيــة ٌ جـفـّـتْ، بُرعـُـمة ٌ خابتْ،

ضَـلـّـتْ سُبُلا ً لســماءٍ ظلـّتْ تتصاعدْ ،

فمَن خسرَ العَدْلَ فقد أحْزَننا

ومَن فرَّطـَ بالثورةِ آلمنا.

ومَنْ هَجَرَالأرضَ يودِّعُ أرضاً أخرى في روحِ الرُّوحِ وفي القلبِ وفي العينينْ،

وتحتَ القدمَين تـَمِيدُ الأرضُ ، فكل الأرض ِبكلِّ الشرق ِوكلِّ الغربِ غريبهْ

وتصيرُ كلّ ُ’كراتِ الأرض‘ِ غريبهْ!

وكلّ ُجِـنان ِ الله التجري فيها الأنهارُ غريبهْ!

فمَن جلب ’الحظـَّ العاثِرَ‘ للأرض ِ وصلـّى لعواصفَ صحراويَّهْ،

مَنْ فرَّش كوفيّاتِ الأمةِ للكـُثبانْ،

لم يشرَبْ من ماءِ النهر ِ، فلمْ يَدْرِ

بأنَّ الماءَ، دماءُ الأرضِ ، دماؤهْ،

وأنّ الشِّرْيانَيْن ِ شرايـينـُهْ؛

ألم يدْر ِ

بأنـّا نرفـُضُ ذاكَ الرَّمْـلَ الكامنَ في عَظمِ الصَّدْرِ

وحَوْلَ القلبِ، ورَمْلاً مُرّاً يذرو فوقَ الرَّملِ المُرِّ؟

فأنـّى من قلبٍ ذهبيٍّ، حرفٍ مسماريٍّ موسوم ٍ في طين ٍ حـُرِّ ؟

أنـّى من برعمةٍ تصحو، متثائبة ً، تتمدّدْ ؟

أبََتِ

مَـلَـلـْتُ ازدرادَ الحجرْ،

تسـَـلقـْتُ أنـساغ َالشجر،

وانتظرتُ فجراً يجلـِبُ الآفاق،

نـَســيتُ انتظارَالليل ِلكنْ

متى نـَنـْسى غـُـصّــة َالحجرْ

ومعنى غُصّةِ الحجرْ

متى نـَـغـْدو عصرا ًًحجريا ً

كغـُـصّـتنا ، وقـِـصّـتـِنا ؟

* * *

أدخَلني الدهرُ شـِـباكا ًغَرقى: نبتة َ شوكٍ تـُغضِبُ سمّاك

أينَ غُصوني؟ فجذوري تأكلـُها الأســماكْ

رحَلـَتْ للأ ُفـْـق ِأزاهيري الأولى،

وجَــدْتـُني أساطيرَ مُهمَـلـة ً

أبحث ُعن عَيـْنٍ بين رمالٍ عربيّهْ

عن عقلي في آثار ٍ آراميهْ

جـَـذر ٍ تمدّدَ منحنيا ً في الزمن،

بأهوار ٍ تتبخّرُ في أصيافٍ منها الأرواح،

قِدْر ٍ تغلي،

ويفترشُ الحزنُ التـَّهَلاتِ ويأتي قصباً

أ ُصْغي: يتفتـّتُ من وطأتِهِ.

وعلى الضَّـفـَّةِ، عندَ حقولِ خيار ٍ، يلعَبُ أطفالٌ في كوخ ْ

ويصنعُ أطفالٌ لعبة َ آس ٍِ: إكليلا ً وخواتِم

فـيـَجْري الزَّعْفـَرانُ

دماً في الروحِ ويـُسـْـقى نارا ً تـُخـْمِدُهُ ؛

أرتقي صـَهوة َ حِـنـّاءٍ، فيراني أ ُفـْـقُ بحيراتِ العالم

أوْثـَـبـْتُ صنـّارة ً ولـْـوَلتْ :

عَلِـقتْ بخيوطِ الأفـْـق ِ

فكانَ الأفـْـقُ الماءُ يشدُّني، صارَالأ ُفـْقُ الماءُ يأتـيني

ولمّا اجـْـتـَحت ُالعـَـصـْـفَ لـَقِـيتُ

موتىً مدجَّجين بـِحُرِّيهْ

ونظرتُ الى الله ِ وقدّيـسِيَّ الظـَـلـُّوا أحياءَ بقلبي

ومنْ مَتَّ لكارثةٍ بالحـُبِّ.

مررت ُبالمواسم ِ، كلـّـِها:

كـُحْل ِ ليل ٍ، رامة ِ نور ٍ وجلاءِ نهارْ،

لكنْ تـَهدَّمَ قلبي بموتِ أحبّـتي فـِـضـّـة ً

تـنهارُ عند َانصهارْ؛

أتـَيـْتُ العالــَمَ، جاءَ العالـَمُ عندي، هذا جذري فولاذ ٌأزرق

يُسْـقى من بحرٍ خمريٍّ،

ويـُنـَسِّغـُـهُ أنهارْ؛

وجاءَ اللهُ الحيَّرَني بنجومِهْ :

خُذِ الكتـابَ يا يحيى!

كان كتابا ً

في الحـُزن ِوفي الخوف؛

لكني أبحث عن ديوان ٍفي الماء وفي الأرض

في الحـُبّ وفي النور ِوفي الرؤيا،

فبكلِّ لـُغاتِ الدُّنيا حبٌّ،

وكلامٌ في العِشقِ وفي اللـُّقيا

فبهجرِ الأرضِ يضيعُ لساني؛ كيـْفَ بعِشـْق ٍ؟

ويضيعُ مكاني

كيف سأحيا؟
* * *

أحيا على أملٍ سوف أرقـُبُهُ،

فالحبّ ُوالموتُ علــَّماني الصمتَ أخلصَ من نبيٍّ

ومَن أبدع َفي خلق الرُّوحِ،

فما زِلـْنا أطفالا ً نحـلـُمُ آمالا ً، ننسى

كلَّ العُمْرِ،

وأنا أدري: خَيْباتُ نهاياتِ العمرِ ستأتيني،

وستـُرْجِعُني الأحلامُ الى الآن ِ، لعشريني،

فأنا الآنَ أراني سأثورُ على ماضيَّ ،

أدَمِّرُ هذا التمثالَ وأرفـُضُ طيني .

لكني لن أنسى ما أ ُقـْرِئتُ، فتلكَ الأرضَ وتربتـَها لن أنسى،

لن أنسى "الخَيْرَ أو الأبقى"!

لن أنسى البَرْدَ ربيعيّاً، لا الشمسَ ولـذ َّتـَها، لا أنسى

رائحة َ الشَّمــّـام ِ

والرُّضَّع ِالعَرِقينَ في حرّ العراق ِ، ولا أنسى

دُخْنـَة َخوص ٍ

سَعَفٍ، ريفٍ،

رَوْحاً من تـَنـُّوْر ٍ في البُعد،

من أرغفةِ السِّمسِمْ،

يلتهبُ السمسمُ فيها فيحمّصها،

بيد الأمِّ

فيأتي وجهُ حبـيـبتي

قمرياً كانَ، وكان شَهْدٌ يسيلُ من العينين يأتيني؛


وكانَ المشحوفُ هلالا ًمن ليل ٍ يَسْري،

يأتي النـُّوَّمَ مِن أسماكِ الفجر ِ

فيوقِظـُها كالخوفْ،

وعيونُ أحبَّـتي من زُلال ِالماء تأتيني.

لكنْ يأتي ظلّ ٌمن غيم ٍ في ريح الصحراءِ يطاردُني،

هادئاً أو هادراً يَحْمِلـُني:

كالكرْخةِ الطينيِّ من مُزنةِ نَيْسانَ لا يَرْحَمُ طـَوْفْ

وكنتُ قد جئتُ بغدادَ وسجنـَها والسرايَ

بخوفٍ حمّـلـَتـْه لي على ظهري قريتي،

فأفطرْتُ في الفجرِ في مقهىً ببابِ المُعَظـّم ذكرياتٍ ونـُعاساً ونـَوْدَ قوافلْ.

* * *

لمّا مررتُ بالرَّمْل ِ، من عالم الأنوار، قلتُ سلاماً

على اُمّةِ النائمين تحتَ سقائفِ البرديِّ،

خِـيام ِالشـَّعْرِ، سلاماً على أمّـةٍ كان زعيمُها

مفوّضَ أمن ٍأو عريفاً في الجيش أو مُلاّ،

سلاماً على أمّة النائمينَ ظـُهراً والنائمينَ ليلاً

وعصراً، سلاماً على امةٍ تحكمها أفاع ٍ؛

أمس ِجاءَ السوقَ غريبٌ باعَ الناسَ حكمتـَيْنِ وقال:

عَمِلتُ خطأين ِ،

وُلـِدتُ بهذا العصر، ومن ذ َيـْنِكِ الأبوين ِ،

فانفضَّ القومُ عن باعةِ الدبس ِ واكتظـّوا حول عباءتهِ

فكانت من هـِـيل ٍ، لـَوْز ٍ،

إذ ْ في روح ِالأمةِ هذي صحراءٌ فيها بعضُ سهول ٍمثمرة ٍ،

وديان ٍفيها عاشت روحي في خيمةِ حزن ٍ، فيها سُمِّــمْتُ

مَثـَلـْتُ أمام الرَّملِ ، خجِلتُ، كرِهتُ النـِسرَ الأعورْ،

الطـّارَدَني في صحراءِ السُّكـَّرْ

ينهشُ جسمي، صارَ شـِعاراً للحُكـْم ِ،

فقد جاءَ الحكمَ رجالٌ من خشبٍ مطليٍّ

بالقـَطـْران ِ مِثـْـلَ قواربـِنا،

جاؤوا بقلوبٍ من فلينْ،

يرَونَ جمالا ً، أشواكاً ورمالا ً، سخَروا مني كالحمّى:

-"أتخْـلعُ جِلـْدَكَ يا يحيى ؟!

تلوكه ُ؟ والجلدُ مرّ ٌ؟

فمن أنت حتى تـَهُبَّ إعصاراً في قضيتِنا ؟"

* * *

سَكنـَتْ عـَيْنُ الإعصارِ ، كنور ِالكون ِبهذا الدربِ،

سكِرْتُ بخمر ٍدونَ شُربِ

وعانقَ حبَّ الناس ِ حبي ، فقدْ أكملتُ اليومَ تمزيقَ ربّي، وأنتـُمُ

يا أباطرة َالغشِّ وحاملي أختامَه

ستبقون في حفرةِ الماضي،

تـُهالُ عليكم شتائمَ مَنْ ماتَ بصمتٍ؛

مَزَّقـْنا تيجانا ًمِن ريش ٍلوّنـّـاهُ بأدمُعنا؛

طافَ جُبنـُُكمْ في طـُوْفان ِ طيبةِ الناس ِ

طيبةِ البصرةِ أو طيبةِ الأكرادِ، وأهل ِ بغدادَ القديمةِ؛ طافَ جبنُكم

كأخشابٍ ينخرُها الدودُ، كالقِشِّ؛ كبيراً، فارغاً كانَ، في الأعلى فصارَ حُكماً

وصارَ جرأة ً،

جفافاً يُنفـّذ ُالإعدامَ بالطـُّوْفانْ؛

كذلكَ جاء الفقراءُ حفيفاً من لهجةِ رِيح ٍفي غابة صَـفصاف:

باسم ِالأحياءِ : تـَرْتـَقينا الجبالُ، ولما رأتـْنا الكرومُ،

نشَرْنا العناقيدَ والتحَمْنا سوية ً

بسرِّ هذه الوديانْ.

* * *

فـَخَلـَّفـْنا كلماتٍ تـُحلـّقُ قبلـَـنا،

وأخرى تجئُ رذاذا ً فنحتمي تحتَ الشَّجرْ

لكنَّ الأوراقَ تـُجَمـّعُ القـَطَراتِ المَلأى،

تقرع ُرأسي: مِطرقة ً صينية ْ

وتأتي أ ُخرى مثلَ كلام ِ نبيٍّ آمَنَ بالشـِّعرِ وبالثورةِ،

ثمَّ تطيرُ: نوارسَ صحراوية ْ

بعيون ٍأقلقها زمنُ الخوفِ من الرَّمل ِ المُصْمَـتِ بالصَّمْت.
* * *

طِرْنا للشرق ِاوالغربِ،

عبَـثـْـنا بالزَّمَن ِ،

وتظلُّ الأزمانُ ببغدادَ

ساعاتٍ أوْقـَفـَها وقتٌ وغـُبارْ:

أساوِرَ من حجر ٍ، ويصيرُُ الناسُ ظِلالَ غبارْ

أشباحاً خلف سِتار ٍ من رمل ٍ ونهارْ،

والكلماتُ تصيرُ صدىً لحفيف غـُبارْ

غـُبار ٍ حَرَقَ الزيتونَ، ولـُبَّ الطـَّـلـْع ِ،

عَقـَرَ القــَدّاحَ وعَينـَيْ أمّي،

غبار ٍجاءَ جَراداً، وضبابا ً، جاءَ سديما ًمحُمَرّاً :

حَطـَّ برأسي،

وأشابَ رموشي

وأشابَ صِغارْ:

وشاحٌ على جبهةِ البيداء أنهكهُ الظما

مضى يشكو إلى النخيل نضوبَه

كأنّ الله في غربنا قد ناور الريح!

لكنّ الدنيا ببغدادَ استحمّت

بقطرةٍ أو مُزْنةٍ

فحتى الخيزرانُ الذي أقسم في عرض البحار

لن ينسى شحوبَه

سوف تصحو أعوادُه الصُّفرُ بتربتِنا،

تـَـتـَبَرْعمُ فـَجْراً بـِنـَداها،

وعِصِيُّ تـُصبـِحُ أشجارْ؛

لكنْ

إنْ ضاقتِ الدنيا ببغدادَ

أو ماتَ رفيقٌ،

تفقـُدْ أزهارُ الخوخ ِالوردية ُ

في الراشديةِ بهجتـَها،

وتـَظـْـلـَمّ الدنيا ، فالشمسُ ستـَهـْوِي

كرة ً في ظلِّ جدارْ."
1996



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماك الزينة - إلى كتّاب الإنترنت
- لماذا وقعت زوجة القس في حب ملحد (قصة مملة!)
- مقدمة في -سودونية- أحمد شوقي
- ملاحظات في العلمزيف 2 Notes on Pseudoscience
- القصيدة
- أربع كلمات غير قابلة للقراءة
- ملاحظات في العلمزيف Notes on Pseudoscience
- التفتيش
- الدين والجنون 3- زفاف الغراب - نسخة عادية للإستهلاك المحلي
- -قدر- الشعب العربي
- ومَضاتٌ في ظلام الذاكرة
- الدجل في نقد الدجل
- الدين والجنون -2- المدينة
- في الله والعلم
- الدين والجنون - زفاف الأمير – مختارات من النسخة الخاصة التي ...
- غربان البي بي سي والقطط وقطعة الجبن
- مقاطع غير صالحة للنشر من الوصية الثالثة -4-
- مقاطع غير صالحة للنشر من الوصية الثالثة 3
- تساؤلات ليست من -الرأي الآخر-!
- من أجل سواد عيون النفط الليبي – السيطرة على منابع البترول 2


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - مختارات من -الوصايا-