أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الدين والجنون 3- زفاف الغراب - نسخة عادية للإستهلاك المحلي















المزيد.....

الدين والجنون 3- زفاف الغراب - نسخة عادية للإستهلاك المحلي


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


نبيّ ُ العراة حدَّثَ نفسَهُ:

همومي وأفكاري تـُطوّقني

ولستُ بقادر ٍ

على الإختلاءِ بنفسي

للومِها وعِقابها!

فلم يعُدْ في منبع الندم

ما يُتـْر ِعُ كأسَ المساءْ

فكم يُفزعـُني أن لا أرى أفـْقاً يلي هذه الأنقاض!

تكرهني أيامُهم، لذا أبادلـُها

حقدَ الزمانْ،

وأحدّثُ روحيَ الباكية ْ

فتسرقُ النيرانُ من دمعي

عادة َالأشواك ِالغزيرةِ مرة ً

ثم حين التهابِ شرارها

متسابقاً يتسلق العينيْن

إلى سقف رأسي

من كانون قلبي

فماذا سيعني لديَّ هنا أو هناك من لغات المطر

إلا ّأن تؤكـْسِرَ لي

من برودةِ الأنهار

في الوطن البعيد

دواءاً عاجلاً، كالومض،

للمحن الحميمة؟

ولو على التخوم من الأحلامْ ،

فقد تمرّدْتُ في وطن اللئام

وطن ٍنـُسِجَتْ فيه الجِنانُ من حرير الأكاذيب الملونة،

كذلكَ ضد روحي،

ظننتُ بأنّ الزفافْ

دعوة ٌ أثيمة

لبعض اعترافْ

بإثم ٍ قديم ٍ ،

أوّل ِالآثام!

لكن الغراب الملوّنَ الذي ينكَّح الآنَ أنثاه أمامي

ألفَ مرة

على ألفِ غصن ٍ ميّتٍ

كلما دقـّتْ ساعة ُالحرمان

على ناقوس أحشائي بليل الوطنْ،

الغراب الذي ينام بأحضان الوزيرة ْ

وَرَثَ اللهَ من جدتِهِ الغبية

(مليكةِ عصري التي تمتص عمري)

وابتسامة َالأنثى الصبية،

مُنِحَ القدرة َ الكاملة

على أيّ إقتناع ٍعميق ٍوشيك

وطاعةٍ مهذبةٍ أبية

من حصان ٍ مطهـَّم ٍ بالفن

وفروج ٍ ذهبية!


فقبل أن يولـَدْ

شرعَ القصرُ بتدريب الطهاة

لحفلة عُرسهِ التي ستحضرها الأسود

والخيولُ الأجنبية

وكلابُ الصيد

وكلها سترتدي الريشَ الملوّنَ والماس؛

سيُعلِنُ الهتافُ والنشيد

سعادة َالسناجبِ والأرانب

والثعالب

خارجَ السياج ِالمصمَت العالي،

جدار ِالحزن

حيثُ نصّبْتُ نفسي نبيّاً للعراة

فأ ُلقي خطابَ الجحود:

فإني لا أرى ما جرى قبل قليل ٍ، فكيفَ فـُضـْنا؟

ولم أرَ ما جرى قبلي

وما قبل السدود!

لذا صرختُ بكلّ ذي ثوبٍ كاذبٍ

وعباءةٍ مبللةٍ

وجلدٍ لا أرى الدماءَ وراءَهُ:

إنما الدينُ يا أطفال

قانونٌ بشأن الإناث،

سنـَّهُ شيخ ٌمن ذكور القرود!


فهبّت السعادينُ عليَّ محتجة ً

تسلقـَتِ الجدار،

وقال كبيرُها ذو اللحية البيضاء:

كذبتمْ، فهو دميتـُكمْ

لخداع الأغبياءْ.

فليس فينا

شبحٌ أعمى

تكحّلـُهُ اللغات

يصيرُ بصيراً

وشيخاً وَقوراً

وتكونُ الأرضُ من إقطاعاتهِ

وأعمارُنا خدَماً

والكونُ أسيراً

ويعم الموتُ والجوع والحرمانُ والإيمان

ومعجزاتُ الكاذبين،

فتكون حتى أغاني العشق العميق ِكاذبة ً؛

أنظروا لي:

أنا هنا في العُلا

على جبل الرعود

بمكمن الآلهة،

فلستُ أنانياً مخيفاً

صديقَ المستهترين

أو زميلَ المحتضرين

ولم أجامل المرضى

لأخنقهم في أسرّتهم

حالَ تضرّعات الأقربين

رغم صلاة المؤمنين!

فأنا الآنَ من على جبلي أكلـّم الديدانَ والأقزامْ !

لكنَّ الأفـْقَ هنا

متـّسعٌ للجميع!


فصاح رئيسُ عصابةِ الأيتامْ:

مهلاً، إنما حلم ٌأن نرى

ما يعملون ويعلمون

أن نرى المسافاتِ بيننا والأفاعي

في جناح الغراب ولهجتهِ

فكيف لا نرى أشباحَـهم؟

فمَن يُسْكِرُ البُسطاء؟

ويَحْرِمُنا الحبيب؟

مَن يقتل الآباءْ؟

ومَن سقى القتلى بزخـّات التراب

لتخضرَّ لليُتـْم أعوادٌ

بدَوْح الفقر

في الحقل الخراب؟

قل لنا ما ترى من هناك؟

أحقاً أن اللهَ سيأتي بحُلـّةِ الطاووس

لعقد قران الغراب؟

قال شيخ ُالسعادين من أعلى الجدار:

صدّقوني:

لا شيءْ هنا في الروح

إنها صحراءْ!

فموطنـُهُ أكبرُ من أفـْقنا هذا

لأنـّا حين نحتمي بالتين

من غبار المطر

ورذاذ الدين

تكونُ بحارُ الكون في أحلامنا

مَوطئَ أقدامهِ

لذا فكلّ ُ رذاذةٍ

تستحمّ ُبها كلّ ُ حبةِ رمل ٍ

ستحمل حتى أبد الآبدين

إلينا إسمَهُ!

هنا تدخلتُ كالعارفين السائدين:

تـُستثارُ الرياحُ كلما تعشق الشمسُ ماءاً،

تهبّ ُمن بريقها فيهِ

ومن عيون العيون الضاحكات الباكيات

فنقرأ ُ في خلايا الماء

أسماءَ جَدّاتِنا

مثلما يغنـّي

غصنُ رمّان ٍ

للطحالب في النسيم

نشيداً من رفسةٍ أ ُولى

قررت البقاءْ،

فكان على الشمس أن تبقى هي الأخرى

لذا ابتدأتُ هناك

شاهداً على الغيرةِ ثوباً

لخوف السالمين،

وانتهيتُ هنا

كي أرى الغزاة َ قد حوّلوا قومي

موكباً من نادمين

فعلى القتلى السلام.

فكيف لا نرسلُ الآنَ من وصايانا

وفلول الذكريات

كتائباً مبعثرة ً

تقتفي خطى الريح

بأقدام الهاربين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الإهداء: إلى أمراء وأميرات تلال القـُمام، في مختلف القارات، جامعي البلاستك المصنوع من نفط بلادهم، الناسين صلاتـَهم، (ونعمة َالله عليهم)، الذين سيقرأون هذا بكل تأكيد!
وإلى كوازيمودو
“almost the standard measure” of a perfect king!
وسيقرأ كوازيمودو أيضاً هذا الكلام، بكل تأكيد، على البلاك بري!



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قدر- الشعب العربي
- ومَضاتٌ في ظلام الذاكرة
- الدجل في نقد الدجل
- الدين والجنون -2- المدينة
- في الله والعلم
- الدين والجنون - زفاف الأمير – مختارات من النسخة الخاصة التي ...
- غربان البي بي سي والقطط وقطعة الجبن
- مقاطع غير صالحة للنشر من الوصية الثالثة -4-
- مقاطع غير صالحة للنشر من الوصية الثالثة 3
- تساؤلات ليست من -الرأي الآخر-!
- من أجل سواد عيون النفط الليبي – السيطرة على منابع البترول 2
- الخطى 7
- في السيطرة على منابع البترول - خطوة أخرى للرأسمالية الغربية
- في الثورة، وفي الله -2- إذا لم يكن الله موجوداً، فأيّ إهدار ...
- في الثورة والله – 1 – دخل اللهُ ميدانَ التحرير فساهم في الإب ...
- مقاطع غير صالحة للنشر – من الوصية الثالثة 2 - لولاهُ لما بدا ...
- من الوصية الثالثة – مختارات صالحة للنشر
- الأنكح والأنكى وما حولهما! (في بعض دقائق المشاكل اللغوية لكت ...
- هل يستحق نقولا الزهر كل هذا؟
- رد ساخر من السيد مهموم الدهري على بعض ما يُنشر في مواقع عربي ...


المزيد.....




- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - الدين والجنون 3- زفاف الغراب - نسخة عادية للإستهلاك المحلي