أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،فقدان،الربع الأخير ،سكة القطار ،مَسرات هاربة)














المزيد.....

قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،فقدان،الربع الأخير ،سكة القطار ،مَسرات هاربة)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 02:05
المحور: الادب والفن
    


ربيع شاحب

علمتني طفولتي ان الربيع فصل للورد، وللحب ايضاً..
ولكنه جاء في وطننا العربي من دون خضرة ولا أريج، من دون موعد غرامي ولا قبلة بين اي حبيبين، فصحح لي الربيع معلومتي التي كانت تحمل مغالطة كبيرة..
حَل الربيع علينا متقدماً.. متجاوزاً على كل ما قد تعلمناه... فتح بابه على مصراعيه ليزرع في مشاتل أزهارنا شواهداً من قطع المرمر نخلد فيها اسماء من ارتضينا خساراتهم من اجل ربيع صحراوي شاحب!


السيرك

حياتنا.. سيرك مفتوح، نلعب فيه بخطورة فيقتل بعضنا البعض الآخر من دون مبالاة لحجم الخسارات الثقيلة المترتبة على اللعبة.
نصفق بحرارة لأسود تنهش فينا بلا رحمة، نبكي تارة ونضحك تارة اخرى من أجل إثارة الجمهور.. إلا اننا اكتشفنا انه ما من مُشاهد يهتم بموتنا!


قلم متحرر

تحرر القلم من جيب مالكه، بعد ان عانى الإهمال وسئم من بذلة صاحبه الرثة التي تفوح منها رائحة الجسد المتعرق.
جاء الخلاص بعد ان وهبه صاحب البذلة لمن يجيد استهلاكه، لينتقل الى أنامل شاعر يعشق الكتابة عن الحب والمشاعر على نحو عفوي بسيط ينال استحسان الجميع.
تعاون الشاعر والقلم على كتابة اروع قصائد الغزل، إلا ان الزمن كان عجولاً في سلب روح الشاعر مما أرغم القلم على إعلان موته تضامناً مع فقيده، غير ان ما تعاونا على كتابته ظل خالداً على مدى اجيال، وشاع في المدينة وحقق شهرة عالية، وتناقله كل من دخل حضرة الحب، الامر الذي ارغم صاحب القلم الاساسي على البكاء لفقدانه صديقه الشاعر والقلم معاً... وقبل كل ذلك بكى ندماً على حياته التي لا تعرف الحب.

إرهاب العشاق

في حديقتي زهور ملونة بهية.. لكنها تأبى أن تفوح بعطورها وكإنها صناعية.
بحثتُ عن الخلل وأعتقدت انه يكمن في التربة او عملية السقي.
تجولت في العاصمة وبدأت استنشق من كل زهرة تمر على نظري.
كنت متعطشاً لتلك العطور، غير إني لم أجد ما أتوق إليه.
مر الوقت وعدت إلى حديقتي خائباً.
جالست وردة الياسمين وأنا عالق في سماء من الحيرة، بقيت صامتاً أمامها حتى قاطعت صمتي ومزقت حيرتي قائلة:
هل تبحثون عن أريجنا، وكيف ترضون ان يشمه عشاق يقطفون رؤوسنا وينهون حياتنا من إجل إهدائها برومانسية باردة لمن يحبون؟
أي إرهاب تعشقون، وبموتنا كيف تعيشون، وبعد حياتنا ماذا تطلبون...
لا تنتظروا عطورنا إلا وانتم مسالمون.

فقدان..

عَرفَتها أحلامي قَبل ان تنال صحوتي شرف ملاحقة ظلها الذي يبدو وكأنه رافد من نهر الجنة يروي ظمأ تعطشي للجمال.
أشعر ان رابطاً حميمياً يجمعني وإياها.
أسست معها لغة تعتمد غمزات العيون وإبتسامات الشفاه، وسرعان ما تحول العالم الى أحلام ملونة وحياة كالاريج على الرغم من كل منغصاته.
إلا انني فقدتها مثلما فقدت أشياء عديدة.. فقدتها تماماً عندما بادرت بنظرات متفحصة في أرجاء جسدها الذي شكل كوناً من الانوثة.
غير اني تحولت الى كتلة نارية لحظة تنبهت لخاتم الخطوبة يتلألأ بين أصابعها.
ودونما وعي ولا إدراك سارعت الى سؤالها عن أسباب الخيانة.
أجابتني بعد أن أدارت ظهرها مغادرة المكان:
نظراتي إليك كانت بداعي العطف والشفقة على شبابك المتعثر خصوصاً بعد ارتباطك بعكاز ينوب عن ساقك التي باتت جزءاً من ركام الحرب الاخيرة.

الربع الأخير

تقاسم الجوع والفقر والجهل ثلاثة أرباع عمري، ولم يتبق من حياتي سوى الأيام الشاحبة.. لحظات اتوسل الزمن ان يطيلها، لا لتشبثي بالحياة ولا لأجل تعويض الخسارات والقضاء على السلبيات وإنما لأوفر للذل فرصة السيطرة على الربع الأخير من عمري.

سكة القطار

رُميتْ على سكة القطار عارية.. عارية ممزقة تماماً، وكُشفتْ اسرار جسدها الفاتن الى السماء، الى سكة الحديد التي تشكو الصدأ وتعانق الاشواك.
كانت قد سلمت نفسها لمن أجاد إشعال كبريت عذريتها في المكان ذاته تحت وَهم اسمه العاطفة، وتركها مع أكوام من الوعود، ورحل مع اول قطار الى حيث تجهل.
ظلت تنتظر بصبر ولهفة ضجيج القطارات جيئة وذهاباً، وما من خبر عمن غاب عنها، الامر الذي دعى الاشواك للطمع بملامسة جسدها الذي بدأ ينسجم مع صدأ الحديد، اسوة بمن مزقه من دون رحمة.

مَسرات هاربة

بصلواتنا، بتوسلاتنا وتضرعاتنا، تمنينا البسمة ورجونا الرب ان يرفع عنا غمامة الاسى، بعدما صار الحزن زادنا وشرابنا..
في لحظات طربنا تغنينا بالمسرات علّها تألفنا وتقترب منا.. علّها تقبل ودنا وتُصالحنا بعد خصام عميق ولدنا لنعيشه.
بين الصلاة والدعاء والغناء والموسيقا طالبنا بالسعادة، غير إننا لم نجدها إلا في صور قديمة تجسد ابتسامات آبائنا القدماء.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (أعياد العبيد، جنون الضحكة ، حليب الديمقراطية) قصص قصيرة جدا ...
- سوء حظ عاطفي.. وقصص اخرى
- أوجاع قصصية قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (أوتار ذابلة، أوراق وأقلام، عرس في المقبرة)
- ماذا بعد مقتل هادي المهدي؟
- قصص قصيرة جداً (هي في مكان آخر ، معزوفة ، صدأ الورد)
- الكمامات.. قصص قصيرة جداً
- تقسيم والمُصور ... قصتان قصيرتان
- جيفارا.. نور المكان / قصة قصيرة
- قبور.. قصص قصيرة جداً
- وفاء وردة..قصة قصيرة
- قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)
- دورس شكسبير.. قصتان قصيرتان
- كلمات قصصية قصيرة جداً
- دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان
- موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان


المزيد.....




- من حارات جدة إلى قمم الأعمال.. رحلة محمد يوسف ناغي في -شاي ب ...
- أم كلثوم بتقنية الهولوغرام في مهرجان موازين بمشاركة نجوم الغ ...
- انطلاق احتفالية شوشا عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2024
- أمسية -الارتحال والوداع في الشعر العربي- بمعرض الدوحة للكتاب ...
- “استمتع بمشاهدة كل جديد وحصري” تردد قناة روتانا سينما الجديد ...
- “بطوط هيطير العقول” نزل دلوقتي تردد قناة بطوط الجديد 2024 لم ...
- نائب وزير الثقافة اليمني: إيران الظهر والسند والحاضن لكل حرك ...
- -من أم إلى أم-للمغربية هند برادي رواية عن الأمومة والعالم ال ...
- الناقد رامي أبو شهاب: الخطاب الغربي متواطئ في إنتاج المحرقة ...
- جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2023-2024 “صناعي وتجاري وصناع ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (ربيع شاحب ،السيرك،قلم متحرر ،إرهاب العشاق ،فقدان،الربع الأخير ،سكة القطار ،مَسرات هاربة)