أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - باتر محمد علي وردم - الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!














المزيد.....

الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1063 - 2004 / 12 / 30 - 13:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إنتشرت في الولايات المتحدة وأوروبا نكتة سمجة أثناء غزو العراق السنة الماضية مفادها أن الرئيس الأميركي جورج بوش كان يتناول المشروب في حانة مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وقال بوش أننا سنقوم بشن الحرب على العراق وسيموت فيها 50 ألف عراقي وجمل واحد! فتساءل صاحب الحانة بدهشة: ولماذا الجمل؟ فقال بوش مبتسما: " ألم اقل لك أن أحدا لن يهتم بالخمسين ألف عراقي!
وللأسف فإن النكتة واقعية جدا، والحرب أدت إلى مقتل 100 ألف مواطن عراقي بدون أن يهتم ضمير العالم الحر الخاضع للميديا الأميركية، وقبل أيام حدثت الكارثة الطبيعية التي هزت السواحل في جنوب شرق آسيا وخلفت وراءها حوالي 80 ألف قتيل حتى الآن، إضافة إلى 1000 سائح أجنبي شكلوا المادة الدسمة لتقارير وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المسيطرة على الخبر العالمي وخاصة الأميركية والأوروبية.
كل التقارير ركزت على وفاة السياح والأحداث التي رافقت ذلك وشهاداتهم حول الرعب الذي عاشوه وكيف نجوا منه، والارتباك التي سادهم وهم – يا حرام- يبحثون عن تذاكر طيران للعودة إلى بلادهم، وفي الخبر أيضا يتم الحديث عن أرقام الضحايا من سكان البلدان الآسيوية، بما يتراوح ما بين 2000 إلى 10 آلاف شخص في كل بلد منكوب، وهذه أرقام فقط للإحصاءات!
هذه هي العنصرية وعدم احترام قيمة الإنسان بأبشع صورها، وحتى في حالة الموت من كوارث طبيعية الذي يداهم الجميع بلا تفرقة ولا استثناء ولا يميز بين الغني والفقير يسود التمييز في التعبير عن الموت وكأن قيمة الإنسان الأوروبي الذي توفي في المنتجعات السياحية الفخمة أقل من قيمة المواطن التايلاندي والسيريلانكي والهندي الذي يخدمه. هذه العنصرية يمارسها الكثيرون وحتى في وسائل الإعلام العربية التي قلدت وكالات الأنباء الدولية في التفرقة بين الضحايا من السياح والضحايا من المواطنين.
الميديا الغربية اهتمت بكوارث آسيا كمادة إعلامية مثيرة، وتركيزها على ضرر السياح يصيب مستقبل السياحة في هذه البلاد الفقيرة بالدمار، ونفس هذا الإعلام الذي طارد وقائع وفاة السياح في الأمواج العاتية سيبحث غدا عن أحدث الأخبار حول تسريحة شعر بيكهام وأغاني بريتني سبيرز ويترك وراءه آلام الملايين من الناس، فالحدث هو فقط بقيمته المادية والإعلانية، ولا مكان للمشاعر والأحاسيس إلا إذا كانت بيضاء وشقراء تتكلم اللغة الإنجليزية!

ثوان معدودة قلبت حياة ملايين الناس الفقراء والمعدمين في دول فقيرة ولا تملك البنية التحتية ولا المرافق الصحية ولا الكوادر المؤهلة للتعامل مع هذه المآسي، وسوف تستمر أبعاد هذه الكارثة لتطال حياة ملايين الأشخاص في السنة القادمة وتطيح بهم إلى طرق مجهولة في الحياة. دول العالم ومنظماته التنموية ستخوض الآن معركة حقيقية في سبيل إعادة جزء من فرص الحياة إلى مليوني مشرد، ومسح أحزان الذين فقدوا أحبائهم وسبل معيشتهم في ثوان معدودة. عشرات الآلاف من الأبطال المجهولين سيبدؤون منذ اليوم جهدا عظيما لإعادة ترميم هذه الدول بعيدا عن كاميرات وسائل الإعلام، ونتمنى أن تكون بعض الدول العربية والإسلامية الغنية ماليا أو القادرة فنيا على تقديم دعم لهذه الغاية، لأن الترابط الإنساني بين الناس من مختلف الديانات والعقائد يستلزم التضامن في أوقات الكوارث.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنتاجون يعترف أخيرا: العرب يكرهون سياساتنا، لا حريتنا!
- ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب
- روسيا تنقذ كيوتو: التزام بيئي أم انتهازية اقتصادية- سياسية؟
- عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!
- ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟
- صورة للذكرى...من الإنتخابات الأميركية
- -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية جثة رهينة رابعة استعيدت من غزة بعد يوم من ...
- خبير: روسيا والصين تسعيان إلى بناء نظام عالمي عادل
- سبب الارتباك الأميركي أمام موقف الصين وروسيا من تايوان
- ناريندرا مودي: عقد من الشعبية والاستقطاب السياسي في الهند
- خبير: زيلينسكي يشعر بخيبة أمل بعد زيارة بلينكن إلى كييف
- خبير: العلاقة الودية بين بوتين وشي جين بينغ تمثل كابوسا استر ...
- مقتل 20 فلسطينيا وعشرات الجرحى والمفقودين في غارة إسرائيلية ...
- وزير الداخلية الأردني: لا دليل ملموسا على وقوف دولة بعينها و ...
- أداة بيولوجية قوية لمكافحة تغير المناخ!
- دراسة: -كوفيد- ما يزال أكثر فتكا من الإنفلونزا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - باتر محمد علي وردم - الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!