أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حميد حران السعيدي - في ليله عيد الميلاد















المزيد.....

في ليله عيد الميلاد


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 13:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


جلست في ذلك المقهى وحيداً, تأخذني فكرة وتعيدني أخرى وإذا برجل يرتدي بدله (بابا نوئيل) بلحيته البيضاء الكثة وهو يحمل هدايا الأطفال ويقف قبالتي صامتاً ترتسم على وجهه السمح ابتسامة ذات معنى, شخصت ببصري نحوه برهة ثم أطرقت قليلاً, أعدت النظر ثانيه فوجدته ما زال في موقفه يركز بصره نحوي, تقرأت قسماته بدقه, ومن مقارنة ما بدا لي مع صور تختزنها ذاكرتي لاحظت ان ملامحه تشبه (الأب انستاس الكرملي)...ترى ما الذي جاء بهذا الرجل؟ وما الذي جعله يقف إمامي كل هذا الوقت؟ هل ينوي ان يقدم لي إحدى هداياه؟ قطع الرجل تساؤلاتي قائلاً : نعم يا ولدي انه إنا وقد جئتك لأقدم لك هديه عيد الميلاد.
علقت اتعطيني إحدى هدايا الأطفال وإنا اقضم الأيام الأخيرة من عقدي السادس ؟
قال: هديتك من نوع آخر... فهل تثق بي ؟
-:نعم يا سيدي كل الثقة
-:إذا فأسمح لي ان اعصب عينيك أولا وأصحبك معي في رحله خاصة, ستعود بعدها ولديك ما تقوله للناس
-:سمعاً وطاعة يا سيدي
أخرج من جيب سرواله قفازاً حريرياً ابيض وطلب مني ان أغمض عيني, ثم عصبهما بذلك القفاز, امسك بيدي, أحسست ان لمسه يده يمتزج فيها الدفء والحنان... أمرني بالسير معه, لم أشأ سؤاله عن وجهتنا, وهو كذلك لم يترك لي مجالاً لمثل هذا السؤال, فمنذ خطواتنا الاولى بدأ يحدثني بأحاديث شيقة, تنوعت وتعددت محاورها, لكنها كانت مستطابة عذبه مثل مياه دجله... توقف فجأة ورفع القفاز عن عيني وامرني بلهجته الهادئة المحببة ان افتحهما, تلفتُ يميناً ويساراً فإذا بي في صحراء قاحلة ليس فيها سوانا, وعلى بعد خطوات كانت ثمة بوابه واسعة, أشار لها قائلاً :سوف تدخل في هذا الباب و سأنتظرك هنا لحين عودتك, ستجد خلف هذه البوابة أناس تعرفهم بصورهم من ملامحهم كما
عرفتني, وآخرون ستتعرف عليهم من يافطات بيضاء كتبت أسماؤهم عليها وأسأل كل من تصادفهم عن كل ما يدور في خلدك ,ستحصل على أجوبه لتساؤلاتك,ثم أشار بيده نحو البوابة وأذبها تفتح, وضع يده الأخرى بين كتفي,دفعني برفق وإذا بي اخترق ذلك الباب وأدلف نحو الداخل , وبعد مسيره خطوات في دهليز مظلم , لاح لي ضوء ينبعث من فتحه جانبيه, شخصت ببصري نحو رجل كان يقف مرتديا بزته العسكرية حاملا رتبـه زعيم يؤدي التحية العسكرية برشاقة وثبات باتجاه الجدار المقابل , عرفته, انه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وخلفه رجل وامرأة بدا عليهما الوقار وقد علقا على صدريهما يافطات بيضاء كتب على صدر الرجل (جاسم البكر)وعلى صدر المرأة (الحاجة كيفيه)وكانا يؤديان الصلاة , نظرت صوب الجدار الذي يحيه الزعيم فوجدت خارطة العراق قد رسمت عليه , تحركت حتى أصبحت في موضع بين الزعيم والخارطة,عندها انزل يده برشاقة ذئب من وضع التحية وأعطى لنفسه أيعاز الاستراحة ,امتدت يده اليمنى لينزل غطاء رأسه ثم سألني معاتبا :- لماذا يا ولدي قطعت علي لحظاتي القدسية ؟ومن جاء بك إلى هنا؟ قلت: جاء بي الكرملي ,ولا أعرف ما هي اللحظات القدسية التي قطعتها عنك؟
قال: لقد وقفت حائلا بيني وبين خارطة العراق مما جعلني أتوقف عن أداء التحية , وأعطي لنفسي وضع الاستراحة وأنزل غطاء رأسي لأكلمك,فنحن تشربنا الانضباط ولا يجوز لنا الكلام في وضع الاستراحة أو ألاستعداد ألا بعد نزع غطاء الرأس, خاصة عندما يكون هنالك من نؤدي له التحية لأنه أعلى في الرتبة .
قلت: ومن هو الأعلى منك رتبه يا سيدي الزعيم؟
قال:وهل لدى (عمك كريم) من هو أعلى رتبه بعد الله غير العراق ؟ وألان قل لي لماذا جاء بك هذا الرجل الطيب؟
قلت:جئت لأسالك
قال:عماذا تسال يا ولدي؟
قلت:عن موضع رصاصات القتلة في جبهتك , إني لا أرى لها اثر
قال:أمي وضعت يدها ومسحت جبهتي بعد ان جاءت مع أبي عندما أثخن العراق بالجراح وانشغل الناس بضحاياهم عني ولم يعد هناك من يصلي لأجلي وها أنت تراهما يصليان ...نظرت نحوهما,كانا في وضع السجود ,نهضا فقاطع الأب يديه أمام صدره وأسبلت الأم يديها بموازاة جسمها ,نظرت نحو سجادتيهما ,كانتا تتجهان بنفس الاتجاه وقد نقشت فيهما صوره الكعبة ,ووضعت الحاجة (كيفيه)في مقدم سجادتها قطعه دائرية من تربه الأمام الحسين ,أكمل الأب ركعته الرابعة ,سلم, ثم رتل شيء من القران ثم بادرني بالسؤال من أنت وماذا تريد ؟
قلت:إنا من العراق وقد أجبت الزعيم عمن جاء بي وسبب مجيئي.
قال:عفوا ً يا ولدي إنا لم اسمع ما قلته للزعيم وما قاله لك ,لاني كنت منقطعا ً للصلاة ,ومن يتوجه لله لا يسمع ما يدور حوله فهل لديك ما تسألني عنه ؟
قلت:نعم يا حاج وددت ان أسالك هل أنت غاضب لمقتل ولدك وعلى من تغضب؟
قال: كلا يا ولدي فانا من علمته(عفا الله عما سلف) ويكفيه انه لاقى وجه ربه صائما في رمضان,واستقبل موته بشجاعة ,فهو شهيد وانا به فخور,وبينما كنت اكلم الأب أنهت الأم ركعتها الثامنة وأصغت لما يدور بيننا,اطرق الأب قليلا ثم قال:كنت اعتب فقط على من قتلوه,لماذا لم يدفنوه في قبر معلوم؟قطعت الحاجة صمتها وأشارت بسبابتها نحو ابنها الذي مازال واقفا وقالت :يا ولدي ان هذا الواقف هو ثمره حب صادق ,وكم أتمنى ان يتواصل الحب بينكم كما أحببنا بعضنا وأنجبنا هذا الرجل العظيم,وما ان أكملت الحاجة عبارتها حتى أشار علي الزعيم بما يشبه الإيعاز العسكري (انتهى معك),دعني أواصل التحية للعراق الذي أتمنى ان لا يظل مجرد خارطة (لعراق قديم) واترك والديٌِ يرتلان القرآن واذهب إلى المكان المجاور فستجد ما يمنحك حديثا آخر تنقله للإحياء
أذعنت للأمر, ودعت شموخه وكبرياء ما بعد الموت وهدوء والديه والطمأنينة ألمرسومه على وجهيهما الكريمين خرجت اسحب معي انكساري
وقلقي وتوجهت نحو المدخل الآخر ,واجهتني عند المدخل الثاني هاله من النور, تنبعث من وجهين ملائكيين لشخصين يجلسان باسترخاء فوق حصير ابيض , كانا يتجاذبان أطراف الحديث ,إنهما شهيدا الإسلام السيد محمد باقر الصدر والشيخ عبد العزيز ألبدري وخلفهما جدار خط عليه كلمات من البيان الثالث من أيام المحنه الذي أصدره الشهيد الصدر,قرأت منه(يا أبناء علي والحسين , يا أبناء أبو بكر وعمر...الخ)اعتراني شعور لا يوصف من هيبة ذلك المجلس الوقور,وأثلج صدري ما كانا قد أبدياه تجاه بعضهما من حميمية وأخجلني إني جئتهما من دنيا سمعت فيها ما لا يسرهما سماعه ...نعم لقد تكررت على مسامعي عبارات لا يليق بي ذكرها في هذا المقام ...فهل يطيق السيد الشهيد الصدر ان يسمى أتباع ألبدري (بالنواصب)؟وهل يستسيغ الشيخ ألبدري ان يسمى اتباع الصدر(بالروافض)؟ هل يرضيهما ان يستحل احد الطرفين دم الآخر ؟حُبست على لساني الكلمات وضاعت علي الأسئلة وغادرت مجلسهما كأبن عق أبيه ,يعذبه الشعور بالذنب ويحاول الهرب الى حيث لا مهرب ,وفي طريق هروبي الغير مهذب صادفني شخصين ترتسم على وجهيهما علامات الرضا والحبور, يضع أحدهما يده في يد الآخر إنهما الحاج جعفر أبو ألتمن والأستاذ علي البازركان ,أديت التحية فردا بأحسن منها ,بادرني الأستاذ البازركان بالسؤال هل عرفتنا.؟وهل لديك رغبه في محادثتنا ؟
قلت:نعم ,فقد قرأت لك الكثير مما كتبت كما قرأت بحثا لنيل شهادة عليا اعدها شاب عراقي حول جعفر ابو التمن ,لكن صاحب الرساله مات قبل ان ترى الرساله النور . ابدى ابو التمن اسفه على موت ذلك الشاب العراقي وترحم عليه ثم سالني عن عملي وهويتي وما يذكره الناس عنه وعن صاحبه سيما وان هناك عمل مشترك بينهما في مجال خدمه الاجيال العراقيه.
اجبت: انا تربوي واما الناس فلا يتذكرون امواتهم ,وان ذكروهم فيكون ذلك لتحقيق مطامع خاصه وماَرب لايعلمها الا الله ,واما العمل المشترك بينك وبين صاحبك فقد عرفته ويعرفه كل من يحترم العلم ويقدر لكما ذلك فقد اسست وانت ـ شيعي ـ مدرسه وادارها البازركان وهو سني لان التفرقه الطائفيه لم تاخذ طريقا الى قلبيكما الطاهرين.
سالني البازركان :كيف هو حال مدارسكم اليوم؟
اجبت:لقد جئتكم وخلفي رجل ممن اخطأ الزمن فوضعه مسؤولا اداريا في الجهاز التربوي وهو يعاني الأمرٍين لان ادارة احدى المدارس يشغلها شخص من ابناء المذهب الاخر ,فهل في هذا المختصر مايفيد؟
امتعضا من جوابي الذي لم يحضرني سواه , غادرتهما مسرعا متجها نحو نهايه لا اعرفها , اعترض طريقي (نوري سعيد) تعرفت عليه من صورته وبدلته المميزه ونظارته ومسبحته الصفراء ,اعرضت عنه لاني لم ارغب بالتحدث مع رجل رسخت في ذهني قناعات بانه عميل للاستعمار ,نادى علي,جاء صوته واثقا هادئا متساءلا :لماذا ياولدي لم تكلمني؟الم تاتي لتعرف مايفيدك عن العراق ؟
قلت:لا اريد التحدث مع رجل اكرهه.
قال مبتسما :اكره ما وسعك ذلك وكرر دعوته لي لاستمع لبعض ماعنده مؤكدا انه جزء من تاريخ العراق وانه في عالم الاموات ولديه مايمكن نقله للاحياء
عندها حدثتني نفسي ان لاضير من الاستماع للرجل فليقل مالديه التفت نحوه وقلت : قل ما لديك
قال:من كان اهم شخصيه سياسيه بالعراق طيله ثمانيه وثلاثون عاما من 1921 ــ 1958 ؟ ومن شغل منصب رئاسه الوزراء ومناصب اخرى لاطول فترة خلال تلك الحقبه ؟
قلت: انت
قال: هل سمعت او قرأت عن عقارات او اموال شخصيه ضخمه خلفتها بعد موتي ؟وهل سمعت عني تقريب الاقرباء من مراكز السلطه؟
قلت:كلا لم اعرف انك قد تركت اموالا,ولم اعرف لك اقرباء تصدروا مراكز مهمه غير صهرك حسام الدين جمعه وانا اعرف انه ضابط واداري جيد ارتقى مسؤوليته بكفاءه.
قال:ماذا تسمع الان عما يملكه قاده العراق اليوم؟ وماهي امتيازات اقربائهم؟
قلت:اما عن الساسه الكبار فليس لي علم بما امتلكوا وما حازوا لاني بعيد عنهم وليس ممكنا لمثلي ان يعرف عنهم شيء رغم مايلهجون به من شفافية ورغبه في محاربه الفساد المالي والاداري ,لكني عرفت ان بعض شاغلي المناصب الوسطى والصغيره قد حصلوا على مليارات الدنانير وعشرات العقارات وانواع السيارات الفارهه , وبعضهم قد تخلى عن زوجته القديمه واقترن بسواها, اما عن الاقرباء فجميعهم اعطوا اقاربهم مالايناسبهم من عاليات المناصب ,حتى ان بعضهم لا يحمل مؤهل علمي يتناسب مع منصبه والكثير من الشهادات الدراسيه والوثائق التي قدموها مزوره وهذه من احاديث الساعه في العراق
ضحك الرجل وقال لي اذا كنت قد شغلت اعلى منصب حكومي طيله تلك السنوات وخرجت نضيف الجيوب ومع هذا فقد قُتلت وسُحلت في الشوارع فما هو مصير هؤلاء الذين استطاعوا بفتره قياسيه ان يصبحوا من اثرياء العالم بعد ان كانوا لايملكون شروى نقير؟
خجلت حتى تصبب مني العرق واعتذرت له عن قلة تهذيبي معه في بداية لقائي به واستأذنته بالذهاب فأذن لي وابتسامته لم تفارقه.
تركته متجهاً نحو فضاء واسع يقف فيه الآف الأشخاص وقد علق كل منهم على صدره لوحة كتب عليها (الشهيد فلان بن فلان) ناداني احدهم بلهجته البصرية المحببة (تفضل حبوبي) وقال الآخر الذي يلبس الشروال (فرمو كاك دانشه) وصاح ثالث (اهلا وسهلا) ... وجوه يعلوها النور, اختلفت أزيائهم ولغاتهم واديانهم ومذاهبهم وقومياتهم لكنهم اشتركوا بحب العراق كل العراق حد الجود بالنفس دونه, تمسكوا بوحدته, لا فرق لديهم بين هذا وذاك من سكانه وعلى هذا اجتمعوا ولاجله ضحوا وما زالت عيونهم ترنو الى بلدهم العزيز رغم موتهم اجسادا ً , لان ارواحهم قيم ساميه ما زالت تجوب السماء بأجنحه الملائكه لكنهم لم يعرفوا ما يدور فوق الارض لذا فقد سألني
أحدهم هل سقط الدكتاتور ؟
قلت: نعم
سأل آخر: كيف حال بغداد الآن ؟
قلت: حالها لا يسر الصديق, الحواجز الكونكريتية تفصل بين محلاتها, وتنتشر في شوارعها نقاط التفتيش, يزورها بين الفينة والأخرى حمله الكواتم ومهندسي المفخخات ومتمنطقي الاحزمه الناسفة.
قال ثالث: حدثني عن انهار البصرة الجميلة, احوازها التي تخترق المدينه.
قلت: تحولت الى مجاري للمياه الثقيله رائحتها تزكم الانوف.
قال الفلاح: كيف حال الزراعه وهل بدأتم بالتصدير الى الخارج من منتجات ارض العراق ؟
قلت: الارض اجدبت, عاث بها السبخ والرافدين شحت مياههما .
سألني عامل: والصناعه هل تطورت؟
قلت: لا مصانع تعمل والآن نستورد حتى الاكفان,
وما اكثر احتياجنا لها هذه الايام
قال: لماذا ؟
قلت: لاننا نقتل بعضنا بعضا ً,كثر امواتنا وشحت الاكفان.
سألني آخر: لماذا لا تفتح عيناك بكل اتساعهما ؟
قلت: لم نعتد مثل هذا النور الساطع لان الكهرباء لدينا شحيحة.
قال آخر: لماذا لم تعالجوا بعض او كل هذه المشاكل ؟
قلت: نحن نتصدر قائمه الفساد المالي في العالم ولم يبق ِ لنا المفسدين ما نصلح به شأننا.ولكن أطمأنوا على عوائلكم فهناك قوانين سنت لأنصاف عوائل الشهداء وقد خصصت لهم الاراضي ومنحوا سلف البناء واعيدت او عوضت املاك من كانوا يملكون واستولت الدوله في زمن الدكتاتور على اموالهم المنقوله وغير المنقوله.
ردوا بصوت واحد: لا يفرحنا هذا, لقد ضحينا لاجل العراق لا لاجل عوائلنا وقد نقلت لنا من
الاخبار ما لايسر [بئس ما استخلفتمونا به] اهكذا يجزى الشهداء ؟
قلت: اخرجوا معي جميعا ًولنذهب للاحياء علكم ترأبون الصدع, وتضيقون الهوة, وتصلحون ذات البين, فقد تركت اهلكم طرائق بددا.
ارتفع من بينهم صوت يرتل [ ان الله لا يغير ما بقوم ٍحتى يغيروا ما بأنفسهم ] استحلفتهم ان لا يجعلوني اعود وحيدا ًلارى ما تركت خلفي على حاله, اعتذروا جميعاً وارتفع من بين الحشد صوت جهوري قائلاً [من لا يقدر تضحياتنا من اجل وحدة العراق, لن يستمع لكلماتنا عندما ندعوه لما تريد] .
صاح الجميع بصوت واحد: عد من حيث اتيت واحمل عنا ما سمعت ان كان ثمة من يسمعك, ولا تبلغ تحياتنا الا لمن احب العراق وعمل لاجله بأخلاص ونكران ذات وتضحيه بالوقت والمال من اجل بنائه وضمان مستقبل اجياله
قلت: قبل ان اخرج اريد ان تكتحل عيوني برؤيه اصدقاء ورفاق وزملاء وجيران وابناء مدينه فهلا اقتربوا مني لكي اراهم؟
ارتفع من بينهم صوت مألوف اعرفه, صوت صديقي الصابئي (صبار نعيم) قائلا: نحن اصدقاء بعضنا هنا اما انتم فقد قطعتم بيننا وبينكم كل الصلات لانكم لم تصونوا الامانة.
قلت: حتى انا يا صبار فأنا صديقك الذي بكاك بدل الدموع دما ً.
قال: لا تنادي بأسمي لاننا نحمل صفه, فكلنا شهداء العراق امامك وامام سواك من الاحياء, اما ماتشاهده من يافطات على الصدور فهي لكي نتعرف على بعضنا بالاسماء لا بالدين ولا بالمذهب ولا بالقوميه, فاعملوا على ذلك وان حققتموه عند ذاك سيكون لدموعك ثمن عندي وستعود لما كنا عليه اصدقاء يوحدنا العراق وليس سواه.
انهارت الدموع من عيني, خرجت من حيث دخلت وجدت الأب الطيب (الكرملي) يقف عند الباب, اشار لي نحو اتجاه معين وقال اذهب بهذا الاتجاه, وخلف التل ستجد مدينتك واعتذر من عدم مرافقتك فأنا لا ارافق من لا يرضى عنه الشهداء.



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية و الربيع العربي
- محنة هوية ..... أم أزمة ثقة
- حكايات من زمن البسبس ميو ........ 8
- لست بحاجة لشهادتك
- حكايات من زمن البسس ميو.....7
- حكايات من زمن البسبس ميو-5-
- حكايات من زمن البسبس ميو (4)
- حكايات من زمن البسبس ميو 3
- حكايات من زمن البسبس ميو -2-
- حكايات من زمن البسبس ميو (1)
- انهيار الاصنام
- مارشال اسلامي
- ارحمونا يرحمكم الله
- دور المثقف في مواجهة الاخطاء
- ولكم في تساقط الدكتاتوريات عبر
- ما الذي قاله الهلالي في حديث الكف
- امال على ابواب الاستحقاق الانتخابي
- اقتلوهم انهم يحلمون
- اقتلوهم أنهم يحلمون
- العراق زراعيا


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حميد حران السعيدي - في ليله عيد الميلاد