أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - مؤيد طيب.. جراحك ستزيدك شعراً وطيبة














المزيد.....

مؤيد طيب.. جراحك ستزيدك شعراً وطيبة


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


يا صديقي.. أيها الشاعر.. يوم حزمت حقائبك لتعود الى بغداد التي طاردتك وروعتك قبل ثلاثين عاماً كنت خائفاً عليك من أمرين:
الأول أن تصيبك بغداد .. (حاشا لأمّنا الجريحة الموجوعة الجائعة) .. بل أن تصيبك الذئاب التي تصول وتجول فيها بجراح في الروح أو الجسد تحرمنا وتحرم العراق وكوردستان من شاعر جميل يقطر بالرقة وحب الناس والأطفال والإنسانية..
والثاني أن تجد نفسك، وأنت المثقف والشاعر الحر المستنير، غريباً.. في مكان لا تنتمي اليه.. بين أغلبية من قساة الروح والعقل (ولا أقول أكثر) دفعت بهم لعبة المحاصصات والممارسات الانتخابية العوجاء الى مكان اسمه مجلس النواب العراقي..
أنت أيضا كنت تشعر بذلك بالتأكيد، لكنك أطعت نداء الواجب ورأيت أنك قد تنفع الناس وتفيد قضية الثقافة والتنوير بشكل أكبر في مكانك الجديد.. وهو رأي كنت أحس بصدق نواياك في اتخاذه.
أذكر أنني تمنيت عليك أن ترأس أو تكون عضواً على الأقل في إحدى لجان الثقافة والإعلام أو التربية لتفعل شيئاً (مع الأقلية التي تريد أن تفعل شيئاً) من أجل إنقاذ الثقافة والتربية والتعليم من واقعها المأساوي.. وما خيبت ظني فيك: فقد اخترت المكان الأقرب لفعل ذلك مستنكفاً عن الاشتراك في التهافت المخجل على اللجان "الدسمة" التي تسابق اليها البعض: المالية، النفط.. الخ!
أعلم أن التعالي عن المشاركة في الشؤون اليومية للناس (ومنها السياسة) ليس من شيمة المثقف الحقيقي الذي لا يرتضي الجلوس في برجه العاجي راميا سهام نقده "العبقرية" على الناس والزمان وسوء الطالع الخ. وأعلم أن تاريخنا وتاريخ العالم يسجل لنا أسماء الكثير من الشعراء والأدباء الذين انخرطوا بقوة في مجال العمل السياسي والبرلماني: نيرودا، ليوبولد سنغور، رسول حمزاتوف، الجواهري وغيرهم الكثير.. ولهذا السبب بالتحديد فقد منحتك صوتي.. فقد كنت أحلم وما أزال بوطن يحكمه ويشرّع قوانينه المثقفون والعلماء وأصحاب الكفاءات المخلصون، حتى لو كانوا من "رَبعنا" الحالمين!
غير أنهم يا صديقي الشاعر (لا أقول كلهم، ولكن أغلبيتهم المريحة كما يقول أصحاب الشأن) من طينة أخرى: إنهم بين غافٍ لا ينطق حرفاً رغم تعاقب الأيام والفصول وبين منهمك في حياكة الدسائس لخصومه وملء جيوبه وإبقاء تنوره حامياً وإذكاء الفتن والسفر وإطلاق التصريحات من عواصم الشرق والغرب دون أن يقيم وزناً لحياة المواطن ومستقبله ولقمة عيشه ناهيك عن ثقافته وتعليمه.. وأحسب أنك لو سألت أحدهم أو إحداهن عن آخر كتاب قرأه أو قلّبه بسرعة لزمَّ شفاهه سخرية وعدّك إنساناً غريباً تهدد "العملية" السياسية المصابة بالفتق المزمن! حتى أنهم نسوا أو تناسوا زميلهم الجريح الذي كاد يفقد حياته بإحدى ألعابهم النارية الحيّة وراحوا يتنافسون لا في اتهام بعضهم البعض فحسب بل في نيل شرف كونهم المستهدفين الحقيقيين في..العملية!
ما عليك يا صديقي.. ما عليك.. جراحك ستشفى.. وستعود الينا.. والى دهوك التي تعشقها.. وبغداد التي جرحتك وهي الجريحة مرتين....
وآلامك هذي ستزيدك طيبة.. وحبّاً .. ونبلاً.. وحكمة.. وشعراً قبل كل شيء!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوجيتو الحكيم البغدادي-
- أغنية التثاؤب الدائرية-شعر
- أرقد بسلام أيها الصنم العجوز
- سبع قصص قصيرة جداً.. عن نهايات السفر
- في الثناء على -يويوما-
- الرجل.. الذي.. عرف.. كيف.. يطير
- لماذا-شعر
- أغنيات خالدات-الحلقة السادسة عشرة-شارل أزنافور.. خذني الى صِ ...
- في الثناء على دون كيشوت-شعر
- أغنيات خالدات-الحلقة15-وتني هيوستن
- وطن
- أمنوا ازديارك
- و يبكي العراقي-شعر
- مشهد مرعب-قصة قصيرة
- قل لي كيف تترنت أقل لك من أنت
- حقائب الجنود
- قطار الجنود
- أغنية ثانية.. الى صورة أخي
- إرحلْ الى النوم-شعر
- الواحُ إنليل..رؤيا كاتبٌ من نفّر


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - مؤيد طيب.. جراحك ستزيدك شعراً وطيبة