أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - الواحُ إنليل..رؤيا كاتبٌ من نفّر














المزيد.....

الواحُ إنليل..رؤيا كاتبٌ من نفّر


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


الـواحُ إنليـل
رؤيـا كاتبٌ من نفّـر

اللـوح الأول :

أتسـامرُ هذي الليلةَ مع إنليل
كـان دعاني من قَبلُ فمـا لبَّـيْت
كـنتُ كـسولاً أو خجـِلاً – لا أدري ...
الليـلةَ سـاقوني عِـبرَ سـماءٍ مقفِـرةٍ
نحـوَ المَلَكـوتِ الأسـمى
أدخلَـني مَـلَكٌ / شـرطيٌّ يحملُ فوقَ جناحَـيهِ
وسـامُ النصـرِ على " تَـيْماتَ " إلى البهـوِ الأعظـمِ
كـانَ هـناكْ ..
يجلـسُ في أقصـى القاعـةِ
فـوقَ العـرشِ الأبَنـوسيِّ الأسـودِ
أدركَ خـوفي للفـورِ
فأدنـانـي منه وهشَّ وأفرخَ من رَوعـي
فتنفَّـسْـتُ الصُـعَداءْ …

اللـوح الثـاني :

يدعـوني إنليـلُ إلى الشـطرنجِ
ويغلِبُـنـي في يُسـرٍ
أتحـدّاهُ ، فيغلـِبُني ثانيـةً
يضـحكُ منّـي مـلءَ الأشـداقِ ويغمـزني :
-أوَمـا تـدري يا ولـدي
أنـي ألعـبُ منـذُ قـرونٍ
ببيـادقَ من بشـرٍ فـانٍ
ومـلوكٍ من ورقٍ
أنفـخُ فيهـم ، وأَنـَقِّـلُهُمْ أنـّى شـئتُ
لأُرغـِمَ أنفَ التعسـاءْ ؟!

اللـوح الثـالث :

..يسـألُني إنلـيلُ عن الخَـمرِ
فأنصَـحُهُ :
-لا تكـثِرْ منهـا !
إنـكَ مسـؤولٌ – قد عُـلِّمْـنا – عن هـذي الأكـوانْ
إن تشـربْ لتكـن كـأسُكَ من قطـنٍ
حتـى إن أزَّتْ فيكَ حُـمـَيّاهـا
ورمَـيتَ بهـا من ضجـَرٍ صـوبَ جمـاجمنا …
ما كـَسَرَتـْهـا !

اللـوح الـرابع :

.. يسـألني عن وطـني :
-كـيفَ الحـالُ بأرضِ بلادِكَ تلكَ التُـدعى ..
تُـدعى .. آهٍ .. تبـّاً للنسـيانْ !
( يهمـسُ في أذنَـيْهِ ملاكٌ ذو أدَبٍ جَـمٍّ .. )
-آهِ .. تذكّـرت !
تلـكَ بـلادُ الشـعراء القـلِقـينَ
وأرضُ النخـلِ ومـأوى النـار
لـمْ أسـمعْ عنكـمْ أخباراً منـذ قـرونْ ..
أَ وَمـا زِلــتُم تبنـونَ لأجلـي الزقـورات ؟!
- !! ..
يسـألُني إن كـانوا لليـوم يؤدون فـروضَ الطـاعةِ
والصـلواتِ فأكـذبُ :
- بعضـهُمُ .. كـلّهُمُ يسـتمطـرُ رحمتكـمْ….
…….. ……..
- كــذّابٌ !
( يصـرخُ رجلٌ في الستّيـن
يجلـسُ عند يميـنِ العـرشِ
ويرميـني بعيـونٍ تقـدحُ شـرّاً !!
……. …….
يسكـتُ ، أسـألهُ :
- عـذراٍ من أنتَ ؟
فلا يسـمعُني
يتحـوّلُ تمثـالاً ثم يـذوبُ كـما الشـمعِ
ولا يتـركُ أثَـرا
يقـراُ إنلـيلُ بعينـيَّ الدهشـةَ
يأمـرني أن أنسـى المشـهدَ
أرضـخُ ، أحنـي رأسـي في استخـذاءْ !

اللوح الخـامس :

-إسـألْنـي شـيئاً قبل رحيـلكَ
أنتَ اللـيلةَ ضـيفي
فاسـأل ما شـئتَ بلا اسـتحياءْ
خـذْ مـالاً ، مُـلكـاً ، حـوراً
آنيـةً من ذهـبٍ ، خمـراً ..
- شكـراً يا إنليلَ الأعظـمَ
سـامِحْنـي ..
إنـي لا أطـلبُ غيـرَ جـوابٍ
لسـؤالٍ أرَّقـَنـي :
فيـمَ خلَـقتَ عبيـدَكَ ؟
فيـمَ رسـمتهمُ أَمـماً ورجـالاً ونسـاءً ؟
أحـراراً وإمـاءْ ؟
فيـمَ تـذلَّ وتـرفعُ ، تعطـي ، تمنـعُ
تُـدني ، تقصـي ، تهـدمُ ، تَبنـي ؟..
إنـي أتسـاءلُ – لا بـرماً ، حاشا –
عن مغزى الأشـياء !
....
وتفكّـرَ إنلـيلُ طـويلاً
مسـّدَ لحيـتَـه القدسـيةَ :
-يا ولـدي .. أشـجَيتَ فـؤادي
أوقـدتَ بقـلبي نـاراً
غطــَّتها الشـيخوخةُ
تحـتَ رمـادِ التكـرارْ
يا ولـدي إنكَ تسـألُ عن سـرِّ الأسـرار
عـن سـرٍّ لا يعـرفهُ آنـو ، أو أنكـي
سـرٍّ لا يعـرفهُ حتـى من تمثـلُ في
حضـرتهِ
لا يعـرفهُ إنلـيلْ !!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحتفال-شعر
- في عزلتي-قصائد هايكو
- في زاوية الشارع-شعر
- يا جدّي
- خريف-شعر ماجد الحيدر - مع الترجمتين الانكليزية والكردية
- اعتذارية معادة من أديب عراقي الى اتحاد الأدباء العرب
- موسيقى.. (من وحي برامز)
- فجر
- الصوت الذي.. لا أسميه
- الغرانيق تحلق جنوباً-قصة مترجمة
- بين الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب.. والشاعر الانكليزي ال ...
- عادات القراءة وممارسات الكتابة في بيئة الكترونية
- موت في دلهي-قصة مترجمة
- مساء الخير يا صديق-شعر
- أغنيات خالدات-الحلقة الرابعة عشرة-كوكوش.. طفلة الشرق وسحره ا ...
- حميد حسن جعفر-ناجون بالمصادفة وقوة الاختلاف
- يومٌ في حياة السيد حسن عبد الله-قصة طويلة
- في انتظار ابن ملجم
- بيتي حيث أنتِ
- حكاية قديمة


المزيد.....




- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - الواحُ إنليل..رؤيا كاتبٌ من نفّر