أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - من الملك نقراؤش حتي الملكه دلوكة .















المزيد.....

من الملك نقراؤش حتي الملكه دلوكة .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 21:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يدعونا الاسلامجية الي هجر العلوم الحديثة و التشكيك في نظريات النشوء والارتقاء .. أو في ما توصل اليه علماء الفلك من معرفة عن الكون .. فهل لديهم ما يقدمونه كبديل .. كذلك عندما يدينون فرعون لصالح النبي موسي فهل يذكرون تاريخ هذا الصراع و اسبابه .. ام يترك هذا للجهلة كي يعمموا حقدهم و فكرهم المريض علي كل التاريخ المصرى القديم دون تفريق و يسعون الي تدمير المعابد و التماثيل في فورة غباء لا مبرر لها الا طاعه بعض من الجهلة والمتخلفين أصحاب اللحى والعقال .
العلامة الامام أبى الحسن على بن الحسين بن على المسعودى الشافعى ، المتوفي 346 هـ له كتاب(( مروج الذهب ومعادن الجوهر فى التاريخ ))، طبع بعد ألف سنة من وفاته بواسطة المطبعة البهية المصرية بميدان الجامع الأزهر .. يقص علينا فيه ما كان سائدا في زمنه من افكار أعتقد أن علي كل من ذهب الي صناديق الاقتراع و اختار السلفيين أن يقرأه و يعي شريعته .
فى الفصل الأول من الكتاب (( ذكر المبدأ وشأن الخليقة وزرء البرية )) نجد وصفا لما اتفق أهل العلم جميعا من أهل الاسلام عليه (( بان الله عز وجل خلق الأشياء على غير مثال وابتدعها من غير أصل ))، ثم يروى عن ابن عباس وغيره مؤكدا أن (( ما سيذكر هو ما جاءت به الشريعة ونقله الخلف عن السلف والباقى عن الماضى فعبرنا عنهم على حسب ما نقل الينا من ألفاظهم ووجدناه فى كتبهم مع شهادة الدلائل )) .
(( ان أول ما خلق الله عز وجل الماء وكان عرشه عليه فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع الدخان فوق الماء فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ثم فتقها فجعلها سبع أرضين فى يومين الأحد والاثنين ، وخلق الأرض على حوت والحوت في الماء والماء على الصفا ، والصفا على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة على الريح ، فاضطرب الحوت فتزلزلت الأرض فأرسى الله عليها الجبال فقرّت الأرض وخلق الجبال فيها وخلق أقوات أهلها وسخرها وما ينبغى لها فى يومين ، فى يوم الثلاثاء والأربعاء ، ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فكان ذلك الدخان من نفس الماء حيث تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبعا فى يومين الخميس والجمعة ، وإنما سمي الجمعة لأن الله جمع فيه خلق السموات والأرض ، خلق فى كل سماء خلقها من الملائكة والبحار وجبال البرد وأن سماء الدنيا من زمردة خضراء والسماء الثانية من فضة بيضاء والسماء الثالثة من ياقوتة حمراء والسماء الرابعة من درة بيضاء والسماء الخامسة من ذهب أحمر والسماء السادسة من ياقوتة صفراء والسماء السابعة من نور قد طبقها الله بملائكة قيام على رجل واحدة ، تعظيما لله لقربهم منه ، قد خرقت أرجلهم الأرض السابعة واستقرت أقدامهم على مسيرة خمسمائة عام تحت الأرض السابعة ورؤوسهم تحت العرش من غير أن تبلغ العرش وهم يقولون لا إله الا الله ذو العرش المجيد ، فهم على ذلك منذ خلقوا الى أن تقوم الساعة .. وتحت العرش بحر تنزل منه أرزاق الحيوان يوحى الله تعالى اليه فيمطر ما شاء الله من سماء الى سماء حتى ينتهى الى موقع يقال له الأبرم فيوحى الله الى الريح فتحمله الى السحاب فتغربله وتحت سماء الدنيا بحر من ماء يطفح فيه من الدواب مثل ما فى بحور الأرض مستمسك بالقدرة... وان الله تعالى أسكن ظهر الأرض لما فرغ من خلقها الجن قبل آدم فجعلهم من مارج من نار وابليس فيهم ، فنهاهم الله أن يسفكوا دم البهائم ويظهروا المعصية بينهم فسفكوا وعدى بعضهم على بعض فلما رآهم إبليس لا يقلعون عن ذلك سأل الله تعالى أن يرفعه الى السماء فسار مع الملائكة يعبد الله أشد عبادة.. وأرسل الله الى الجن وهم حزب إبليس قليلا من الملائكة فطردوهم الى جزائر البحار وقتلوا من شاء الله منهم وجعل الله ابليس على سماء الدنيا خازنا فوقع فى صدره كبر.
هذا الوصف لاسلوب خلق السماء و الارض لا يختلف كثيرا عما وجد في الكتب المصريه القديمه او البابليه و هو ما نقله عنهما اليهود .. ثم استعارة علماء المسلمين و أصروا علي تقديمه كحقائق غير قابله للنقاش فهل عدنا القهقرى لخمسة الاف سنه .. ام سيرفض السلفيون المعاصرون ما قدمه السلفيون الغابرون .
ثم شاء الله عز وجلّ أن يخلق آدم فقال الله للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة فقالوا ربنا وما يكون ذلك الخليفة ، قال تكون له ذريّة ويفسدون فى الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا ، فقالوا ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال انى أعلم ما لا تعلمون ، ثم بعث الله جبريل الى الأرض ليأتيه بطين منها فقالت له الأرض انى أعوذ بالله منك أن تنقصنى فرجع ولم يأخذ شيئا وقال يارب انها عاذت بك ثم بعث الله ميكائيل فقالت له مثل ذلك فرجع ولم يأخذ منها شيئا فبعث الله ملك الموت فعاذت بالله منه فقال وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ الأمر ، فأخذ من تربة سوداء وحمراء وبيضاء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين فى الألوان وسمي آدم لأنه أخذ من أديم الأرض ووكل الله ملك الموت بالموت وجبله الله تعالى حتى صار طينا لازبا يلزق بعضه ببعض أربعين سنة ثم تركه حتى انتن وتغير أربعين سنة ثم صوره وتركه بلا روح من صلصال كالفخار حتى أتى عليه مائة وعشرون سنة وقيل أربعون سنة فكانت الملائكة تمر به فيفزعون منه وكان أشدهم فزعا إبليس كان يمر به فيضربه برجله فيظهر له صوت كظهوره من الفخار وتكون له صلصلة وكان إبليس يدخل من فيه ويخرج من دبره ويقول لأمر ما خلقت )).
وهكذا تسقط نظرية النشوء و الارتقاء ليحل محلها نظريه نتانة الانسان والتي لا يمكن رصدها بدقة الا في خيام صحراوية بعيدة عن الماء الجارى واسباب النظافة .
(( فلما أراد الله تعالى أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة إسجدوا لآدم فسجدوا الا إبليس أبى واستكبر وقال يارب أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين والنار أشرف من الطين وأنا الذى كنت مستخلفا فى الأرض وأناالملبس بالريش والموشح بالنور والمتوج بالكرامة وأنا الذى عبدتك فى سمائك وأرضك ، فقال الله تعالى أخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنة الله الى يوم الدين، فسأل الله مهلة الى يوم يبعثون فأنذره الله الى الوقت المعلوم )).
هذا هو ما يريد الاسلامجية ان يحل محل نظرية داروين وعلوم الأنثربولوجى والفلك والنظريات التى تتحدث عن الكون ووجوده ، والتغييرات التى تحدث عليه ، وحركة الكواكب والنجوم والمجرات والتى أصبحت اليوم شبه مفهومة ومعروفة لبشر عاشوا بعد المسعودى ومصادره بألف سنة .
إدعاء الاسلامجية أنهم يعرفون كل شئ عن تاريخ العالم وكيف خلق وكيف سار تصطدم بوقائع التاريخ كما يعرفه الانسان المعاصر والانثربولوجى الحديث الذى ينفى تماما كل ما كتبوه خصوصا عن الديار المصرية .
من كتاب ابن إياس عن عجائب مصر (( ذكر من ملك الديار المصرية فى أول الزمان)) يقول أن(( شيس ابن آدم عليه السلام دخل مصر ونزل بها هو وأولاد أخيه قابيل ، وكانت مصر تدعى بايلون فسكن شيس فوق الجبل وسكن أولاد أخيه قابيل أسفل الوادى وصاروا يتوارثونها الى أيام أخنوخ وهو أول من تكلم فى علم الهيئة وعلم النجوم)) .
((أول من ملك مصر قبل الطوفان تبليل الألسن وهو من أولاد قابيل وكان عالما بعلم الطلسمات والكيمائيات وغير ذلك من العلوم الجليلة واستمر على مصر الى أن هلك وتولى بعده ابنه نقراؤش الجبار وهو الذى بنى مدينة أمسوس وهى أول مدينة بنيت فى مصر وكان جماعة من أولاد قابيل يسكنون فى مغائر فى الجبل المقطم تجاه طرا واستمروا على ذلك حتى بنى نقراؤش هذه المدينة وصارت دار المملكة ، ثم تزايدت العمائر وبنيت المدن حتى قيل كان فى مدينة أمسوس الى الغرب أربعمائة مدينة محكمة البناء يسكنها أمم جبابرة وذلك قبل الطوفان.. مدينة أمسوس كان بها طائر من نحاس على اسطوانة من رخام أخضر يصفر كل يوم عند طلوع الشمس مرتين وعند غروبها مرتين فيستدلون من صفيره على ما يحدث من حوادث فى ذلك اليوم .. وكان فى وسط المدينة صنمان إذا دخل سارق لا يقدر أن يزول حتى يسلك بينهما فاذا سلك أطبق عليه وعمل على جوانب هذه المدينة أصناما من نحاس أصفر مجوفة وملأها كبريتا ووكل بها روحانية النار فكانت اذا قصدهم عدو أرسلت تلك الأصنام من أفواهها نارا أحرقته فى وقته ، عندما مات نقراؤش خلف من أولاده نقراش ومصريم وعيقام ...نقراش كان عالما بعلم الكهانة والسحر والطلسمات وكانت الشياطين تحمله بسريره على الأعناق وتطوف به سائر الأقاليم ، أما مصريم فقد بنى مدينة مصر وعيقام كان عالما بعلم الكهانة والسحر واليه تعزى كتب القبط التى فيها تواريخهم وما يحدث فى الدنيا الى آخر الزمان )) .
يستطرد ابن إياس فى وصف عدد كبير من ملوك مصر المزعومين والسحر الذى قاموا به والمعجزات التى أتوا بها حتى يأتى الطوفان ويقسم نوح الأرض بين أبناءه فكان من نصيب بيسر ابن حام أرض مصر ، ثم يتحدث عن الفراعنة الذين عاشوا منذ ذلك الزمن ويخص بالذكر توطيس ابن ماليا فرعون ابراهيم والريان ابن الوليد فرعون يوسف والوليد ابن مصعب فرعون موسى .. قصة الوليد ابن مصعب فى مصر كما سردها المؤرخون العرب تستحق أن يقرأها القارئ الحديث ليعرف من هو الفرعون الذى يلعنه صباحا ومساءً اتباع الأديان الابراهيمية الثلاثة .
(( قال وهب ابن منبه كان أصل فرعون من مدينة بلخ وقيل من أرض حوران من نواحى الشام وكان عطارا فتجمد عليه دين فخرج هاربا من أصحاب الديون حتى دخل مدينة منف وكانت يومئذ دار المملكة وكان فرعون بشع المنظر أعور فى عينه اليسرى وكان طول لحيته سبعة أشبار بحيث كان يتعثر فيها يعرج برجليه عرجا فاحشا وكان بجبهته شامة سوداء كبيرة ))
وهكذا يقدمون فرعون ..ليس مصريا.. مشوها مفلسا ضائعا هاربا من الديانة .. أكرر انه ليس مصريا.
((فلما دخل منف وقف على خباز يقال له هامان وكان هامان كثير القراءة فى الملاحم فلما وقف عليه فرعون رأى به علامات تدل على ما عنده من الملاحم بأن من يكون به هذه لابد أن يملك مصر .. فقال له هامان من أى أرض أقبلت فقال فرعون من بلخ فقال هامان هل لك من صحبتى فقال فرعون ان شئت كنت كذلك فأضافه هامان تلك الليلة)) ...(( ثم أن فرعون اشترى حمل بطيخ وجاء به الى باب المدينة فلما أراد أن يدخل به نهبوه منه مجموعة من البوابين فلم يبق معه غير بطيخة واحدة فباعها بقدر ما اشترى الحمل ثم قال للناس أما فى هذه المدينة من ينظر فى مصالح الرعية فقيل له أن ملك هذه المدينة مشغول بلذاته وفوض أمر مملكته لوزيره فهو لا ينظر فى مصالح الناس فقال فرعون فى نفسه هذا وقت انتهاز الفرصة ))
كاتب هذه القصه يرى ان المصريون بلهاء و لصوص و يعيشون في حالة فوضي سينتهزها بطلهم القادم من بلخ .. بمعني انه ذو اصول سامية .
(( ثم خرج الى المقابر وصارلا يمكن الناس أن يدفنوا موتاهم الا بخمسة دنانير على كل راس فقدر أن بنت الملك ماتت فلما أرادوا دفنها وقال هاتوا خمسة دنانير كالعادة قالوا له ويحك هذه بنت الملك فقال ما آخذ عليها الا عشرة دنانير فما مكنهم من دفنها حتى أخذ الدنانير العشر فلما بلغ الملك خبره قال من يكون هذا الرجل ، فقالوا الذى عملته عامل للأموات فأنكر الملك ذلك وأرسل خلف فرعون فلما حضر بين يديه قال له ومن عملك عامل للأموات ! فأخبره بما جرى له فى حمل البطيخ ثم قال له إنما عملت عامل للأموات حتى يصل اليك خبرى وتستيقظ لنفسك وتنظر فى مصالح رعيتك لقد حفظت لك فى هذه المدة مالا لا يحصى))
يال روعة ملوك مصر يستمعون للبلطجية والمدعين ويصدقونهم حتي لو انهم سبّوا الملك المعظم .
(( فلما سمع الملك كلامه أفصل وزيره الذى يغشه واستقر به وزيرا فلما تولى صار فى الناس سيرة حسنة وعدل وكان يقضي بالحق ولو كان على نفسه فأحبته الرعية فلما مات الملك اختاروه ملكا عليهم فأظهر العدل ونظر فى أحوال المملكة فأقام جسورها وبنى قناطرها وقطع جزائرها وحفر خلجانها وكان بها سبعة خلجان جارية شتاءً وصيفا وكان يرسل مائة ألف وعشرين ألف رجل ومعهم الطوارى والمساحى بسبب قلع الغضاب والحلفا وكل نبات يضر بالأرض فلما دبر أراضى مصر هذا التدبير استقامت أحوال الديار وصار خراجها يومئذ مائة ألف ألف دينار فرعونى فإذا تكامل جبي الخراج يأخذ فرعون فى ذلك الربع لنفسه والربع الثانى لجنده والربع الثالث لمصالح القرى والربع الرابع يدفن فى الأرض بسبب السنين المجدبة وهى كنوز فرعون التى تتحدث الناس بها الى الآن ولم يزل فرعون قائما على ملكه حتى انقرض من أيامه ثلاثة قرون من العالم وهو باقى فى حاله )) .
و انقلب الحال .. المشوه الاعرج النصاب أصبح العادل الذكي الذى حول مصر الي جنة .. ونعم الفرعون .. ليته يحكم مصر الان اليس افضل من العسكر ..!
(( قال وهب ابن المنبه عاش فرعون أربعمائة سنة وهو مخول فى النعمة لا يرى ما يكره فى نفسه ولا حم فى جسده ولا دخل عليه سوء فعند ذلك كلل لحيته باللؤلؤ والجواهر وطغى وتجبر وادعى الربوبية فأرسل الله اليه موسى يدعوه للايمان فلم يؤمن فأوحى الله تعالى لموسى أن يخرج ببنى اسرائيل الى بحر القرم ))...(( لما طغى فرعون أتاه جبريل عليه السلام فى صفة رجل مستفتى فسأله ما تقول فى رجل اشترى عبدا ورباه صغيرا فلما كبر عصى على مولاه وقال لست بعبد وادعى مقام سيده فما يكون جزاء هذا العبد ؟ فقال فرعون جزاءه التغريق فى البحر فقال جبريل اعطينى خطك بذلك)) .
((فرعون خرج فى إثر موسى وهو فى عساكر لا تحصى فلما انفلق البحر بموسى وعدى ببنى إسرائيل وتبعه فرعون ومن معه فانطبق البحر وغرق فرعون هو وعساكره فى بركة الغرندل وأتاه جبريل بخطه فعرفه وقضى على نفسه فأراد أن يقول آمنت برب موسى وهارون فأخذ جبريل خطه وحشاه فى فمه حتى غرق )).
بعد القصه المسليه في ليلة الاعياد هذه تكتمل الدراما بما حدث لمصر و قدمه المؤرخين المسلمين بعد غرق فرعون موسي وجيشه .
(( لما غرق فرعون وقومه صارت مصر ليس بها أحد من أشراف أهلها سوى العبيد والأجراء فكانت أعيان النساء من القبط تعتق عبدها وتتزوج به أو تتزوج بأجيرها وكن يشترطن عليهم بألا يفعلوا شيئا الا بإذنهن وقد صار ذلك سنة عند القبط حتى اليوم .. ثم أن النساء أجمعن رأيهن على أن يولين عليهم إمراة يقال لها دلوكة ابنة ريا وكانت ذات عقل ومعرفة وكان لها من العمر نحو مائة سنة فملكوها عليهم فبنت على أرض مصر حائطا من أسوان الى العريش وحاشت بها قرى مصر وضياعها وجعلت على تلك الحوائط أجراسا من النحاس فاذا أتاهم من يخافونه حرك الأجراس الموكلون بها من كل جانب فيسمعها من بالمدينة فيستعدون لذلك )).
((قال ابن عبد الحكم لما ملكت دلوكة مصر أرسلت خلف إمراة ساحرة من أنصنا يقال لها تدوره فقالت لها دلوكة إنا قد احتجنا الى شئ من سحرك يمنع عنا من يقصد بلادنا بسوء فعملت تلك المرأة بربا من حجر الصوان ( معبد ) فى وسط مدينة منف وجعلت لها أربعة أبواب ونقشت على كل باب منها صور الرجال والخيل والابل والحمير والسفن وقالت لدلوكة لقد عملت لكم عملا تهلكون به من أراد بكم سوءً من بر أو بحر فكان إذا قصد اليهم أحد من سوء وعجزوا عن قتاله دخلوا الى تلك الصور وقطعوا رؤوسها أو فقأوا اعينها فمهما فعلوا فى تلك الصور يؤثر مثل ذلك فى معسكر العدو الذى يقصدهم فامتنعت عنهم الملوك لأجل ذلك فأقامت دلوكة على ملك مصر نحو مائة وثلاثين سنة ولم تزل مصر ممتنعة من العدو فى مدة حياتها حتى اكتملت ستمائة سنة فلما خربت البربا طمع فيها العدو وزحف بخت نصر البابلى على البلاد ثم رحل عن مصر بعد أن أخربها فأقامت بعد ذلك اربعين سنة خرابا ليس بها ساكن ولا متحرك فكان النيل اذا زاد يفرش على الأرض ثم يهبط ولا ينتفع به فى أمر الزرع وهذه أول شدة نزلت بأرض مصر)).
أطلت في نقل قصة الفرعون و الملكة دلوكه لانها نموذجا صارخا لمدى الجهل الذى كان عليه الغزاه المسلمون وفشلهم في الفهم لطبيعة مصر والمصريين والذى لا يقل عن فشل المحدثين في التعرف علي علوم تغاير ما تعلموه في كتاب القرية او من مؤرخين مثل ابن عبد الحكم او المسعودى او ابن اياس .. قد نجد ان الآداب العالمية تحتوى علي نماذج مشابهة ولكنها تعتبر في حدود الاسطورة خارج اطار المعارف المعاصرة .. كل سنة وحضراتكم طيبين والسنة القادمة قد لا استطيع كتابة ما يشبه هذا اذا ملكنا من سيسد ابواب العلم و العالم .. او نناقشه في اطار الانثروبولجي القابل للنقد والتحليل اذا كنا لا نزال احياء.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجب العلم عن أبناء السفلة
- من علم العبد (.....) مكرمة.
- فقر الفكر .. وفكر الفقر
- ديموقراطية خلط الحليب بالمجارى
- في مصر مجتمعات يحكمها البهاليل .
- الريف ينتقم و المدينة عاجزة
- أبدا ..لن تسرقوا احلامنا
- تغيير جلد النظام .. ثم الكمون.
- انتخابات اليوم ..تقديم طلب الانضمام للعصابة
- النوح ، و البوح أمام مقابر الشهداء .
- لكي لا تحرثوا في البحر.
- و.. جعلوا أعزة أهلها أذلة.
- هل ضاع كفاح قرن في عشرة شهور!!.
- انا مضاد للسلفية..حتي النهاية.
- البكاء أمام محراب نيتنياهو
- النهضة الاسلامية سراب و وهم للغافلين
- الاسلام السياسي (ايدز) المجتمعات.
- كوميديا السلفيين و تراجيديا الاخوان المسلمين
- الدولة الدينية كابوس لا يتحقق.
- آسف .. مصرلن يحكمها السلفيون.


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - من الملك نقراؤش حتي الملكه دلوكة .