أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نارت اسماعيل - السيد وليد مهدي ونظريته الكونية الجديدة















المزيد.....

السيد وليد مهدي ونظريته الكونية الجديدة


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم أكمل لنا السيد وليد مهدي نظريته الكونية الجديدة ورضي لنا الإسلام الوطني المقاوم الإيراني السوري الإلهي دينآ.
في مقالته الأولى بعنوان(سوريا قاعدة للجهاد الأمريكي الجديد ) شرح لنا السيد وليد وبالتفصيل المؤامرة الوهابية الخليجية الأمريكية لتشكيل جبهة جهادية تجمع المجاهدين السنة من كل حدب وصوب في سوريا وبمساعدة تركيا وذلك لمحاربة التحالف الشيعي الإيراني السوري مع حزب الله.
ومن يومين وفي مقالة ملحقة بعنوان(السيناريو الروسي لحرب الشرق الأوسط الجديد) كشف لنا أن اللعبة أكبر من ذلك بكثير، وأن (أعراب الخليج) كما يصفهم ليسوا إلا بيادق مخدوعين بقوة أمريكا، وأن راسبوتين( بوتين) الروسي يسعى لجر أمريكا للتورط في إيران وسوريا للقضاء النهائي عليها انتقامآ لما فعلته سابقآ وبالتحالف مع أعراب الخليج بإجبار السوفييت على الانسحاب الذليل من أفغانستان، ويستطرد بأن ذلك سيؤدي إلى سيطرة روسيا والصين على العالم الجديد، وأن إيران وسوريا ليستا إلا طعمآ يقدم لأمريكا لإنهاكها والإجهازعليها!؟
هذا النوع من النظريات الكونية تجده عند مرتادي المقاهي الشعبية، ومرة سمعت حديثآ مشابهآ من شخص كان يتحدث بحماس عن القذافي وأنه معجب به وأن القذافي قد تمعّن بدراسة التيارات البحرية المائية وأنه قد وضع خطة جهنمية بأن يضخ النفط في البحر فتأخذه التيارات المائية عبر مضيق جبل طارق إلى سواحل أمريكا وعندها يلقي القذافي بعود ثقاب فيحرق أمريكا وترتاح البشرية من شرورها؟!
هذا النوع من الكتابات التي تعتمد على تجميع بعض قطع الغيار من هنا وهناك ومحاولة بناء نظرية شمولية تفسّر حركة الكون والمجرّات تشبه ما يقوم به الإسلاميون من تجميع آيات من هنا وهناك وتفسيرها حسب مستجدات العلم الحديث لمحاولة صنع اسطورة الدين الذي لايأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه، إنها أساليب هشة غير علمية قابلة للانهيار عند أول منعطف من منعطفات التاريخ.
لو أن الكاتب أنهى مقالته قائلآ: والآن يا أطفالي الصغار، من منكم يستطيع أن يذكر الأخطاء الخمسة التي وردت في الرواية التي قرأتها عليكم؟ لما كنت قد رددت عليه ولكنه يبدو جديآ ولا يمزح لذلك سأذكر له بعض الأخطاء التي وقع بها.
- الجملة الأولى والتي يقول فيها ((باسقاط نظام القذافي فإن حقبة الصراع العربي الإسرائيلي قد زالت بشكل نهائي))، بالله عليكم، ماذا قدم القذافي للصراع العربي الإسرائيلي غير تأجيج الخلافات بين هذا الفصيل الفلسطيني وذاك حسب مزاجه المرضي تمامآ مثل صدام والأسد الأب والإبن وبقية الحكام الطغاة؟ أبشّر الكاتب بأن الصراع الحقيقي بين العرب وإسرائيل سيبدأ بعد تحرّر البلاد من الأنظمة القمعية، وأن الجولان سيكون على قمة أولويات أية حكومة وطنية تستلم الحكم بعد رحيل الأسد.
- يخلط الكاتب خلطآ عجيبآ مابين الشيعة والعلويين، ويعتبر أن النظام السوري هو جزء من المعادلة الإسلامية الوطنية المتمثلة بإيران والنظام السوري وحزب الله! فهو لايميز مابين الشيعة والعلويين، يا سيد وليد الشيعة غير العلويين، الشيعة في سوريا لا يشكلون سوى 0.5 إلى1 % من السكان، وهم لاتكاد تجد أثرآ لهم ليس فقط لقلة عددهم، ولكن لأنهم مندمجون بالنسيج السوري بدون أية مشاكل، وأنا من فترة قريبة فقط عرفت أن الفنان دريد لحام هو من الطائفة الشيعية الدمشقية، لم يكن أحد يكترث بهذه الأمور في سوريا قبل وصول العمائم السوداء إلى لبنان وسوريا من طهران ومحاولة تصدير بلاويهم إلى بقية الدول.
أما العلويون والذين يشكلون أساس النظام السوري فهم يشكلون حوالي 13% من السكان، وهم مع الإسماعيليين كانوا تاريخيآ فرعآ من الشيعة ولكنهم الآن أقرب إلى اللادينية، ومن النادر أن تجد علويآ يصلي أو يصوم، وإذا ذهبت لقراهم في الجبال الساحلية فإنك تجد البيرة والعرق في كل دكّان، وإذا عثرت بصعوبة على مسجد فلن تجد أحدآ يصلي فيه.
بشار الأسد ليس جزءآ من المحور الشيعي وهو عندما يذهب للصلاة في العيد، فإنه يذهب للصلاة في مسجد للسنة وليس للشيعة، وتحالفه مع التيار الشيعي الإيراني هو تحالف شيطاني مصلحي مؤقت، وهو مستعد أن يركل حسن نصرالله وعمامته ويرميه إلى طهران برفسة واحدة إذا أعطيته الثمن المناسب وهو الحكم الأبدي له ولأسرته وهيمنته على لبنان بدون مضايقات.
- الكاتب يعطي إيران وسوريا وحتى روسيا أكثر من حجمهم الحقيقي، وسمعنا كثيرآ في السابق مثل هذه التبجحات من صدام حسين والقذافي والآن من حكّام إيران وسوريا، وكلنا نعرف أنه عندما يجد الجد تكفي بضعة صواريخ كروز عابرة للقارات لكي تجد بعدها القائد الضرورة مختبئآ في حفرة تحت الأرض أو في مجرور مياه آسنة.
- أكثر ما يثير الحنق في مقالتي السيد وليد مهدي هي الرائحة الطائفية التي تزكم الأنوف ومن شخص يعتبر نفسه ماركسيآ لا دينيآ بينما لغته لا تختلف عن أي آية من آيات الله المعممات، وكذلك ترويجه لفكرة الإسلام المقاوم الوطني المتمثل بمحور الخير أي الشيعة مقابل محور الشر السني المتمثل بأعراب الخليج كما يصفهم. نحن نحاول أن نجمع ونوحّد المجتمع، وهذا الرجل مازال يعيش في حسينيات قم وكربلاء ومازال يطالب بالثأر الذي عمره أربعة عشر قرنآ.
ما يثير الاشمئزاز أن يكون انتماء الشيخ وليد مهدي لإيران أكبر من إنتمائه لبلده العراق وبعد ذلك يتحدث عن المقاومة الوطنية ويعتبر أن المقاومة الوطنية الشيعية هي التي حررت العراق من الاحتلال الأمريكي بينما كلنا نعرف أن معظم المقاومة كانت من السنة.
في الوقت الذي يقسّم فيه الشيخ وليد العالم الإسلامي إلى فسطاطين، شيعة أخيار وسنة أشرار، يحاول الكتّاب الشرفاء تحرير أوطانهم من كل هذه الجهالات والرواسب المتخلفة والنهوض بالوطن متحررآ ليس فقط من استبداد الحكام ولكن أيضآ من استبداد أصحاب العمائم البيضاء منها أو السوداء، أصحاب العمائم المتخلفين الذين مازالو يلطمون ويقطّعون أنفسهم مثل الأغبياء على إمامهم الذي لم يخلق مثله في البلاد!! ولكنهم لا يذرفون دمعة واحدة على ستة آلاف من الشهداء الذين قتلوا بأبشع وسائل القتل الهمجية وبمساعدة مرتزقتهم وأسلحتهم وأموالهم.
نريد التحرر يا شيخ وليد من ثقافة زواج المتعة ومفاخذة الرضيعات، نريد أن نبني أوطانآ وليس مؤامرات جديدة، يا حيف عليك.



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال الأستاذ وليد مهدي: سورية قاعدة للجهاد الأمريكي ا ...
- حزب سوريا الجديدة
- المعطوبون من الناس
- استبداد الحكام واستبداد السماء
- رسالة وداع
- هذا ما جنيناه من الحكم الوراثي
- أراغون ومحور الشر
- مزّقي ياابنة الشام الحجابا
- نريد سورية حديقة أزهار
- الجمهورية السورية
- قلق ما بعد الثورة
- كيف يكره إنسان شعبه؟
- شكرآ لكم أيها الحكام المجرمون
- مغالطات الدكتورة وفاء سلطان
- غرسة الوطن
- الطيبات للطيبين في زمن الثورة السورية
- أضواء على خطاب الرئيس السوري
- دكتور أم دكتاتور؟
- فرقة البرلمان السوري للفنون الاستعراضية
- رد على مقال السيد نضال نعيسة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نارت اسماعيل - السيد وليد مهدي ونظريته الكونية الجديدة