أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نارت اسماعيل - رد على مقال الأستاذ وليد مهدي: سورية قاعدة للجهاد الأمريكي الجديد















المزيد.....

رد على مقال الأستاذ وليد مهدي: سورية قاعدة للجهاد الأمريكي الجديد


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن تلخيص المقال المذكور بأن الكاتب يعتبر ما يجري في سوريا هو عبارة عن مؤامرة خليجية وهابية أمريكية شيطانية ضد المحور الشيعي الإيراني، تمامآ مثل المؤامرة السعودية الأمريكية في أفغانستان أيام الاحتلال السوفييتي، وأن هذا المخطط سيؤدي إلى تقطيع أوصال سوريا وتحويلها لجبهة جهادية عالمية مفتوحة ضد الشيعة وإيران. وهو يدعو السيد برهان غليون للتخلي عن جهوده والعودة إلى سوربونه، كما يدعو الشعب السوري للعودة إلى بيوتهم والتخلي عن مطالبهم العادلة بالحرية والكرامة لأن هناك مؤامرة قرضاوية وهابية أنجلوسكسونية، لا يستطيع برهان غليون ولا كل المناضلين الشرفاء الذين قضوا نصف عمرهم في سجون النظام، ولا هذا الشعب أن يرى تلك المؤامرة، بينما السيد وليد مهدي والمزود بكرة سحرية استطاع أن يكشف خيوط تلك المؤامرة.

يا سيدي المؤامرات موجودة أينما تلفتنا وخاصة في منطقتنا العربية، المؤامرات موجودة منذ عصر قابيل وهابيل وتفاحة آدم، ولن تنتهي إلا عندما يفنى الجنس البشري من على سطح هذا الكوكب.
إذا كنا نبحث عن المؤامرات فإن النظام السوري هو مرتع للمؤامرات، نظام نشأ وتغذى وترعرع على المؤامرات، نظام لا يستطيع العيش دقيقة واحدة بدون مؤامرات، مؤامرات داخلية ومؤامرات خارجية، ألا ترون كيف يحرك النظام السوري أتباعه في لبنان والعراق وكردستان بتفجيرات وصواريخ هنا وهناك؟
هذا الأخطبوط هو منبع المؤامرات والفتن وزرع الفوضى والتخريب.
مقالة السيد وليد برأيي هي مقالة تبسيطية تعتمد على نظرية المؤامرة فقط بدون أي حساب لكل العوامل الأخرى، وهي تصب في النهاية في مصلحة النظام الإجرامي الذي يروج لنفس النظرية وعلى حساب مصلحة الشعب السوري الذي يتطلع بشوق ويقدم تضحيات إعجازية لكي يحقق كرامته وحريته، ويا حيف، نعم يا حيف عندما يكون الكاتب والنظام الفاسد في نفس الخندق!
إذا كان الكاتب يبحث عن المؤامرات فسنذكره ببعضها، ماذا عن مؤامرة حزب الله في لبنان واستيلاء ميليشياته على مقدرات هذا البلد وهيمنته على مفاصل حياته وتغيير تركيبته وتوازناته لكي تتماشى مع أهواء الولي الفقيه القابع في قم؟ لبنان الذي كان في يوم من الأيام درة الشرق؟ أرجو الاطلاع على الرابط في نهاية المقال.
ماذا عن مؤامرة رئيس الوزراء العراقي المالكي وميليشيات مقتدى الصدر وحسن نصر الله بدعم النظام السوري المجرم بالمال والسلاح وحتى بالمرتزقة؟
السيد وليد يفترض أن الشعب السوري هو قطيع من الأغنام ملتصق ببعضه البعض، لا يتحرك من مكانه ولا يفعل شيئآ سوى انتظار أن يأتي هذا أو ذاك لكي يسوقه هنا وهناك.
نسي الكاتب التاريخ النضالي لمئات بل آلاف المناضلين الشرفاء منهم السني ومنهم العلوي والكردي والمسيحي والدرزي والشركسي، مناضلين من كل أطياف الشعب السوري تعرضوا لصنوف من الوحشية ما عرفها التاريخ وبعضهم قضى نصف عمره في هذه السجون وبعضهم اختفى من الوجود لأنهم يناضلون من أجل حرية بلدهم ويهيؤون الشعب للثورة والنهوض.
الكاتب يفترض أنه لم تكن هناك أسباب للثورة، كل ما هناك مجرد مؤامرة شيطانية وهابية قرضاوية أنجلو سكسونية، لا أدري لماذا نسي فرنسا؟
يا سيدي القمع في سوريا يكفي لصنع ألف ثورة وليس ثورة واحدة فقط، كل ما هنالك أن الشعب الذي كان يغلي مثل المرجّل استفاد من فرصة تاريخية وفرتها الحركات الثورية التي حدثت في تونس ومصر وليبيا واستفاد من وسائل الاتصالات الحديثة فكسر حاجز الخوف وانطلق بثورته الوطنية وساهم النظام الغبي بممارساته الدنيئة في بداية الثورة في درعا ثم بانياس وتلكلخ ومنها إلى المناطق الأخرى بتأجيج هذه الثورة.
ما منع حدوث الثورة في وقت سابق هو وجود 16 فرعآ من فروع الأمن ونصف مليون رجل مخابرات وأمن في بلد صغير مثل سوريا، هذه الأرقام تكفي لإحلال الأمن في قارة آسيا كلها وليس في سوريا فقط.
كفى استهتارآ بالشعب السوري، كفى اعتباره قطيعآ من الغنم، مرة يساق من أمريكا ومرة من قطر والقرضاوي
هذه ثورة كرامة، ثورة حرية ضد القمع والظلم والفساد
الثوار السوريون هم اللاعب الرئيسي على الساحة، وهم من يفرض إيقاع الأحداث، وكل ما يفعله القرضاوي وحكام الخليج وحتى أمريكا وحتى برهان غليون أنهم يحاولون لاهثين اللحاق بالثورة.
من الطبيعي عندما تدور مثل هذه الأحداث الخطيرة في دولة ما أن تحدث تدخلات إقليمية وخارجية، ومن الطبيعي أن كل دولة لها مصالح في المنطقة ستسارع لحماية مصالحها، بل حتى ستحاول استثمار الأحداث وحرفها باتجاه أهوائها.
من الطبيعي أن تحاول تركيا حماية مصالحها الكبيرة في سوريا جارتها التي تشاطرها حدود واسعة، من الطبيعي أن تحاول السعودية ودول الخليج الأخرى استغلال الأحداث لتصفية حسابها مع إيران، ولكن هذا لا يعني أن الثورة السورية هي مؤامرة كونية وهابية أمريكية شيطانية.
أشبه هذه النظريات التآمرية بمريض يأتي إلى الطبيب وعنده إلتهاب بسيط في حلقه فيقول له الطبيب المذعور ذو العقل التآمري، أنت عندك سرطان في البروستات وانتشر إلى العظام والعقد اللمفاوية وإحدى الانتقالات وصلت إلى غدة لمفاوية في العنق فضغطت على بلعومك وسببت لك هذه الأعراض!! فيرد المريض : ولكن زوجتي كان عندها نفس الأعراض يا دكتور ونقلت لي العدوى وهي ليس عندها بروستات!
كفوا عن اعتبار الشعب السوري مفعولآ به ليس له مكان من الإعراب، مجرورآ ومكسورآ، الشعب السوري هو الفاعل
ليتآمر المتآمرون كيفما شاؤوا، الشعب السوري شعب حي وواع وهو حدّد أهدافه ولن يتوقف حتى يصل إلى غايته ببناء دولة القانون والسيادة والكرامة.
بعض الأطراف في الشعب السوري ومن فرط التنكيل والقمع الوحشي صارت تستنجد بالجني الأزرق لكي يخلّصها من آلة القتل الهمجية، فإذا كان قلب السيد وليد على سوريا فليقف مع الحق ضد الظلم، ليقف كل الكتّاب والمثقفون الشرفاء مع الحق ومع تطلعات هذا الشعب وعندها لن يضطر للتمسك بأية قشة يجدها أمامه، قرضاوية كانت أم أمريكية.
بالنهاية أقول للسيد الكاتب، سوريا لن تكون موطئ قدم لأمريكا كما يقول، فالشعب السوري يكره أمريكا حامية إسرائيل التي تغتصب الجولان الغالي على قلب كل سوري شريف، الجولان الذي باعه آل الأسد، وأقول أيضآ إن إصلاح سوريا بإسقاط هذا النظام سيكون مقدمة لإصلاح لبنان وتحريره من هيمنة حزب الله والنظام السوري، وسيكون مقدمة لإصلاح العراق وتخليصه من هيمنة إيران وآيات الله المعممات الغبيات.
علينا ككتّاب ومثقفين وبدلآ من الترويج لنظريات المؤامرة أن نقف مع الشعب ضد الظلم والقمع، علينا دعمه ومساندته وتوعيته وإرشاده بالابتعاد عن الطائفية وبناء مجتمع ديموقراطي تعددي يتسع لكل أطياف المجتمع.
أنا متفائل بأن المستقبل سيكون للأفضل في هذه المنطقة العربية، وأن تحرير سوريا هو المفتاح لأن النظام السوري هو رأس الأفعى وليس أمريكا.
رابط حول حسن نصر الله
http://www.youtube.com/watch?v=7QB6mwH3PfY&feature=share



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب سوريا الجديدة
- المعطوبون من الناس
- استبداد الحكام واستبداد السماء
- رسالة وداع
- هذا ما جنيناه من الحكم الوراثي
- أراغون ومحور الشر
- مزّقي ياابنة الشام الحجابا
- نريد سورية حديقة أزهار
- الجمهورية السورية
- قلق ما بعد الثورة
- كيف يكره إنسان شعبه؟
- شكرآ لكم أيها الحكام المجرمون
- مغالطات الدكتورة وفاء سلطان
- غرسة الوطن
- الطيبات للطيبين في زمن الثورة السورية
- أضواء على خطاب الرئيس السوري
- دكتور أم دكتاتور؟
- فرقة البرلمان السوري للفنون الاستعراضية
- رد على مقال السيد نضال نعيسة
- نريد أن يعود اسم بلدنا سورية


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نارت اسماعيل - رد على مقال الأستاذ وليد مهدي: سورية قاعدة للجهاد الأمريكي الجديد