أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نارت اسماعيل - أضواء على خطاب الرئيس السوري














المزيد.....

أضواء على خطاب الرئيس السوري


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 13:09
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد فرحنا كثيرآ لأن الرئيس بشار الأسد لم يكثر من الضحك هذه المرة كما فعل في خطابه المشؤوم السابق أمام مهرجي مجلس الشعب، كما فرحنا أيضآ لأنه قام بتصحيح بعض الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها في خطابه السابق، فهو أعاد هذه المرة الاعتبار للشهداء واعتبر كل من قتل في الاضطرابات الأخيرة بمنزلة شهيد وليس مندسآ أو عميلآ، وكذلك تأكيده على ثقته بالشعب السوري وأنه شعب حضاري وناضج ووطني وأخيرآ اعترافه بأن هناك تقصيرآ من الحكومة تجاه الشعب وأن هناك فجوة بينهما ويجب ملؤها.
بعد ذلك أخرج الرئيس السوري من جيبه بعض الوعود ومشاريع الاصلاحات مثل طلبه لمجلس الوزراء الجديد إعداد قانون لرفع حالة الطوارئ، وقانونآ آخر للأحزاب السياسية، وقانونآ لإعلام عصري، وكذلك تكلم عن ضرورة محاربة الفساد وتطوير قانون الإدارة المحلية.
المشكلة أن هناك ثلاث قضايا لم يتم توضيحها بشكل كاف من قبل الرئيس أو أنها قدمت بشكل ملتبس وبشكل مقصود لإفراغ هذه القوانين من مضمونها
القضية الأولى: وهو موضوع حق التظاهر، فمن جهة أكد الرئيس أن الشعب له الحق بالتظاهر وأن هذا موجود في الدستور السوري، وأكد أن دور الشرطة هي حماية المتظاهرين وحماية الممتلكات العامة والخاصة من التخريب، ولكنه بالمقابل قال أنه وبعد أن تنفذ الحكومة الجديدة حزمة الإصلاحات التي حددها هو فإنه لن تكون هناك حجة لتنظيم التظاهرات وأن على وزارة الداخلية أن تمنع هذه المظاهرات بقوة وبكل حزم وبدون أي تساهل.
كيف يستقيم الأمر؟ من جهة يقول أن الشعب له الحق بالتظاهر ومن جهة أخرى يطلب من وزارة الداخلية قمع أي تظاهر بعد تطبيق الاصلاحات التي قررها هو بمزاجه، ومن يقرر أن تلك الاصلاحات كافية أو أنها نفذت بشكل مقبول؟ مع العلم أن وزير الداخلية المكلف هو اللواء محمد إبراهيم الشعار وهو رجل سيء الصيت و كان مديرآ لسجن تدمر وقت وقوع مجزرة تدمر الرهيبة والتي راح ضحيتها حوالي 700 سجين سياسي عام 1980، كما أنه كان مديرآ لسجن صيدنايا وقت وقوع مجزرتها هي الأخرى عام 2008، الرئيس السوري باختياره لهذا الشخص في هذا المنصب بدا وكأنه تأبط شرآ، بدا وكأنه يريد أن يقول لشعبه وبعد تلك الجمعة العظيمة والتي عمت فيها المظاهرات أرجاء سوريا بتحد قوي لحكمه ولجبروته، حسنآ أيها الملاعين لقد كسبتم هذه الجولة وسأعطيكم بعض الوعود والاصلاحات ولكن إن خرجتم مرة ثانية للتظاهر فسأكسر رأسكم وها أنا اخترت لكم وزيرآ للداخلية يعرف كيف يتعامل معكم.
القضية الثانية: هي موضوع قانون الأحزاب، فالرئيس طلب من الحكومة أن تبدأ بدراسة هذا الموضوع وأن تقدم دراسة وافية حوله وقال أن يفضل أن يكون هناك حوار وطني حول الموضوع لتحديد النموذج الأفضل لهذا القانون والذي يتناسب مع المجتمع السوري.
برأيكم كم سنة ستمر لإصدار هذا القانون؟ وكم كديشآ سوف يعيش حتى يطلع الحشيش قبل أن يرى هذا القانون النور؟ فالحكومة سوف تدرسه أولآ ثم تطرحه للحوار الوطني لمناقشته ثم ترفعه لآية الله الرئيس والذي هو من يقرر ما إذا كان مناسبآ للمجتمع السوري أم لا!
عن أي حوار وطني يتكلم الرئيس؟ ومن الذي سيقرر أسماء المحاورين الوطنيين؟ وأرجو أن لا يكون مهرجو مجلس الشعب هم المقصودون بالمحاورين الوطنيين، وهل سيسمح للمعارضين السياسيين بالمشاركة في هذا الحوار الوطني مع العلم أن جزءآ منهم موجود في السجون وجزء آخر موجود في المهجر ولا يستطيعون العودة لبلدهم.
القضية الثالثة: وهي موضوع محاربة الفساد حيث طلب الرئيس من الوزراء أن يصرحوا عن ممتلكاتهم الشخصية قبل تسلمهم لمهامهم وبعد انتهاء مهامهم، الرئيس يعرف وكذلك أصغر تلميذ مدرسة في سوريا يعرف أن الفساد الحقيقي ليس فساد الوزراء ولا المسؤولين الحكوميين حتى الكبار منهم، وإنما هو فساد حاشيته وأقربائه والرئيس يعرفهم واحدآ واحدآ، وهل يستطيع أحد الاقتراب منهم؟
إن جوهر القضية ما بين الرئيس وشعبه هي أن الشعب لم يعد يقبل أن يخاطب الرئيس الناس بلغة الإملاءات، سواء كان خطابه لأعضاء الحكومة التي يعينها هو نفسه وعلى مزاجه أم خطابه لشعبه، ولا يقبل الشعب أن يعتبر الرئيس نفسه حاكمآ أبديآ وأنه الحاكم بأمره وهم المغلوبون على أمرهم.
الناس لم تعد تريد رئيسآ أبديآ فهم لن ينتظروا خمسين سنة أخرى حتى يموت الرئيس بالسكري أم بالسرطان ، أو يصاب بالوهن والعته والزايمر مثل فيدل كاسترو
الناس لم يعودوا يقبلون أن يخرج الرئيس من جيبه حزمة وعود وبعض قطع الغيار وكأنها مكرمة من عنده، ولا يفعل ذلك إلا مضطرآ تحت ضغط الشارع
الشعب صار يريد تغييرآ جذريآ حقيقيآ وليس ترقيعات.
الشعب يريد أن يقرر مصيره بنفسه، يريد أن يختار ممثليه بحرية.
باختصار، الشعب صار يرى مستقبله بدون بشار الأسد، ليس كرهآ فيه لشخصه ولكن لأنهم أعطوه الفرصة تلو الفرصة واختبروه لمدة 11 سنة وفشل في الاختبار.



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتور أم دكتاتور؟
- فرقة البرلمان السوري للفنون الاستعراضية
- رد على مقال السيد نضال نعيسة
- نريد أن يعود اسم بلدنا سورية
- لن يشفي غليلي إلا سقوط شيوخ الجهل
- زينغا  زينغا
- رأي في الثورات العربية  الحالية
- صارت عندنا صفحات بيضاء
- أنا واقف فوق الأهرام وقدامي بساتين الشام
- نريد رئيسنا القادم سيدة
- من ذا يطالب حاكمآ بعبده?
- الوطن الذي يسأل أبناءه رأيهم
- نادر قريط ووفاء سلطان، مشروعان متكاملان
- دعوة لتغيير كلمات العزاء
- بين زمنين
- أي الحدود أهم؟ حدود الوطن أم حدود الله؟
- أخبار سارّة من بلدي
- الطائر الحر
- أغاني وذكريات
- هل مازال الدين أفيون الشعب؟


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نارت اسماعيل - أضواء على خطاب الرئيس السوري