أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - هل الدكتور أياد علاوي يتستر على الإرهاب أم متورط فيه؟















المزيد.....

هل الدكتور أياد علاوي يتستر على الإرهاب أم متورط فيه؟


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس هناك من فارق نوعي بين تفجيرات يوم الخميس 22/12/2011 الدامي وبين التفجيرات التي قام بها الإرهاب منذ سقوط النظام البعثي الطغموي(1). فخسة الروح وتدني العقلية وفقدان الأخلاق والبصيرة والأفق الضيق للإنفجارات هي السمات الغالبة كسابقاتها التي تفتقد جميعاً إلى الأهمية الستراتيجية فيما خلا الإرباك وتفريغ الحقد على الديمقراطية وأهلها. إنها الآن أكثر إنعزالاً وأشد مقتاً وإدانة من لدن الجماهير العراقية والمحافل الدولية.
الجميع يتسائل: أي مبرر لها ولم يبقَ على الأرض العراقية جندي قتالي أمريكي واحد، ذلك إذا كان هذا الإدعاء صادقاً ؟ وهل تستطيع هذه التفجيرات وحتى ألأشد منها قلب النظام؟ ولماذا قلبُ النظام أساساً وهو النظام الديمقراطي المنتخب وفق المعايير الدولية والذي إمتلك السيادة الكاملة وحظي بإحترام الدول والمحافل المتحضرة؟ ولكن....أليس قلب النظام هو حلم الطغموي الذي دوخه فقدان سلطته ذات الإغراء المادي والمعنوي؟ وهو حلم التكفيري الذي جعله خصومه الدينيون الديمقراطيون العراقيون يكشف عن عورته الطائفية(2) أمام الملأ؟
نفهم أن ينبري للدفاع عن هؤلاء الإرهابيين وبصورة صريحة وواضحة من يعادي الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولكن كيف نفسّر أن ينبري للدفاع عنهم، بشكل مغطى ومنافق، من يدعي كونه ديمقراطياً وصاحب مشروع وطني؟
محوران أساسيات برزا في بيان بالمناسبة للسيد أياد علاوي رئيس ما تبقى من إئتلاف العراقية الذي أصبح كسيحاً. فلنتفحصهما:
أولاً: قال السيد أياد إن التفجيرات تعكس ضعف الأجهزة الأمنية: لا شك فيه أن هناك ضعف في تجهيز وتدريب الأجهزة الأمنية لتعمّد أمريكي وللإختراق الحاصل بإسم امصالحة، ولكن هذا الضعف ما كان ليصبح ذا أهمية لو تظافرت الجهود على النطاق الشعبي للتعاون مع الأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن التحركات المشبوهة، وهو مصدر القوة الأول لمكافحة الإجرام والإرهاب في كافة دول العالم التي تنعم بالإستقرار.
وحث الناس على إبداء التعاون يتم عن طريق دعوات ممثليهم على الصعيد السياسي. فأين جهود السادة أياد علاوي وطارق الهاشمي وصالح المطلك في هذا الصدد؟ لم نشهد منهم في يوم من الأيام دعوة تحث الجماهير على التعاون. على العكس إنهم لم يسكتوا عندما إختاروا عدم التعاون بل راحوا يشوشون أذهان الناس ويحدثون البلبلة. على كل حال هل نتوقع من مسؤول كبير في الدولة كالهاشمي يُتَّهم بتورطه في إدارة شبكة قتل وإرهاب، أن يلتفت إلى هذا الواجب المقدس؟ هل يتبقى له الوقت والهمة والأمانة لحث أتباعه على التعاون مع الأجهزة الأمنية؟ أليس تعاونه يعني كشف أمره وأمر غيره مبكراً؟ فأية مصلحة له ولغيره من دعوة الناس للتعاون؟
ثانياً: قال السيد علاوي: "إن الأجهزة الأمنية مشغولة بملاحقة القوى الوطنية ولا مجال لها لملاحقة الإرهاب". هل هذا رأي جاد أم هو نوع من التشفّي الحاقد السفيه؟ أو طعن بالأجهزة الأمنية والتأليب عليها؟ لو فرضنا صحة ما يدعي: أليس من قبيل المعلوم شعبياً بأن المؤسسات الأمنية تحتوي على دائرة أو أكثر لكل تجمع بشري أو نشاط نوعي. فكيف علم السيد علاوي بإهمال مراقبة النشاط الإرهابي الطغموي التكفيري من بين كل النشاطات الأخرى؟
وأي قوى "وطنية" تلك التي تلاحقها الأجهزة الأمنية العراقية على حساب ملاحقة الإرهابيين والعراق خالٍ حتى من سجين واحد من سجناء الرأي؟ هل يعني الإرهابيين؟ هل يعني الطغمويين الرافضين للعملية السياسية ويقومون بالأعمال الإرهابية؟ هل يعني البعثيين الذين أعادوا تنظيماتهم السرية المحظورة دستورياً والذين إستعدوا لتنفيذ توجيهات سيدهم عزت الدوري التي وردت في بيان علني له طلب فيه منهم الإنقضاض على الحكومة والنظام حال إنسحاب القوات الأمريكية؟
أم هل عساه يقصد عملية الكشف والقبض على فراس الجبوري بطل مجزرة الدجيل الذي كان مسؤول أحد فروع حركة الوفاق التي يرأسها السيد أياد نفسه وله صور تذكارية معه وكان نشطاً في إحدى منظمات حقوق الإنسان؟ أم هل عساه يقصد متابعة وكشف أعمال الفساد والمتورطين فيها في حكومة السيد علاوي الإنتقالية وهم حازم الشعلان وأيهم السامرائي ولؤي العرس وكشف الأعمال الإرهابية التي قام بها النواب عبد الناصر الجنابي ومحمد الدايني والوزير أسعد الهاشمي(3) والنائب عدنان الدليمي وظافر العاني؟
أم هل عساه يقصد رصد وكشف وتوجيه الإتهام للسيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والقيادي في إئتلاف العراقية لإدارته شبكة إرهابية حسب الإتهام الموجه إليه؟
آن الأوان أن يبدأ بعض السياسيين بممارسة الإنضباطً الذاتي على البيانات التي يصدرونها والتصريحات التي يطلقونها ويتوقفون عن الإساءة لأمن الناس. لقد إكتسب هذا االبعض حقوقاً سياسية غير مقبولة إجتماعياً على أقل تقدير، ويتولاها الإعلام في الدول المتقدمة، بمختلف توجهاته، بالنقد اللاذع والتقريع.
وهذا ينسحب على الإعلاميين العراقيين سواءً من حيث فعل الشيء ذاته مثل ذاك البعض من السياسيين، أو بعدم ملاحقة تصريحات السياسيين المخطئين بالنقد والإدانة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الطغمويون والنظم الطغموية: هم أتباع الطغم التي حكمت العراق وبدأت مفروضة من قبل الإحتلال البريطاني في عشرينات القرن الماضي، ومرت النظم الطغموية بمراحل ثلاث هي: الملكية السعيدية والقومية العارفية والبعثية البكرية-الصدامية. والطغمويون لا يمثلون أيا من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والمذهبية بل هم لملوم من الجميع ، رغم إدعائهم بغير ذلك لتشريف أنفسهم بالطائفة السنية العربية وللإيحاء بوسع قاعدتهم الشعبية. مارستْ النظمُ الطغمويةُ الطائفيةَ والعنصريةَ والدكتاتوريةَ والديماغوجيةَ كوسائل لسلب السلطة من الشعب وإحكام القبضة عليها وعليه. بلغ الإجرام البعثي الطغموي حد ممارسة التطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية والمقابر الجماعية والتهجير الداخلي والخارجي والجرائم ضد الإنسانية كإستخدام الأسلحة الكيمياوية في حلبجة الكردستانية والأهوار. والطغمويون هم الذين أثاروا الطائفية العلنية، بعد أن كانت مُبَرْقعَةً، ومار سوا الإرهاب بعد سقوط النظام البعثي الطغموي في 2003 وإستفاد الإحتلال من كلا الأمرين، فأطالوا أمد بقاءه في العراق بعد ثبات عدم وجود أسلحة الدمار الشامل. كان ومازال الطغمويون يتناحرون فيما بينهم غير أنهم موحدون قي مواجهة الشعب والمسألة الديمقراطية؛ كماإنهم تحالفوا مع التكفيريين من أتباع القاعدة والوهابيين لقتل الشعب العراقي بهدف إستعادة السلطة المفقودة.

(2): الطائفية: للطائفية معنيان: أحدهما عقائدي وهي طائفية مشروعة إذ تبيح لائحة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة حق إعتناق أية ديانة وأي مذهب ومعتقد ديني أو سياسي أو إيديولوجي شريطة ألا يدعو إلى الكراهية والعنف والحرب. إن محاولة توحيد أصحاب المذاهب من الديانة الواحدة هو ضرب من الخيال. فالطريق الأسلم والحل الصحيح هو أن يحترم كلُ شخصٍ قوميةَ ودينَ ومذهبَ وفكرَ الآخر على ما هو عليه دون قمع أو إقصاء أو تهميش أو إكراه على التغيير القسري؛ ويتم كل ذلك في إطار الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

أما الطائفية المقيتة والمدانة فهي الطائفية السياسية، بمعنى إضطهاد وإقصاء وتهميش طائفة على يد طائفة أخرى أو على يد سلطة طغموية لا تمت بصلة لأية طائفة. لو تعمقنا في موضوع الطائفية السياسية لوجدناها ترتبط بمصالح طبقية. والطائفي هو من يمارس الطائفية بهذا المعنى أو يؤيدها أو يدعو لها. طائفية السلطة الطغموية ضد الشيعة وغيرهم هي التي حصلت في العراق إبان العهد الملكي السعيدي والقومي العارفي والبعثي البكري- الصدامي؛ ولم يحصل إضطهاد طائفة لطائفة أخرى. وعلى يد تلك النظم الطغموية مورست العنصرية، أيضا، ضد الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى، كما مورس إضطهاد الأحزاب الديمقراطية واليسارية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي بسبب أفكارها الديمقراطية والوطنية والتقدمية. وقد حوربت الأحزاب الدينية الديمقراطية بوحشية خاصة أثناء الحكم البعثي الطغموي. الحل الصحيح للقضاء على الطائفية السياسية يكمن بإعتماد الديمقراطية بكامل مواصفاتها اساساً لنظام الدولة وعدم حشر الدين في الشئون السياسية. لا نجد اليوم في الدستور العراقي والقوانين ما ينحو بإتجاه الطائفية. وحتى برامج الأحزاب الدينية لا تحتوي على هكذا إتجاهات. وهو أمر يدعو إلى التفاؤل والتشجيع، آخذين بنظر الإعتبار ضرورة التمييز بين ما هو شأن سياسي وما هو شأن ثقافي تراثي شعبي قابل للتطوير في أشكاله الطقوسي.
(3): يُقال إنه إبن أخت السيد طارق الهاشمي. كان وزيراً للتربية. صدر أمر قضائي بإلقاء القبض عليه بتهمة التحريض على قتل الشهيدين الشابين ولدي الدكتور مثال الآلوسي، الوجه الديمقراطي البارز وزعيم حزب الأمة العراقية. عندما حضرت الشرطة لتنفيذ أمر إلقاء القبض عليه هرب وإحتمى في دار السيد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي. يُقال إنه هرب إلى الخارج.
أعلن السيد مثال يوم 22/12/2011 بأنه سيقيم دعوى ضد السيد طارق الهاشمي بتهمة التستر وحماية وتهريب أسعد الهاشمي. وذكر الدكتور مثال بأنه سبق أن قدم للهاشمي ملفاً كاملاُ بالقضية عند لجوء أسعد إلى داره وطلب تسليمه أو إنه سيقدمه إلى القضاء كاشفاً تستره على ألمتهم أسعد. فما كان من الهاشمي وأمام الدكتور مثال إلا أن إتصل بالسيد نوري المالكي رئيس الوزراء وهدده بالإنسحاب من العملية السياسية في حالة ترويج هذا الملف.



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفيقي من أحلام اليقظة يا سيدة ميسون
- متى يستقيم وضعنا يا مثقفون؟
- الديمقراطية ليست هامبركر يا سيد صالح المطلك!!
- الثورة السورية والعراق والربيع العربي والجامعة
- ما لم يقله وكيل الداخلية للإستخبارات حول التخطيط البعثي
- lموقف الجادرجي من قيادة ثورة 14 تموز
- ماذا وراء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي؟
- لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب
- القرار الإتهامي ليس إختباراً لهيبة الدولة اللبنانية
- الإنتخابات المبكرة ليست مخرجاً للأزمة
- تباً لهكذا منظمات مجتمع مدني!!
- إئتلاف العراقية يعلن الحداد
- المقاصد الضيقة تغلبت على المصلحة الوطنية
- خاطرة حول العراق ومصر والسعودية
- تعقيب على تعليقين حول مقال -إسقاط الحكومة بين الجد والهزل ال ...
- إسقاط الحكومة بين الجد والهزل القاتل
- حرية التفكير وشجاعة التعبير عن الراي
- لماذا إجتمع القذافي بالبعثيين العراقيين في هذا الوقت بالذات؟
- إجتماع القذافي بالمعارضة العراقية: كيف ينحط العرب؟
- إيران وإسرائيل وصالح المطلك ورفاقه و -مخطط حرق الأعشاش-


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - هل الدكتور أياد علاوي يتستر على الإرهاب أم متورط فيه؟