أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - ماذا وراء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي؟















المزيد.....

ماذا وراء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي؟


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً: أدهشتني أقوال السيد بنيتا، وزير الدفاع الأمريكي الجديد، الذي وعد الجنود الأمريكيين في العراق بأن القوات الأمريكية "ستلاحق الميليشيات الشيعية بمفردها وسيحث العراقيين على القيام بواجبهم في ملاحقة هذه الميليشيات" وللتخفيف من قسوة تصريح أردف قائلاً: "وقامت الحكومة بالفعل بالملاحقة"، وذلك أثناء زيارته العراق مؤخراً. (قناة الحرة في 11/7/2011).
كما توقعتُ، جاء رد الحكومة العراقية على لسان ناطقها الرسمي الوزير علي الدباغ رافضاً قيام الجنود الأمريكيين بأعمال عسكرية بمفردهم دون أخذ الإذن من الحكومة العراقية، كما جاء الرد الأقوى من وزير النقل السيد هادي العامري الذي أعلن أيضاً عزم الحكومة العراقية على عدم تجديد البقاء لأي جزء من القوات الأمريكية وإعتبر التصريح إستهانة بالسيادة العراقية وإعتبر زيارة وزير الدفاع غير مرحب بها. وفي يوم 12/7/2011 أصدر التحالف الوطني بجميع فصائله قراراً يرفض التجديد لبقاء أي من القوات الأمريكية في العراق. وبتأريخ 13/7/2011 نقل راديو سوا عن رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي تحذيره من إختراق السيادة العراقية قائلاً: "إن العراق يُدار بإرادة عراقية كاملة".
ثانياً: مبعث دهشتي من أقوال الوزير الأمريكي ما يلي:
1- اجراء الملاحقة الإنفرادية الذي ينوي إتخاذه وزير الدفاع هو عمل لا تجيزه الإتفاقية الموقعة بين الطرفين ؛ ولا أرى أن الأخطار التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون بتلك الحدة والحرج.
2- إن التصريحات تشكل إمتهاناً للسيادة العراقية.
3- إن هكذا تصريحات لا تصب في مجرى بناء علاقات قائمة على الشفافية والإحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهي التي يسعى إليها الطرفان.
4- من الملاحظ أن أكثر مكان في وسط وجنوب العراق تعرض له الأمريكيون لهجمات هي مدينة الديوانية. إتضح أن أكبر هجوم تعرضت له المدينة مؤخراً قرب دار المحافظ كان من تدبير تنظيم القاعدة.
5- خلت أقوال الوزير من أية إشارة إلى مقتل العراقيين الأبرياء ،مدنيين وشرطة وعسكريين، بأعداد تفوق عدد الضحايا الأمريكيين بقدر كبير جداً.
6- يتهم الوزير بصورة غير مباشرة الحكومةَ العراقية بالتقاعس عن أداء واجبها في ملاحقة الإرهابيين أياً كان لونه، وربما أراد التنويه إلى أن الحكومة تطارد السنة ولا تطارد الشيعة وهو تأجيج للشعور الطائفي. وهذا أمر لمسته في أقوال بعض أمهات الصحف الأمريكية وبعض المعلقين السياسيين الأمريكيين حتى جرى الحديث عن حرب أهلية وما إلى ذلك من الأمورغير الدقيقة على قدر ما نلمسه من أحداث أمنية على الساحة العراقية.
7- ألاحظ أن هناك بعض المبالغة في تضخيم نشاط الميليشيات في الوسط والجنوب؛ كما أن هناك مبالغة مفتعلة في تصوير الدور الإيراني الذي لا أُبرِّؤهُ أبداً من الإساءة للحكومة العراقية ولرئيسها بالذات قبل غيرهما، لكنه ليس بذلك القدر. فالعراق "يُدار بإرادة عراقية كاملة" كما قال رئيس الوزراء.
8- تعقيباً على أقوال وزير الدفاع، قال السيد هارلن أولمان، مستشار وزير الخارجية الأسبق كولن باول، أمرين أحدهما هام والآخر غريب. قال إن موقف وزير الدفاع يؤشر إلى تغييرٍ في السياسة الأمريكية. كما إعترض على إشارة قناة (الحرة – عراق) إلى "الحكومة العراقية"، إذ لم يعتبر أن هناك حكومة عراقية وأشار إلى عدم تعيين وزراء أمنيين، وقال "هذه مشكلة"، وراح يتكلم عن السنة والشيعة بشيء من الإفتعال، كما تكلم عن التيار الصدري كمشكلة، في الوقت الذي أعلن فيه الصدريون وقائدهم السيد مقتدى الصدر والمتحدث بإسمهم الشيخ صلاح العبيدي ما هو أبعد من إستمرار تجميد جيش المهدي حتى في حالة عدم إنسحاب القوات الأمريكية، وإعتبرت قناة الحرة أن الصدر والصدريين هم الآن أقرب إلى حلِّ جيش المهدي من مجرد تجميده.
9- كما أسلفتُ، لاحظتُ تصاعدَ نغمةٍ بأعلى مما يستحقه واقعُ الحال حيال إيران. فبالأمس تكلم قائد الأركان الأمريكي الأدميرال مايك مولن عن تزويد إيران للميليشيات الشيعية بأسلحة متطورة جداً؛ واليوم يتكلم وزير الدفاع السيد بانيتا ويدعو إلى ضرورة وضع الضغوط على إيران للتوقف عن دعم الميليشيات الشيعية. تشعركَ هذه التصريحات وكأن العراق ملتهب وغارق في بحر من الدماء بسبب الميليشيات الشيعية، في الوقت الذي تُحصد فيه، على أرض الواقع، أرواحُ الديمقراطيين الأبرياء في بغداد والموصل والرمادي والفلوجة وصلاح الدين وديالى والتاجي والرطبة وغيرها مقابل سقوط بعض الصواريخ أو الهاونات من وقت لآخر على القواعد العسكرية الأمريكية في بعض المطارات الوسطى والجنوبية. إنها هجمات مدانة بلا أدنى شك ولكنها لا تقارن بما يحصل للمدنيين والعسكريين العراقيين على أيدي الإرهابيين.

ثالثاً: ماذا تعنيه هذه الإستهانة بالسيادة العراقية؟ أعتقد أن هناك قدر من النرفزة في حديث الوزير لا توازيها إلا نرفزة الدكتور أياد علاوي، زعيم إئتلاف العراقية، حينما وصف رئيس وزراء بلاده المنتخب ديمقراطياً والحائز شخصياً على أعلى عدد من الأصوات - وَصَفَهُ، بكل صفاقة ووقاحة، بالعميل.
ولكن لماذا هذه النرفزة؟
أعتقد أن هناك عدة عوامل تقف وراء ذلك. لقد ضاقوا ذرعاً بالأمور التالية:
1- تسارع الجهود الإيرانية لتخصيب اليورانيوم ما يستدعي تدمير المفاعلات قبل بلوغ مرحلة الإنتاج من وجهتي النظر الأمريكية والإسرائيلية، خاصة وأن الإلحاح الإسرائيلي يتصاعد مع مرور الأيام، وربما السعودي أيضاً، علماً أنه لم يتبقَ لحلول موعد الإنتخابات الرئاسية سوى عام ونيف من الأشهر.
2- نجاح الحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب الذي أمسى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهذا سيضعف السيد علاوي وحلفائه بقدر كبير.
3- إستعصاء قضية تشتيت التحالف الوطني ومن قبله الإئتلاف العراقي الموحد في أعقاب فشل الدكتور أياد علاوي في إنتخابات كانون ثاني 2005 ومن ثم في إنتخابات كانون أول عام 2005؛ وفشلِ مخطط "حرق الأعشاش" الذي رعاه وموَّلَه بسخاء النظام السعودي، وفشلِ محاولة تزوير إنتخابات 7/3/2011 بقدر واسع، وفشلِ محاولة الإستفادة من التزوير الجزئي لتفعيل المادة 76 الدستورية وذلك بتشكيل التحالف الوطني، ومن ثم فشل مخطط 25/2/2011 الذي أُجهض قبل المباشرة فيه، وأخيراً فشل محاولة خلق حكومتين ورأسين للعراق عبر فذلكة "المجلس الوطني للسياسات العليا" الذي أراد إئتلاف العراقية "إنتخاب" رئيسه من قبل مجلس النواب دون مسوغ قانوني.
4- الممانعة التي تصطدم بها الجهود الرامية إلى تمديد بقاء بعض القوات الأمريكية في العراق كافية، بتقديري، للإستجابة لنداء "إستغاثة" تطلقه "حكومة طوارئ" تشكل بعد إنقلاب مشابه لما خطط ليوم 25/2/2011، علماً أن الأمريكيين، وعلى عكس ما يدعونه، يلحون على بقاء بعض القوات.

رابعاً: وماذا بعد؟ هل آن أوان تحريك العجلة؟ وهل إن التحرك يترافق مع التغيير في السياسة الأمريكية الذي تحدث عنه السيد أولمان؟ هناك مقدمات تصب في هذا الإتجاه وهي مبعث قلق لأنَّ ما من ديمقراطي يرغب في توتر العلاقة مع الولايات المتحدة، بنفس الوقت ما من ديمقراطي يرغب في التفريط بسيادة العراق أو زجه في مغامرات مهلكة لشعبه.
من هذه المقدمات: طرح شروط تعجيزية في مسألة رآسة المجلس الوطني للسياسات العليا من أجل إطالة أمد الأزمة السياسية المفتعلة بذريعة التنصل من إتفاقات أربيل، المماطلة المتعمدة بعدم حسم تعيين الوزراء الأمنيين، إتهام علاوي لرئيس الوزراء بالعمالة، التأجيج الطائفي الذي أطلقه السيد أسامة النجيفي بعد إجتماعه في واشنطن بالسيد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بحديثه عن تهميش وإقصاء السنة وإحتمال إنفصالهم عن العراق والدعو لإقامة أقاليم سنية (أرى أن الهدف الحقيقي من حديث السيد النجيفي هو إقامة الأقاليم بهدف حماية الإرهابيين من الجيش والشرطة الإتحادية ودمجهم في حركة سياسية سرية للتحضير لحركة إنقلابية مسلحة على غرار ما كان مخططاً ليوم 25/2/2011 وسأتناول هذا الموضوع في مقال منفرد)، وأخيراً النداء الذي أطلقه السيد إياد علاوي أمام مؤتمر حلف الناتو حول تقييم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنعقد في إيطاليا بتأريخ 5/7/2011 الذي طالب فيه بالتدخل الخارجي في شؤون العراق، إذ قال: "إن الحكومة والعملية السياسية في العراق فشلتا في تحقيق المتطلبات الأساسية للمجتمع العراقي" (فضائية الحرة في 5/7/2011). وأضاف: " إن تصعيد العمليات المسلحة التي تستهدف الإطاحة بالتجربة في العراق يتم في ظل غياب سياسة واضحة للمجتمع الدولي"، ويضيف تقرير فضائية الحرة قائلاً: "وإنتقد علاوي ما دعاها بالتدخلات الإقليمية في الشأن العراقي. وقال إن تلك التدخلات بلغت مديات خطيرة من خلال تشجيع النشاطات المسلحة للميليشيات". (مالفرق بين خطاب علاوي هذا وخطاب الوزير بانيتو؟).

خامساً: أعتقد أن التحرك السافر بدأ ينشط وهدفه تمكين السيد علاوي من تشكيل الحكومة بطريقة أو أخرى ليقوم بدوره بتنفيذ ما صرح به قبل أشهر من أنه سيحارب إيران "سياسياً" ، وأخشى أن تكون حربه "السياسية" هذه محرقة جديدة للعراقيين ليتسلل تحت جناحها من تهمه المنشآت النووية الإيرانية لضربها.

سادساً: أدعو الحكومة العراقية إلى مزيد من اليقظة و التعويل على الجماهير الشعبية العراقية ولفها حولها وتحقيق مزيد من الإنجازات لها وتوفير الخدمات وفرض سيادة القانون ومكافحة الفساد ومزيد من الديمقراطية والحرية .



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب
- القرار الإتهامي ليس إختباراً لهيبة الدولة اللبنانية
- الإنتخابات المبكرة ليست مخرجاً للأزمة
- تباً لهكذا منظمات مجتمع مدني!!
- إئتلاف العراقية يعلن الحداد
- المقاصد الضيقة تغلبت على المصلحة الوطنية
- خاطرة حول العراق ومصر والسعودية
- تعقيب على تعليقين حول مقال -إسقاط الحكومة بين الجد والهزل ال ...
- إسقاط الحكومة بين الجد والهزل القاتل
- حرية التفكير وشجاعة التعبير عن الراي
- لماذا إجتمع القذافي بالبعثيين العراقيين في هذا الوقت بالذات؟
- إجتماع القذافي بالمعارضة العراقية: كيف ينحط العرب؟
- إيران وإسرائيل وصالح المطلك ورفاقه و -مخطط حرق الأعشاش-
- الإستعداد لمرحلة ما بعد العفو والمصالحة1-2 و 2-2
- لماذا رضخت أمريكا للخطة الأمنية الجديدة
- -العراق ... من أين وإلى أين؟- / الإحتلال وحل الجيش العراقي


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - ماذا وراء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي؟