أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - جينغريتش وميكافيلية الفكر:














المزيد.....

جينغريتش وميكافيلية الفكر:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجديد في التصريحات السياسية لمرشحي الرئاسة الامريكية هو التعميق الفكري الذي حمله لها جينجريتش. وسوى ذلك لا جديد في ميكافيلية الموقف السياسي الامريكي من الحقوق الوطنية الفلسطينية, والحقيقة انه لا فرق يذكر بين اصرار الادارة الامريكية السياسي الذي بات مشكوكا فيه, على اقامة دولة فلسطينية شرط ان تستجيب للمطامع التوسعية الصهيونية والشروط الامنية لهذه المطالب التوسعية, وبين انكار جينجريتش لحقيقية الوجود القومي الفلسطيني, ففي النهاية كلاهما يتنكر لحق وحرية الشعب الفلسطيني في تقرير لمصير.
ولكن هل كان وعد بلفور من قبل يعترف بوجود الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة, ام ان وعد بلفور ايضا انطوى على انكار للوجود القومي الخاص المستقل للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير, وهل انطوى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم ( 181 ) الصادر عام 1947م. والمعروف بقرار التقسيم, على نفس الانكار ام لا, حيث اشار لنا باعتبارنا السكان العرب متجنبا استخدام صيغة شعب فلسطين.
ان الاشارة في قرارات الشرعية الدولية لوجود الشعب الفلسطيني كوجود قومي خاص مستقل لم يحدث الا بعد انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965م, وشغلها حيزا سياسيا فاعلا في الصراع العالمي, ولكن
لماذا نستهجن ميكافيلية السياسة الامريكية وتصريحات جينغريتش, ونحن اصلا ننكر حقيقة استقلال وجودنا القومي, و لا نزال نصر على تعريف ذاتنا تعريف عرقي باعتبارنا امتداد لوجود قومي عربي اكبر, الامر الذي يسند ويدعم المقولات الفكرية لامثال جينجريتش, اليس هذا ما تنتهي اليه القراءات العالمية لمقولات من مثل فلسطين حرة عربية وفلسطين ارض وقف اسلامي؟
ان ميكافيلية جينجريتش السياسية الراغبة في ايصاله الى موقع الرئاسة الامريكية والتي يعلم تماما ان دور وموقع ووزن الصوت الانتخابي اليهودي بها حاسما, تبرر لاطماعه وانتهازيته الشخصية اجتراح ميكافيلية فكرية معلوماتية, ولكن ما الذي يبرر لنا نحن انكارنا لذاتنا؟ في حين من المفترض ان تعكس قرائتنا للحقيقة الموضوعية لمسار التطور الحضاري التاريخي الفلسطيني بنية فكرية اخرى تؤسس لايديولوجية مجتمعية فلسطينية الماهية, فهل نتوقع من الاجندة الاجنبية العدوة ان تقر بما ننكره نحن؟
ان انكارنا للخصوصية القومية لهويتنا الفلسطينية, هي الاهانة الكبرى التي تصغر ازائها اهانة جبنغريتش لشعبنا, وهي اهانة تصر على استمرار توجيهها لشعبنا مؤسساته وفصائله السياسية الرسمية, ومنظماته المجتمعية ومجموع الفكر العرقي الذي يعمي بصيرتنا الفكرية وتجلياتها السياسية,
السنا شركاء لجينغريتش في اهانة وانكار الحقيقة العلمية والفكرية التي ينطوي عليها تاريخ فلسطين بانكار كينونته الخاصة كمسار تطور حضاري قومي, فنخفيه تحت العباءة الصحراوية, وايضا اليس منتهى الغباء ان نقول ان الاركيولوجيا الحضارية الفلسطينية هي جراء نقل الكنعانيين لخبرتهم الحضارية معهم حين هاجروا الى فلسطين دون ان يدعو ذلك اي استاذ تاريخ فلسطيني الى طرح سؤال عن القاعدة الاركيولوجية الحضارية التي كانت موفرة ذلك الوقت للكنعانيين في الصحراء؟
اذا كانت عراقة اريحا بمستواها الحضاري المتقدم ذلك الوقت لا تدعونا للتفكر رغم انها موجودة الاف السنين قبل هذه الغزوات الاحتلالية المتنوعة باصولها العرقية واديانها وانبيائها, والتي تطفلت وتغذت على الحضارة الفلسطينية الارقى تطورا منها, فما الذي سيدعو اذن جينغريتش للتفكر وحفط الامانة العلمية, وهل سنجد في امثال جينغريتش احتراما للامانة العلمية يدعوه لحفظ ماء وجه العلم عالميا او حتى لحفظ ماء وجه الجامعة التي منحته درجة جامعية في التاريخ, بل ان ذلك يدعونا الى التساؤل عن اهلية وقيمة الدرجات العلمية التي يحملها فلسطينيون ان داخل او خارج الوطن وهم فشلوا فشلا ذريعا في قراءة تاريخ مجتمعهم الخاص ولم يعودوا مؤتمنين على تثقيف اجيالنا لانهم اذعنوا لتخلف الثقافة العرقية والدينية على وجه الخصوص
لا فرق اذن بين الجامعة التي خرجت جينغريتش والجامعات الفلسطينية التي تضخ في المجتمع الفلسطيني المئات من امثال جينغريتش. والذين يتالهون اجتماعيا علينا ب ( دكترتهم ) دون ابداعات بحثية تدعوا لاحترامهم,
ان قراءة في عديد من الرسالات الجامعية التي قدمها دكاترة فلسطينيون في علاقة الوضع الفلسطيني بالوضع الاقليمي تبين ان اغلبهم لا يميز الوطنية كمنهجية ايديولوجية سياسية عن الظاهرة القومية كوجود مادي ديموغرافي خاص, ومن يشك بما اعرضه ليرجع فقط لاستقراءات البحاثة القوميون والشيوعيون والدينيون حيث سيلاحظ فورا اجتماعهم في سبيكة تخلف واحدة تعيق الحركة في مسار التحرر الفكري الفلسطيني, فهم جميعا لا تعني لهم شيئا الجدلية التاريخية للاستقلال الموضوعي الفلسطيني ديموغرافيا والتواصل التاريخي لعملية الانتاج الفلسطينية وتبايناتها عن مستويات تطور الاطر القومية الاخرى في المنطقة, ويعيدون تكرار مقولة _ العوامل المشتركة_ حتى لو حشروا قسرا القومية الكردية في برميل القومية العربية دون وجود هذه العوامل المشتركة, ولا يعني لهم شيئا التباين القومي بين المانيا والنمسا وسويسرا رغم وجود عوامل مشتركة بينها,
ان الظاهرة القومية تنتجها جدلية تاريخية اساسها انخراط المجتمع في عملية انتاج واحدة متصلة تاريخيا في نطاق ديموغرافي له استقلاليته الموضوعية, لذلك نقول مصر هبة النيل والعراق بلاد الرافدين, فما هو الاساس المادي الذي وهب العروبة ظاهرتها القومية الواحدة؟ سوى التوسع السياسي الاستعماري لقبائل الحجاز؟ والذي كانت فلسطين احد ضحاياه تماما كما كانت ضحية لكل توسع امبراطوري في التاريخ



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رييع الاسلام السياسي بين تحرير تعدد الزوجات وامر قرن في بيوت ...
- مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جد ...
- هل هناك محاولة لتفجير الداخل الفلسطيني:
- ماذا يعني لقاء المجلس الانتقالي السوري وجيش سوريا الحر في تر ...
- هيصة النضال الوطني الفلسطيني:
- الربيع الفلسطيني:
- لا خروج على ثابت وطني_ ردا على الاستاذ نقولا ناصر
- النظام السوري بين الضربة العسكرية وحصار الخنق:
- المصالحة خطوة على طريق تعبئة عوامل النصر الفلسطيني
- خربشة خالد عبد القادر وتنميق ابن الجنوب
- اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين:
- هل تنجح مصر في التخلص من اللوبي الامريكي بعد ان تخلصت من الل ...
- اجابة على سؤال طرحه البرنامج الفلسطيني مساحة حرة:
- اللعب بامن مصر.... لماذا؟
- الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:
- امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:
- من لم يكن فلسطينيا لن يفهم فلسطين: حول المصالحة الفلسطينية
- اي مصالحة نريد؟
- كيف يتفق عزام الاحمد مع شخصنة حماس للخلاف حول المصالحة:
- الاشقر: الوجه حماس واللسان ليبرمان:


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - جينغريتش وميكافيلية الفكر: