أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين:















المزيد.....

اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 22:04
المحور: القضية الفلسطينية
    



[email protected]


الى جانب القواسم الطبيعية المشتركة بين فلسطين والاردن فان الملفات السياسية المشتركة بينهما كتيرة ايضا, حيث نسج هذه القواسم تاريخ طويل من الجدلية اللوجستية التي تاسست على جوارهما الديموغرافي الثنائي وجوارهما المشترك مع اطراف اخرى, الامر الذي اضاف تماسا سياسيا بينهما الى جانب التماس الحضاري.
ان الاردن مع سوريا يشكلان البوابة الامنية الشرقية لفلسطين تماما كما تشكل فلسطين البوابة الامنية الغربية بالنسبة اليهما, لذلك لم يكن غريبا تاريخيا ان تعتبر حالة واوضاع وظرف كل منها عاما من العوامل التي تحدد مستوى تحقق امان وسيادة واستقلال الاطراف الاخرى ومستوى سلاسة حركة التطور الحضاري فيها وشرطا ينعكس سلبا او ايجابا على وتائرها, مما ترك اثارا متنوعة على علاقاتها التاريخية, والذي استدعى بينها اما حالة الصراع او حال التحالف.
لقد ازدادت خطورة واهمية العلاقات المشتركة بين هذه الاطراف منذ بدء حلقة الاحتلال الصهيوني في فلسطين, وكانت نوعية العقيدة السياسية الحاكمة فيها يحدد طابع ومستوى سلبية او ايجابية العلاقات بينها, فرغم ظرف الاستعمار الانجليزي الفرنسي لها بعد الحرب العالمية الاولى والثانية, الا ان الطابع الرئيسي للعلاقات بينها كان الصراع نظرا للعقلية العرقية التي شكلت العقيدة السياسية لحكامها والتي كانت تستدعي محاولة كل منها ( طبعا عدا فلسطين المحتلة) التوسع على حساب الاخر, الامر الذي اعطى للصهيونية فرصة اقامة كيانها العدواني على جزء من فلسطين, واقتسامها هي ومصر ما تبقى من فلسطين, حيث استمر تحكم هذه العقلية بالعلاقات بين هذه الاطراف حتى بعد حرب عام 1967م والتي بها جردتهم الصهيونية من المناطق الفلسطينية التي كانو يسيطرون عليها, الى جانب بعضا من اراضيهم ذاتها, مما استدعى من الرموز الجديدة التي وصلت موقع القرار السياسي بها اعادة النظر بتلك العقيدة السياسية واستيدالها بعقيدة سياسية تقر بوجود حالة الاستقلال السياسي لكل منها عن الاخر, وهو الشكل الديبلوماسي للاقرار بحقيقة استقلال وسيادة كل منها قوميا عن الاخر, حتى رغم وجود نهج تثقيف اجتماعي عرقي قومي عربي تتغنى به مؤسساتهم الاعلامية,
لقد باتت شعارات الاولوية الوطنية هي الشعارات الناظمة لتوجهاتهم ومناوراتهم السياسية وباتت مدخلهم للعمل على اعادة خلق وعي سياسي وطني في مجتمعاتهم. وباتت مرشدهم في اقامة علاقة استقلالية سيادية مع الطرفين الفلسطيني والصهيوني, تخضع بها تقديراتهم السياسية الى ظرف موازين القوى العالمي والاقليمي وتقديرهم لخطورة الروح العدواني التوسعي في المشروع الصهيوني على ذات استقلالهم وسيادتهم الوطنية, مع ملاحظة الفارق في تحقق هذه الحقيقة بين العقيدة السياسية الاردنية والعقيدة السياسية السورية في التعامل مع القضية الفلسطينية, حيث تميل القيادة السورية الى استمرار توظيف وضع الطرف الفلسطيني في الصراع مع الكيان الصهيوني لصالحها عبر محاولة اللعب على التناقضات الثقافية السياسية بين قواه, الامر الذي اوصل حالة التعددية الفصائلية الفلسطينية الى حالة انشقاق وانقسام سياسي كامل.
في حين ان القيادة الاردنية تراجعت عن هذا النهج خاصة بعد ان ادركت ان حقيقة نهج الكيان الصهيوني هي رفض السلام وعرقلة مسار التسوية السياسية للصراع, واحساسها بخطر سياسيات الكيان الصهيوني الحتلالية الاحلالية في تعاملها مع الطرف الفلسطيني, وخصوصا نهج الاستيطان الذي يهدد الاردن بموجة تهجير صهيونية رئيسية للمجتمع الفلسطيني, اكبر من موجات تهجير عام 1948_و_عام 1967م, في تطبيق عملي لمقولة الوطن البديل, التي تشكل احد ثوابت العقيدة السياسية الصهيونية فهي الوجه الاخر لمقولة يهودية دولة الكيان الصهيوني, والتي ترقى لمستوى العقيدة السياسية الاستراتيجية.
في هذا المعنى وفي هذا السياق تاتي زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني لفلسطين, والتي حرص الطرفان على ان يكون لها طابع برتوكول الاستقبال السياسي الرسمي بين الرموز السياسية للبلدان ذات الاستقلال والسيادة المتكفئة, مما يجعل من كامل الزيارة رسالة سياسية اردنية شديدة الوضوح متعددة الاهداف
فهي اولا رسالة للقيادة الفلسطينية يعبر الاردن بها للقيادة الفلسطينية وتحديدا القيادة الشرعية, في ان الاردن حسم امره وانحيازه نهائيا لصالح موقف ومنظور التفاوض الفلسطيني ويبدي موافقته ودعمه وتاييده الكامل لمنهجية القيادة الشرعية الفلسطينية ومناورتها في تدويل الصراع, لذلك لم يكن غريبا مقدار ما ابدت القيادة الفلسطينية من سرور بهذه الزيارة واعتبارها زيارة تاريخية ستتذكرها الاجيال الفلسطينية القادمة.
وهي ثانيا رسالة للقيادة الصهيونية تحمل معنى ان الاستقلال والسيادة الاردنية خط احمر غير قابل لا للمساومة عليه ولا للتلاعب بمصيره وان على الكيان الصهيوني الخضوع لهذه الحقيقة وبدء التعامل مع الاردن من حال التكافؤ واحترام السيادة, وانه تبعا لمنهجية الكيان الصهيوني سيتحدد مقدار وحجم الصراع الاردني الصهيوني,
وهي ثالثا رسالة بالنيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي التي دعت الاردن للانضمام لاطاره مفادها ان المبادرة العربية باتت الان بعد التغيرات التي حدثت في المنطقة والتي تغير بها ميزان القوى الاقليمي فاصبح ضد محور الممانعة هي المشروع السلمي الوحيد المعتمد اقليميا كساس وحيد لتسوية الصراع مع الكيان الصهيوني وان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة هو جوهر هذا المشروع
وهي ثالثا رسالة للمجتمع الاردني حسمت بها الزيارة تجاذبات مقولة اردني فلسطيني التي يحاول البعض توظيفها للعب بستقرار وامن الاردن ولذلك عتبر الملك على حق ان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ليس مصلحة اردنية فحسب وانما مصلحة اردنية عليا الامر الذي يعني اعادة ترتيب للاولويات الاردنية تتقدم بها اولوية العلاقة الاردنية مع فلسطين على اولوية العلاقة مع الكيان الصهيوني,
ان اهمية الزيارة الاردنية لفلسطين سيكون لها تداعياتها على مجموع ظرف وشرط الصراع الاقليمي والعالمي وايضا قرار الحرب الاقليمي, تبعا لانعكاساتها اولا على وضع حكومة نتنياهو التي باتت تواجه الانتكاسة السياسية تلو الاخرى, وحيث تفقد تتابعا مواقع اللوبي الصهيوني الاقليمية, ويضعف موقفها امام الولايات المتحدة الامريكية واوروبا ويعيد اخضاعها لهم, ويقلص في نفس الوقت حجم تحكمها بورقة قرار شن حرب على ايران الذي به تساوم الولايات المتحدة واوروبا حول التسوية السياسية, وحيث لا يبقى امامها سوى التلاعب بورقة الانتخابات امريكية.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح مصر في التخلص من اللوبي الامريكي بعد ان تخلصت من الل ...
- اجابة على سؤال طرحه البرنامج الفلسطيني مساحة حرة:
- اللعب بامن مصر.... لماذا؟
- الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:
- امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:
- من لم يكن فلسطينيا لن يفهم فلسطين: حول المصالحة الفلسطينية
- اي مصالحة نريد؟
- كيف يتفق عزام الاحمد مع شخصنة حماس للخلاف حول المصالحة:
- الاشقر: الوجه حماس واللسان ليبرمان:
- سوريا الى اين في ظل قرار جامعة الدول العربية:
- ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني:
- وحدهم البلهاء يفرحون بخسارة الوطن:
- جدلية العودة للحظيرة الامريكية
- هل يجب ان تدفع الشرعية الفلسطينية ثمن مساومة النظام الاردني ...
- حتى لا نفع في المحظور:
- الرئيس ثقافته نزيهة وهو بخير ولن يحل السلطة:
- هل نحن على ابواب اعلان فلسطيني منفرد عن الدولة الفلسطينية:
- الولايات المتحدة امريكية عدونا الرئيسي:
- نظرة عاجلة على معنى فوز فلسطين بعضوية دولة كاملة في اليونسكو ...
- لا لمصالحة ضد هدف التحرر الوطني الفلسطيني:


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين: