أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:















المزيد.....

الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 14:34
المحور: القضية الفلسطينية
    



لست من الذين يؤمنون بتشكل الواقعة السياسية بفعل العامل الواحد, كما يفعل فقراء الثقافة العربية فيحصرون تعاملهم معها من منطلق مع من وضد من من اطراف الصراع, في حين يجب ان نؤمن بتعدد العوامل الفاعلة في تشكيل نتائج الصراعات, فمثلا اجندات الصراع المحلي في انتقاضات المنطقة غير معزولة او مستقلة تماما عن الاجندة الاجنبية, لكن اصحاب الثقافة العرقية العربية يظنون ان علاقات الدول العربية ليست علاقات اجندات اجنبة بالنسبة لبعضها البعض, فهم يحصرون مفهوم مصطلح الاجندة الاجنبية بالحركة السياسية لغير الدول العربية, الامر الذي يلحق بقراءاتهم للوقائع خلل كبير. فهم مثلا لا يتعاملون مع جامعة الدول العربية الا من منطلقهم الرغبوي في اعتبارها ممثل الوحدة عربية المفترضة, التي لا وجود لها الا في اوهامهم. وذلك عوضا عن قرائتها باعتبارها اطارا لتجمع اجندات اجنبية تتصارع فيما بينها على ما تختلف عليه من مصالح وتتفق على ما هو مشترك بينها منها, تماما كما هي حالة اجتماع الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير,
ان الحقيقة هي ان اجندة دولة عربية بالنسبة لدولة عربية اخرى هي اجندة اجنبية بنفس قدر المضامين والمسافة التي تعنيها لاجندة الاوروبية او الامريكية او الروسية او الصينية او غيرها لاي اجندة عربية , وقد ان اوان ان يقرأ مثقف المنطقة الواقع من هذا المنطلق, خاصة بعد ان اثبته تاريخ العلاقات الاقليمي بحال لا يقبل الشك, بدءا من اقتسام بعضها لفلسطين, ومرورا بكافة التجارب الاخرى, والافضل ان نكف عن مقولة تخوين الانظمة والدول وان ننتقل للاعتراف باغتراب الاجندات فيما بينها. فالفكرة العرقية حول وهم الوحدة العربية هو منطلق مقولة تخوين الانظمة في حين ان مقولة التعددية القومية ذات الاصل العرقي العربي المشترك تتيح لنا بصورة سليمة قراءة اغتراب اجندات هذه الدول والانظمة عن بعضها البعض, وحقيقة وجود اغتراب اهداف واتجاهات تصيغ التفاعلات فيما بينها,
لم يكن غريبا اذن ان تكون لكل انتفاضة في المنطقة ليس خصوصيتها فحسب بل وايضا خصوصية تعامل الاجندة الاجنبية الاقليمية والعالمية معها, رغم ان سمات مشتركة وحدت _اتجاه_ تفاعل الاجندة الاقليمية والاجندة العالمية مع واقعة الانتفاضة, وان لم توحد وزن تقاطع وتدخل الاجندة الاجنبية الاقليمية والعالمية معها, حيث نجد ان حدة تدخل الاجندة الاجنبية العالمية في ليبيا وصل حد العمل العسكري المباشر, في حين يحجم عن ذلك في سوريا, ويفسح المجال لوزن اعلى من حدة تدخل الاجندة الاجنبية الاقليمية, وذلك لحساسية الموقع السوري في الصراع الاقليمي والعالمي لعامل تماسه الخاص مع الكيان الصهيوني بصورة رئيسية ومع حركات المقاومة بصورة ثانوية,
ان الكيان الصهيوني يعلن بوضوح ان بقاء النظام السوري الراهن يصب في مصلحته, فهو من موقعه في محور الممانعة اسهم بصورة رئيسية في تعطيل مسار مفاوضات تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني, وبتعطيله لمسار التسوية عمل على تحرير الكيان الصهيوني من الضغوط الامريكية والاوروبية, في نفس الوقت الذي عمل به على لجم حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية عن العمل المسلح من خلال ربطها بمنظوره الخاص حول زمان ومكان معركة حسم الصراع عكريا مع الكيان الصهيوني, الامر الذي حولها عمليا الى حركات سياسية سلطوية تستند الى درجة من الانقسام والانشقاق والتميز عن كيانية قوميتها السياسية وشرعيتها الدولية, ومن الواضح ان التفوق العسكري للكيان الصهيوني اقليميا وامكانية ان يستخدمه في توريط المنطقة واوروبا والولايات المتحدة في حرب اقليمية, انما يقدم مظلة حماية تسند بقاء واستمرار النظام السوري, وهو امر يدركه تماما النظام السوري ولذلك يهدد بزلزال يجتاح المنطقة في حال وجهت له ضربة عسكرية, وهو تهديد يحمل مضمون اعطاء المبرر للكيان الصهيوني ليطلق عقال تفوقه العسكري, ويدمر سلاسة عملية الاصطفاف السياسي التي تتم لصالح اوروبا والولايات النتحدة
نعم ان بيد النظام السوري اقوى اوراق المساومة السياسية, وهي قطعا ليست قوته العسكرية بل قوة الكيان الصهيوني وتفوقه, لذلك ومنذ بدء الازمة السورية قلنا ان قيام الاجندة الاجنبية العالمية ضده بعمل عسكري احتمال مستبعد, نظرا لما ستطلقه من شياطين سياسية وعسكرية اقليمية,
للصورة السابقة لم يكن غريبا ان تلجأ الاجندة الاجنبية العالمية الى منهجية حصار النظام السوري وانهاكه اقتصاديا وسياسيا في محاولة للضغط على اوضاعه الداخلية للتحرك باتجاه اغتيال الرئيس بشار الاسد او الانقلاب عليه, الامر الذي رفع من وزن الحاجة لتفعيل دورالاجندة الاجنبية الاقليمية العربية والتركية ضده لتسريع عملية انهاكه, وتضييق نطاق حركته, في حين تكتفي الاجندة الاجنبية العالمية بتظليل الاجندة الاجنبية الاقليمية وكتل المعارضة السورية بمظلة الشرعية الدولية,
ان الصورة الحقيقية للازمة السورية تنطوي اذن على حقيقة وجود انتفاضة شعبية فعلية وحقيقة وجود قوى فوضى خلاقة مندسة بينها في مقدمتها حركة الاخوان المسلمين, كما تنطوي على حقيقة وجود اجندة نظام يتمتع شرطه السياسي بصلابة ومناعة تتيح له الاغراق بنهج دموي في التعامل مع الحركة الشعبية التي تجمع بين القوى الانتفاض الشعبي وقوى الفوضى الخلاقة, حيث يقدم ذلك عذرا للنظام في انه لا يستطيع التفريق بين هذه القوى وتلك في الحركة الشعبية,
ان الاجندات الاجنبية الاقليمية والعالمية تدرك تماما هذا الخلط في القوى الشعبية والذي يمنع النظام من القدرة على التعامل السليم مع الحركة الشعبية ويرفع من مستوى لجوءه للنهج الدموي, بل ان خلط القوى هذا هو اداة رئيسية من ادوات الاجندات الاجنبية, كما تبين في تجربة الانتفاضات التي حدثت في المنطقة, وتثبته النتائج, وهي ايضا اداة تبتز بها الاجندات الاجنبية سياسيا ومنهجيا الانظمة التي تواجه احتمال خطر الانتفاض مستقبلا.
ان على مثقفي المنطقة ان يكفوا اذن عن الدوران في حلقة مع من وضد من, خاصة ان حسم امر الصراع في سوريا لا يعود للاجندة _الثقافية_ الاجنبية الاقليمية والعالمية , بل يعود الى وضع واتجاه موازين القوى الداخلية السورية وتوازنات القوى _الرسمية_ الاقليمية والعالمية, وايضا لان فاعلية الحركة الثقافية الاقليمية لا تزال على استاتيكية حركة الثيران الابيض والاسود والاحمر, بل انها اسوأ من ذلك
ان المرجعيات التي تحدد الى اين سيؤول مصير المنطقة غير مقيدة الى حالة الموقف الثقافي الشعبي الاقليمي بل الى اجندات محاور الصراع الاقليمية واجنداتها, وفي مقدمة هذه المحاور والاجندات محور الاجندة الصهيونية ومحور الاجندة التركية بمواقعها اللوجستية ومحور اجندة دول مجلس التعاون الخليجي باهميته الاقتصادية, حيث من الواضح الان ان الاجندات العالمي والاقليمي و التركي يخوض صراعا حاسما مع محور التحالف الصهيوني السوري العراقي الايراني, اما الباقين فدورهم لا يتعدى دور التبعية والتنفيذ.






#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:
- من لم يكن فلسطينيا لن يفهم فلسطين: حول المصالحة الفلسطينية
- اي مصالحة نريد؟
- كيف يتفق عزام الاحمد مع شخصنة حماس للخلاف حول المصالحة:
- الاشقر: الوجه حماس واللسان ليبرمان:
- سوريا الى اين في ظل قرار جامعة الدول العربية:
- ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني:
- وحدهم البلهاء يفرحون بخسارة الوطن:
- جدلية العودة للحظيرة الامريكية
- هل يجب ان تدفع الشرعية الفلسطينية ثمن مساومة النظام الاردني ...
- حتى لا نفع في المحظور:
- الرئيس ثقافته نزيهة وهو بخير ولن يحل السلطة:
- هل نحن على ابواب اعلان فلسطيني منفرد عن الدولة الفلسطينية:
- الولايات المتحدة امريكية عدونا الرئيسي:
- نظرة عاجلة على معنى فوز فلسطين بعضوية دولة كاملة في اليونسكو ...
- لا لمصالحة ضد هدف التحرر الوطني الفلسطيني:
- لا يمكن الاستمرار في تجاهل عداء الكونغريس الامريكي للحقوق ال ...
- حركة حماس تطرح شكلا خاصا للتوريث في فلسطين:
- حماس البديل الصهيوني المقترح لحركة فتح في مفاوضات التسوية:
- لهذا....لن تكون هناك مصالحة فلسطينية:


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة: