أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:















المزيد.....

امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 14:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن هناك تاريخيا صيغة مجتمعية, حتى الصيغة المشاعية, بلا ديموقراطية, فالديموقراطية هي _النظام_ جذوره مزروعة في شكل التملك الاجتماعي لوسائل الانتاج, اما منهجية فاعليتها فهي حاصل اجتماع الصيغة الدستورية القانونية والصيغة العرفية للعلاقات المجتمعية, مما يجعل منها حالة تفاعل بين مستوى التحقق الاقتصادي المجتمعي ومستوى التحقق الثقافي له، اما الفهم الشعبي للديموقراطية والذي يتمحور حول الحريات والامتيازات والحقوق والواجبات والالتزامات, فهو فهم سطحي تبسيطي, لا يستطيع ان يقرأ حالة التناقض التي يفرزها وضع التطور اللامتكافيء لمكونات اسس والية الصيغة المجتمعية,
ان النخبة الفكرية من الشرائح المجتمعية هي التي تستطيع اكاديميا وفلسفيا قراءة هذا التناقضات, وهي الموكول الى امرها استكشاف اتجاه حركة التناقضات هذه, ومحاولة صياغة رد فعل ارادي مجتمعي حولها بهدف خلق حالة تناغم للارادة المجتمعية مع حركتها الموضوعية اللاارادية, وحين تتخلف هذه النخبة عن اداء هذه المهمة, كسبب اول, لفشل نخبتنا الفلسطينية, او تعجز عن القراءة السليمة لاتجاه تطور الصيغة المجتمعية حضاريا, كالية متخلفة تعيد انتاج الفشل الفكري في الحالة الثقافية, فان فقدان الاتجاه يصبح هو النتيجة الحتمية للفعل المجتمعي, حيث يفتقد هذا الفعل برنامجينه الموجهة لحركته ولا يستطيع تجاوز حالة الاستزلام السياسي بمستوييها الاصلاحي والتغييري, رغم توفر اشكال الامكانيات السلمية والعنفية ليد الصيغة المجتمعية, وضد الاجندات المحلية والاجنبية.
ان شكل الملكية العامة الذي توفر للمجتمع القبلي المشاعي الانساني اسس لوضع التكافؤ بين افراده, ولذلك لم يعاني هذا المجتمع من قضية ديموقراطية, الا حين حدثت مواجهات عسكرية له مع اطر قبلية اخرى كان من نتيجتها ولادة نظام الاثنية العرقية والاثنية الطبقية, حيث بات من لا يملك في مواجهة مع من يملك, فولدت اثنية المطلب الديموقراطي ومكونها مطلب التحرر ومطلب النحرر الحقوقي. حيث العبيد في مواجهة الاسياد, في مجتمع حرياته وامتيازاته وواجباته والتزاماته لم تعد متكافئة, نظرا لوجود حالة ملكية خاصة للبعض. فالجوهر الحقيقي للنظام الديموقراطي يقوم على حالة عدم تكافؤ الامكانيات في المجتمع وبين القوميات, وهكذا تراكم المطلب الديموقراطي في مراحل التطور الانساني الحضارية التالية فهذا جوهر النظام الديموقراطي القني والاقطاعي والراسمالي, وهو الذي دعت الثورة الاشتراكية للتحلص منه بشعار العودة لنظام الملكية العامة, لا بتوزيع الارض كما حاولت _ الاشتراكيات العربية _ البعثية والناصرية وغيرها ان تفعل.
منذ عام 1965م فجر الفلسطينيون ثورة تحرر ديموقراطية تتقاطع بها مطالب التحرر الوطني مع مطالب التحرر المجتمعي, ورغم انها حققت انجازات وطنية تتعلق بالحفاظ على هويتها الوطنية, الا اننا فشلنا حتى الان في تحقيق الحد الادنى من المطلب الوطني المتمثل في تحرير الوطن والذي بدونه نبقى حالة عرقية معلقة بالسماء الثقافي العلمي, ولا نرتقي لحالة قومية راسخة على وطن مادي وممثلية قومية هي الدولة, حيث فشلنا في ذلك ليس لان الشعب الفلسطيني تقاعس عن الانطواء في البرنامج الوطني الذي صاغته نخبة ثقافية فلسطينية بل على العكس فان الشعب الفلسطيني اعطى اكثر مما تسمح به امكانيات مواطنته غير ان المحتوى الوطني لهذا البرنامج كان في جوهره عرقي ازعاجي اضيق من القدرة على تعبئة واستيعاب القومية الفلسطينية وامكانياتها في المبادرة والابداع, فهذا البرنامج منذ الرصاصة الاولى كان فاقدا للبوصلة الوطنية, متمسكا بالبوصلة العرقية,
ان البوصلة الوطنية الفلسطينية هي الناتج المعرفي المنهاجي الذي يجب ان يرى وان يعترف بخصوصية مسار التطور الحضاري الفلسطيني واستقلاليته الموضوعية من بين مسارات التطور الحضاري الانسانية كافة العرقية منها وغير العرقية, ويستطيع تحديد خصوصياتها القومية التطورية الحضارية والتصارعية السياسية والارادية التفاعلية, فيتفادى سلبياتها ويتمسك بايجابياتها, ويضعها بصورة برنامجية ثورية لمصلحته في تعامله مع الواقع الموضوعي المحلي والاجنبي,
ان التناقض الرئيسي الراهن في الحياة الفلسطينية يتمحور حول المسافة الفاصلة بين وجود مواطنة وهوية تاريخية طبيعية فلسطينية بدون حاملها الجغرافي الوطن, وهي مسافة فاصلة نسعى لردمها عن طريق اقامة الدولة, حيث تتنازع تحديد ماهيتها وجوهرها ثلاث اتجاهات فكرية,
الدولة القومية الفلسطينية الوطنية كاملة الاستقلال والسيادة, والدولة الفلسطينية العرقية العربية والدولة الفلسطينية الروحانية الاسلامية, او شعارات فلسطين حرة مستقلة وفلسطين حرة عربية وفلسطين حرة اسلامية, او فلسطين وطننا القومي او فلسطين جزء من الوطن العربي او فلسطين ارض وقف اسلامي,
ان الخطورة التي يحملها صراع هذه الاتجاهات الفكرية هو اولا الاساس الذي انتج حالة التعددية الفصائلية, والذي هو ليس تعددية ديموقراطية تخضع لمركزية وحدة اتجاه قومي, بل تعددية انشقاقية تمس شرعية تمثيل ذات القومية الفلسطينية الواحدة, الامر الذي يجهض صورة وحدتها القومية في المنظور السياسي العالمي, وهي ايضا الخطورة التي يعكسها على مستوى استقلالية القرار الوطني الفلسطيني, حيث من الواضح ان الاتجاه الفكري سيحدد مستوى واتجاه العلاقات السياسية, فالاتجاه الوطني الاستقلالي سيعبر عن ارادة محلية تاخذ بالحسبان ظروف وشروط تقاطع الاجندة الوطنية مع الاجندات الاجنبية في حين ان الاتجاهين العرقي والروحاني سوف يعبران عن الاجندات الاجنبية العرقية والروحانية دون ان تاخذ بحسبانها شروظ وظروف الاجندة المحلية, بل تاخذ بحسبانها شروط وظروف الاجندات العرقية والروحانية فحسب,
هنا علينا ان نلاحظ ان حسم هذا المسالة لا علاقة له بالديموقراطية لانها مسالة تتعلق بالحقيقة العلمية الذي تتكشف عنه دراسة علمية وموضوعية لمسار التطور الحضاري للمجتمع المعني, ولا تتعلق باستمزاج قناعات ووجهات نظر ورؤى الاكثرية والاقلية المجتمعية, فالمهمة الديموقراطية للاكثرية والاقلية المجتمعية تتعلق بكيفية والية تنفيذ المهمات التي تتحدد تبعا لحسم هذه الحقيقة العلمية. وبشرظ ان لا تخترق خطوطها الحمراء فتضر بوحدة التوجه القومي,
ولو ربطنا موضوع المصالحة الفلسطينية التي يجري الصراع بين الاجندات الفصائلية حولها وصراع الاجندة الفلسطينية مع الاجندات الاجنبية ايضا حولها لوجدنا ان شرط سلامة هذه المصالحة وشرط الحرص على انجازها انما يجب ان يتاسس على تحديد مقدار تجسيدها لحقيقة ان المجتمع الفلسطيني هو مجتمع قومي مستقل الذات والقرار,
ان الوجه الخطير الاخر لمسالة حسم تعريف الذات الفلسطينية, هو انه المدخل لاكتشاف خصوصية المنهجية الفلسطينية في الصراع كشكل من اشكال تطورنا وترقينا الحضاري الثقافي, فنكف عن تبني تجارب الغير ميكانيكيا في كل المجالات ونبدأ في تشكيل تجربتنا الخاصة في الصراع وبذلك نضيف نحن للتجربة العالمية بدلا من ان نكون متطفلين عليها,
ان التجربة البلشفية مثلا نقدت ورفضت رجعية المقولة الوطنية الذي رفعته البرجوازية الاستعمارية في حربها الاستعمارية ضد الشعوب الاخرى, ونادت بالاممية شعارا لتحالف الطبقة العاملة عالميا, ولكن هل اتخذت نفس الموقف من المقولة الوطنية التي رفعتها حركات تحرر الشعوب المضطهدة ام انها اقرت لها بحق تقرير المصير وحقها في الانفصال في دولة مستقلة, وذلك يتناقض شكلا مع الدعوة الاممية غير انه يتناغم بصورة رئيسية مع جوهرها الذي يطالب بالتكافؤ والاحترام المتبادل بين الامم؟
ان الشذوذ الخاص لكمبرادور المجتمع الفلسطيني انتجه شذوذ الحالة الاستعمارية في فلسطين والذي منع قيام صناعة وولادة برجوازية وطنية فلسطينية, ان كان في الفترة من عام 1948_ 1967م تحت وطأة الاستعمار متعدد الاطراف, او حاليا تحت وطأة الحالة الاستعمارية الصهيونية منفردة, والتي تعمل على تجريدنا اقتصاديا, فهل نتهم الكمبرادور الفلسطيني بالعمالة الاقتصادية وبالتالي السياسية, او نربط هذه المنهجية بتوفر البديل الاقتصادي الوطني؟ الذي تعمل الان السلطة الفلسطينية على محاولة توفيره؟
ولو اخذنا محاولة قطاع غزة لنقل تجربة حزب الله العسكرية, فهل تتوفر لقطاع غزة فعليا الشروط الديموغرافية واللوجستية المكافئة كما تتوفر لحزب الله في لبنان؟ ام ان علينا اكتشاف الخصوصية الفلسطينية للعمل العسكري, وهو خلل لا نقول ان تجربة القطاع العسكرية انتجته فهو خلل واكب مسار العمل العسكري الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة عام 1965م. وما يفعله الان قطاع غزة هو انه لا يزال على نفس الخلل فحسب.
بهذا الصدد نقول للاسف ان العدو الصهيوني اكثر انتباها للمسلة لذلك لا يجب ان نغفل عن حقيقة ان من اهداف التوسع الاستيطاني هو العمل على تجريد الفلسطينيين من احتمال العودة لقرار ممارسة الكفاح المسلح, والذي لا يلغي الفرصة من امام الفلسطينيين بل يضيق شروطها, فالوحيد القادر على الغاء قدرة الفلسطينيين على الكفاح المسلح وكذلك الكفاح الديبلوماسي هو القرار الفلسطيني فقط, اما القرارات الاخرى فهي تخلق الصعوبات والمعيقات لا غير. فالادراك العسكري في النهاية ليس سوى انعكاس للادراك السياسي.
ان لقاء عباس مشعل وحوار الفصائل اذن يجب ان يتمحور حول محاولة الاجابة على المسالة الرئيسية سايقة الذكر حول تعريف الذات والخصوصية الفلسطينية, لا حول نفوذية الاكثرية والاقلية في تحديد هذا التعريف وادخال نضال التحرر الفلسطيني في مسار التجربة مرة اخرى, ففلسطين في ظل الخلل الثقافي الراهن لن تتحرر, والدولة الوطنية ذات الاستقلال والسيادة لن تقوم ايضا, لا اقول ذلك احباطا من الامل بحتمية التحرر الفلسطيني ولكن ايمانا مني بان علينا ان نجرؤ على الانتقال الى مستوى ثقافي حضاري جديد ورحلة نضال فلسطينية جديدة يرسمها الحقيقة العلمية اننا قومية مستقلة,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لم يكن فلسطينيا لن يفهم فلسطين: حول المصالحة الفلسطينية
- اي مصالحة نريد؟
- كيف يتفق عزام الاحمد مع شخصنة حماس للخلاف حول المصالحة:
- الاشقر: الوجه حماس واللسان ليبرمان:
- سوريا الى اين في ظل قرار جامعة الدول العربية:
- ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني:
- وحدهم البلهاء يفرحون بخسارة الوطن:
- جدلية العودة للحظيرة الامريكية
- هل يجب ان تدفع الشرعية الفلسطينية ثمن مساومة النظام الاردني ...
- حتى لا نفع في المحظور:
- الرئيس ثقافته نزيهة وهو بخير ولن يحل السلطة:
- هل نحن على ابواب اعلان فلسطيني منفرد عن الدولة الفلسطينية:
- الولايات المتحدة امريكية عدونا الرئيسي:
- نظرة عاجلة على معنى فوز فلسطين بعضوية دولة كاملة في اليونسكو ...
- لا لمصالحة ضد هدف التحرر الوطني الفلسطيني:
- لا يمكن الاستمرار في تجاهل عداء الكونغريس الامريكي للحقوق ال ...
- حركة حماس تطرح شكلا خاصا للتوريث في فلسطين:
- حماس البديل الصهيوني المقترح لحركة فتح في مفاوضات التسوية:
- لهذا....لن تكون هناك مصالحة فلسطينية:
- ضرورة تعدد مصادر التشريع الدستوري:


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية: