أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - انتظروا إنا معكم منتظرون














المزيد.....

انتظروا إنا معكم منتظرون


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 03:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سجل الاستحقاق الانتخابي التاريخي الذي احتضنته مصر نجاحاً ملحوظاً في أول مرحلة من مراحل الانتخاب الثلاثة وكان المشهد المصري الذي نقلته الفضائيات ووكالات الأنباء مؤثر فالمواطنين لا يكادون يصدّقون أنهم يمارسون حقهم في أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد السواد الأعظم ممن شارك في الاقتراع كان يفعل ذلك للمرة الأولى في حياته بعيداً عن النتائج المعلبة والمعروفة مسبقاً، والتي كرسها النظام السابق أسوأ تكريس.
نزل المصريون لجان الاقتراع وسط تعطّش انتخابي انعكس ظواهر غير مسبوقة من خلال نسبة الاقتراع الكبيرة التي سجلت والتي أشار إليها تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى أن المرحلة الأولى شهدت ارتفاع نسبة مشاركة الناخبين بصورة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات المصرية.
انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات وسط انبهار عربي ودولي غير مسبوق. لكن أهم ما تحقق في مصر هو رفض الشعب لوصاية تلك النخب التي تتحدث دائما بأسم الشعب فطالما صدعوا الرؤس بمقولة أن الشعب غير مستعد للديمقراطية وان الشعب قاصر ويجب الوصاية عليه، وقد أظهرت نتائج الانتخابات أن الشعب قادر على الاختيار، الشعب الذي همش وتم التطاول عليه قبل الثورة وبعدها أيضا.
خرج الشعب المصري ، نساءا ورجالا، شبابا وشيوخا إلى الانتخابات، وانتظر الملايين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات في طوابير طويلة، دون أن يحدث ما يعكر صفو العملية الانتخابية ، سوى بعض اللمم البسيط الذي تم تطويقه ، فقد أظهر الشعب رشدا كبيرا سواء من حيث الانتظام في صفوف في هدوء أو حسن الاختيار.
ولا شك أيضا أن مصر عاقبت من خلال نتائج التصويت العهد البائد، فكثافة المشاركة الشعبية في التصويت وتحقيق نصاب تاريخي للمشاركة تؤكد على أن الشعب كان مقموعا في العهد البائد.
أما عن بعض الاتهامات التي روج عنها الليبراليين وهو الحديث عن استخدام المقدس و"استغلال المساجد" وهي تهمة ليست جديدة يلصقونها للتيارات الإسلامية وهذا مسلسل ممل لن ينتهي من مسلسلات الهجوم على الإسلاميين .
فالزمرة الليبرالية لم تترك فرصة للكيد للإسلاميين إلا وأقدمت عليها، لحرمانهم من الفوز بأول انتخابات في مصر بعد سقوط النظام ، انطلاقًا من إدراكهم لاستحالة مقارعتهم في انتخابات حرة نزيهة، فلجئوا لوسائل أكثر شراسة لعرقلة العملية الانتخابية، بدءًا من تأجيلها عن موعدها ، والعمل على خلق اضطرابات سياسية وأمنية، والتذرع بهذه الفوضى لتأجيل الانتخابات وإشاعة أجواء الخوف لإيجاد مبرر قوي لتأجيل الانتخابات.
وواصل الليبراليين وضع العقبات أمام صعود الإسلاميين وما زالوا يحاولون على امل النجاح في فض القواعد الشعبية عن القوى الإسلامية، وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة، واستعادة صدارة المشهد المصري بعد أكثر من50 سنة فشلوا خلالها في تقديم شيء ذي قيمة للشعب المصري.
لم يكتف الليبراليين بذلك؛ بل عملوا كذلك على العمل على تكريس حالة من الفوبيا من الإسلاميين بين قطاع عريض من الرأي العام، وتخويفه من المخاطر الجمة التي تهدد علاقات مصر الدولية في حالة اعتلاء الإسلاميين سدة المشهد، وتمهيد السبيل كذلك لإمكانية دخول العسكر على خطى الأزمة بانقلاب عسكري يعيد الأزمة المصرية للمربع الأول، وكذالك يواصلون العزف على هذا الوتر نفسه عله ينجح في مبتغاه في الحد من التعاطف الشعبي مع القوى الإسلامية، بسبب دورهم الكبير في خدمة شعبهم، رغم القهر الشديد الذي تعرضوا له خلال النظام البائد، حيث تواصلت حملة منظمة ممولة من جهات في وسائل الإعلام والفضائيات المصرية والأجنبية تحذر من هذا السيناريو، والعمل على حث المصريين على تعديل نمط تصويتهم خلال المرحلتين القادمتين من الانتخابات، والعمل على إيجاد برلمان متوازن لا يعطي فرصة للإسلاميين لفرض وجهة نظرهم على الدستور القادم وقد قدمت تلك الحملات تأكيدًا لا يقبل الشك على الدور الذي يلعبه المال خلال الانتخابات ، سواء من التيارات الليبرالية أو من فلول النظام ، واستغلال الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المصريون لحضهم على دعم مرشحين بعينهم، وهي خطوات لاقت صدودًا من أجنحة واسعة داخل الرأي العام المصري، بحسب أحدث استطلاعات الرأي في البلاد، والتي أشارت إلى أن الإسلاميين هم فرس الرهان في الانتخابات
لقد اعترف شق من الليبراليين بهزيمتهم، وهم الذين بنو حملتهم الانتخابية على التخويف من الإسلاميين، وبالتالي فإن نتائج الانتخابات هي هزيمة لتلك الايدولوجيات التي فضحت ضعفهم وعجزهم عن مقارعة أصحاب الشعبية الحقيقيين، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء التي شنف بها الليبراليين آذان شعوبهم طوال 50عامًا، كما هي هزيمة لبعض الأحزاب الانتهازية التي تحالفت مع الحزب الوطني المنحل أو بقايا الحزب الوطني ضد الإسلاميين.
لذلك ينتظر أن تغير بعض الأطراف مواقفها في المراحل القادمة، فكل تلك التخرصات ساهمت في ارتفاع شعبية التيارات الإسلامية وقادتها للفوز، فهل الفلول ومن يتحالف معهم من الغباء مما يجعلهم يكررون نفس السيناريو في المستقبل، انتظروا إنا معكم منتظرون.



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقاء الغباء
- لقد كنت دائما مفتونا بالغباء
- الإصلاح فكر ورؤية
- ثورة شعبية لا ثورة نخبوية
- عفوا نريدها سلمية
- حتى لا تتكرر المأساة
- حان الوقت لنرتقي
- مأزق الحضارة الغربية
- اسلام اردوغان وعلمانية تركيا
- العلمانية والحروب الدينية
- مفهوم العلمانية وسبب الانتشار
- ماذا عن القانون
- التسامح
- استقلال الجامعات
- الإبداع والابتكار
- الحرب العادلة
- الغرب وثورة مصر
- الديمقراطية و الأديان
- التربية الإعلامية
- التربية الاخاقية


المزيد.....




- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - انتظروا إنا معكم منتظرون