الخوف من عري الجسد

محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 15:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

لماذا كل هذا الخوف من تعري المرأة ؟

إن من يتابع هؤلاء الإسلامويين يصيبه العجب وتجتاحه الدهشة من إصرارهم على منع التنفس عن المرأة لكأن هذا المخلوق الجميل لم يخلق إلا ليكون في قبر حياً كان أو ميتاً كما أنها على ما يبدو لم تخلق إلا لتكون كيساً يفرغ فيه الذكر قذارته

هذه الحمى الجنسية التي تنتاب المتدين الإسلاموي لدى سماعه صوت المرأة أو لدى مشاهدته لأي جزء من جسدها حتى باتت عيناها مثاراً لهذه الحمى على الرغم من النقاب الذي يلفها بدأت تأخذ طريقها لتكون على مشرحة علم النفس

ذات مرة قال لي أحد الذين يحجبون زوجاتهم إن فرض الحجاب من الله هو لكي تبقى جزوة الشهوة متألقة عند الذكر ليستطيع الإستمرار في عملية التكاثر (تثكاثروا أباهي بكم الأمم )لكأن الله لم يخلق هذا الإبن آدم وفقاً لوجهة نظره هذه سوى ليتكاثر فالنكاح هو المآل والغاية من الخلق

والسؤال لماذا يخاف المتدين كل هذا الخوف من عري المرأة ؟

في الواقع إن المرأة من وجهة نظري هي إحدى ممتلكات الرجل الأغلى ثمنا ً لأنها وسيلة تفريع شهوته وأرض تنبت له مستقبله الذكوري لدرجة أننا نجد أن الرجل الشرقي الذي ليس له أولاداً ذكوراً هو محط شفقة كل من حوله فكيف بالعقيم الذي يدفع الغالي والنفيس لينجب من يحمل له إسمه

هذا الشرقي المسكين الذي لم ينس ولم ييأس بعد من فكرة أن يكون خالدأ هي فكرة لامعنى لها كما هي فكرة أن إلهاً خلقه وكما هي فكرة أنه يمكن أن يكون حراً

إن عري الجسد هو في حقيقته مخيف لهذا الشرقي التعيس والبائس بسبب أن هذا العري يعري ذات هذا الشرقي وعقله ويظهره على حقيقته التي تنص على أنه مازال وحشاً وبلا عقل وأنه في سلوكياته لم يزل مخلوقاً غرائزياً بكل ما في الكلمة من معنى

ولكن النقطة الأكثر أهمية في خوف هذا المخلوق التعيس من عري المرأة هو إنكشاف أن إلهه الذي يعبده لايساوي عنده لمسة من جسد إمرأة وهي تسير عارية في شارع مهجور أو مزدحم لافرق وبالتالي فإنه يخشى أن يتعرى عقله الذي يفاخر به ويعتبره جزءاً من العقل الكلي الذي برأيه أنه الله الذي يعبده !!

#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل