اعذارهم اردئ من افعالهم

احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 11:50
المحور: كتابات ساخرة
    

طل علينا صاحب الجلالة المعظم ملك البحرين ليلقي خطبته العصماء والتي حاول من خلالها ذر الرماد في العيون وتبرير الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب البحريني لاقيا باللوم والملامة على جلاوزته من رجال امن وشرطة وبلطجية وشبيحة الخ..( هذه المسميات تغطي اخبار شاشات التلفاز هذه الايام...) متحدثا عن العائلة الواحدة المتماسكة المتعاضدة والمقصود الشعب البحريني التي تسبِّح ليل نهار بأسمه ، بينما هناك فئة ظالة معزولة ومدفوعا لها ثمن فوضويتها حاولت دس الفتن داخل هذا الجسد المتماسك وتقطيع اوصاله ،لقد حاول قزم البحرين واعتقد انه كصاحبه القذافي يعاني من عقدة قصر قامته ويراها عاهة تلاحقه كلما وقف بين اقرانه من الملوك والرؤساء العرب ولا ندري اذا كان قد استفاد من تجربة القذافي بانتعاله الكعب العالي ،نعم لقد حاول( الملك) الترفع والسموفوق كل تلك النواقص والاخطاء المرتكبة من ثلة في الدولة كما يصفها ويصورها هو متعاميا عن الجرائم والفضائح والقتل بدم بارد واعتداءات بشعة طالت النساء قبل الرجال ومن مختلف الاعمار، ويتسائل المرئ اذا كان ماجرى في دويلة البحرين هي نواقص واخطاء عابرة ومن فعل نفر ظال لماذا الاستنجاد بقوات درع الجزيرة (فئران الجزيرة) وقائدها الخرف الملك السعودي نصف الامي ؟...لقد تم التعتيم الكامل على ماجرى في البحرين سواءا من الاعلام العربي وابواقه المشبوهة كالجزيرة والعربية التي ما فتأت تشن حملاتها الاعلامية محاولة تصديها لقيادة وتوجيه ثورات الربيع العربي من المحيط العربي الى حد خليجه متجاهلة ماجرى ويجري فيه، ( في دويلات الخليج) بينما تسارع الجزيرة الى اقصى قمم جبال افغانستان لتلتقي (بثوار تورا بورا) وتنقل اخبار بن لادن وايمن الظواهري ومناضلي غوانتي نامو وتفتش عن انجاس القاعدة وذويهم لتنشر مآثرهم البطولية وتضحياتهم الجسام متفاخرة بنصيبها في هذه المئآثر بأتهام وسجن صحفييها ومصوريها واتهامهم بالانتساب الى صفوف القاعدة.
ونعود الى مليكنا المعظم قزم البحرين الذي نسى او بالاحرى تناسى تضحيات وبطولات الشعب البحريني على مدى عقود من الزمن في سبيل تحرره من رجس حكام البحرين وتسلطهم وجبروتهم وعمالتهم للاجنبي ،لقد برزت الجبهة الشعبية لتحرير البحرين وغيرها من الحركات المناضلة في تحمل عبئ الكفاح المتواصل من اجل التخلص من ظلم حكم السلاطين والامراء والملوك وقدموا الشهداء على مذابح الحرية والكرامة قبل ثورات الشعوب العربية في ربيعها المحفوف بالمخاطر من الالتفاف عليه من قبل امريكا واعوانها وشركائها الاوربيين ومحاولة توجيهه في خدمة مصالحهم واهدافهم المشبوهة...فليس من الحق والانصاف ان يتهم الشعب البحريني بالعمالة لدولة ايران وتلقّي اوامره من هناك وقد فندت لجنة تقصي الحقائق تلك الادعاءات جملة وتفصيلا فما كان من ملك البحرين الا ان يزج بحجته الساقطة اصلا بان الاعلام الايراني قد مارس دوره التحريضي في اثارة الطائفية وتاليب شلة من البحرينيين على ملكهم المفدى وتناسى عمدا ان نضال شعوب الخليج تعود الى حقبة حكم الشاه الايراني قبل استلام الحكم من قبل ملالي طهران ونذكره بما قام به شاه انشاه ايران عندما ارسل جيوشه الى الجبل الاخضر في سلطنة عمان في سبعينات القرن الماضي لقمع ثورة الشعب العماني والقضاء عليها..فهل كانت تلك الثورة مدفوعة ومدعومة من حكام ايران الحاليين ياملك البحرين المعظم؟.
ان سلاطين وامراء وملوك دويلات الخليج لا يحكمون هذه الدول بل يملكونها كأقطاعيات، ارضا وشعبا ويتحكمون بمصائر تلك الشعوب كما لو كان يحق لمالك قطعة ارض او سيارة، يبيعها ويبادلها اويخاطربها نحو المجهول اويعيرها لغيره كما يفعلون هم التصرف بخيرات تلك الدول التي هي ملك عائلة واحدة، فعوائد دولة الكويت وآل سعود وآل خليفة وآل نهيان وآل حمد وأل قابوس يعود حق التصرف بخيراتها لهذه العوائل، فما هو في بحارها وما على ارضها اوفي جوفها هو ملك اصحاب السمو والجلالة انصاف الاميين والجهلة من الحكام المتخلفين .
ونحن هنا نتسائل هل يا ترى سيدوم الحال على هذا المنوال ؟ مسيرة واحداث التاريخ لا تنبئ بذلك ،فأين آل فرعون ،وآل صدام وآل القذافي، وآل مبارك ، فقد دلت التجربة واحداث ودروس التاريخ ان لا مجال لاستمرار ودوام الانظمة الشمولية وان انظمة وحكاما على هذه الشاكلة لابد انهم زائلون وليس من بقاء الا للشعوب.

#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل