|
مصر .. فصلٌ جديد من الثورة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 19:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يجري في مصر هذه الأيام ، ليسَ صراعاً بين " العسكر " و " الحرامية " .. إنما هو بين " العسكر الحرامية " من ناحية ، واكثرية الشعب من ناحية اُخرى . فلقد إنهزمَ مُبارك وسقط الرئيس ، وأبناءه خلف القضبان ، وكذلك بعض أركانه مثل صفوت الشريف وحبيب العادلي واحمد عز .. لكن [[ النظام ]] لم يسقط بعد ... ولا زالتْ عقليته هي التي تحكم البلد ، من خلال المجلس العسكري الأعلى . فالمُشير الطنطاوي " قد " يكون الأقل سوءاً من بين طاقم المسؤولين السابقين في عهد مبارك .. لكنه مُحاطٌ اليوم بمجموعة من المُستشارين .. أقل ما يُقال عنهم ، انهم من المحسوبين على رجالات النظام السابق .. وانهم ينفذون أجندة ستؤدي الى صيانة مصالح الطبقة الفاسدة القديمة .. مع بعض الإصلاحات الشكلية التي رُبما تُهدأ قسماً من الشارع . المشكلة الكبيرة الان ، هي نفسها تقريباً التي حصلتْ في العراق بعد 2003 ، حيث ان النظام السابق ، قد شّلَ الحركة السياسية لأربعة عقود ، ولم يسمح بقيام أحزاب حقيقية على الساحة ، فنشأتْ اجيال لاتعرف غير الحزب الحاكم .. وبالتالي ، فان الغالبية العظمى من إدارات المؤسسات ، كانت تدور في فلك السلطة . وإكتشفت الاحزاب التي قادتْ العراق الجديد ، انها لاتستطيع التخلي بسهولة عن الطاقم الاداري والامني والعسكري السابق ، بمجرد صدور قرارات واحكام ، بحرمانهم ... فإضطرتْ تدريجياً الى الإستعانة بهم ، تحت ذرائع منها ، المصالحة ، وفتح صفحة جديدة ...الخ . وفي مصر أيضاً .. لم تكن هنالك طيلة العقود الماضية ، مُعارضة مُنظمة قوية ، فلم يكن ذلك مسموحاً على الإطلاق ... بل ان ما كان يجري في عهد مبارك .. هو السماح أحياناً لعددٍ محدود ، من شخصيات " الاخوان المسلمين " او " حزب التجمع " او " الوفد " او المستقلين ، والذين كُلهم من النمط الذي يُمكن السيطرة عليه وتدجينه ... وكان يفعل ذلك ، من أجل ذّر الرماد في العيون ، ولكي يُقال ان هنالك تعددية وديمقراطية !... واليوم المشكلة الأبرز على الساحة المصرية ، هي ان وزارة الداخلية بِكُل تشكيلاتها السابقة ، هي [[ المُتَهَمة ]] الرئيسية ، في الجرائم التي حصلتْ بحق ضحايا مظاهرات الثورة المصرية من 25 يناير ولغاية تنحي مُبارك .. وان " إختفاء " الشرطة والأمن من الشارع ، في أمّس الأوقات حاجة اليها ، أضافَ إنتقادات جديدة لهذه المؤسسة ووّلدَ شكوكاً حول موقفها من التغيير . في أحداث الأسبوع الحالي ، تكررتْ مشاهد التجمعات الكبيرة في ميدان التحرير ، وحدثت مصادمات بين المتظاهرين ، وقوى الامن المركزي والشرطة في محيط وزارة الداخلية .. المتظاهرين يلقون بالحجارة .. والشرطة ترُد بالقنابل المسيلة للدموع والعيارات المطاطية .. ويزداد يومياً عدد القتلى والمُصابين .. - مطالب الجماهير مُحّددة : تشكيل حكومة إنقاذ وطني من المدنيين . عودة الجيش الى مهمته الأصلية وهي حماية الحدود الخارجية للبلد . عدم تقديم اي مدني للمحاكمات العسكرية . عدم تقديم اي حصانة للجيش في الدستور الجديد . بالمُجمَل ... مطالب الجماهير تدعو المجلس الاعلى العسكري الى التنحي وتسليم مقاليد الحكم الى المدنيين القريبين من ثوار 25 يناير . - شارك الاخوان المسلمون في بداية الاسبوع ، في المليونية ، وإنسحبوا عصراً .. تاركين الشباب لمواجهة عُنف قوات الامن لوحدهم .. بحيث ان الإنطباع الغالب لدى المعتصمين في الميدان ، كان إنتقاداً مريرا للأخوان وإعتبار موقفهم تخاذلاً وتملقاً للمجلس الاعلى العسكري . ولم ينزلوا فعلاُ الى الميدان خلال الايام الماضية . في حين تواجدتْ مجاميع من الجماعة الاسلامية والسلفيين . - من المُفترَض ان تجري الانتخابات بعد ايام قليلة .. ولكن الأحداث المتسارعة التي جرتْ خلال هذا الاسبوع والعنف في القاهرة والعديد من المحافظات.. والغياب القسري ، للحملات الانتخابية والدعاية وشرح البرامج والفوضى الكبيرة الناتجة .. تُرّجح تأجيل الإنتخابات الى موعد آخر . والتأجيل مطلب لمعظم شباب التحرير ... بينما المجلس العسكري يؤيد إجراء الانتخابات في موعدها .. يُسانده في ذلك الاخوان المسلمون . - مرة اُخرى ... ان ما يجري اليوم في مصر .. هو صراعٌ بين [[ الإصلاح ]] الذي يُرّوج له المجلس الاعلى العسكري الحاكم ، بالتواطؤ مع فلول النظام والاخوان المسلمين ، من جهة .. و [[ الثورة ]] الناجزة التي يدعو لها شباب 25 يناير ، يساندهم اليسار والاشتراكيون والطبقات الفقيرة والمتوسطة ، من جهة اُخرى .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرأسمالية المتوحشة
-
مجالس محافظات الأقليم 3
-
التدّخُل الخارجي و - الوطنية -
-
الأسد : لو كنتُ مكان الملك عبدالله لإنتحرت !
-
إنتخابات مجالس محافظات الأقليم 2
-
بين دهوك .. ولندن
-
حافاتٌ خَطِرة
-
عيادة الدكتور بشار الأسد !
-
زيارات مُهِمّة
-
باباندريو .. أقبح من المالكي !
-
هل يوجد في العراق ، نزيهون شُرفاء ؟
-
دولة كردستان .. برعايةٍ عربية !
-
هل إقتربَتْ فيدرالية - السُنة - ؟
-
ربيع الإسلام السياسي العربي
-
برهم صالح في بغداد .. زيارة وداعية
-
هّزة أرضية في دهوك !
-
حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني
-
حلمٌ جهنمي
-
غيوم الحَرب تُلّبِد سماء منطقتنا
-
تأثير الكلمات
المزيد.....
-
أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
-
ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
-
من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ
...
-
إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
-
-السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح
...
-
شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا
...
-
إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
-
جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
-
جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200
...
-
رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|