أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ربيع الإسلام السياسي العربي














المزيد.....

ربيع الإسلام السياسي العربي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يُسّمى بالربيع العربي ، الذي بدأ في تونس ، وإمتدَ الى مصر وليبيا واليمن وسوريا .. ظهرتْ أولى "أزهاره اليانعة" ، من خلال الإنتخابات التونسية قبلَ أيام .. غيرَ ان " النشوة والسكرة " التي أصابتْ اليساريين والتقدميين في البلدان العربية " والذين أعتبرُ نفسي واحداً منهم " ، في الايام الاولى للإنتفاضات والثورات ، وتحمسهم للتغيير الكبير الذي سوف يحصل ، والأفق الرحب المنفتح للعدالة الاجتماعية والتوزيع المُنصف للثروات .. بدأتْ تنحسر ، ويحّل محلها الإحباط .. ذلك الشعور المرير ، الذي بدا واضحاً بصورةٍ خاصة ، على الساحة المصرية منذ عدة أشهر ، من خلال النشاط المحموم لقوى " الثورة المَضادة " من عناصر الحكم السابق ، وبالتنسيق " الضمني " غير المًعلَن مع المجلس العسكري الاعلى الحاكم ، والتواطؤ " الضمني " ايضاً مع الاخوان المسلمين .. حيث طغى الخطاب الديني المتشنج على الساحة المصرية ، والذي كان رأس الرمح فيه ، السلفيين من جانب والكنيسة القبطية من جانبٍ آخر !. التحضيرات جارية على قدمِ وساق ، للتهيؤ للإنتخابات ... وسط تشرذمٍ وإرتباكٍ واضح ، في الجبهة المدنية العلمانية التقدمية .. وبُنيانٍ مرصوص للإسلام السياسي ، الذي يمتلك شيئين في غاية الأهمية : الخبرة الطويلة والمال ! . الخبرة التي تمتد من زمن " حسن البنا " ولغاية اليوم ، مروراً بتجارب التعامل مع الحكومات المصرية المتعاقبة التي تخَللها المَد والجَزر .. اما المال ، فلا اُبالغ إذا قلت ، ان الدعم " الخليجي " المفتوح ، لم ينقطع يوماً عن الاخوان المسلمين والسلفيين .. وهو يزداد بإضطراد في الفترات التي تسبق الانتخابات ، كما حصلَ في تونس ايضاً . وإذا كان الدعم المالي السعودي والخليجي عموماً ، للإخوان المسلمين والاحزاب التي يشكلونها ، تحت مُختلَف التسميات ، في البلدان العربية .. أمرٌ مُسّلَمٌ بهِ منذ الخمسينيات من القرن الماضي .. فلقد اُضيف اليهِ في السنوات العشر الماضية ، دعمٌ معنوي ومادي آخر ، من الاسلام السياسي " التركي " المتمثل بظاهرة الأردوغانية الصاعدة .. وليسَ سراً ان " راشد الغنوشي " مؤسس وزعيم الاخوان المسلمين في تونس ، له علاقات ممتازة مع أردوغان وحزب التنمية والعدالة الحاكم ، وهو من أشد المُعجبين بالتجربة التركية في هذا المجال . وان الإنتصار الكبير الذي حققه " حزب النهضة " التونسي في الإنتخابات الاخيرة ، هو إنتصارٌ لأردوغان ونهجه .. فكما كان فوز حزب يساري قبل نصف قرن ، في امريكا الجنوبية مثلاً ، يُعَّدُ فوزاً لليسار في كُل مكان .. فاليوم ايضاً ، فان بروز الاسلام السياسي في مصر وتونس وليبيا ، مصدر إرتياح وسعادة لأنظمة الحكم في الخليج وتركيا !.. إنها اُممية أحزاب الاسلام السياسي !.
ينبغي الإشارة الى الفرق بين " مرجعيات " الاسلام السياسي ، فالسعودية ودول الخليج والسودان ، تُمّثِل نمطاً مُتشدداً ومتخلفا من الاسلام السياسي .. تركيا تعكس الجانب المُعتدل ، ومن المُحتمل ان الحكومات القادمة في تونس وربما ليبيا ومصر ايضاً ، سوف تستلهم الكثير من التجربة التركية .. وهنا يجب عدم نسيان ، " التنافس " الخفي بين تركيا والسعودية ، على إستقطاب إحزاب الاسلام السياسي والحركات الاسلامية [ السنية ] بمختلف تلاوينها .. فإذا كان اردوغان ومن ثم تركيا ، تمتلك بريقاً مُغرِيا وإمكانية التعايش مع ثقافة اوروبا ، وتَقّبُل الكثير من التفاصيل " العلمانية " .. فان السعودية بالمقابل ، لها أرجحية التراث ووجود بيت الله الحرام والثقل المالي والنفطي الكبير .. علماً ان كِلا القطبين ، السعودية وتركيا ، يدوران في فلك الولايات المتحدة الامريكية ، بصورةٍ كاملة ...( وليسَ غريباً أبداً ، ان تسكت الولايات المتحدة والغرب عموماً ، على النشاطات " الاسلامية " السعودية والتركية ، فطالما كان الغرب والاسلام السياسي متحالفَين معاً !) . هنالك نقطة اخرى ، رُبما تتفوق بها السعودية والخليج ، على تركيا ، في هذه المنافسة .. وهي ان هذه الدول النفطية ، تعمل منذ عقود من الزمن ، على مَد أذرع " الدعوة الاسلامية " في العديد من الدول الافريقية وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق ، والأمريكتَين ، من خلال المساجد والمدارس الدينية ومراكز الدراسات وتوزيع المساعدات ... الخ .
جميع الحركات الاسلامية والأحزاب الاسلامية " السنية " ، مَهما كانتْ تسمياتها او اماكن تواجدها " بما فيها القاعدة والتكفير والهجرة وعشرات التنظيمات الارهابية العاملة في العراق وشمال افريقيا وجنوب شرق اسيا " .. تحظى بدعم ومساندة أنظمة الحكم في السعودية والخليج .. من إقصى الغرب في المغرب والجزائر ، الى الفليبين واندونيسيا شرقاً ، مروراً بمصر وسوريا وحتى اقليم كردستان العراق .. طبعاً الدعم المالي ، يتفاوت من حالة الى اخرى ، وفق العديد من الإعتبارات . ومرةً ثانية ، لاغرابة في موقف امريكا الداعم بقوة للأنظمة الدكتاتورية المتخلفة في الخليج ... الراعية للمجاميع الارهابية الاسلامية !.
من الملاحظ ، ان الأردوغانية هي التي ستطغى ، على المشهد في العديد من دول المنطقة ، مثل تونس وليبيا وربما مصر وسوريا واليمن .. وهي حالة مُريحة للغرب عموماً كما أعتقد .
إفتراق المصالح الاستراتيجية ، الامريكية / الايرانية .. إدى الى ان تُعادي الولايات المتحدة والغرب ، " الاسلام السياسي الايراني " .. وتتماشى مع السعودية المتخوفة من النفوذ الايراني الشيعي .. ومن المفارقات ، ان الحِراك الشعبي الشيعي البحريني ( المُعتدل ) ، لاقى رفضاً من الغرب ، وعومِلَ بإعتباره حركة ارهابية فوضوية ، تماشياً مع الموقف السعودي ... بينما تتفاوض امريكا مع منظمات وحركات سنية إرهابية بإمتياز ، في العراق وافغانستان ، تحت مُسمى المُصالحة والإصلاح !!. ان معظم أحزاب الاسلام السياسي " الشيعية " في العراق ، حالة إستثنائية ، إذ هي جاءتْ الى الحكم ، بدعمٍ أمريكي في الاساس ، وهي بالرغم من إمتلاكها لعلاقات وثيقة مع النظام الايراني عموماً .. إلا انها لاتستطيع الفكاك في المدى المنظور ، من إرتباطها القوي مع الولايات المتحدة الامريكية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برهم صالح في بغداد .. زيارة وداعية
- هّزة أرضية في دهوك !
- حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني
- حلمٌ جهنمي
- غيوم الحَرب تُلّبِد سماء منطقتنا
- تأثير الكلمات
- ضوءٌ على الساحة السياسية الكردية في سوريا
- عدالة على الطريقة الأوكرانية
- القائمة السوداء
- وداعاً ... مشعل تمو
- العنب الحامض
- نِصف حَل لِرُبع المشاكِل !
- الشُرفاء النزيهون المُبعثَرون
- - ستنتصر الحُرِية - 5 . طرائف
- - ستنتصر الحُرِية - 4 . آراء
- - ستنتصر الحُرِية - 3 . شخصيات
- - ستنتصر الحُرِية - 2 . الروح الثورية
- - ستنتَصر الحُرِية - 1 . مهرجان ديار بكر
- نجحَ أردوغان وفشلنا نحنُ
- سطوة الإعلام


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - ربيع الإسلام السياسي العربي