أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - بين دهوك .. ولندن














المزيد.....

بين دهوك .. ولندن


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 14:25
المحور: المجتمع المدني
    


- أحد أقربائي مُهندِس ، ذهبَ الى لندن ، في إيفادٍ مُتعلِق بشؤون الكهرباء ، من توليد وتوزيع وإدارة ، لمدة شهرٍ تقريباً .. سألته عندما عاد ، عن إنطباعاتهِ العامة .. فقالَ ضمن ما قال : .. لّما ترى الأنكليز أيام السبت والاحد ، لأول وهلة ، وكيف يقضون نهارهم وليلهم ، في المقاصف والملاهي ، يستمتعون طوال الوقت .. فرُبما تعتقد ، ان هؤلاء القوم ، مولَعين باللهو واللعب فقط .. ولا تُرجى منهم فائدة !. غير انك في صبيحة يوم الاثنين ، ستُبّدِل رأيك بصورةٍ تامة ، عندما تكتشف ان نفس الأشخاص الذين كانوا يُعربدون بِصخبٍ في الليلة الفائتة .. تراهُم في منتهى الجِدية والكياسة والنشاط ، يُمارسون أعمالهم بِكُل دِقة ولا يُضيعون دقيقة هدراً !. فكما يبدو انهم ، يعرفون تماماً كيف يخططون لحياتهم ، فالعطلة للراحة واللهو والمرح .. والعمل للإنتاج والخدمة والتنمية بلا هوادة . ونحنُ هنا ، لانعرف التعامل لا مع العطلة ووقت الفراغ ، ولا مع العمل .. فنحن للأسف لانعرف " قيمة " الوقت والتخطيط !.
- قال قريبي : صّدقني ، ان مُهندسينا هنا في العراق ، لايَقّلون كفاءةً وعلماً ، عن المهندسين هناك في بريطانيا ... لكن المُشكلة انه عندنا ، لايتم إختيار الإدارات والإشراف والمتابعة ، وِفق معايير علمية ومهنية ، بل تلعب الحسابات الحزبية والقرابة والإنتماءات العشائرية ، دوراً أساسياً . هناك لل [ الفرد ] المُبدِع ، مكانته وإحترامه وتقديره وإمتيازاته ، دون النظر الى جنسهِ او لونهِ او آراءه السياسية والفكرية !... هنا إذا لم تستجب لمطالب الوزير او المحافظ او المسؤول الحزبي ، و" التي عادةً ما تكون أموراُ خارجة على القانون " ، فمن المُحتَمَل جداً ، أن تُعاقَب ، أو تُنقَل او تُلّفَق لك تُهمة ! .. هناك عند الانكليز ، تُحتَرَم لنزاهتك وإخلاصك .
- لاحظَ قريبي ، الذي كان يتجول يومياً في أرجاء المدينة الكبيرة لندن .. ان السيارات الحديثة والموديلات الجديدة ، ولا سيما الرباعية الدفع مثل التي تُسمى هنا " مونيكا " ! ، والتي سعرها بضعة " دفاتر " من الدولارات الامريكية .. ان عددها في مدينتنا الصغيرة دهوك ، يفوق عددها في لندن !! . أردتُ ان اُشّكِك في أقواله واتهمه بالمُبالغة .. لكنه أصّرَ على ذلك ، وقال : ان الناس في لندن كما يبدو ، لايميلون كثيراً الى " المَظاهِر " وإقتناء الأشياء النفيسة او السيارات الغالية .. وقال ان مدير الشركة الضخمة التي زاروها ، كان يمتلك سيارة عادية بسيطة ، وهو نفسه يقودها ويحمل حقيبته بنفسه ، ولا يُحيط بهِ السواق والخدم والحشم !. بينما ، عندنا هنا ، فهنالك تسابقٌ على شراء آخر الموديلات والتي يتجاوز سعرها الخمسين ألف دولار ، ليقودوها في شوارعَ خَرِبة مليئة بالطسات ! .. ولا يقتصر الأمر ، على بعض النواب والمسؤولين الكبار والوزراء ، الذين يستنكفون ان تكون لهم سيارة موديلها ، السنة السابقة ! .. بل ان هذه الظاهرة إتسعتْ لتشمل قطاعات طفيلية في المجتمع بصورةٍ عامة .. قالَ قريبي : رغم قُصر مدة تواجدي في لندن ، إلا انني وجدتُ ان الناس هناك سواء في الشركات او الاسواق او الشارع .. مُتواضعون بدون تَكّلُف .. إبتداءاً من ملابسهم وسياراتهم وطريقة حديثهم وأكلهم وشربهم ، والمواضيع التي يتداولونها ... في حين ان العديد من المسؤولين هنا ، من انصاف الأميين .. تكادُ الأرض لاتشيلهم ، من شِدة تكبرهم وإفتعالهم العظمة الفارغة !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حافاتٌ خَطِرة
- عيادة الدكتور بشار الأسد !
- زيارات مُهِمّة
- باباندريو .. أقبح من المالكي !
- هل يوجد في العراق ، نزيهون شُرفاء ؟
- دولة كردستان .. برعايةٍ عربية !
- هل إقتربَتْ فيدرالية - السُنة - ؟
- ربيع الإسلام السياسي العربي
- برهم صالح في بغداد .. زيارة وداعية
- هّزة أرضية في دهوك !
- حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني
- حلمٌ جهنمي
- غيوم الحَرب تُلّبِد سماء منطقتنا
- تأثير الكلمات
- ضوءٌ على الساحة السياسية الكردية في سوريا
- عدالة على الطريقة الأوكرانية
- القائمة السوداء
- وداعاً ... مشعل تمو
- العنب الحامض
- نِصف حَل لِرُبع المشاكِل !


المزيد.....




- الأونروا: نواجه وضعا مروّعا يعيشه الفلسطينيون بقطاع غزة
- -الأونروا-: نواجه وضعاً مروعاً يعيشه الفلسطينيون بقطاع غزة
- السعودية تعلن إعدام مواطنين أدينا بالإرهاب وخططا لمهاجمة قاع ...
- المحكمة الجنائية تحقق في -انتهاكات- فاغنر بمنطقة الساحل
- استمرار قوات الاحتلال في قتل المجوّعين فعل إجرامي مشين والعا ...
- اعتقال العرداوي بتهمة التحريض والإساءة للمؤسسة الأمنية
- ما هو -سجن التمساح- المزمع تشييده بفلوريدا لإيواء المهاجرين؟ ...
- إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص أدينوا بتهمة التجسس لصالح ...
- إيران تعلن إعدام 3 أشخاص مدانين بالتجسس لصالح الموساد
- إعدام 3 جواسيس للموساد خططوا لاغتيال شخصية بارزة في ايران


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - بين دهوك .. ولندن