أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودي عبد محسن - الحب الظيم















المزيد.....

الحب الظيم


حمودي عبد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 21:39
المحور: الادب والفن
    




قلبي ، قلبي اصطفا هذا الحب العظيم
في مزارك العظيم ، في معبدك الكريم
فها روحي تغرد فرحة في الدجى اللجين
وتغيب في رحابك ، ومحياك البديع
فأنا أحب ظهورك المشرق في الليل الطويل
وأحب ظهور نجمة الصباح البيضاء
لأحكي لها عن هذا الحب العظيم
وعن ملاذي الأخير ، البهي الجميل
لأن قلبي ، قلبي اصطفا الحب العظيم
في معبد قلبك المقدس الأمين ، الكبير
فيا آيتها الأشباح المرعبة ابتعدي عني
فأنت تتجلين لي في الصباح والمساء
في الصيف والشتاء ، وتحت نجوم السماء
ابتعدي عني ، فها أنا أرى الأموات في بلادي
تجر في عربات ، في مواكب حزن التعساء
وقد أثقلت صدري ألما ، ونزف لها قلبي دماء
ابتعدي عني ، فالحب لبلادي يتجدد كل عام
كل عام يتجدد مثل براعم الأقحوان
منذ أن رضعت من ماء الفرات
وفطمت في صحن الأمام علي
وتعفر وجهي في الرمال ...
وجهي البريء تعفر في رمال الصحراء
ومنذ أن قطفت يدي الناعمة الصغيرة
من شجرة الرمان زهرة الجلنار
فكل عام وفي العراق جوع وفقراء
ويأتيني من بعيد صدى البؤساء :
في كل يوم ، في العراق عزاء
أما أنت آيتها الأحلام المضيئة
المرتقبة كل عام ، اخبريني عن لوح القدر
ذلك الذي حمله السومري ، ورفع رايته العراقي
على ضفاف دجلة والفرات ، وفي عمق الأهوار
والأرض تزدهر بالنخيل والحنين ، والمياه والضياء
اخبريني ... اخبريني ...
متى ينهض العراقي ، ويهب لإنقاذ البلاد
من العقارب والأفاعي والذئاب
من العذاب والشقاء
وتعود دجلة والفرات
والكارون في جريان
وتتدفق المياه
ويتخلص من البلاء
والسارقين ولصوص المال والفساد
والدخلاء
وينعم بالخير والازدهار والضياء
فكم نفس بريئة زهقت خلال أعوام
اخبريني ... اخبريني ...
أيتها الأحلام المضيئة عن لوح القدر
النهر
الحجر
البلاد في خطر
في خراب
والصحراء ... الصحراء ...
تلتهم الأشجار
تأكل البساتين والنخيل
وعناقيد الكروم والتين
فها أنا أقمت مسكني في قلبك الكبير
وتعفرت بالنواميس ، نواميس الحب العظيم
أقدم الصلوات ، وأقيم الدعوات ، وأرتل التراتيل
على الأموات والأحياء ، والتعساء والبؤساء
فقط ، في معبد قلبك المقدس ، الجليل
أنجز شرائع الحب المهيب
وأعرف من شفتيك التقبيل
وقد خطت أناملك عطرا مبين
حتى اقتات روحي عطر السنين
وإذا تاقت إلى قوت قليل
أطوي الليل البهيم الطويل
فلا عواصف هوجاء تحملني إلى بعيد
ولا رياح صفراء تلطم وجهي البريء
ولا سيف جلاد يضرب عنقي في الدجى اللجين
تلك كانت رغبة الآلهة
حين وضعت التاج على رأسي
في معبد قلبك العظيم
قلبك العميق مغمور بالنور
راسخ بالحب العظيم
ظله لا يزول ، في الفجر القريب
يقيني من الأشرار ، من الطغاة المتجبرين
فمنه أبصرت النجوم في السماء
ورأيت الجبال ، وأنهار العالم ، والبحار
وشربت من كأسه الصفاء
وأغلقت كل أبواب قوانين الخراب
وكل أبواب أسلحة الدمار ، والعذاب
حتى تسرت نفسي بكفك ندى تحببا وتطيبا ،
إني كلي بكلك مرتهنا ، آنئذ أسمعك تقولين :
يا شيخنا الجليل ، الحكيم ،
في الليل الحزين
في الليل الكئيب
تراها فاجعة كبرى
مجزرة كبرى
لم تهدأ الأجراس
قتلى في الميدان
في ساحة التحرير
في ساحة اللؤلؤ الدوار
تجرع غصغص الصفراء
حتى يتبين خيط البيضاء
من خيط السوداء
مثلما نزع موسى يده من جيبه
فإذا هي بيضاء ، بيضاء
مثلما ابيضت عينا يوسف
فإذا هي بيضاء ، بيضاء
مثلما عمد يحيى المسيح
فإذا هي قطرات بيضاء
لا تتجهم بالسوداء
يا شيخنا الوقور
في الليل الحزين
في الليل الكئيب
شفار سيوف تنز دماء
أسنة رماح تنز دماء
دماء حمراء ، دماء ، دماء
مثل أنهار جارية في وهاد
مثل سيل جارف في وديان
فهذا نبينا الرسول
تظلله غمامة
أينما يسير تسير
في لهيب شمس تسير
أينما سار تسير
وتظلله شجرة وحيدة
خضراء في صحراء
أتبكي يا شيخنا الحكيم
وتضع يدك على فمك
في اندهاش
ويتقلص جلدك
من الارتعاش
وتلبس ثوب الزرقاء
مثل رداء البتول العذراء
قتلى في الميدان
في ساحة التحرير
في ساحة اللؤلؤ الدوار
فهذا نبينا الرسول
يأتيه جبريل في غار حراء
شيخ أبيض جليل
قد يكون وراء حجاب
قد يكون بلا حجاب
ينفث نفثا ...
أو ينفخ نفخا ...
صوته رقيق ... لطيف
كصلصلة جرس مبين
بلسان عربي مبين
أتبكي يا شيخنا الجليل ،
الوقور ، الحكيم
فهذا الفتى المقدام ...
علي يتسجى ببردة الرسول
حضرمية خضراء
وهذه يد الرسول البيضاء
تنثر التراب على الرؤوس
لم يخرج من الباب
بل تسور الجدار
في ليلة قدسية
في ظلام ...
وهو يمشي في سكون
على أطراف أصابعه
على الصفراء في سكون
لئلا يتبعه الأشرار
ماضيا إلى غار حراء
وهذا أبو بكر الصديق
يمشي مرة أمامه
ومرة خلفه
ومرة عن يمينه
ومرة عن شماله
حتى حفيت رجلاه
وتقاطرت دماء
فحمله الصديق على كاهله
حتى فم الغار ...
حتى تبين خيط البيضاء
من خيط السوداء
أتبكي يا شيخنا الجليل
في الليل الحزين
في الليل الكئيب
وقد نبتت شجرة خضراء
في فم غار حراء
فبسقت غصون
متشابكة ، متكاثفة
والعنكبوت بين الفروع
نسجت نسجا أبيضا
متراكما كباب مغلق
اتخذته حمامة وحشية
وكرا في لحظة خلود
فازرقت عيون الأشرار
وازرقت الوجوه
فحمت الصديق والرسول
ولاحت تباشير الصباح
يحرسهما ملائكة طيبون
أما الأشرار...
في نار جهنم يحشرون
في نار حمراء يوقدون
أتبكي يا شيخنا الجليل
وقد قطرت السماء الزرقاء
في صفاء
في نقاء
مثل خمرة الجنان
قطرات بيضاء
مثل طهر حورية حسناء
اليوم يوم مطير يا شيخنا
الأرض خضراء
وسنابلها خضراء
الحياة خضراء
الثياب خضراء
حتى الجنة خضراء
ولباس أهلها إستبرق أخضر
فهذه رايات الرسول
سوداء ، بيضاء
وقد أحب ألوان ...
خضراء ، صفراء
وأنقذ العرب من الضلال
من عبادة أوثان
من جاهلية جهلاء
حين يبشرون بالأنثى
تظل وجوههم مسودة
كظيمة في سواد
قلبي ، قلبي اصطفا هذ الحب العظيم
في مزارك العظيم ، في معبدك الكريم
هذه أنت أيتها الحبيبة
طيف يأتيني في منام
ما هذا الحب القديم
على الأطلال العربية ؟!
يا شيخنا العربي الكبير
الحبيب ، الغريب ،
في موطن الآباء والأجداد
انزع عمامتك البيضاء
وانشرها على عصا
كراية أمان
كراية خلود
وسر بها في سكون
في مقدمة موكبنا العربي
وطوف على العرب
وألوية الحروب
ثم نكسها عل الأرض
وأعلن يوم القيامة
وأعلن السلام
وقد فات يوم الطعون
بالسيوف ، وتكسرت الدروع
أعلنها صرخة دهور
بين الأخوة العرب
لتطهر الأثواب بالعطور
وتغسل القتلى بالدموع
وتتندى الأنامل بالنور
كابتسام الروض عن زهور
قلبي ، قلبي اصطفا هذا الحب العظيم
في مزارك العظيم ، في معبدك الكريم
مثل جناح خافق في السماء
مثل نجم طمس في كف عذراء
مثل بكاء إذا غنت زهراء
ما أفل بدر
ولا ذبل زهر
ولا ثوى عطر
ولا كف قطر
قلبي ، قلبي اصطفا هذا الحب العظيم
في مزارك العظيم ، في معبدك الكريم


حمودي عبد محسن
23 / 11 / 2011



#حمودي_عبد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة خالدة خليل
- حب في ظلال طاووس ملك / شجرة الزيتون
- حب في ظلال طاووس الملك/ فصل : ميرزا
- لا أحد يهلك الشمس
- حب في ظلال طاووس الملك
- قصيدة حنين عمر
- لهيب الغضب
- نبتة الخلود
- حور العين
- بغداد في بكاء
- كولالة في سفر تكوين
- انشودة مأتم الفراق
- غضب العرب
- ليلة غريبة جدا
- ساحة التحرير
- البنفسج الأخير
- بحث ماركسي جديد لعالم اليوم
- وشاح حبيبتي
- افتراق
- بغداد


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمودي عبد محسن - الحب الظيم