حمودي عبد محسن
الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 00:20
المحور:
الادب والفن
افتراق
أنني راحل إلى السماء
أصعد ،
أصعد عبر غيوم سوداء
إلى أعلى
على أجنحة عنقاء
وأنت تهبطين إلى الأرض
تهبطين ،
تهبطين في ليلة ظلماء
إلى أسفل
على أجنحة شيطان
أنا أصعد ، أصعد
إلى النور الذي يضيء العالم
حيث النجوم ، القمر ، الشمس
حيث السلام ، المحبة ، العناق
وأنت تهبطين ، تهبطين
إلى الظلام الذي يخيف الناس
حيث الموتى ، الهياكل العظمية ، الأشباح
حيث الحروب ، الكره ، النفاق
اسمعيني
من فضلك اسمعيني
نحن كنا نسير سوية
جنبا إلى جنب
وكنت دائما تغنين في قلبي
وتغرسين جذور الحياة
فجأة ، توقفنا عند جسر البشر
رأينا رحيل طيور
ذبول أزهار الأقحوان
دموعا تشكل أنهار
رؤوس ترتفع على رماح
دماء ... دماء
جثثا في انتفاخ
ملابس حداد سوداء
مخلوقات ماكرة ، شريرة ،
في ألف رداء
ونيران تشتعل ...
حمراء ... حمراء
ثم سمعنا من بعيد
عبر حقول دخان
وباء ... وباء
جراد ، جرذان
هاربون ... هاربون
نحيب ، وبكاء
طوفان ... طوفان
من جوع
من عطش
من آلام
ثم مشينا ألف عام
اسمعيني
من فضلك اسمعيني
الآن ، توقفنا فوق جسر كبير
يعبر جسر عظيم ، عريض
نراقب صخب المياه
تغسل الحجر والصخر
والعشب الذابل الأصفر
والعشب بعد المطر
وأوراق الخريف الصفراء
الحمراء
تسقط في عتمة الألوان
في هاوية رماد
اسمعيني
من فضلك اسمعيني
أنت دائما معششة ...
فوق الشجر
تحت القطر
تنظرين إلى أعلى
ترين وجهك في ضوء القمر
ثم مشينا ألف عام
ثم افترقنا ...
لكن لم نفترق بقلبينا
لأن لا شيء يقيدنا لبعض
أنا راحل إلى عذراء السماء
الحسناء
الزرقاء
وأنت هابطة إلى العالم السفلي
مثل الآلهة عشتار
في ليلة ظلماء
حيث وحش الدماء
#حمودي_عبد_محسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟