ينبغي ازاحة قوى الثورة المضادة، ورفع العمال لراية بديلهم التحرري !

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 19:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ينبغي ازاحة قوى الثورة المضادة، ورفع العمال لراية بديلهم التحرري !
اطيح بمبارك منذ شباط وبقی نظامه ، حیث لازالت عملیات القتل والتعذيب والانتهاكات جارية، قانون الطواری وخنق الحریات السیاسیة والمدنیة لازالت على حالها. ان نتلمس تغيیراً ما في المجتمع، فهو نابع من قوة الثورة وجبروت الثورة وما ما فرضته علی الحکم القومي العسکري. ان کل الحرکات البرجوازیة، من المجلس العسکري الحاکم وفلول النظام الحاکم وحزبه واخوان المسلمین والحرکات القومیة العربیة تحت مسمیات مختلفة والسلفیین، رغم اختلافاتهم، موحدون ضد ما تهدف الیه الثورة، ومدعومين من قبل امریکا و دول الخلیج الغارقة فی الرجعیة.
ان اهداف الثورة التی ناضلت الجماهیر الملیونیة من اجلها کانت واضحة منذ البدایة، الخبز والحریة. اي ضمان حیاة اقتصادیة مرفهة، زیادة الاجور بما تتناسب والاوضاع المعیشیة و الحریات السیاسیة (حریة الاضراب و التظاهر) وحریة التعبیر عن الراي و الحریات المدنیة والفردیة و... غيرها کانت، ولحد الان، الاهداف الحقيقية التی ناضلت و لا تزال الجماهیر من اجلها، رغم کل العوائق التی وضعتها البرجوازیة المحلیة والعالمیة امامها فی سبیل ازاحتها عن مسارها الاساسي. زد على ذلك، محاکمة ازلام نظام مبارك والمجرمین الجدد فی الحکومة العسکریة التي قتلت وسجنت عبر بلطجیتها الامنیة والعسکریة مثلما قام به مبارك من قبل.
الیوم، و بعد مرور اکثر من تسعة اشهر علی سقوط مبارك، خرج الملایین الى ساحة التحریر فی القاهرة و مدن کبیرة اخری "لانقاذ الثورة" ولاسقاط "حکومة العسکر و طنطاوی علی راسها"، خرجت بدون الاخوان المسلمین الذين اتفقوا مع العسکر لاحتواء الثورة بدعم امریکي و خليجي واضح، واصبحت الثورة بالنسبة لهم "فتنة" ويدعون الی وأدها فی اخر بیاناتهم حول تظاهرة الیوم.
لم يكن هدف الثورة فی مصر فقط تغيیر شكل الحکومات البرجوازیة المختلفة، مبارك و بعده المجلس العسکري، و ربما بعده حكومة "مجلس القضاء الاعلی" او غيرها... و تکرار اللعبة البرجوازیة وادامة هذه الحلقة المفرغة، بل کان هدفها يمس، من حیث المحتوى، طبيعة الدولـة ذاتها. اي اسقاط الدولة القائمة وتحقیق مطاليب الثورة. ان الانتخابات البرلمانیة وتغيیر الحکومات المختلفة مع بقاء الدولة الراسمالیة فی مصر، سواء أکانت حکومة انقاذ وطني او غیرها لن تقوم بتحسن يذكر لصالح الجماهير والمطاليب التی رفعتها الثورة.
بعد التجارب المريرة للاشهر الماضیة، وبعد ان جربت الچماهیر والعمال نظام العسکر وحکومات الطبقة البرجوازیة الحاكمة حان الوقت لرص الصف الطبقي العمالي عبر قادة العمال والمارکسیین لتشکیل حزب الطبقة العاملة، الحزب الذی یناضل فی سبیل اسقاط الدولة الراسمالیة والغاء الملکیة الخاصة والعمل الماجور وبناء الاشتراکیة علی انقاضها. ان هذهالخطوة تشکل حلقة وخطوة مهمة لفصل الحرکة العمالیة کحرکة سیاسیة مقتدرة حية لنفسها عن باقي الحرکات البرجوازیة الموجودة فی الساحة السیاسیة فی مصر.
ان اسقاط حکومة العسکر هی خطوة الی الامام ،ولکن یجب ان تقترن بتشکیل حکومة ثوریة موقتة تدیر البلاد لغایة تهیئة الارضیة المناسبة لانتخابات حرة و نزیهـة و باشراف تام من المنظمات العمالیة و الشبابیة التی قادت الثورة بصورة فعلیة. ان الحکومة الموقتة هذه هی حکومة ثوریة تتشکل من قاعدة الجماهیر الثوریة من ممثلین منتخبین من الطبقة العاملة و الحرکة الشبابیة و ممثلی الاحیاء السکنیة فی کل محافظات مصر وممثلین عن الاحزاب السیاسیـة باستثناء الحزب الوطنی الحاكم سابقاً.
ان هذه الخطوة هی خطوة ثوریة ضروریة وفوریة لالتفاف وجمع کافـة القوی العمالیة و الیساریة و التقدمیة حولها لضمان تحقیق مطالب الثورة وضمان ادامة الثورة حتی تحقق الحریة و المساواة التامة. اننا فی الحزب الشیوعی العمالی العراقی نطالب کافة القوی العمالیة و منظماتها و القوی الیساریة المختلفة ان تلتف حول هذا الهدف وفی الوقت نفسه ان تهب لاسقاط سیاسة الانتخابات التی تضعها القوی الحاکمة بدعم امریکی امام الثورة کمصیدة لاجهاضها، ومن جانب اخر حان الوقت لمبادرات عمالیة ثوریة من قبیل مصادرة المصانع والشرکات والمعامل وادارة اعمالها وانتاجها و تسویقها من قبل المجالس العمالیة او اللجان العمالیة الثوریة او اي شکل اخر يتوحد حوله العمال فی هذه الشرکة او تلك.
عاشت ثورة الجماهير التحررية في مصر!
عاشت الحریة، المساواة، الحکومة العمالیة!
الحزب الشیوعی العمالی العراقی
22.11.2011

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات