أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - يناير يعود فى نوفمبر















المزيد.....

يناير يعود فى نوفمبر


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 19:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


وكأننا نعيش يناير فى نوفمبر.
فى يناير كان لدينا مبارك وفى نوفمبر عندنا مشير، بذات البلادة وفارق التوقيت وعدم القدرة على استيعاب ما يجرى، يخرج علينا سيادة المشير ليمن علينا بحماية الثورة (وهى أكذوبة تافهة لم يعد يصدقها أحد)، ويعايرنا أن مجلسه الأعلى يبذل ما يفوق طاقة البشر، من أجل الانتهاء من المرحلة الانتقالية، تماما مثلما كان يعايرنا قائده الأعلى بالضربة الجوية. ويمن علينا أنه يبذل الجهد من أجل محدودى الدخل!!
نعم سيادة المشير محمد حسين طنطاوى، نحن شعب (بطران) لا يقدر تضحياتكم ولا جهودكم العظيمة، مثلما لم نقدر تضحيات وجهود قائدكم الأعلى.
شكرا سيادة المشير على جهدكم الدءوب الذى أسفر عن اعتقال 12 ألف شاب بقرارات عسكرية، بينما رموز الفساد المباركى مازالوا ينعمون بكل ما كانوا عليه أيام قائدكم الأعلى.
شكرا سيادة المشير لأنكم لم تستجيبوا لمطالب فقراء البلد برفع الحد الأدنى للأجور، حرصا على الاقتصاد القومى الذى لا يحتمل، بعد كل ما أنفقتموه فى استيراد قنابل الغاز والرصاص المطاطى والخرطوش.
نعرف سيادة المشير أن الكلام سهل لكن العمل صعب، ولذا كان من السهل عليكم أن تقولوا لنا إنكم حريصون على سيادة القانون، لكن كان من الصعب تطبيق القانون على متهم واحد فى كل الجرائم التى عانت منها مصر، فى عهدكم الميمون، من أحداث صول حتى مجزرة ماسبيرو، وصولا إلى الجرائم المستمرة منذ 19 نوفمبر وحتى الآن.
شكرا سيادة المشير على جهودكم التى لم تتوقف من أجل تشويه الجيل الذى رفع اسم مصر عاليا، باتهامات اللواء الروينى التى لم يستطع أن يقدم عليها دليلا (الكلام سهل على رأيك يا سيادة المشير).
نقدر لكم سيادة المشير أن وقت جنرالاتكم لم يسمح إلا بانتهاك عرض سبع نساء فقط من أنقى وأنبل نساء مصر.
نعرف يا سيادة المشير أنكم أقسمتم اليمين أمام قائدكم الأعلى، ونحن ممتنون لكم أنكم على العهد باقون، ونقدر لك حرصكم على عدم المساس بأى من رجال مبارك المنتشرين فى مختلف مؤسسات الدولة، بكل ما يسلبونه وينهبونه من أموال، فلم يعد ثمة ما يكفى لسد جوع للفقراء.
نعرف سيادة المشير أنكم بذلتم ما تستطيعوا من جهود حتى تجعلوا الناس تترحم على أيام مبارك، لكنكم لم تدركوا أن هذا معناه (عندما يتحقق) أن مبارك، بكل فساده واستبداده، كان أفضل منكم عشرات المرات، ولم تستوعبوا أن الشعب الذى انتصر على ذاته وكسر حاجز الخوف، لن ينتظر مرة أخرى 30 عاما.
لكن مشير مبارك يعود ليتحفنا بأنه على استعداد لتسليم السلطة فورا إذا وافق الشعب على ذلك فى استفتاء، وكأن سيادته قد جاء السلطة باستفتاء، ينسى سيادة المشير أنه جاء إلى السلطة بتخويل من رئيس متهم بالفساد والاستبداد، وأن سيادته بقى فى السلطة بموافقة الثوار الذين خلعوا قائده الأعلى، وهم أصحاب القرار الآن كما كانوا فى يناير. عن أى استفتاء يتحدث المشير؟
لكن المفارقة أن المشير وجنرالاته ليسوا وحدهم فى الساحة، ألم أقل لكم إن يناير يعودنا فى نوفمبر؟
فى يناير عبر قادة الجماعة التى كانت محظورة، مع رموز الأحزاب الكرتونية التى يديرها أمن الدولة، على دماء شهداء جمعة الغضب وموقعة الجمل إلى مكتب عبر سليمان، دون أن يكون لأى منهم دور فيما يجرى فى ميدان التحرير، ولا قدرة على التحكم فى مجريات الثورة، وفى نوفمبر عبر قادة ورموز الأحزاب على دماء الشهداء ليصلوا إلى مكتب الفريق سامى عنان، دون أن يكون لأى منهم أية علاقة بما يجرى فى ميادين تحرير مصر، بل أن بعض هؤلاء سبق له أن وزع اتهاماته الحمقاء على ذات الشباب عندما تظاهروا واعتصموا فى الميدان أيام 27 مايو و8 يوليو و30 سبتمبر.
يتحفنا المهندس أبو العلا ماضى أنه ذهب إلى الفريق عنان من أجل حماية الشباب فى التحرير، ربما نسى رئيس حزب الوسط الخارج من عباءة الإخوان، أنه هو شخصيا سبق أن كال لشباب التحرير كل الاتهامات التى لو صحت لاستوجبت إعدامهم، لم يمض وقت طويل على هذه الاتهامات يا باشمهندس!! كان ذلك فى 8 يوليو الماضى، هل نسيت؟ ما الذى جرى لكى تعمل الآن على حماية «أصحاب الأجندات الذين يتلقون تمويلا من الخارج»؟ ثم من ذا الذى أوهمك أن شباب مصر يحتاجون إلى حماية منك أو من الجنرال الذى يذبحهم؟
أما قادة الجماعة التى كانت محظورة فلا يعنيهم إلا الانتخابات، يعبرون فى طريقهم إلى لقاء الفريق عنان على جثث شباب مصر وقد ألقاها نازيو القرن الحادى والعشرين فى الزبالة، فقط لكى يتأكدوا أن الجنرالات باقون على العهد وأن الانتخابات ستجرى فى موعدها. ليس غريبا على جماعة (طز فى مصر) أن يدوس قادتها على جثث أنبل جيل أنجبته مصر فى طريقهم إلى مقاعد مجلس الشعب.
لكن يناير يعود لنا فى نوفمبر أكثر قوة وعنفوانا.
فى يناير واجه الجيل الشاب الموت لأربع ساعات فقط فى جمعة الغضب (من بعد صلاة الجمعة وحتى الخامسة مساء)، ثم عاد ليواجه الموت لما يقرب من 36 ساعة فى موقعة الجمل، وفى نوفمبر مازال أنقى وأطهر أبناء مصر يواجهون الموت لأربعة أيام متتالية، بإيمان لا يتزعزع أن (الحرية مش ببلاش).
كان أمام عسكر مبارك طريقا ممهدا للخروج الآمن، لكنهم اختاروا بمحض إرادتهم التحالف مع لجنة المستشار وجماعة المرشد، فى مواجهة شعب عرف طريقه ولن يعود عنها، فمصر ليست تورتة يقتسمها أصحاب الكابات وأصحاب اللحى فيما بينهم.
كان أمام المشير أن يقدم لنا الطبعة المصرية من كتاب الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، لكنه أختار طريقا آخر.
قلنا لكم إن الشعب انتصر على ذاته وكسر حاجز الخوف، ولم يعد (يمشى جنب الحيط) بل انتقل إلى التظاهر والاعتصام، لكنكم لم تصدقوا.
أخذكم الغرور بالذات بعيدا، فتوهمتم أن الانقضاض على 200 معتصم فى ميدان التحرير أمر سهل وبسيط، وربما يكون الفصل الأخير فى كتاب الثورة. فهل استيقظتم الآن على الحقيقة وانتم تواجهون شعبا بأكمله؟ هل كان سيادة المشير وجنرالاته وحلفائه الإسلاميين، يتصورون أن هجوم جحافل الأمن المركزى والشرطة العسكرية على 200 معتصم سوف يجبر المشير لأول مرة أن يظهر على شاشة التلفزيون ليلقى بيانا.... هزيلاً؟
نعم... يناير يعودنا فى نوفمبر، وقريبا جدا سوف يعودنا 11 فبراير.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الصحفى الذى تأخر عن موعده
- هوامش على دفتر وطن جريح
- قفص مبارك مازال به متسع لآخرين
- دماؤنا ووثائقهم
- تخاريف ما بعد الصيام
- هدية إسرائيل لجنرالات مصر
- كلاكيت عاشر مرة: سيناريو الالتفاف على الثورة
- حتى لا تأخذنا النشوة مرة ثانية: المحاكمة ليست نهاية المطاف
- على هامش الحشود الإسلامية: مجرد تساؤلات مشروعة
- الجنرالات يتألقون
- رسالة مفتوحة إلى الإسلاميين: تعالوا إلى كلمة سواء
- رسالة مفتوحة إلى المشير طنطاوى
- هوامش على دفتر وطن ثائر
- الثورة غير قابلة للسرقة والشعب لن يعود إلى الوراء
- د. سليم العوا مرشحا للرئاسة: من الديمقراطية إلى أمن الدولة م ...
- على هامش «الثانوية العامة».. أسئلة الموسم والإجابات النموذجي ...
- قراءة فى خطاب المرشد العام
- عفوا.. لقد نفذ رصيدكم!!
- الدكتور رفيق حبيب بين «الشريعة» الإسلامية و«الحضارة» الإسلام ...
- فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - يناير يعود فى نوفمبر