أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - المؤتمر الصحفى الذى تأخر عن موعده














المزيد.....

المؤتمر الصحفى الذى تأخر عن موعده


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 14:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لو قدر للأحداث، بعد جمعة الغضب يوم 28 يناير، أن تأخذ مسار أخرا غير ذلك الذى سلكته، لكان من الطبيعى أن نشهد اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة المنحل، واللواء أحمد رمزى رئيس الأمن المركزى فى مؤتمر صحفى عالمى يعرضان فيه «الحقائق كاملة من غير تحزب وبدون تحليل»، وفى جعبة الشبكة العنكبوتية المئات من الصور والأفلام، لسيارات الأمن المركزى التى أحرقها المتظاهرون، ومتظاهرين يلقون قنابل الغاز المسيل للدموع التى لم تنفجر فيهم، على قوات الأمن المركزى، وكنا سنسمع أحد اللواءين (المتهمين الآن بقتل المتظاهرين) يقول لنا فى المؤتمر الصحفى العالمى تخيلوا جندى أمن مركزى محبوس فى عربته ومحاصر بعشرات المتظاهرين يريدون الفتك به، ماذا سيفعل؟ يعنى دهس الناس هو دفاع مشروع عن النفس!!.
منهم لله ثوار يناير الذين ضيعوا علينا فرصة الاستماع والاستمتاع بمشهد اللواءين عبد الرحمن ورمزى فى مؤتمر صحفى عالمى، يعرضان فيه بالصوت والصورة وحشية الشعب الذى قتل جنود وضباط الأمن المركزى. لكننا فى نفس الوقت مدينون لتلاميذ المتهم محمد حسنى مبارك فى مجلس الجنرالات، فقد عوضونا عن ذاك المشهد الذى خسرناه، كل ما حدث أننا بدلا من أن نشاهد اللواء حسن عبد الرحمن واللواء أحمد رمزى، شاهدنا اللواء أركان حرب عادل عمارة واللواء أركان حرب محمود حجازى، فى مشهد تفوق بامتياز على كل ما كان يمكن أن يتحفنا به لواءا الداخلية المحبوسان الآن فى سجن طره.
وأظن، وحيث أن «بعض» الظن إثم، فالمؤكد أن بعضه الأخر حلال، أن أيا رجال العادلى بكل ما يتمتعون به من همجية ووحشية وسفالة، لم يكن ليقول إن المتظاهرين «الأقباط» كانوا يحملون أنابيب بوتاجاز وأسلحة بيضاء وقنابل مولوتوف، لكن اللواء أركان حرب محمود حجازى فعلها، دون أن يقول لنا كيف عرف أن هؤلاء مسيحيون؟
منذ أن سمعت –لأول مرة- كلمة بلطجى وعرفت معناها، لم أسمع ولو مرة واحدة مصطلح «بلطجى مسلم» أو «بلطجى مسيحى»، وحده اللواء أركان حرب محمود حجازى عرف أن البلطجية الذين اندسوا بين المتظاهرين فى ماسبيرو كانوا «بلطجية مسيحيين».
يعرف اللواء أركان حرب محمود حجازى أن صديقه اللواء حبيب العادلى (نزيل سجن طره الآن) كان لديه 165 ألفا و250 «متعاونا»، منهم 85 ألفا و481 مسجل خطر بمختلف فئات التسجيل، يعنى بلطجى، إضافة إلى 79 ألفا و769 «متعاونا» (سوابق) غير مدرجين بكشوف المسجلين خطر، يعنى مشاريع بلطجية، هكذا كان تقسيم البلطجية عند العادلى، على أساس مستوى البلطجة، وليس على أساس الدين، وحده اللواء حجازى ينفرد بتقسيم البلطجية على أساس الدين، وإن كان لا يجرؤ (وأتحداه!!) أن يقول لنا كم بلطجى مسلم فى البلد؟ ويعرف سيادة اللواء أركان حرب –أيضا- أين يكمن هؤلاء البلطجية، ومشاريع البلطجية، وكيف يمكن الوصول إليهم واستدعائهم «وقت الحاجة»، ويعرف –ثالثا- أننا نحن المصريين لا نعرف كيف نتقى شرهم، حتى نجرؤ ونستدعيهم فى مظاهراتنا.
المدرعات التى دهست البشر، كان سائقوها (ياحرام) مرتبكين مذعورين لأنهم يواجهون أنابيب بوتاجاز وسيوف!! و(حطوا نفسكوا مطرحهم)!! هكذا يلجأ سيادة اللواء لمداعبة المشاعر بطريقة لا تنطلى على أطفال، فما بالك بمن شاهد جثث مدهوسة ومشوهة وأجزاء من جثث غير مكتملة نتيجة «ارتباك سائق مدرعة خائف ومذعور».
يكذب اللواء أركان حرب بأنه لا توجد لدى الشرطة العسكرية ذخيرة حية بينما فوارغ الرصاص الحى تملأ مسرح الجريمة. لكن يبدو أن الكذب عند السادة الجنرالات فضيلة، بدءا من سيادة المشير الذى قال مرة إن «المجموعة كلها بتاعة المجلس العسكرى واجهت موقف فى منتهى الصعوبة، لكنها قررت بالإجماع لأ لن نفتح النار على المتظاهرين» ثم عاد ليقول «لم يطلب منا أحد أن نفتح النار على المتظاهرين»، وهو بالتأكيد يكذب فى إحدى هاتين الشهادتين، مرورا باللواء الروينى الذى لا يستحى من الإعلان على الهواء مباشرة أنه أستاذ فى بث الإشاعات والأكاذيب، وصولا إلى الجنرالات مجتمعين يؤكدون فى بياناتهم الرسمية أن المحاكمات العسكرية للبلطجية فقط، ثم يتراجعون بالتدريج.
يحدثنا الجنرالات عن بلطجية ظهروا فى ماسبيرو، لكن أيا منهم لا يقول لنا ماذا فعلوا مع بلطجية يقطعون الطرق ويهدمون الأضرحة، ويحرقون الكنائس، بلطجية يعبثون بالأمن، أمن الوطن وأمن المواطن، فى ربوع المحروسة منذ 12 فبراير 2011 وحتى الآن، دون أن نرى واحدا منهم أمام المحكمة.
قبل مؤتمر اللواءين حجازى وعمارة بأربع وعشرين ساعة نشرت نوارة نجم شهادتها عن مجزرة ماسبيرو فى جريدة التحرير (11 أكتوبر 2011)، ونوارة أيها الجنرالات ليست مسيحية، يقطع بذلك حجابها واسمها الكامل (نوارة أحمد فؤاد نجم)، وليست بلطجية، يؤكد ذلك تاريخها فى عشق هذا الوطن، شهادة تصفع أسلوب لى عنق الحقيقة الذى شاهده العالم أجمع فى المؤتمر الصحفى العالمى.
لكن لا شهادة نوارة ولا مئات الفيديوهات المنتشرة فى الشبكة العنكبوتية كان يمكنها أن تغير شيئا، فكل ما حدث أننا شاهدنا مؤتمرا صحفيا متأخرا عن موعده ثمانية أشهر، وبدلا من حسن عبد الرحمن وأحمد رمزى، جاءنا محمود حجازى وعادل عمارة، مع حفظ الألقاب للجميع، المحبوس منهم والذى لم يزل طليقا.
أيها الجنرالات الشعب لا يريد إسقاطكم، رغم أنكم جزء من النظام الذى «كان» مطلوبا إسقاطه، كل ما هو مطلوب منكم الإسراع فى تسليم السلطة إلى رئيس مدنى وحكومة مدنية، والعودة إلى ثكناتكم، واتركونا نتصارع فيما بيننا ديمقراطيا، وليكن واضحا وقاطعا أن ملف التوريث الذى احترق أمام أعينكم، لن يعود مرة أخرى بأى شكل أو صورة، «توريثا بالدم» أو« توريثا بالتكليف»، من الرئيس إلى نائبه أو إلى جنرالاته.
الشعب الذى كان يسير «جنب الحيط» وأحيانا «جوه الحيط» قد بلغ سن الرشد وانتقل من «جنب الحيط» إلى «قلب الميدان»، وهو قادر على حسم صراعه ديمقراطيا، حتى مع بقايا وفلول نظام القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة.
التاريخ أيها الجنرالات يعلمنا درسا واحدا لا يخطئ ولا يتغير: اتق شر الشعب.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على دفتر وطن جريح
- قفص مبارك مازال به متسع لآخرين
- دماؤنا ووثائقهم
- تخاريف ما بعد الصيام
- هدية إسرائيل لجنرالات مصر
- كلاكيت عاشر مرة: سيناريو الالتفاف على الثورة
- حتى لا تأخذنا النشوة مرة ثانية: المحاكمة ليست نهاية المطاف
- على هامش الحشود الإسلامية: مجرد تساؤلات مشروعة
- الجنرالات يتألقون
- رسالة مفتوحة إلى الإسلاميين: تعالوا إلى كلمة سواء
- رسالة مفتوحة إلى المشير طنطاوى
- هوامش على دفتر وطن ثائر
- الثورة غير قابلة للسرقة والشعب لن يعود إلى الوراء
- د. سليم العوا مرشحا للرئاسة: من الديمقراطية إلى أمن الدولة م ...
- على هامش «الثانوية العامة».. أسئلة الموسم والإجابات النموذجي ...
- قراءة فى خطاب المرشد العام
- عفوا.. لقد نفذ رصيدكم!!
- الدكتور رفيق حبيب بين «الشريعة» الإسلامية و«الحضارة» الإسلام ...
- فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى
- عن المؤسسة العسكرية والجيش ومهام قيادة ثورة 25 يناير


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - المؤتمر الصحفى الذى تأخر عن موعده