أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى















المزيد.....

فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 16:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ثلاثة فخاخ متتالية اختارها الأستاذ خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع، لتكون عنوانا لمقاله فى العدد الأسبوعى (الثلاثاء 12 أبريل)، فهو –أولا- يخلط بين الإسلام والإسلاميين «الإسلام هو دين الحرية والدولة المدنية (أصلا)» رغم أن المشكلة مع الإسلاميين وليست مع الإسلام، ثم يختزل –ثانيا- المخاوف من السلفيين فى الأقباط فقط «مخاوف الأقباط من السلفيين مبالغ فيها» وكأن المخاوف من السلفيين تقف عند حدود المسيحيين ولا تجتاح دائرة أوسع كثيرا منهم، ليشهر فى وجوهنا -ثالثا- كارت «عفا الله عما سلف»، بفخ ثالث مركب «لا يجوز محاسبة التيار الإسلامى على ردود فعله فى سنوات الطغيان لأن العنف الذى انفجر طوال حكم مبارك كان رد فعل على عنف أجهزة الدولة»، فيدخلنا من ناحية فى مفهوم العنف لدى الإسلاميين، وما إذا كان مركبا أصيلا فى الفكر، أم أنه مجرد رد فعل طارئ على فعل سلطوى عنيف، ويضعنا من ناحية أخرى فى مواجهة سلسلة لا تنتهى من التساؤلات إن بدأت بالبحث عن مبررات تدثر العنف (الإسلامى) برداء دينى، رغم أنه مجرد (رد فعل)؟ لن تنتهى بالتساؤل عن الأسباب التى دفعت هذا العنف –باعتباره رد فعل- بعيدا عن رموز السلطة التى جاء منها فعل العنف، وما هى جريرة نجيب محفوظ –على سبيل المثال- لينال قسطا من هذا العنف (رد الفعل)؟ ثم يفاجئنا من ناحية ثالثة بالتنازل طوعا عن محاسبة المجرم على جريمته، رغم أـنه شخصيا ليس صاحب حق شخصى، ولا حق مدنى فى أى من تلك الجرائم.
الذين يرفضون مفهوم الدولة الدينية، أو الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية، والمسيحيون جزء منهم، لا يناقشون ما إذا كان الإسلام، يضمن الحرية والعدالة للجميع أم لا، فالإسلام –كدين- أقدس وأسمى من أن يكون موضوعا لجدل يتعلق بالحرية أو غيرها، إنما النقاش يدور حول رؤية الجماعات الإسلامية المختلفة لشكل ومضمون الدولة الحديثة، والمخاوف تكبر وتتسع دوائرها متجاوزة حدود الآخر الدينى، فالشريعة هى الاجتهاد البشرى فى تفسير النص الدينى، والاجتهاد ليس نصا مقدسا، لكنهم يريدونه كذلك، والاجتهاد يختلف باختلاف الزمان والمكان، لكن بينهم من يريد إعادة الدولة الحديثة خمسة عشر قرنا من الزمان، وتتداخل لديهم الأماكن فتسقط الحدود بين الصحراء والوادى.
تتبدى المخاوف فى تساؤلات أية شريعة سوف يطبقها هؤلاء؟ هل هى شريعة حرمان المرأة (المسلمة أيضا وليست المسيحية فقط) والآخر الدينى من بعض المناصب، مثلما يذهب الأخوان المسلمون، أم أنها شريعة الجزية (حسب عبود الزمر)؟ هل هى الشريعة التى تقول إن الحجاب فرض؟ أم الشريعة التى تفرض الحجاب قسرا؟ هل هى الشريعة التى استند إليها جمال عبد الناصر خطيبا على منبر الأزهر «سنقاتل ولن يفرض أحد علينا الاستسلام»، أم هى الشريعة التى أفتت فى زمن لاحق بشرعية الصلح مع إسرائيل استنادا إلى نص «إن جنحوا للسلم فاجنح لها»؟ (رغم أن الذى جنح للسم آنئذ هو نحن وليس هم!!)، هل هى الشريعة أفتت فى ستينيات القرن الماضى أن «الإسلام دين الاشتراكية»، أم تلك التى أفتت بعدما جرت مياه كثيرة فى كل الأنهار بحرمة التأميم، وشرعية صيانة الملكية الخاصة؟ ثم من يضمن لنا أن تتذكر الشريعة أبو ذر الغفارى، ولا تعود تحرم حق التظاهر وتجرم الخروج على الحاكم، طالما الحاكم يحكم ممن وجهة نظره باسم الشريعة؟ هذه التساؤلات-المخاوف وغيرها كثير، ليست موجهة للإسلام كدين، وإنما لاجتهادات بشرية قابلة للخطأ والصواب، ومن غير اللائق، فضلا عن أنه من غير الجائز، أن يرفع أحد المصحف لمواجهة هذه التساؤلات، فيما يكاد يكون ضربا من ضروب الإرهاب الفكرى، أو أن يحشرها قسرا فى ثنائية إسلام ومسيحيين.
المخاوف من السلفيين –على سبيل المثال- لا تنحصر فى الأقباط فقط، لكنها تمتد وتتسع متجاوزة حدود الآخر الدينى لتصل إلى المسلمين الذين يؤرقهم هدم الأضرحة وإلغاء الموالد وتدمير التماثيل، وبالمثل عندما يتعلق الأمر بمن يطالبون بتطبيق الحدود، حيث أننى لا أعتقد أن المسلمين المصريين، دون استثناء، متلهفون لتطبيق الحدود، والمسيحيون وحدهم من يتخوفون من ذلك.
ورغم أن المشكلة أكبر من أن تكون «مخاوف الأقباط»، فالقول إنها مبالغ فيها، يتضمن اعترفا واضحا أن بعض هذه المخاوف –على الأقل- مشروع وله ما يبرره، لكن بدلا ممن البحث عن أسباب هذا الجزء المشروع من الخوف، نوجه اللوم للخائفين، لأنهم (مذعورون) رغم أنه لا يوجد مبرر لما هو أكثر من (القلق)!!
أما حكاية «رد الفعل على عنف الدولة» فهى قصة أخرى.
لن أعود إلى الوراء كثيرا، يكفى فقط أن نذهب إلى سبعينيات القرن الماضى عندما عرف المجتمع «عنف الإسلاميين» ضد الناصريين والشيوعيين واليسار بوجه عام، فقد حدث هذا برعاية الدولة وإشرافها، ولم يكن رد فعل. وفى أيامه الأخيرة مارس السادات العنف ضد كل أطياف المجتمع، لكن أسيوط تشهد أن الإسلاميين انفردوا وحدهم بما يسميه الأستاذ خالد صلاح «رد فعل». وفى زمان عبد الناصر تعرض الشيوعيون (خلال الفترة 1958 – 1965) لأقسى أنواع التعذيب والاضطهاد، وفقا لما كانت عليه تكنولوجيا التعذيب فى ذلك الوقت، وتباينت ردود الفعل، ليس فقط بين التنظيمات الماركسية، وإنما بين الأفراد أيضا، لكن التاريخ لا يذكر أن شيوعيا واحدا مارس الإرهاب ضد المجتمع والدولة، كرد فعل لمعاناة الشيوعيين فى سجون عبد الناصر. وإلى جانب الإسلاميين، تعرض المئات، وربما الآلاف، من المصرين –خلال الأعوام العشرين الماضية- لمختلف صنوف التعذيب الهمجى، فى بعض أقسام الشرطة ومعظم مقرات أمن الدولة، والتى استحقت وصفها بالسلخانات، معظم هؤلاء لم يكن له انتماء تنظيمى لأى حزب أو جماعة، لكن أيا منهم لم يخرج ليصب غضبه (كرد فعل) على ما لاقاه من تعذيب، وحدهم «الإسلاميون» دون غيرهم انفردوا بحكاية رد الفعل.
ثم إن «رد الفعل» يستدعى اعتذارا، وليس «مراجعات فقهية» التى تعنى أن ممارسة العنف كانت جزءا أصيلا من البنية الفكرية لهذه الجماعات.
أما القرار بأنه «لا يجوز محاسبة التيار الإسلامى على رد فعله فى سنوات الطغيان...» فهو قرار بالغ الغرابة.
التيار الإسلامى وحده دون غيره من يجب أن يحدد ما إذا كانت ممارساته الإرهابية هى رد فعل أم لا، وأظن أن «المراجعات الفقهية» قد حددت بما لا يدع مجالا للبس أو الاجتهاد، أن تلك الممارسات كانت نتيجة لفهم خاطئ للدين، فلا مجال هنا لأى توصيف أخر.
والتيار الإسلامى وحده دون غيره من يجب أن يقرر ما إذا كان يريد الاندماج فى المجتمع أم أنه مازال يعتقد أنه مجتمع كافر يجب محاربته شرعا.
ومن غير اللائق أن يتنصل التيار الإسلامى من مسئولية خطأه فى فهم صحيح الدين، أو انفراده دون غيره فى الاندفاع المجنون برد فعل كاد يدمر المجتمع والدولة.
والاندماج فى المجتمع ليس منة من أحد لأحد، فهذا المجتمع ملك لكل المصريين دون استثناء، وليس من حق أحد أن يرحب بالإسلاميين أو أن يطردهم، لكن الاندماج يستدعى بالضرورة قبول الاختلاف، والاندماج لا يجرد أحد من حقه فى الاعتقاد أنه وحده من يملك الحقيقة منفردا، دون أن يعنى ذلك بأى حال من الأحوال أن تفرض ما تعتقد به على أحد، الاندماج فى المجتمع يعنى التخلى نهائيا وتماما عن أساليب الترويع والإرهاب الجسدى والفكرى فى التعامل مع الأخر.
الاندماج فى المجتمع مسئولية التيارات الإسلامية وحدها دون غيرها، والكرة الآن فى ملعبهم وليست فى ملعب الأستاذ خالد صلاح.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المؤسسة العسكرية والجيش ومهام قيادة ثورة 25 يناير
- المؤسسة العسكرية المصرية ومسئولية حماية الثورة
- ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العرا ...


المزيد.....




- صورة -إزازة بيرة- وتعليق -إساءة للصحابة وتشكيك بالسنة النبوي ...
- مسؤول: أمريكا أوقفت شحنة قنابل إلى إسرائيل وسط مخاوف من استخ ...
- الشرطة الهولندية تعتقل عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين أثناء م ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات وصاروخا باليستيا با ...
- روت تفاصيل مثيرة.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة تر ...
- أبرز مواصفات الهاتف المنافس الجديد من Motorola
- شي جين بينغ يبحث عن فهم أوروبي
- الشرطة الفرنسية تقمع اعتصاما داعما لغزة في جامعة السوربون في ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /08.05.2024/ ...
- رويترز عن مسؤول أمريكي: واشنطن علقت إرسال شحنة قنابل لإسرائي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى