أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هانى جرجس عياد - ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العراقيين















المزيد.....

ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العراقيين


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 970 - 2004 / 9 / 28 - 12:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تثير الرسالة المفتوحة التى وجهها (الرفيق) جاسم هداد إلى الحزب الشيوعى المصرى الكثير من الملاحظات، وتتطلب أكثر من وقفة.
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=23748
أود أولا أن أؤكد أننى لست عضوا بالحزب الشيوعى المصرى، دون أن يعنى ذلك أننى أنفى عن نفسى اتهاما، فالشيوعية شرف لا أدعيه، لكننى فقط أوضح أننى لا أرد نيابة عن الرفاق فى الحزب الشيوعى المصرى، واضعا كلماتى فى حجمها الطبيعى والحقيقى، مجرد رؤية لمواطن مصرى عربى وطنى تقدمى ديمقراطى شديد العداء للإمبريالية والصهيونية وأذنابهما المتربعين على صدورنا فى العواصم العربية. ثم أعيد ثانيا الرجاء إلى صاحبه، إذ أرجو أن يتسع صدر (الرفيق) لبعض الملاحظات، مثلما تمنى هو على الرفاق الشيوعيين المصريين أن يتسع صدرهم لملاحظاته.

ثمة صياغات ملتبسة فى رسالة (الرفيق) جاسم ينقصها الكثير من التدقيق وتحتاج إلى توضيح مثل "الأحزاب والقوى الوطنية العراقية"! من هى هذه الأحزاب والقوى التى تكرر الرسالة وتؤكد أنها كانت تعارض النظام الديكتاتورى؟. هل يقصد (الرفيق) جاسم أحزاب أحمد الجلبى وأشباهه التى عارضت النظام السابق من دهاليز وأروقة المخابرات البريطانية والأمريكية؟ (هل يستدعى الأمر إعادة إنعاش ذاكرة (الرفيق) بما ورد فى أدبيات الحزب الشيوعى العراقى، قبل سقوط صدام، عن أحمد الجلبى وأشباهه أقطاب مجلس الحكم الانتقالى، الذين أصبحوا اليوم "الأحزاب والقوى الوطنية العراقية التى قدمت آلاف الشهداء..."؟) أم أنه يعنى أحزاب البرزانى والطالبانى التى لا تعبر عن رؤى أيديولوجية أو حتى توجهات سياسية بقدر ما تعكس مصالح فئوية، ولا أقول "قومية"، إذ أن ربط هذه التكوينات بالمصالح القومية – الطبقية للشعب الكردى مسألة فيها نظر. فضلا عن تحالفها مع قوات الغزو الأنجلو – أمريكية؟.

ومن بين هذه الصياغات أيضا وصف سقوط النظام الديكتاتورى السابق بأنه "تغيير" ثم ربط سقوط النظام بانهيار الدولة، تقول الرسالة "وأسقطت الولايات المتحدة أعتى ديكتاتورية.... واقترن التغيير ليس فقط بسقوط النظام فقط بل رافقه انهيار الدولة العراقية"، هكذا يبدو الأمر كله وكأنه ثأر شخصى مع صدام حسين، بحيث لا نرى فى سقوط بغداد والعراق كله تحت سنابك الغزاة الأمريكيين سوى "سقوط النظام"، بل أكثر من ذلك فنحن على استعداد لأن نربط انهيار الدولة اتوماتيكيا بسقوط النظام لنعفى "الأصدقاء الجدد" من مسئولية ما حدث للدولة العراقية من انهيار. لقد انهارت الدولة العراقية – أيها (الرفيق) العزيز - بعد قرارات حل الجيش والشرطة وتسريح موظفى وزارة الإعلام...الخ، وإطلاق العصابات الدولية المنظمة لنهب متحف بغداد والمكتبات العامة. وسوف يقرأ (الرفيق) جاسم فى مذكرات الحاكم الأمريكى للعراق بول بريمر أنه كان ضد هذه القرارات، لكنه اضطر لإصدارها تحت ضغط "الأصدقاء"، وليفسر لنا جهابذة التفسير من هم هؤلاء "الأصدقاء" الذين تجسدت مصلحتهم فى انهيار الدولة العراقية وليس فقط مجرد إسقاط النظام الحاكم فيها، ولمصلحة من أيضا نثير الغبار على هذه الحقيقة ونربط بين سقوط النظام وانهيار الدولة، وكأن الأخيرة كانت النتيجة الحتمية للأولى؟.

ومن بين الصياغات التى تفتقد التدقيق وتفتقر الوضوح قول (الرفيق) جاسم "...وحتى تشكيل مجلس الحكم ذاته كان حلا وسطا بين ما تريده قوات الاحتلال وما تريده الأحزاب الوطنية العراقية" إذ لم توضح لنا الرسالة ماذا كانت تريد قوات الاحتلال الأمريكى، وما الذى تنازلت عنه؟، لنصبح بالفعل أمام ما هو جدير بوصف "حل وسط"، وكيف مارست الأحزاب والقوى الموصوفة بأنها وطنية وعراقية أيضا، ضغوطها على قوات الاحتلال لتجبرها على التنازل؟، ما هى الأوراق الضاغطة التى كانت بحوزتها؟ وكيف استخدمتها لتحقيق بعض أهدافها؟. إن غياب الإجابات عن هذه الأسئلة يفقد الرسالة معناها ومضمونها، إذ أن تلك الأجوبة (فيما لو كان هناك بالفعل أجوبة) هى فى حقيقة الأمر درس نضالى بليغ كان يتعين تقديمه بالتفصيل لنتعلم منه، أما وقد بقيت الأسئلة حائرة معلقة، تلقى بظلالها على الرسالة، فقد تحول الكلام كله إلى لغو سياسى لا معنى له.

ولعلنا نضيف أيضا إلى الصياغات التى تفتقر إلى الوضوح وتحتاج إلى تدقيق قول الرسالة "ووسائل النضال – كما تعلمون – متعددة.... إن النضال السلمى هو الأسلوب المناسب فى الظروف الراهنة" فما نعرفه عن النضال السلمى أنه مظاهرات واعتصامات وإضرابات وبيانات تحريضية وعرائض احتجاجية، وسائل تسعى إلى حشد الرأى العام من أجل تحقيق هدف بعينه، ونظن أن الهدف فى العراق الآن هو إخراج المحتل، فأى من هذه الوسائل يمارسها "الحزب الشيوعى العراقى مع كل الأحزاب والقوى الوطنية العراقية"؟ أم ما هى أشكال النضال السلمى التى تحدثت عنها الرسالة؟. ثم لماذا هذه الحدة فى التوصيف "وفى الظروف التى يعيشها بلدنا ترى الأحزاب الوطنية المخلصة لقضية شعبها أن النضال السلمى هو الأسلوب المناسب..." ليصبح المختلفون فى الرؤية غبر مخلصين؟. من الذى منحك أيها (الرفيق) العزيز، حق توزيع صكوك الإخلاص؟. فلنفترض أنك على حق فى تقييم الموقف، لماذا يكون الآخرون "غير مخلصين"، وربما خونة أيضا؟؟، لمجرد أنهم اختلفوا فى الرؤية حول جدوى النضال السلمى وحده وضرورة اقترانه بعمل مسلح. لقد مارس الحزب الشيوعى العراقى، وبعد انفراط عقد الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، الكفاح المسلح ضد نظام صدام حسين، متحالفا مع الأكراد، فلماذا كان ذلك صحيحا فى مواجهة صدام، ثم أصبح شيئا أقرب إلى الخيانة، فى مواجهة الأمريكان، ألا يستدعى الأمر منك بعض الجهد الفكرى لتوضيح ذلك، بدلا من استسهال إطلاق الأحكام على عواهنها؟ أم أن القضية بالفعل ثأر شخصى مع صدام، أصبح هو معيار تحديد المواقف وصياغة الرؤى؟.

تبقى بعد ذلك ملاحظة ووقفة.

أما الملاحظة فيثيرها قول (الرفيق) جاسم "إن الحزب الشيوعى العراقى عارض وبشدة استخدام الحرب لإسقاط النظام الدكتاتورى الشوفيينى المقبور ليس حبا بهذا النظام..... إنما إدراكا منه لتداعيات ما وراء الحرب"، وظنى أن هذه الصياغة بما تحتويه من موقف تسقط من حسابات قائلها أى اعتبار للشعب العراقى، فنحن نرفض الحرب تحسبا لتداعياتها، وليس لأنها تسلب الشعب العراقى حقه الكامل فى اختيار نظام الحكم الذى يرتضيه، وهو الحق الذى يفترض أن أحدا لا ينازع الشعب فيه. ثم تأتى المفارقة المثيرة للضحك الأقرب إلى البكاء، أن الحرب قد وقعت بالفعل، وتعايش الحزب الشيوعى العراقى "وكافة الأحزاب والقوى الوطنية العراقية" مع تداعياتها المأساوية.

وأما الوقفة فيفرضها تشريح (الرفيق) جاسم للقوى التى يقول عنها "إنها تدعى زورا مقاومة الاحتلال" حيث يرى أن هذه القوى تنقسم إلى ثلاثة أقسام حصرا، إما أنها بقايا النظام السابق، أو أنها القوى المتأسلمة وخاصة القادمين منهم من وراء الحدود، والذين يتلقون دعما لوجستيا من عناصر القسم الأول، أما القسم الثالث فيشمل عصابات الجريمة المنظمة.

ويبدو، أولا، أن (الرفيق) جاسم قد نسى فى غمرة حماسه أن يفعل الشىء نفسه مع المعسكر الآخر الذى يسميه "الأحزاب والقوى الوطنية العراقية"، إذ أنه مثلما يقرر أنه صعب علينا فهم واقع ما يسمى بمقاومة الاحتلال إلا من خلال فهم حقيقة هؤلاء المقاومين، فإنه من الصعب علينا أيضا فهم ما يسمى بالنضال السلمى وحده دون غيره، فى مواجهة احتلال عسكرى، إلا من خلال معرفة تركيبة هذه القوى، وهو ما أشرنا إليه فى السطور الأولى من هذه الرسالة، ثم عادت تداعيات رسالة (الرفيق) الآن لتؤكد كم كان ذلك ضروريا. كما أن (الرفيق) جاسم، ثانيا، لم يوضح لنا هل يقصد بعصابات الجريمة المنظمة (القسم الثالث) هؤلاء الذين يختطفون المدنيين الآن، أم أنها تشمل أيضا أؤلئك الذين نهبوا متحف بغداد ومكتباتها غداة سقوط النظام، ثم هل يمكن لنا أن نصنف معهم أيضا هؤلاء الذين عذبوا سجناء أبو غريب، والذين يدمرون القرى والمدن العراقية بالدبابات والطائرات على من فيها، أم أن استخدام التكنولوجيا فى التعذيب والقتل، بدلا من الذبح الوحشى بالسكين، يخرج بأصحابه من دائرة عصابات الجريمة إلى خانة أخرى ومن دائرة أعداء الشعب إلى مربع مختلف؟. وعلى ما يبدو فإن (الرفيق) جاسم، ثالثا، لم يلاحظ أنه بهذا التصنيف الثلاثى حصرا، أصبح مطالبا بأن يوضح لنا إلى أية خانة ينتمى هؤلاء الذين أسقطوا طائرات الآباتشى الأمريكية، والذين قتلوا حتى الآن ما يزيد على ألف جندى أمريكى، وإذا كانت قوات الاحتلال بكل ما لديها من تكنولوجيا متطورة لم تزل عاجزة عن إنهاء "المقاومة" (ومعذرة فأنا مضطر لاستخدام هذا اللفظ المثير لغضبك)، أفلا يعنى ذلك أن هؤلاء المقاومين يختبئون وسط الأهالى، المواطنين العاديين، فأين يمكن أن نصنف هؤلاء المواطنين العاديين أيضا؟. لكن المفارقة تبلغ إحدى ذراها المأساوية عندما نلاحظ أن توزيع هؤلاء الذين يدعون زورا مقاومة الاحتلال على هذه الأقسام الثلاثة حصرا، يعنى أن الشعب العراقى برمته ودون استثناء أحد (باعتبار أن تلك الأقسام الثلاثة ليست من الشعب)، قد آمن بأسلوب النضال السلمى الذى يخوضه المناضل الهمام أحمد الجلبى ومعه الرفاق فى الحزب الشيوعى العراقى، ولا أظن أن ثمة ما يمكن أن يثير السخرية المرة أكثر من هذا الافتراض غير المسبوق فى كل تواريخ العالم (بما فى ذلك كل الأنبياء والرسل الذين لم يحظ أى منهم بإجماع مشابه لذلك الذى حظى به أحمد الجلبى ومعه الحزب الشيوعى العراقى!!)، إنه فى حقيقة الأمر افتراض يعكس قدرا عاليا من الكسل الفكرى والفقر السياسى.

***

ويا أيها الرفيق العزيز، وكل الرفاق

إن كان الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، فلعله يدفع هذه المرة إلى قليل من التروى قبل إصدار الأحكام، وقليل من التفكير فيما يراه الآخرون، فلم يعد الزمان زمن من يمتلك وحده الحقيقة كاملة.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هانى جرجس عياد - ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العراقيين