أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - دماؤنا ووثائقهم















المزيد.....

دماؤنا ووثائقهم


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 15:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أعرف أن اقتحام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة هو عمل مخالف للقانون الدولى، باعتبار السفارة تقع تحت السيادة الإسرائيلية ويعتبرها القانون الدولى جزءا من «أرض إسرائيل»، مع التجاوز مؤقتا عن حكاية «أرض إسرائيل»، لكننى لا أعرف أين كان القانون الدولى عندما انتهكت إسرائيل، الأراضى المصرية وقتلت عددا من المجندين المصريين، تماما مثلما لا أعرف أين كان الأستاذ باراك أوباما حين «توغلت قوة إسرائيلية داخل الأراضى المصرية وأطلقت النار على المجندين المصريين» حسب التصريحات الرسمية الإسرائيلية؟ ولا أعرف أين كانت الأستاذة هيلارى كلينتون وزيرة خارجية الأستاذ أوباما عندما سالت دماء المصريين على الأراضى المصرية.
(ملاحظة بريئة: عثر ثوار ليبيا فى باب العزيزية على ألبوم صور خاصة يجمع العقيد الهارب بالآنسة كوندى التى سبقت الأستاذة كلينتون فى «حمل» حقيبة الخارجية الأمريكية).
وأعرف أن اقتحام سفارة العدو يمكن أن يخرج بالثورة المصرية عن مسارها السلمى الذى أشاد به العالم أجمع، لكننى أعرف أيضا أن كل هؤلاء الذين أشادوا بثورتنا السلمية، لم يتوقفوا لحظة منذ سقوط مبارك، عن التدخل فى الشأن المصرى، وممارسة كل أشكال الضغط على من يحكمون البلاد الآن (عفوا أقصد الذين يديرون البلاد حتى لا يغضب منا اللواء مختار الملا)، ويواصلون وضع العصى فى دواليب الثورة لإجهاضها وتحويلها إلى عملية إصلاحية، تأتى لنا بمبارك جديد لم يحترق بعد بالفساد والاستبداد، ثم أننى لا أعرف أين كان هذا «العالم أجمع» عندما رفضت إسرائيل الاعتذار عن جريمتى «التوغل» فى الأراضى المصرية، وقتل مجندين مصريين.
يتبول بنيامين نتانياهو ثلاث مرات يوميا على القانون الدولى، فيسكر الأستاذ أوباما (ومعه «العالم أجمع») بالرائحة، فلا نسمع لأحد منهم صوتا عندما تسيل دماء المصريين، لكنه يفيق فجأة (ويفيق معه «العالم أجمع») ليطالب الحكومة المصرية بضرورة حماية السفارة الإسرائيلية، كما تظهر فجأة الأستاذة كلينتون لتطالب مصر بضرورة الالتزام بمعاهداتها الدولية مع إسرائيل
(ملاحظة سخيفة: الأستاذة كلينتون كانت قد أعربت يوم 25 يناير عن ثقتها فى استقرار نظام مبارك، تماما مثلما كانت سابقتها، الآنسة كوندى، تثق فى استقرار نظام العقيد فى ليبيا).
هكذا يفيق «العالم أجمع» بقيادة أوباما ووزيرة خارجيته، ويخرجون من مخابئهم، وكأن السفارة أهم من سيناء، ووثائقهم التى تبعثرت من نوافذ السفارة أغلى من دمائنا التى سالت على تراب أرضنا.
وفق الراوية الإسرائيلية لجريمة قتل مجندينا على الحدود، فإن «قوة إسرائيلية توغلت داخل الأراضى المصرية عن طريق الخطأ، وقتلت عددا من الجنود المصرين بالخطأ، وجارى التحقيق فى ملابسات هذا الحادث الذى لا يستدعى اعتذارا»، انتهت الراوية الإسرائيلية، ومازال التحقيق مستمرا إلى ما لانهاية، وانتهى الأمر. وحيث أن الأعراف الدبلوماسية تقر مبدأ «المعاملة بالمثل»، فمن الطبيعى أن تكون الراوية (الشعبية) المصرية لحادث اقتحام السفارة أن عددا من المتظاهرين المصريين اقتحموا السفارة الإسرائيلية فى القاهرة عن طريق الخطأ، ولم يقتلوا أحدا لكنهم، لكنهم عبثوا فى محتويات المبنى وبعثروا وثائقه عن طريق الخطأ، وجارى التحقيق فى ملابسات هذا الحادث الذى لا يستدعى حتى الأسف، فنحن فى القاهرة مازالنا فى انتظار اعتذار إسرائيل عن جريمة قتل المجندين المصريين داخل أراضينا لأن الوثائق ليست أغلى من الدماء.
***
لست من الداعين إلى اقتحام السفارات كأسلوب نضالى، لكننى فى ذات الوقت لست مع كرباج «القانون الدولى» الذى حمله بعض مثقفينا «العقلاء»، وراحوا يمارسون هواية جلد الذات، لأن وثائق السفارة الإسرائيلية تبعثرت فى الهواء، بينما دماء شهدائنا، لم تزل ساخنة على رمال سيناء، دون أن يعيد لنا السيد «القانون الدولى» حقوقا أو حتى يضمن لنا اعتذارا.
***
ليس عندى أى شك فى وطنية الشباب الذين اقتحموا السفارة الصهيونية فى القاهرة، وإن كنت أتحفظ على اندفاعهم، لكن عندى الكثير من الريبة فى السهولة التى وصلوا بها إلى أبواب السفارة الطابق التاسع عشر، أو العشرين فى بعض الروايات، ويؤرقنى السؤال: لماذا تركت القوات المكلفة بحماية السفارة هؤلاء الشباب يصعدون إلى السفارة دون أن تحاول منعهم بأى شكل؟
***
بعد دقائق من بعثرة وثائق سفارة العدو الصهيونى فى الهواء، استدعت الحكومة الإسرائيلية كل أعضاء سفارتها فى القاهرة وعائلاتهم (باستثناء واحد فقط لرعاية المصالح)، وبدأت وزارتا الخارجية والدفاع الإسرائيليتين سلسلة طويلة من الاتصالات مع واشنطن والقاهرة وبعض العواصم الأوربية، كما أن وقوع الحادث فى الساعات الأولى ليوم السبت (المقدس عند اليهود)، لم يمنع اليهودى-الصهيونى المتعصب افيجدور ليبرمان من التوجه إلى وزارته ليرأس بنفسه مجموعة إدارة الأزمات، وأعلن رئيس وزراء إسرائيل أن حادث اقتحام السفارة خطير جدا ولا يجب أم يمر«مرور الكرام»، بينما الذى حدث بعد أن سالت دماء المصريين على رمال سيناء، هو تخبط حكومة شرف، وانزواء السادة الجنرالات الذين يحكموننا، الذين اكتفوا بإظهار البسالة فى تحرير «الصينية»، ومطاردة شباب الثورة. ولأن السؤال لم يزل يؤرقنى «لماذا تركت القوات المكلفة بحماية السفارة هؤلاء الشباب يصعدون إلى السفارة دون أن تحاول منعهم بأى شكل؟»، فلا أستبعد أن يعود السادة الجنرالات إلى «شجاعتهم» ويظهروا بسالة فى مواجهة الشعب المصرى، وربما لا يقتصر الأمر على عودة «أصبع اللواء الفنجرى»، فكل الجنرالات سيلوحون لنا بأصابعهم، حتى لا يغضب منا الأستاذ أوباما، وترضى عنا وزيرة خارجيته، ويسامحنا السيد رئيس وزراء إسرائيل، ويغفر لنا جناب «القانون الدولى». وأرجو أن أكون مخطئا.
نعم أتمنى أن أكون مخطئا ويجيد السادة الجنرالات –هذه المرة- قراءة رسالة 9 سبتمبر، المرسلة من ميدانى التحرير ونهضة مصر (حيث مقر السفارة الإسرائيلية)، بتوقيع الشعب المصرى، ولا تحمل سوى جملة واحدة فقط: عندما يريد الشعب، لا أحد يمكنه أن يقف أمامه.
ولعل سيادة المشير يتذكر رجلا اسمه (الفريق عبد الرحمن سوار الذهب).



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخاريف ما بعد الصيام
- هدية إسرائيل لجنرالات مصر
- كلاكيت عاشر مرة: سيناريو الالتفاف على الثورة
- حتى لا تأخذنا النشوة مرة ثانية: المحاكمة ليست نهاية المطاف
- على هامش الحشود الإسلامية: مجرد تساؤلات مشروعة
- الجنرالات يتألقون
- رسالة مفتوحة إلى الإسلاميين: تعالوا إلى كلمة سواء
- رسالة مفتوحة إلى المشير طنطاوى
- هوامش على دفتر وطن ثائر
- الثورة غير قابلة للسرقة والشعب لن يعود إلى الوراء
- د. سليم العوا مرشحا للرئاسة: من الديمقراطية إلى أمن الدولة م ...
- على هامش «الثانوية العامة».. أسئلة الموسم والإجابات النموذجي ...
- قراءة فى خطاب المرشد العام
- عفوا.. لقد نفذ رصيدكم!!
- الدكتور رفيق حبيب بين «الشريعة» الإسلامية و«الحضارة» الإسلام ...
- فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى
- عن المؤسسة العسكرية والجيش ومهام قيادة ثورة 25 يناير
- المؤسسة العسكرية المصرية ومسئولية حماية الثورة
- ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العرا ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - دماؤنا ووثائقهم