أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - كلاكيت عاشر مرة: سيناريو الالتفاف على الثورة















المزيد.....

كلاكيت عاشر مرة: سيناريو الالتفاف على الثورة


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 16:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حسب وعود د. عصام شرف السابقة كان المفترض أن تصدر حركة المحافظين قبل نهاية يوليو الماضى، لكنها تعرضت للتأجيل يوما بعد يوم حتى صدرت غداة بدء محاكمة مبارك، بينما الشعب فى حالة اندهش ونشوة من رؤية المخلوع فى قفص الاتهام.
صدق السادة الجنرالات أنفسهم، وصدقوا من يكيل لهم المديح بمناسبة وبدون بمناسبة، واعتقدوا أن الشعب يصدق فعلا أنهم حماة الثورة وأن مثول المخلوع فى قفص الاتهام يحسب لهم، فكشفوا مرة أخرى عن وجه يتربص بالثورة ولا يكل من محاولات إجهاضها.
من بين 11 محافظا جديدا هناك خمسة لواءات محافظين، ليصل عدد السادة (اللواءات المحافظين) إلى ستة عشر لواء من أصل 27 محافظا، إضافة إلى لواءين فى منصب نائب محافظ، أحدهما نائب محافظ القاهرة والأخر نائب محافظ الإسكندرية. نحن إذن بصدد عسكرة المجتمع، وبما هو أخطر كثيرا من مجرد وجود حاكم عسكرى، ولم يزل السادة الجنرالات يقولون إنهم لا يريدون الحكم!!
وفق المعلومات التى نشرتها جريدة البديل على موقعها الألكترونى (6 أغسطس 2011) فقد تضمنت حركة المحافظين الجديدة، إضافة إلى اللواءات الخمسة، اثنين من (فلول) الحزب الوطنى سيء الصيت والسمعة، الأول هو اللواء صلاح الدين المعداوي محافظ الدقهلية وهو لواء سابق رشح نفسه مستقلا فى (انتخابات) مجلس الشعب، ثم ما لبث أن وقع استمارة عضوية بالوطني في جولة الإعادة. أما نجله الضابط محمد المعداوي فيصف الثورة (الثورة أم ترتر)، ويقول عن المتظاهرات إنهم (عاهرات)، ويصف المطالبين بمحاكمة مبارك (كلاب)، ويقسم أنه سوف ينحنى ليقبل يد مبارك إذا ما قابله!!
(الفل) الأخر الذى أصبح محافظا فى الحركة الجديدة هو أسامة الفولي محافظ الإسكندرية، وقد كان ذراع أمن الدولة (المنحل؟) فى جامعة الإسكندرية، مكلفا بالأعمال القذرة، وأبرزها تزوير انتخابات نادى أعضاء هيئة تدريس الجامعة.
ثم أن اللواء الروبى محافظ المنيا الجديد ليس فقط لواء شرطة لكنه ليس فوق مستوى الشبهات، حيث هناك اتهامات فساد ورشوة لم تزل تلاحقه.
أخطر ما فى هذه الحركة الجديدة، أن الانتخابات القادمة سوف تجرى تحت رعاية السادة اللواءات، وإذا كان الأرجح أن تلك الانتخابات لن تشهد عمليات تزوير مباشرة، فالمعروف أن أشكال وأنماط التزوير (غير المباشر) لا حصر لها، والمؤكد أن أصابع السادة المحافظين لن تكون بعيدة عن مجرى الانتخابات ونتائجها.
أما أطرف ما فيها فهو ما قاله المستشار محمد عطية وزير التنمية الإدارية «من الصعب إرضاء كل الأطراف» دون أن يوضح لنا سيادته من هم هؤلاء «كل الأطراف» الذين يتعين إرضاؤهم؟
والحاصل أنه من بين 27 محافظا، هناك 18 لواء جيش وشرطة سوف يشرفون على بناء الدولة المدنية، فإن لم تكن تلك الحقيقة من المساخر، فماذا تكون (المسخرة) إذن؟
اعتقد جنرالات المجلس العسكرى أنهم قادرون على خداع الناس (للمرة المليون يقعون فى نفس الخطأ)، وتصوروا أنهم قادرون على استغلال حالة (النشوة) التى غمرت الشعب برؤية المخلوع فى القفص لتمرير حركة المحافظين الجديدة، المؤجلة من أواخر الشهر الماضى إلى ما بعد بدء محاكمة المخلوع.
وفى تزامن لا يخلو من دلالات، ترافق إعلان حركة المحافظين مع مداهمة الشرطة العسكرية لبضع مئات من الشباب يتناولون إفطارهم فى ميدان التحرير (الجمعة 5 أغسطس) وظلت تطاردهم إلى أن غادروا الميدان، رغم أن هؤلاء الشباب أنفسهم كان يمكن لهم تناول إفطارهم بهدوء لو أنهم التقوا فى حديقة الأندلس مثلا أو أمام جامعة القاهرة، وبما يعنى أن ميدان التحرير الذى أصبح رمزا للثورة، قد أصبح أيضا مصدر أرق وصداع مستمر للسادة الجنرالات.
فى مقال سابق حذرت من استغلال حالة النشوة لاستئناف محاولات سرقة الثورة، ويتعين على هنا أن أعتذر للشعب، الذى وجهت له تحذيرى، وأثبتت الوقائع أنه استوعب الدرس، وربما كان علىَّ أن أتوجه بالتحذير إلى جنرالات المجلس العسكرى، الذى مازال مصرا على إجهاض الثورة.
للسادة الجنرالات أقول كلمة واحدة: الالتفاف على الثورة لن يحقق لأحد خروجا آمنا، فالشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة (وهو الذى أجبركم على تقديم قائدكم الأعلى لمحاكمة علنية)، الخروج الآمن لا يتحقق إلا عن طريق واحد فقط وهو الاعتذار عن أخطائكم وخطاياكم السابقة فى حق الثورة والثوار، والكف عن المناورات والمساومات والمواءمات، والبدء فى حملة تطهير حقيقية لمؤسسات الدولة من الفلول وعناصر أمن الدولة والحزب سيء الصيت والسمعة، فى تزامن مع إرساء الأسس الضرورية لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، على قاعدة (حرية كرامة عدالة اجتماعية)، وغير ذلك لن يعرف أحد طريق الخروج الآمن.
وللقوى الوطنية، إسلامية وليبرالية واشتراكية ويسارية: الرهان على الشعب هو الرهان الوحيد الرابح، فلنتفق جميعا على التخلص سريعا من حكم العسكر، لا يهم أيهما أولا الدستور أم الانتخابات، الأهم هو إنهاء حكم العسكر، لنخوض معا –بعد ذلك- صراعنا الفكرى والسياسى فى دولة لا دور فيها للعسكر إلا دور حماية حدود الوطن.

هوامش على واقع لم يزل مريرا:
* وجود شخصيات وطنية محترمة فى تشكيلة المحافظين الجدد (مثل د. عزازى على عزازى محافظا للشرقية، والمهندس سمير مرقس نائبا لمحافظ القاهرة) لا يكفى لإخفاء جوهر الحركة، فقليل من الملح قد يصلح الطعام، لكنه لا يجدى مع طبخة فاسدة من الأساس.
* إذا كان صحيحا أن المسئولية القانونية عن قطع الاتصالات والأنترنت يوم 28 يناير تقع على عاتق رئيس اللجة الوزارية التى اتخذت القرار، فإن الصحيح أيضا أن المشير طنطاوى كان عضوا فى هذه اللجنة، ومن حقنا أن نعرف ما إذا كان سيادته قد اعترض على القرار أم وافق عليه؟ وماذا كان رأيه فى تخويل حبيب العادلى منفردا فى اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.
* مرة أخرى: ليس لدى أدنى شك فى أن المخلوع (قبل خلعه) طلب من رجاله فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة فض المظاهرات بالقوة، لكن السؤال عندى هو لماذا رفض (رجاله) الطلب؟ وما هى المبررات التى قدموها له؟ هل قالوا له –مثلا- «عفوا لن ننفذ الأمر لأننا مع الثورة»؟
* يتردد أن المشير طنطاوى كان ضد مشروع التوريث، ومن قبيل إنعاش الذاكرة، لأن «آفة حارتنا النسيان» حسب العبقرى نجيب محفوظ، نعيد التذكير بأن صفوت الشريف وفتحى سرور وغيرهما من الموصوفين (الحرس القديم)، كانوا أيضا ضد التوريث، الفارق أن موقف رجال الحرس القديم كان معروفا قبل 25 يناير، بينما لم يكن أحد يعرف موقف المشير وجنرالاته، أما ما يجمع الكل فهو أن أيا منهم، بمن فيهم المشير وجنرالاته، لم يكن لديه من الجرأة ما يكفى لوضع العصى، أو حتى قلم رصاص، فى دواليب التوريث، أو إعلان موقفه، صراحة أو ضمنا، من باب أضعف الإيمان.
* السجين الجنائى على محمد الشاعر، نزيل سجن مزرعة طره مصاب بالشلل الرباعى وقرح الفراش ويعانى من التبول اللاإرادى، ولا يجد من يهتم بحالته الصحية المتردية، والمتهم محمد حسنى مبارك المصاب بألم فى أصبع رجله مقيم فى الجناح الرئاسى بالمركز الطبى العالمى يرافقه جيش جرار من الأطباء على أعلى مستوى. ما هو الفارق بين ما قبل خلع مبارك وما بعده؟ وهل يمكن للقاضى المحترم أحمد رفعت أن يشرح للناس أسباب إيداع المتهم محمد حسنى مبارك فى المركز الطبى العالمى؟
* من المسئول عن عدم وضع الكلابشات فى أيدى مبارك وأبنائه وحبيب العادلى وأعوانه؟ وهل تطبيق القانون على المتهمين أمر صعب فى عصر الجنرالات؟
* لا أعرف ما إذا ديكتاتور دمشق قد وجد لديه من الشجاعة ما يكفى لمتابعة محاكمة ديكتاتور القاهرة، أم أنه كان مشغولا بأشياء أخرى، لكن شريط الأخبار المتحرك على شاشة التلفزيون كان ينقل لنا أخبار قطع الاتصالات عن مدينة حماه، ومداهمات للمواطنين السوريين، واستشهاد عشرات منهم برصاص الجيش والشرطة، بينما الصورة على شاشة التلفزيون، أعلى الخبر، لديكتاتور القاهرة فى قفص الاتهام.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تأخذنا النشوة مرة ثانية: المحاكمة ليست نهاية المطاف
- على هامش الحشود الإسلامية: مجرد تساؤلات مشروعة
- الجنرالات يتألقون
- رسالة مفتوحة إلى الإسلاميين: تعالوا إلى كلمة سواء
- رسالة مفتوحة إلى المشير طنطاوى
- هوامش على دفتر وطن ثائر
- الثورة غير قابلة للسرقة والشعب لن يعود إلى الوراء
- د. سليم العوا مرشحا للرئاسة: من الديمقراطية إلى أمن الدولة م ...
- على هامش «الثانوية العامة».. أسئلة الموسم والإجابات النموذجي ...
- قراءة فى خطاب المرشد العام
- عفوا.. لقد نفذ رصيدكم!!
- الدكتور رفيق حبيب بين «الشريعة» الإسلامية و«الحضارة» الإسلام ...
- فخاخ (اليوم السابع) ومسئولية التيار الإسلامى
- عن المؤسسة العسكرية والجيش ومهام قيادة ثورة 25 يناير
- المؤسسة العسكرية المصرية ومسئولية حماية الثورة
- ردا على رسالة (الرفيق) جاسم رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين العرا ...


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - كلاكيت عاشر مرة: سيناريو الالتفاف على الثورة