أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - بزنسة الدين ... وتديين البزنس















المزيد.....

بزنسة الدين ... وتديين البزنس


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخذنى حظى العاثر الى مشاهدة احدى القنوات الفضائية فوجدت الدكتور - احمد عبده عوض احد ابناء محافظتى كفرالشيخ يتحدث فى الطب النبوى ويعالج به المرضى على الرغم من ان الرجل ليس طبيبا بل اساتذ جامعى ... ولكن بضاعته هذه المرة مختلفة عن اساتذته فهو لايعالج بالبردقوش ولم يخترع قطرة قرآنية كغيرة ... ولكنه يعالج بطريقة اخرى وهى العلاج بالاسماء الحسنى ... وهكذا تكتمل الحلقة الجهنمية التى تقوم على التجارة بالدين واستغلال البسطاء وغسل ادمغة المتعلمين ...


ان ما يحدث لهو اكبر اهانة للدين الاسلامى الذى قام على العقل .... ومايحدث يعتبر جريمة تغتال سماحة وعقلانية الدين ... لتملأه بالخرافات وتدس فى نخاعه الدجل والشعوذة ....
سلسلة كتب الادوية النبوية هى سلسلة كبيرة صدر منها حتى الان جزءان ...وما كتب فى الجزءين يكفى لقياس كم الاستخفاف بعقولنا واستغلال اقدس الاشياء فى الترويج لافسد الاشياء وهو بيزنس بيع الوهم للناس فى ظل فقر الناس وبؤسهم وفساد النظام الصحى وخلل التعليم الذى يفرز انصاف متعلمين وجهلاء بدرجة اساتذة جامعات ومثقفين بمرتبة متخلفين عقليا !!!


الاسماء الحسنى التى هى صفات للخالق عز وجل , هذه الصفات المقدسة التى لايقترب منها بشر استطاع احمد عبده عوض ان يحولها الى كبسولات وحقن واقراص وملينات وبخاخات وقطرات .... كيف واتته الجرأة على ان يفعل فعلته تلك ويهين تلك الاسماء الحسنى ويهتك قداستها وينزل بها الى معترك الواقع لتتحول القداسة الى مستوصف , والجلالة الى وحدة صحية ... هل هى خطة مدبرة من هؤلاء الدعاة اصحاب اللحى لاغتيال اى نفس عقلى او نبض منطقى فى الدين .؟... نريد اجابة ... عن مغزى وهدف تلك الخزعبلات .... هل هى نتيجة الدونية التى نحس بها تجاة الغرب ؟ ... هل هى نتيجة اننا لم نسهم فى مسار العلم منذ عصر ابن رشد ؟ ... هل هى نتيجة اننا صرنا نستورد كل شىء من فتاحة العلب الى ادوات تنقيب البترول ؟ ... ام نتاج ان الوحش الاسرائيلى الرابض الى جانبنا عدد علمائه ضعف عدد العلماء فى الدول الاسلامية مجتمعه بكاملها .؟.. ... ام هو نتاج وافراز كل هذه الامور مجتمعه ؟!!!!!


علاج الصمم عند الداعية احمد عبده عوض هو ترديد اسم السميع 100 مرة ...ولعلاج آلام العمود الفقرى ترديد الجبار 100 مرة ايضا .. اما الجيوب الانفية فلا يجدى معها الا اللطيف 100 مرة ... ولتثبيت الجنين قراءة اسم المتين 100 مرة يلصقه بقوة فولاذيه ( خليه جوه بقى ياعم الشيخ ) ...والقولون لها اسم الرؤوف , والبروستاتا الرشيد , وضغط الدم له الخافض ,والروماتويد له اسم المهيمن ......... وهكذا .... كل مرض له اسم من الاسماء الحسنى يستطيع اصلاح الخلل واعادة الحيوية ....


من جهتى ساحاول ان اناقش احمد عبده عوض وامثاله بجديه . فالحياة فى مصر المحروسة هى التى تفرض علينا احيانا ان نناقش البديهيات من المربع رقم صفر ...
اولا.. لايوجد يادكتور احمد دواء يعالج عضو ... هذه الفلسفة انتهت من زمن بعيد بظهور علم الفسيولوجيا وصار الدواء يقتل ميكروبا ما عن طريق تقوية جهاز المناعة ضد هذا الميكروب بمساعدة الدواء اى يعالج خللا ما وليس عضوا ما ... فاصبحنا نسمع عن دواء يعالج خلل الانسولين فى البنكرياس او خلل توازن الاملاح فى الضغط او خلل هرمون الثيروكسين وليس الغدة الدرقية ...او يقتل نوعا خاصا من الفطريات او البكتريا الى اخر هذه الفلسفة التى استقر عليها العلم وصار يكتشف بها ويقتحم وينشر السعادة ويطيل عمر
الانسان ويقلل وفيات الاطفال والامهات ويقضى على امراض فتاكة مثل الجدرى والطاعون والكوليرا ...الخ .... كل ما سبق كان بسبب العلم ولاشىء غيرالعلم وهذا يقودنا الى


ثانيا .... وهو ان المعنى العلاجى يوصلنا الى تفرقة عنصرية فى العلاج ويقودنا الى فتنة طائفية ... فالمريض المسلم يشفى والمريض المسيحى يموت ... لان المسلم يملك اسماء حسنى اما المسيحى فلايملكها ... وهذا ظلم ياعم الشيخ احمد يتنافى مع اسم امن اسماء الله الحسنى وهو ( العدل ) ...


ثالثا... العلاج بالكلام الشفهى والمعجزات الخارقة كان فى عصور السحر ايام انسان الكهف الذى كان لايفهم سر الزوابع والاعاصير والبراكين ..فيحفظ تمائم وتعاويذ ويعالج بكلام شفهى سحرى ... ويتخيل انه اخرج الارواح الشريرة مثلما كانوا يقولون قبل عصر ابو قراط عندما كانوا يعالجون الصرع بالضرب حتى تخرج الارواح الشريرة من جسد المريض .... فهل بعد كل هذا التقدم الطبى والعلاج بالهندسة الوراثية والخلايا الجذعية والمناظيرالضوئية والتشخيص بالمقطعية والرنين وثلاثى الابعاد وتحليل نقطة الدم
التى صارت تكشف لنا الكثير من علامات الاستفهام التى كانت تكتنف العالم الغامض ... عالم الانسان .. ..الخ .


بعد كل هذا ياشيخ احمد نعود للعلاج بالكلمات مهما بلغت قداستها ... اعتقد ان هذا هو الجنون بعينه ... فالذى هدى الانسان الى كل هذا التقدم هو الله ياشيخ احمد ... فلو كانت تلك الكلمات تنفع علاجا لماذا هدى الانسان الى تلك المخترعات التى افادت البشرية كلها ؟..... المشكلة الكبرى ان هؤلاء المروجين لمثل هذه الطرق من العلاج والتى يطلقون عليها اسماء مختلفة مثل الطب النبوى او الدواء الربانى ..... الخ . يتخيل هؤلاء انهم يخدمون الدين ولكنهم فى الواقع يدمرونه ويجعلونه مجرد قارب لاهدافهم ...والكارثه ان هذا القارب لن يصل بهم الى شاطىء النجاة بل سيظل عرضه لعواصف وانواء الواقع واختباراته ....


والسؤال ماذا لو لم تنجح الاسماء الحسنى فى علاج المرض ... وكيف سيكون حال المريض الذى شعلقناه على حبال الامل الدايبه !!.... أليس الشك سيمتد الى مابعد الاسماء الحسنى ؟! .... لماذا نعرض القداسة المطلقة للقيل والقال وتجارب الشفاء والمرض والنسبية ؟!!! ... ارحمونا وارحموا العلم وارحموا مصر .... ياصاحب الدكتوراة فى اللغة العربية ولم يتعلم المنهج العلمى فى التفكير ...فانا اعرف انك ممن كانوا يصمون الكتب ويحفظون المناهج والمقررات وحصلت على اعلى الشهادات ولكنك فى الحقيقة تفكر بعقلية خرافية غير علمية على الاطلاق ... فالمنهج العلمى من الممكن ان يمارسه صاحب سوبر ماركت افضل من دكتور جامعى مثلك ..... فدرجة التعليم عندنا نحن العرب والمصريين لاتعبر عن درجة الثقافة العلمية والتفكير النقدى ....فمن الممكن ان يذهب الاستاذ الجامعى بعد الخروج من الجامعة الى زار اويفتح المندل اويقرأ الفنجان .... فالعبرة ليست بدرجة التعليم ولكن
بالمنهج العلمى السليم فى التفكير ..... ياشيخ احمد ارحم الدين ...فالدين ملجأ وملاذ ... وليس بيزنس وابتزاز ...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايتها المرأة الاستثنائية
- رحل الشوان أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإ ...
- الشفاعة والفساد وجهان لعملة واحدة
- الفقر في مصر صناعة بشرية نجمت عن فشل سياسات التنمية
- كلاوزفيتس عبقرى العسكرية والمرأة
- نحن بحاجه لنائب برلمانى يكون قويا امينا
- الطريق طويل بين المعدة والعقل فى مجتمعاتنا العربية
- الانبياء ... والبؤساء ... والزعماء
- سيناء والتوتر فى المنطقة
- شركات الجنود المرتزقة كأداة للقتل والتخريب ونشر الفتن والنزا ...
- الحوينى لايكذب ولكنه يتجمل
- مصر التى فى خاطرنا تشتكى من سلبية الناخبين
- الرسم بفرشاة الفراق
- لا تنطق بنعم ... عندما تشعر بأن لا أولى
- ما زلت حيا اتنفس ....
- الأمة العربية بلا درع امام هجمات الأمركة (العولمة) والتغريب
- مبارك وآل سعود هم من يقف وراء اغتيال السادات
- الموظف المصرى بحاجة الى ثورة تغير مفاهيمه عن العمل
- الارهاب ج (1)
- تفكيركم في مصطلح (ثورة مضادة) وهم يخططون لنا (حربا أهلية)


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - بزنسة الدين ... وتديين البزنس