الشفاعة والفساد وجهان لعملة واحدة

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3546 - 2011 / 11 / 14 - 02:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الشفاعة هى الفساد بعينه ... لان الشفاعة هى الزعم ان الرب له ( شلته ) واحبابه .... وهم طبعا قادرون على تغيير رأيه وحكمه واحكامه بسبب معزتهم عند الرب ... من ناحية اخرى الشفاعة تعنى : ان الله ضعيف القلب ويحب المقربين الى درجة ان يحمى قرارا قد اتخذ ويغير رأيه او حكمه لاجل معزة هؤلاء عنده ..... الشفاعة هى : ان يتدخل الله شخصيا لايجاد العريس المفقود ... او الولد المفقود ... وان يتدخل لدى الحيوانات المنوبة لتلقيح البويضة المستعصية على التلقيح ....

الشفاعة ان يتدخل الشخص الذى نعتقد انه الاقرب الى الله فى هذا او ذاك الموضوع وان يقدر على ان يحمل الله على التدخل وتغيير الوضع القائم وذلك بحكم معزة هذا الشافع لدى المشفوع منه .... أليس هذا هو الفساد بعينه ؟؟؟!!! لماذا نصر بكل ما لدينا من عاطفة دينية جياشة على ان نشبه الله بحكامنا الفاشلين والفاسدين ؟!!!... لماذا ننزل من قيمة ومكانة هذا الرب الاله الى الحضيض ؟!!! ..

انظر الى ( المزارات ) التى تنتشر فى كل مكان هذه الايام ... والمبالغ الهائلة التى تنفق عليها تحببا وتقربا لاولياء الله الصالحين وليس لله صاحب الامر الاساسى !!!! بل للشافعين والقادرين على تغيير رأى الله ولوى ذراعه والحصول لنا منه على ما نريد .... يا سادة : اذا كنا نريد شيئا من الله فلما لانذهب اليه مباشرة ...ام ان مكاتب الله مغلقة بوجهنا نحن العامة ...ومفتوحة على مصرعيها امام القلة المقربين .... كيف ننزل من قيمة من نعتبره عظيما عادلا منصفا رحيما جبارا الى هذا الحضيض ؟!! ... ولماذا نعتب على الحكام والوزراء اذا تدخل احدا من المقربين لديهم واخترقوا القانون ... وأليس لهم شفعاء ايضا ؟!!! ...

لذلك ادعو الجميع ان يتفكروا ولو للحظة بهذه الكلمات ... فلا يجوز ان يتحكم الجهل بنا الى هذه الدرجة ... فالفساد هو الفساد ... وما اسمى الله الذى نعبده عن هذا الفساد المسمى ( شفاعة ) ....
حمدى السعيد سالم

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات